دمشق -(رويترز) – تراجعت العملة السورية لأدنى مستوياتها في السوق الموازية اليوم الأربعاء، حيث تم تداولها عند أكثر من 11 ألف ليرة مقابل الدولار، وفقا لتطبيقات على الإنترنت تُستخدم لتتبع القيمة. وخفض البنك المركزي يوم الثلاثاء السعر الرسمي لسحب التحويلات النقدية بالعملة الأجنبية إلى 9900 ليرة للدولار.

ويمثل هذا انهيارا كبيرا قياسا منذ بداية العام، عندما كان السعر في السوق الموازية يحوم حول 6500 وكان سعر سحب التحويل 4522 ليرة للدولار. وكان سعر تداول الليرة عند 47 مقابل الدولار الواحد قبل اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في مارس آذار 2011. ومنذ ذلك الحين، ينهار الاقتصاد تحت وطأة تأثيرات الصراع الدموي والعقوبات الغربية وضغوط العملة المرتبطة بالانهيار المالي في لبنان المجاور وخسارة الحكومة لأراضيها المنتجة للنفط في الشمال الشرقي. وأدى الانهيار الناتج عن ذلك في قيمة الليرة إلى ارتفاع أسعار السلع وتفاقم الصعاب في وقت يكافح فيه السوريون لشراء الطعام ودفع قيمة استهلاك الكهرباء والمواد الأساسية الأخرى. وقالت المحللة الاقتصادية نسرين زريق لرويترز إن انخفاض قيمة العملة كان مدفوعا ببدء الركود التضخمي، وهو مصطلح يشير إلى مزيج من ارتفاع التضخم والركود الاقتصادي. وأضافت “الارتفاع اليومي ناتج عن ارتفاع التضخم وبداية الدخول بالركود التضخمي… التضخم بيدخل بحالات تسارع بارتفاعاته لما بيكون الاقتصاد ما في مشاريع إنتاجية جيدة، نتيجة تراجع المشاريع الإنتاجية بيرتفع مع التضخم وبالتالي ارتفاع سعر الصرف”. وتوقع البنك الدولي انكماشا بنسبة 3.2 بالمئة في الناتج الاقتصادي السوري لعام 2023، بسبب استمرار الصراع وارتفاع أسعار الحبوب والطاقة ونقصها، إلى جانب ندرة المياه التي تحد من إنتاج المحاصيل. لكنه عدل تلك التوقعات في أعقاب زلازل فبراير شباط بمقدار 2.3 نقطة مئوية أخرى وتوقع انكماشا بنسبة 5.5 بالمئة لهذا العام، مما يفاقم آثار الصراع المستمر منذ 12 عاما.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: ديكتاتور تونس سيفوز بفترة رئاسية أخرى

نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، مقالا، قالت فيه إن "الرئيس التونسي، قيس سعيد، وفى بوعده، حيث إنه قبل خمس سنوات، عند ترشحه للرئاسة بنية إصلاح السياسة التونسية بشكل جذري. قد فعل ذلك بالفعل، حيث منح نفسه سلطات وصفها البعض بـ"انقلاب ذاتي" وخنق الديمقراطية الناشئة".

وأضاف المقال، الذي ترجمته "عربي21" أنه "لن يقول سوى عدد قليل من التونسيين بأنهم في وضع أفضل. ومع ذلك، في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر، سوف يترشح سعيد، لإعادة انتخابه، في تصويت سيفوز به بالتأكيد".

وتابع: "ليس بسبب نقص المعارضة، إذ كان العشرات يأملون في تحدّيه، لكن طموحاتهم أُحبطت. فتم سجن بعض المرشحين المحتملين بتهم زائفة. وتم استبعاد آخرين، بعد اتهامات مشكوك فيها بشراء الأصوات".

وأردف المقال نفسه، بأن قيس سعيد "بصفته أستاذ قانون فإنه ماهر في استخدام القانون لقمع التحديات لحكمه"، مسترسلا: "في النهاية، وافقت اللجنة الانتخابية على ثلاثة مرشحين فقط: قيس سعيد، زهير المغزاوي، وهو سياسي غريب الأطوار يُنظر إليه على أنه قريب من سعيد".

