تدشين فعاليات مهرجان عُمان للابتكار في نسخته الأولى
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
د. رحمة المحروقية :تبادل التجارب والخبرات وبناء الروابط البحثية والابتكارية
38 دورة تدريبية يستفيد منها أكثر من 1000 شخص من مختلف الأعمار
انطلقت اليوم أعمال النسخة الأولى من مهرجان عُمان للابتكار، برعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، الذي يستمر خمسة أيام من 5 إلى 10 فبراير الجاري، بمجمع الابتكار مسقط، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة.
وقام صاحب السمو راعي المناسبة في بداية حفل الافتتاح بجولة في المحطات والمعارض التي يتضمنها مهرجان عمان للابتكار.
وأكدت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في كلمة افتتاح المهرجان «أن الابتكار أصبح أحد أهم محركات الاقتصاد العالمي، فبجانب المعرفة الجديدة التي ينتجها البحث العلمي يأتي الابتكار ليُعظم الفائدة من تلكم المعرفة فيحولها إلى منتج جديد أو خدمة أو عملية جديدة أو أنه يسهم في تطوير وتحسين ما هو قائم منها تطويرًا ذا أثر ملموس يحدث فرقًا مشهودًا في كفاءتها، ويدخل ضمن الابتكار استحداث كل أسلوب تسويق جديد أو أسلوب تنظيمي جديد في ممارسات الأعمال أو تنظيم مكان العمل أو في العلاقات الخارجية، ومن هذا التعريف نستشف حقيقة مفادها أن الابتكار هو أساس التحولات والنقلات النوعية في الصناعة وهياكل الإنتاج فهو العامل الرئيس في بروز قطاعات اقتصادية جديدة وصناعات لم تكن موجودة من قبل كما أنه أساس اختراع التكنولوجيا الحديثة بعد تتجيرها؛ أي جعلها سلعة مرغوبة في الأسواق وبين المستخدمين، وللأهمية القصوى للابتكار وتأثيره على استدامة اقتصادات البلدان فقد تبنته الدول المتقدمة، وشجعت عليه المنظمات الدولية، وجعلته ضمن أهم أهداف خططها فمثلا تبنت منظمة الأمم المتحدة الابتكار ضمن أحد أهداف التنمية المستدامة الـ 17 فالهدف التاسع من هذه الأهداف هو «الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية» والحقيقة أن الابتكار يدخل ضمن جميع الأهداف السبعة عشرة فبالاستعانة بالابتكار نقضي على الفقر والجوع ونوفر مقومات الصحة والرفاه والطاقة النظيفة، وبه تُستدام المجتمعات، ويقل التلوث فندرأ خطر التغيرات المناخية، ونحافظ على التنوع البيولوجي سواء في البر أو تحت الماء، وبه تسلم الكرة الأرضية من الاستهلاك المفرط لثرواتها، وبفضل الله وبه تستدام الحياة على ظهر هذه البسيطة، وإيمانًا بضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية الابتكار والإبداع في حياة البشر وتنمية مجتمعاتهم تنمية مستدامة اقتصاديًا واجتماعيًا فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم21 أبريل يومًا عالميًا للإبداع والابتكار، وبالنظر إلى تاريخ الدول المتقدمة وما حققته من قفزات نوعية في اقتصاداتها يتضح لنا جليًا أنها ما كانت لتحرز التقدم الذي أحرزته لولا إيمانها بالابتكار وتطبيقها لأسسه ومبادئه واستعدادها للإنفاق عليه. إن تبوأ الصدارة في العالم لا يتأتى إلا بوجود تنمية اقتصادية مستدامة وراسخة عمادها المعرفة والابتكار وهو ما نسميه اليوم في عالمنا المعاصر بالاقتصاد المبني على المعرفة.
