عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم الاثنين- مجموعة مراجعة مستقلة لتقييم ما إذا كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تضمن الحياد بعملها وللرد على الاتهامات الإسرائيلية بارتكابها انتهاكات، في حين أعلنت إسبانيا عزمها إرسال تمويل إضافي للوكالة، وطالب الكنيست الإسرائيلي بوقف دائم للتمويل.

وأفادت الأمم المتحدة -في بيان- أن تعيين مجموعة التقييم أتى بالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، كما سترأسها وزيرة خارجية فرنسا السابقة كاثرين كولونا.

وأشار بيان الأمم المتحدة إلى أن المجموعة المعيّنة ستبدأ عملها في 14 فبراير/شباط الجاري، على أن تقدم تقريرا مبدئيا إلى الأمين العام للأمم المتحدة في أواخر مارس/آذار المقبل، وتقريرا نهائيا في أواخر أبريل/نيسان المقبل.

ولفت البيان إلى أن عمل المراجعة الخارجية المستقلة سيتم بالتزامن مع التحقيق الذي يجريه مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية في مزاعم تورط 12 من موظفي الأونروا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضح البيان أن كولونا ستعمل بالتعاون مع 3 منظمات بحثية في السويد والنرويج والدانمارك.

من جهته، رحب لازريني -عبر منصة إكس- بتعيين غوتيريش مجموعة مراجعة مستقلة لتقييم حياد الوكالة.

من حهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين إن حكومته تمتلك أدلّة على ارتباط وكالة الأونروا بما سماه الإرهاب، وإنها ستقدّمها للجنة الجديدة التي شكّلها الأمين العام للأمم المتحدة لتقييم عمل الوكالة.

وكتب كاتس على منصة "إكس"، "سنقدّم كل الأدلّة التي تُظهر صلات الأونروا بالإرهاب وآثارها الضارة على الاستقرار الإقليمي. من الضروري أن تكشف هذه اللجنة الحقيقة".

إسبانيا تدعم الأونروا

على صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن بلاده سترسل للأونروا مساعدة إضافية بقيمة 3.5 ملايين يورو (3.8 ملايين دولار).

وشدد مانويل على أن الأونروا تعمل في وضع بائس، كما يوجد خطر حقيقي يهدد أنشطتها الإنسانية في غزة بالشلل خلال الأسابيع القليلة القادمة، وفق وصفه.

وقدمت مدريد مساهمات مباشرة قيمتها 18.5 مليون يورو للأونروا العام الماضي، من بينها 10 ملايين يورو تمت الموافقة عليها في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد قرار زيادة المساعدات التنموية والإنسانية للأراضي الفلسطينية بـ3 أمثال.

وقف تمويل دائم

وفي إسرائيل، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن عضو الكنيست من حزب الليكود دان إيلوز، أرسل رسالة إلى برلمانيين في الدول التي جمّدت تمويلها لوكالة الأونروا، داعيا ليصبح وقف التمويل دائما.

وذكرت الصحيفة أن 20 عضوا آخرين بالكنيست وقعوا الرسالة، وطالبت بإيجاد بدائل عن الأونروا، واتهمتها بـ"الإرهاب وتقويض مبادئ السلام والأمن".

وزعمت الرسالة أن توزيع المساعدات مستقبلا يجب أن يتماشى مع النهج الإسرائيلي بـ"تعزيز السلام والاستقرار" بالمنطقة، وسط استمرار استهداف إسرائيل لقوافل المساعدات التابعة للأونروا وعرقلة عملها في قطاع غزة المحاصر.

وأعلنت 14 دولة -الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وفرنسا والنمسا وسويسرا وفنلندا ورومانيا وهولندا ونيوزيلندا- خلال الأسبوع الماضي وقف تمويل الأونروا بأعقاب اتهامات إسرائيلية لـ12 موظفا من أصل 30 ألفا يعملون في غزة، بالمشاركة في طوفان الأقصى.

وكان الاتحاد الأوروبي قد حذر من أن وقف تمويل الأونروا سيعرّض حياة الآلاف للخطر، بأعقاب إعلان الأونروا أنها على الأرجح ستوقف عملياتها الإنسانية في الشرق الأوسط -وليس غزة فقط- في نهاية الشهر الجاري.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بين التراجع والتصعيد.. هل تغيرت شروط واشنطن في الملف النووي الإيراني؟.. المبعوث الأمريكي يطالب بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.. وإيران ترفض التفتيش الدولي على البنية التحتية العسكرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تغريدة نشرها يوم الثلاثاء، أوضح المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، ستيف ويتكوف، أن طهران "يجب أن توقف وتزيل برنامجها لتخصيب اليورانيوم وتسليح الأسلحة النووية"، في تراجع واضح عن تصريحات أدلى بها قبل يوم واحد لمح فيها إلى احتمال قبول واشنطن بتخصيب محدود لليورانيوم من قبل إيران.