كذلك، فإن اللجنة الانتخابية، وافقت على "العياشي زمال، وهو رجل أعمال مغمور، وخشية أن يصوت له أحد تمّت إدانته لاحقا بالتزوير، وحكم بالسجن لمدة 20 شهرا (ولكنه يبقى على ورقة الإقتراع)".


ويرى المقال نفسه، بأن "الانتخابات التونسية الماضية، التي جرت خلال عام 2019، تميّزت باليأس. فقد كان التونسيون متفائلين بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي، وهو دكتاتورهم القديم، في عام 2011. ولكن بعد ثماني سنوات فقدوا الأمل في السياسيين الفاسدين الذين فشلوا في إحياء الاقتصاد الراكد. فاز سعيد بنسبة 73 في المئة من الأصوات ووعد بـ: ثورة جديدة".

وأضاف: "في عام 2021، علّق الكثير من بنود الدستور التونسي، وأرسل دبابة لإغلاق أبواب البرلمان. في العام التالي، دفع بميثاق جديد جرد السلطة التشريعية من السلطة وعزّز الرئاسة. منذ توليه منصبه، انزلقت تونس من المركز 53 إلى المركز 82 على مؤشر الديمقراطية الذي جمعته وحدة معلومات الإيكونوميست".

واستطرد: "لكن الاقتصاد لا يزال مهملا. فقد ظل النمو منخفضا، لسنوات. وبعد تعديل التضخم، أصبح الناتج المحلي الإجمالي أصغر ممّا كان عليه قبل الانهيار الناجم عن الوباء في عام 2020".

وبحسب المقال نفسه، قد "بلغ معدل البطالة 16 في المئة، وأكثر من ضعف ذلك بين الشباب. والنقطة المضيئة الوحيدة هي صناعة زيت الزيتون التي تستفيد من الجفاف في إسبانيا، أكبر منتج في العالم، والذي أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية. وكل شيء آخر في حالة احتضار".

وأكد أن "الدين العام يقترب من 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ومعظمه مستحق للأجانب. وبلغت تكاليف الديون الخارجية 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي. وفي عام 2022، تفاوض المسؤولون التونسيون على خطة إنقاذ بقيمة 1.9 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي. لكن سعيد رفض الصفقة، رافضا خفض الدعم وفاتورة الأجور العامة الضخمة".


"تمكّنت الحكومة من تجنب التخلف عن السداد. لكنها تحتاج إلى اقتراض ما يقدر بنحو 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل وتكافح من أجل إيجاد تمويل خارجي (سنداتها مصنفة على أنها غير مرغوب فيها)" أوضح التقرير نفسه.

وأبرز أن "البنوك المحلية تثقل كاهلها بالديون العامة. ومن المتوقع أن يقرضوا الدولة نحو 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام وأكثر في عام 2025. وهذا من شأنه أن يزاحم الشركات الخاصة ويثير المخاوف بشأن قدرة البنوك المحلية على الوفاء بالتزاماتها". 

واختتم المقال، مشيرا إلى أن "سعيد لم يُبد اهتماما كبيرا بالإصلاحات: فإن سياساته الاقتصادية لا تتجاوز كثيرا الهذيان بشأن المضاربين وحملات مكافحة الفساد (التي تستهدف عادة خصومه السياسيين). وخمس سنوات أخرى من هذا القبيل تضمن في الغالب استمرار تعثر الاقتصاد التونسي".

مقالات مشابهة

  • بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة أكبر المعوقات أمام الشركات بالسوق المحلي
  • تطبيق الفترتين.. قرار مهم من «التعليم» بشأن المدارس الرسمية للغات والرسمية المتميزة
  • استقرار أسعار الذهب في مصر وتراجع طفيف عالميًا: الفجوة بين السوقين تزداد
  • ارتفاع معدل التضخم في سلطنة عُمان بنسبة 1.1%
  • سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم السبت 28-9-2024 لحظة بلحظة
  • مؤشرات الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على ارتفاع قياسي
  • إيكونوميست: ديكتاتور تونس سيفوز بفترة رئاسية أخرى
  • وول ستريت تفتح على ارتفاع بعد بيانات تضخم مواتية
  • سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء اليوم الجمعة 27-9-2024
  • المغرب..المديونية العمومية تجاوزت 111 ألف مليار