وأشارت معاليها إلى أن تمكين البحث العلمي، ورعاية الباحثين والمبتكرين، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للمؤسسات التي تحتضنهم يعتبر من أبرز الغايات التي نعمل عليها في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهناك سلسلة من البرامج التي تعمل عليها الوزارة في هذا المجال، خاصة البرامج الداعمة لتحويل الأفكار البحثية والابتكارية إلى شركات ناشئة بالشراكة مع مختلف المؤسسات، ومن أهمها النسخة الثامنة من برنامج (أبجريد) المعني بتحويل مشاريع التخرج الطلابية في مؤسسات التعليم العالي إلى شركات ناشئة، والنسخة السادسة من برنامج منافع في مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد» لاحتضان الأفكار في مجال التقنيات الحيوية وتحويلها إلى سلع وخدمات قابلة للتسويق، وكذلك برنامج الحاضنات العلمية ومسرعات الأعمال في مؤسسات التعليم العالي، والذي هو حاليا بصدد توسيعه إلى إنشاء مراكز لدعم الابتكار في مؤسسات التعليم العالي الوطنية، ومنصة عمان تبتكر التي يجري العمل عليها حاليًا التي ستربط إلكترونيًا جميع الفاعلين في منظومة الابتكار الوطني لتيسير تقديم خدمات دعم وتشجيع الابتكار لكافة فئات المجتمع من أي مكان في سلطنة عُمان، كما أن الوزارة تعمل خلال الفترة القريبة القادمة على الافتتاح الرسمي لمجمع الابتكار مسقط -الذي نحتفل فيه بتدشين المهرجان- والذي يعد أكبر منطقة علمية حرة تجمع القطاعات الثلاثة: الحكومي والخاص والأكاديمي بمساحة تقارب (540) ألف متر مربع، إضافة إلى تنفيذ الوزارة 10 دورات للملتقى السنوي للباحثين والذي يتم خلاله الاحتفال بتكريم الباحثين المجيدين في مختلف القطاعات البحثية وتكريم الفائزين في برنامج «أبجريد»، واستحدثت الوزارة برنامج دعم الباحثين والمبتكرين لتسجيل براءات اختراعاتهم ضمانًا لملكيتهم الفكرية، وبحمد الله تعالى فإن جهود الوزارة وبالتعاون مع شركائنا قد أثمرت في رفع تصنيف سلطنة عمان في مؤشر الابتكار العالمي خلال العام الماضي عشر مراتب لتصبح في المرتبة 69 من بين 132 دولة في هذا المؤشر الدولي المهم.
ربط الفاعلين
وأكدت المحروقية أن تنظيم الوزارة لمهرجان عمان للابتكار يأتي ليكون إضافة نوعية لمنظومة الابتكار، حيث نسعى من خلاله لربط جميع الفاعلين في هذه المنظومة لتبادل التجارب والخبرات وبناء الروابط البحثية والابتكارية، وليكون ترجمة عملية للتوجيهات السامية لرعاية الباحثين والمبتكرين والمبدعين وتنفيذا لتوجهات رؤية «عمان 2040». كما يهدف المهرجان إلى نشر الوعي ورفع مستواه بين جميع شرائح المجتمع، حيث يوفر المهرجان فضاءً رحبًا يجتمع فيه المبتكرون مع الداعمين للابتكار من القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، كما يسلط الضوء على الجوانب المتعلقة بالابتكار من تشريعات وقوانين ويناقش التحديات التي تواجه المبتكرين من أجل الخروج بخطة تنفيذية لمعالجتها، وهو أيضًا يعرض جهود وبرامج الوزارة الداعمة للباحثين والمبتكرين ويعزز المشاركة المجتمعية حيث أنه يوفر فرصة سانحة ومساحة واسعة لكافة شرائح المجتمع للتعرف عن قرب على مراحل الابتكار ومتطلبات كل مرحلة.
منتدى الابتكار
وقالت معالي الدكتورة : إن مهرجان عمان للابتكار الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالشراكة مع العديد من المؤسسات الراعية والداعمة يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الموجهة لجميع الفاعلين في منظومة الابتكار، حيث سيتم «اليوم» الثلاثاء تدشين منتدى الابتكار بالشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) وعلى مدى يومين بمشاركة أكثر من 430 من المختصين والمهتمين بالابتكار، كما سيتم تنظيم جلسة حوارية بعنوان تمكين الابتكار يشارك فيها صناع القرار وبحضور المبتكرين، ويضم معرض المهرجان أركانًا لمختلف المؤسسات التي تقدم خدمات للمبتكرين بالإضافة إلى أبرز ابتكارات طلاب مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، علاوة على معرض آخر للتطبيقات المبتكرة للشباب المبدعين، وبهدف ربط المبتكرين الأفراد والشركات الناشئة القائمة على الابتكار بالمستثمرين، يقام خلال المهرجان برنامج «جسر» الذي يشارك خلاله 10 مؤسسات قائمة على الابتكار تعرض خلاله هذه المشروعات الابتكارية للاستثمار أمام مجموعة من المستثمرين الذين أبدو رغتهم بالدخول في البرنامج.
كما تم تخصيص ركن للاستشارات يتم خلاله تقديم استشارات للمبتكرين في مختلف مراحلهم بوجود خبراء ومتخصصين من داخل عمان وخارجها كما وفرنا خدمة التواصل مع الخبراء عن بعد لتمكين الجميع للاستفادة من هذه الخدمات خلال فترة المهرجان، وسعيًا لإشراك المحافظات كافة في فعاليات المهرجان فقد تم بالتعاون مع مكاتب المحافظين الإعلان عن مسابقة ابتكار المحافظات لتقديم أفضل فكرة ابتكارية تقدم حلا ابتكاريًا لأحد التحديات الموجودة في المحافظة، وقد تم استقبال 415 فكرة تقدم بها أكثر من 921 مشاركا، وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل ختام هذا المهرجان، وكذلك تم الإعلان عن مسابقة «معا نبتكر» وهي مسابقة أتيحت للجميع، حيث تنافست 191 فكرة في المرحلة الأولى، وتم ترشيح31 منها للمرحلة النهائية للمسابقة التي سيعلن عن نتائجها في ختام المهرجان، وبهدف إتاحة الفرصة للشباب للتنافس لتقديم حلول ابتكارية في مجال الطاقة يتنافس 20 فريقا من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي في هاكثون الطاقة، ونظرا لأهمية التدريب وصقل مهارات وقدرات الشباب، يقام خلال المهرجان 38 دورة تدريبية يستفيد منها أكثر من 1000 شخص من مختلف الأعمار، ولتعزيز دور الأسرة في غرس الوعي بأهمية الابتكار تقام بشكل يومي خلال فترة المهرجان أنشطة ابتكارية تفاعلية متنوعة على مسرح المهرجان وفي ركن الأطفال.