وكان ويتكوف قد صرّح، في مقابلة مع برنامج "هانيتي" على قناة "فوكس نيوز" يوم الإثنين، أن التخصيب الإيراني لليورانيوم لن يتم القضاء عليه بالكامل، بل سيُخفض إلى الحد المسموح به في الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA)، وهو 3.67%. وقال: "لا حاجة لإيران لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 3.67%".

وأشار ويتكوف إلى أن أي اتفاق جديد سيعتمد بشكل كبير على التحقق من أنشطة التخصيب، وكذلك من الجوانب المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية، بما في ذلك الصواريخ، ونظام تفجير القنبلة النووية.

ما الجديد في تصريحات ويتكوف؟

رغم أن التصريحات أثارت جدلاً، فإن الجديد في موقف الإدارة الأمريكية يتمثل في نقطتين رئيسيتين:

نظام رقابة أوسع من اتفاق 2015

الإدارة الأمريكية تسعى إلى نظام تفتيش أشمل من ذاك المنصوص عليه في الاتفاق النووي السابق. هذا يشمل السماح للمفتشين بالوصول إلى مواقع قد تكون مرتبطة بتطوير الرؤوس الحربية، وليس فقط منشآت التخصيب المعلنة. طهران أبدت مرارًا رفضها لمثل هذا التوسع في عمليات التفتيش، ما قد يشكل عقبة كبيرة في المفاوضات.

التركيز على برنامج الصواريخ الباليستية

ويتكوف شدد صراحة على ضرورة مراقبة البرنامج الصاروخي الإيراني، وهو ملف لم يشمله الاتفاق النووي السابق بشكل فعلي. هذه الخطوة قد تتطلب وصولًا دوليًا إلى البنية التحتية العسكرية الإيرانية، الأمر الذي ترفضه طهران بشدة.

المنطق وراء التركيز على الصواريخ واضح: في حال تمكنت إيران من تطوير رؤوس نووية، فإن الصواريخ الباليستية ستكون الوسيلة الأساسية لإيصالها. وقد طورت إيران آلاف الصواريخ، بعضها قادر على بلوغ إسرائيل واليونان، وأجزاء أخرى من جنوب وشرق أوروبا.

الخلاف حول اليورانيوم عالي التخصيب

يبقى مصير نحو 300 كيلو من اليورانيوم عالي التخصيب الذي تملكه إيران غير محسوم. ووفقًا لتقرير نُشر في صحيفة "الغارديان"، اقترحت الولايات المتحدة نقل هذه الكمية إلى دولة ثالثة مثل روسيا، وهو ما ترفضه طهران، التي تطالب بأن يبقى تحت إشراف الأمم المتحدة داخل أراضيها.

وكان الموضوع مطروحًا خلال المباحثات الأخيرة التي جرت في عمان بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث ويتكوف.

ترامب: "لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"

من جهته، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه طهران، وقال يوم 14 أبريل: "على إيران أن تتخلص من فكرة امتلاك سلاح نووي. لن نسمح لها بذلك". وأضاف: "إذا اضطررنا لاتخاذ إجراء صارم، سنقوم به. وهذا ليس من أجلنا فقط، بل من أجل العالم أجمع".

 

وتابع: "إنهم يماطلون، لأنهم اعتادوا التعامل مع أشخاص أغبياء في هذا البلد. لكننا لسنا كذلك، وعليهم أن يتحركوا بسرعة، لأنهم باتوا قريبين جداً من الحصول على سلاح نووي".

 

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد بوقف تمويل جامعة هارفارد
  • بين التراجع والتصعيد.. هل تغيرت شروط واشنطن في الملف النووي الإيراني؟.. المبعوث الأمريكي يطالب بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.. وإيران ترفض التفتيش الدولي على البنية التحتية العسكرية
  • الأونروا: نفاد المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار
  • انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة
  • غوتيريش شعر "بفزع بالغ" إزاء قصف إسرائيل المستشفى المعمداني بغزة
  • الأمين العام يدعو العالم إلى عدم نسيان شعب السودان وينادي بوقف “الصراع العبثي”
  • مع دخول الحرب عامها الثالث غوتيريش يندد بتدفق الأسلحة للسودان
  • حماس تدرس مقترح الوسطاء وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار
  • غوتيريش يدعو إلى الوقف الفوري للقتال في السودان
  • أرباح «أملاك للتمويل - مصر» تقفز لـ 70% خلال 2024 والمحفظة الائتمانية تسجل 2.5 مليار جنيه