الاهتمام بحُسْنِ المنظر سُنَّة نبوية
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بالأخلاق اهماماً كبيرا، ورغَّب في حُسْنِ الخُلق، وجعل من يتحلى به أحبَّ الناس إليه، وأقربهم مجلساً منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا) رواه الترمذي. وكما اهتم نبينا صلى الله عليه وسلم بحُسْنِ وجمال الخُلق ودعا إليه وحث عليه، فقد اهتم كذلك بحُسْن المنظر والهيئة، فالمسلم جميل الظاهر والباطن، حسن الأخلاق وحسن المنظر.
الاهتمام بحُسْن المنظر والهيئة سنة نبوية، وقد أمر الله تعالى أمر عباده المؤمنين بأن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد فقال: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}(الأعراف: 32:31). قال ابن كثير: "ولهذه الآية، وما ورد في معناها من السُنة، يُسْتَحَب التجمل عند الصلاة، ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك، ومن أفضل الثياب البياض". وقال السعدي: " ويُحْتَمَل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباس النظيف الحسن".
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن حُسْن وجمال مظهر المسلم من الأمور التي يحبها الله عز وجل، وليس ذلك من الكِبْر، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة!! قال صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر: بطر الحق (رفْضُ ورد الحقِّ) وغمط الناس (احتقارهم)) رواه مسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب اللباس الطيب، ويحب لبس الأبيض ويحث عليه، وصحَّ في الأحاديث أنه لبس غيره، فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالبَياضِ من الثِّياب، فلْيلْبَسْها أحياؤُكمْ، وكفِّنُوا فيها مَوتاكُمْ ، فإنَّها خيرُ ثِيابِكم) رواه النسائي وصححه الألباني. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان (مضيئة مقمرة) وعليه حُلة حمراء (ثوب به خطوط حمراء)، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر) رواه الترمذي وصححه الألباني. وفي سِيَر أعلام النبلاء للذهبي أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: "مررتُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابٌ بيضٌ نقيَّة".
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على تخصيص ملابس لأيام المناسبات والالتقاء بالآخرين كالجمعة والأعياد وغير ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما على أحدكم إن وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وكان صلى الله عليه وسلم يلبس في العيد أحسن ثيابه، وكانت له حُلة يلبسها في العيدين، والجمعة، قال ابن القيم: "وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حُلة يلبسها للعيدين، والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة برداً أحمر، وليس هو أحمر مصمتًا، كما يظنه بعض الناس، فإنه لو كان كذلك لم يكن برداً، وإنما فيه خطوط حمر، كالبرود اليمنية، فسمي أحمر باعتبار ما فيه من ذلك".
وكان صلوات الله وسلامه عليه يحب الطِيب والرائحة الطيبة، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يحب الطيب، ويأمر به). وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منِ اغتسل يومَ الجمعة فأحسنَ الغُسْل، وتطهَّر فأحسَنَ الطُّهور، ولبِسَ مِنْ أحسن ثيابه، ومَسَّ مَا كتَبَ الله له مِنْ طيبِ أوْ دُهْنِ أهله ثُمَّ أتى المسجد فلم يَلْغُ ولم يُفَرِّقْ بينَ اثنينِ، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأُخْرى) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التساهل أو الغفلة عن حُسن المظهر، لئلا يتأذى الناس من ذلك، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زائراً في منزلِنا، فرأى رجلًا شَعِثًا قد تفرَّقَ شعرُه، فقال: أما كان يَجِدُ هذا ما يُسَكِّنُ به شعرَه، ورأى رجلًا آخرَ وعليه ثيابٌ وَسِخَةٌ فقال: أما كان هذا يجدُ ماءً يغسلُ به ثوبه) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الشعر والاهتمام به، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له شَعْرٌ فلْيُكرِمْه) رواه أبو داود وصححه الألباني. ونهى صلى الله عليه وسلم عن القزَع وهو حلق بعض الرأس دون بعض، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيًّا قد حُلِق بعضُ شعرِه وتُرك بعضُه فنهاهم عن ذلك، وقال: احلِقُوه كلَّه أو اتركُوه كلَّه) رواه أبو داود وصححه الألباني. قال النووي: "وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة، إلا أن يكون لمداواة ونحوها"، والحكم في هذا شامل للصغير والكبير على السواء.
إن حُسْن المظهر والاهتمام به يكون قُرْبَةً إذا كان على هدْي النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهاراً وشكراً لنعمة الله تعالى علينا، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن لنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمال، ويحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِه على عَبده) رواه الطبراني وصححه الألباني. أي: إذا أعْطى اللهُ عبْدًا مِن عِبادِه نِعمةً مِن نِعَمِ الدُّنيا، فلْيُظهِرْها في نفْسه، بأنْ يلْبَسَ لِباساً يلِيق بحاله، لإظهارِ نِعَمِ الله عليه، وليس للإسراف ولا المَخيلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كلوا، واشْربوا، وتصدَّقوا، والبَسوا، ما لمْ يخالطْ إسرافٌ ولا مَخِيلة (غرور وتكبر)) رواه النسائي وحسنه الألباني.
