انهيار الريال والهجمات البحرية.. اليمنيون يترقبون الفقر والجوع!
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
استمر الريال اليمني بالتراجع أمام سلة العملات الأخرى منذ بدء العام الجاري، وهبطت قيمته إلى أدنى مستوى له مستوى له منذ ديسمبر 2021، وذلك بعد تجاوزه حاجز 1600 أمام الدولار. فيما تستمر ارتفاع تكاليف الشحن إلى اليمن ما يهدد الوضع في البلاد.
يأتي ذلك، في الوقت الذي دخلت فيه اليمن في مرحلة جديدة، بعد تصعيد مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن التجارية عقب أحداث غزة الأخيرة، ومعه تراجع التقدم في ملف السلام في البلاد، الذي كانت تدعمه الأمم المتحدة، بخاصة مع إعادة تصنيف أمريكا للجماعة كمنظمة إرهابية، وهو الأمر الذي أفقد اليمنيين الأمل باقتراب التوصل لحل للأزمة الحالية.
بالإضافة إلى استمرار الانقسامات السياسية في اليمن، وانهيار إيرادات البلاد من الصادرات النفطية بسبب هجمات مليشيات الحوثي على الموانئ، وكذا الجمركية والضريبية، واعتماد الحكومة الشرعية على هبة سعودية من المملكة العربية السعودية، خصصتها لصرف رواتب الموظفين وذلك منذ أغسطس 2023، حسب اقتصاديين.
غلاء معيشي
مع استمرار تذبذب قيمة الريال اليمني، زادت الضغوط على المواطنين، الذين أصبحوا عاجزين عن توفير متطلباتهم الأساسية، فأغلب الموظفين في القطاع الحكومي لم ترتفع رواتبهم بما يتلاءم مع الغلاء بالوضع المعيشي الحالي.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية ارتفاعات اختلفت من مكان لآخر، حسب استطلاع مراسل “يمن مونيتور” الذي سأل التجار عن نسبة الزيادة؛ فقد أكدوا أنهم يتعمدون على أسعار الصرف.
بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما أن الأسر تعاني من سوء تغذية حاد شديد، أو زيادة في الوفيات، بسبب وجود أسرة من بين كل خمس أسر تعاني من فجوات شديدة في استهلاك الغذاء.
تداعيات الهجوم على السفن
ومع تعدد أسباب موجة الغلاء الأخيرة التي تشهدها الأسواق المختلفة، يرجع ذلك الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي وفيق صالح، إلى انهيار قيمة الريال اليمني، إضافة إلى ارتفاع أقساط التأمين على نقل البضائع عبر السفن في البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف النقل عبر البحر.
أدى كل ذلك أدى إلى اضطراب أسعار السلع وارتفاعها في الأسواق المحلية، وارتفاع موجة التضخم التي طالت مختلف أسعار السلع والخدمات، كما أوضح لـ”يمن مونيتور”.
وتابع صالح: “الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر، تؤزم مشكلة الاقتصاد اليمني، ولها تداعيات كثيرة في مختلف القطاعات أهمها الاستيراد، فاليمن دولة تعتمد على 90% من احتياجاتها الغذائية على الاستيراد”.
وزاد: أي اضطراب في سلاسل الإمداد، وعملية الحركة الملاحية، سيؤدي إلى عرقلة تدفق السلع، واختناقات تمويلية، واختفاء بعض السلع، والارتفاع الكبير في أسعار السلع في السوق المحلية.
موضحا أنه كانت تكلفة التأمين على السلع تشكل ٥٠% أحيانا من قيمة السلعة في السوق المحلية مثل الدقيق، وارتفاعها المستمر سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار عموما، وتدهور الوضع المعيشي.
توقعات
مع ضبابية المشهد السياسي وأفق الاقتصاد في اليمن بخاصة مع استمرار الانقسام النقدي بين صنعاء وعدن، وقيام شركات الصرافة بالمضاربة بالعملة والتحكم بسعرها، يتوقع الباحث بالشأن الاقتصادي عبدالواحد العوبلي، أن يستمر الريال اليمني بالتراجع في قيمته خلال الفترة المقبلة، بسبب استمرار عوامل الضعف الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي، نتيجة استمرار انقلاب الحوثي، وتزايد نهبه وجباياته غير القانونية، مع استمرار فساد و تخادم قيادات الشرعية مع هذا الانقلاب، حسب تعبيره.
ويرى العوبلي في حديثه لـ”يمن مونيتور” أن كل ذلك سيزيد من خطورة التضخم، وارتفاع أسعار السلع والواردات. مشيرا إلى أن الحكومة لا تزال غير قادرة على توفير احتياطي كافي من العملات الأجنبية لدعم الريال.
حلول للأزمة
ومن أهم الحلول التي يعتقد الباحث العوبلي أنها مهمة لإيقاف تراجع قيمة الريال، العمل فوراً على إنهاء الانقلاب، وإعادة تحقيق السلام والاستقرار السياسي، وفي ذات الوقت يجب إعادة تشغيل مصافي عدن، والمصافي الأخرى في حضرموت وشبوة لتغطية الاستهلاك المحلي.
كما يجب إعادة تشغيل موانئ الشرعية وتمكينها من استيراد الغذاء والبضائع، فضلا عن إعادة تفعيل القطاع المصرفي، وتحويل كل مبالغ المساعدات الإنسانية عبر البنك المركزي في عدن، وكذا إجبار كل المؤسسات والوزارات الحكومية بالتعامل حصراً مع البنوك، وإيقاف التعامل مع شركات الصرافة والسوق السوداء، حسب العوبلي.
وتعاني اليمن منذ بدء الحرب من تدهور اقتصادي مستمر، وتسعى الحكومة لاتخاذ إجراءات للحد من ذلك، منها ما قامت به مؤخرا، كمكافحة التهريب، والحد من التهرب الجمركي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر الریال الیمنی یمن مونیتور أسعار السلع الحوثی فی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الحوثي يهدد.. أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد
حذّر زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، دولاً عربية من التورّط في التعاون مع العدوان الأمريكي على اليمن، مؤكّداً أن أي تعاون مع واشنطن في حربها على صنعاء، يُعدّ إسناداً لـ"إسرائيل".
ونبّه الحوثي في كلمته الأسبوعية إلى أن "أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيُقابل بردّ. وإذا قمتم بأي تعاون مع الأمريكي إما بالسماح له بالاعتداء علينا من قواعد في بلدانكم أو بالدعم المالي أو اللوجستي أو المعلوماتي فهو دعم وإسناد للعدو الإسرائيلي".
وطالب تلك الدول "بكفّ أذاها وشرّها عن اليمن، والاكتفاء بالتفرج على ما يحدث من جرائم ضد أبناء الشعب اليمني".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "النجاح في تدمير ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقاذفات لم يكن كبيراً". مقابل التكلفة الباهظة التي تكبتها أمريكا من وراء عمليات القصف المستمرة في اليمن، والتي فاقت مليار دولار.
وأعلن الناطق باسم القوات الحوثية باليمن، فجر الأحد، استهداف سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في شمال البحر الأحمر.
وقال العميد يحيى سريع إن القوات الحوثية اشتبكت مع حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات عدة ساعات.
وأكد أن القوة البحرية استهدفت كذلك سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات ترومان بصاروخ باليستي.
ومنتصف آذار/ مارس الماضي، أعلن ترامب أنه أمر جيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".
وشن الأمريكيون مئات الغارات على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 67 مدنيا وإصابة 146 آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.
بينما تجاهلت الجماعة تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل "إسرائيل" وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف "تل أبيب" منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.