وقد جاء في السُنة النبوية النهي عن لبس الشهرة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة) رواه أحمد. قال ابن تيمية: "يحرم لبس الشهرة، وهو ما قُصِد به الارتفاع، وإظهار الترفع، أو إظهار التواضع والزهد، لكراهة السلف لذلك"، والحكم على لباس معين بأنه لباس شهرة يُرْجَع فيه إلى عُرْف البلد، قال ابن عثيمين: "ثوب الشهرة ليس له كيفية معينة أو صفة معينة، وإنما يراد بثوب الشهرة ما يشتهر به الإنسان، أو يشار إليه بسببه، فيكون متحدَّث الناس في المجالس، فلان لبس كذا، فلان لبس كذا، وبناء على ذلك قد يكون الثوب الواحد شهرة في حق إنسان، وليس شهرة في حق الآخر".
الاهتمام بحُسْنِ المظهر ـ من مَلْبَس وهَيْئة ـ سُنَّة نبوية، ولا يكون بأمرٍ نهى الشرْع عنه، كلبس الحرير والذهب للرجال، أو تشبُّه الرجال بالنساء، أو النساء بالرجال.. وبالنسبة للمرأة فإنها مثل الرجل إلا فيما خصها الشرْعُ به من مواصفات اللباس الشرعي، وعدم الخروج متعطرة وغير ذلك.. والمسلم الذي يخرج من بيته بمظهر حَسَن وهيئة طيبة فإنه مأجور من الله تعالى، وهو مقتدٍ في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن اسلام.ويب
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم قال صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه قال عبد الله بن قال ابن
إقرأ أيضاً:
كلمات تبرد نار قلبك إذا نزل بك ابتلاء أو مصيبة
لم يتركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نواجه الابتلاءات دون أن يعلمنا كيف نتصرف؛ لذلك ورد عنه - عليه الصلاة والسلام- الكثير من الأحاديث والأدعية التي إن تمسك بها المؤمن أثناء أي بلاء عام أو وباء نجا، والبلاء لم يكن قاصرًا على أحد بعينه، فعانى منه أكثر أنبياء الله ورسوله، وإن تفاوتت مراتبهم ومراتب الناس فيه.
ويأتي على الإنسان لحظات تضيق به الحياة بما رحُبت، ولا يجد لها مخرج إلا الله سبحانه وتعالى، فلا أحد فى هذه الحياة يخلو من المشاكل والهموم والبلاء، ففي هذه الأوقات الصعبة عليه أن يلجأ الى الدعاء، لأن الدعاء سلاح المؤمن القوي، فمن يمر بضيق ومشاكل فعليه أن يدعو بدعاء سيدنا يونس «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
كيف تخفف عن نفسك إذا أصابك ابتلاء او مصيبة؟فى هذا الصدد قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عندما يأتي لك البلاء كيف تخفف عن نفسك؟، بأن تقول إن هذا من عند الله وهو لا يأتي منه إلا الخير حتى ولو كان شرً لك فى الظاهر فإنك لا تعرف ما وراءه من الخير والثواب.
وتابع قائلاً:" أنت لا تعرف ماذا يفتح لك عندما تسلم وترضى ولا تعلم ماذا قد دفعه عنك وصده عنك بهذا البلاء الظاهر، وإذا آمنت أن البلاء من عنده سبحانه وتعالى فتجد أن السكينة والطمأنينة قد ملأت قلبك.
وفيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني فى مصيبتي وأخلف لى خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها)).
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». رواه مسلم.
دعاء النبي عند الابتلاء والحزناللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته امري إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك هي أوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك.
دعاء ضيق الصدر والنفساللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ أعوذ بك من شر ما صنعتُ أَبُوءُ لك بنعمتك عليَّ وأَبُوءُ لك بذنبي فَاغْفرْ لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا رب العالمين.
« اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللهم انى اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء».
ماذا علم النبي أصحابه عند نزول البلاء؟ربى النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه على الصبر على البلاء، كان يبث التفاؤل والثقة في قلوبهم، ويفيض عليهم مما أفاض الله عليه من أمل مشرق في انتصار الإسلام وانتشاره، فمن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر»، رواه أحمد .
كيف كان يتعامل الرسول مع البلاءرسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان له نصيب من الابتلاء، قال الله -تعالى-:« وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ»، (سورة الأنعام: الآية 34)، وقال - سبحانه-: « أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ »، (سورة البقرة: الآية 214).
وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال: « قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟، قال: الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، فيُبْتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»، رواه أحمد .
فتعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للكثير من الأذى والمحن والبلاءات في مواقف متعددة من حياته، وكان ذلك على قدر الرسالة التي حملها، فقريش أغلقت الطريق في وجه الدعوة في مكة، وتعرضت له ولأصحابه بالإيذاء، وحوصر مع أصحابه ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب، حيث النصب والتعب الشديد ، وصبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليكون قدوة للمسلم في كل زمان ومكان في الصبر على البلاء.
وسنة البلاء في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهرت في كثير من الأحاديث الشريفة من سيرته العطرة، فورد أن ورقة بن نوفل في أول يوم من أيام النبوة حين قال: «يا ليتني فيها جذعا -أكون حيا - إذ يخرجك قومك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم؟!، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي »، رواه البخاري .
وعن عروة بن الزبير- رضي الله عنه- قال: « سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا النبي -صلى الله عليه وسلم - يصلي في حِجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه، ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ »، رواه البخاري .
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: « قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: « لقد أوذيتُ في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثالثةٌ وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما وارى إبط بلال»، رواه الترمذي .