المتحدث الرسمي
من جهته، قال معالي الدكتور خالد بن عبدالرحمن الدكان، النائب الأعلى لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لواحات الابتكار بالمملكة العربية السعودية والمتحدث الرسمي في مهرجان عمان للابتكار: «إن قطاع البحث والتطوير والابتكار أصبح إحدى الركائز الرئيسية لاستدامة الاقتصاد ونموه وازدهار التنمية وعلو شأنها، فكما تعمل دولنا على تأصيل جذورها، ونماء مجتمعاتها وازدهارها ورقيها، فكذلك حال كل فرد منا مواطنا كان أو مقيما يسعى للتميز والعطاء ورغد العيش، وترك أثر يورث لجيل قائم وأجيال قادمة».
كما تحدث البروفيسور سانجيف خاجرام، العميد والرئيس التنفيذي لكلية ثيدربيرد للإدارة الدولية بجامعة ولاية أريزونا عن دور الابتكار في تعزيز الاقتصاد المعرفي، وأهمية الدور في دعم الأفكار والأخذ بيد المبتكرين ليكونوا جزءًا من منظومة الاقتصاد من خلال الارتقاء بإبداعاتهم لتكون ضمن قاطرة الشركات الناشئة التي تمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي اليوم. وأكد أن مهرجان عمان للابتكار حدث مهم يجمع مختلف المبتكرين والداعمين، إضافة إلى العديد من الفعاليات وحلقات العمل المثمرة لتعزيز دور الابتكار في سلطنة عمان، ونحن فخورون بالمشاركة في هذا الحدث الأول من نوعه في سلطنة عمان.
استقبال الزوار
ويستهل مهرجان عمان للابتكار اليوم استقبال زواره حتى العاشر من الشهر الجاري إذ يتضمن افتتاح منتدى الابتكار والاقتصاد المبني على المعرفة وذلك بمبنى معهد النفط والغاز إذ سيركز في يومه الأول على دور الملكية الفكرية في تعزيز الاقتصاد المبني على المعرفة، كما يتضمن المهرجان انطلاق هاكثون الطاقة بالمركز الاجتماعي، وحلقة عمل حول المسار العملي لإعداد مشاريع مختلفة في مجال الواقع الافتراضي، وحلقة عمل «واقع الابتكار الصناعي في سلطنة عمان، وكذلك حلقة عمل حول مفاهيم وأسس واستراتيجيات تحويل الأفكار المبتكرة لمشاريع مستدامة، إضافة إلى حلقة إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية، وخصصت حلقة عمل لطلبة المدارس بعنوان «شباب المستقبل»، وتركز على برمجة الروبوت وبرمجة الطائرات بدون طيار، كما خصص المهرجات محطات للأطفال للتعلم والاستكشاف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مؤسسات التعلیم العالی الابتکار فی سلطنة عمان إضافة إلى فی سلطنة أکثر من
إقرأ أيضاً:
فعاليات متنوعة بمهرجان الخيل التقليدية بولاية صحم
العُمانية/ انطلقت اليوم بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة فعاليات مهرجان الخيل التقليدية، الذي تنظمه لجنة صحم للفروسية، بالتعاون مع الاتحاد العماني للفروسية والسباق، وبإشراف من مكتب والي صحم، تحت رعاية معالي الشيخ سباع بن حمدان السعدي أمين عام الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية.
وأكد سعادة الشيخ الدكتور سلطان بن عبدالله البطاشي والي صحم أن إقامة مهرجان الخيل التقليدية بالولاية يعكس أهميته في المساهمة في تعزيز عدد من المجالات التراثية والسياحية والتراثية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مع أهميته في المحافظة على الموروث الثقافي المرتبط بالخيل، كما يسلط المهرجان الضوء على قيمة الخيل التاريخية ودورها في تعزيز الهوية الوطنية.
وأشار سعادته إلى أن المهرجان يستقطب السياح ويسهم في تنشيط الحركة السياحية بالولاية، كما يُعَدّ فرصة لإظهار مهارات الفرسان المشاركين.
من جانبه قال الدكتور عبدالعزيز بن سعود المعمري رئيس لجنة صحم للفروسية المنظمة للمهرجان: إن المهرجان هذا العام يشارك فيه أكثر من /118/ فارسًا وفارسة من مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عُمان، والذي يعكس الاهتمام بالخيل، ويظهر مهارات وقدرات المشاركين من خلال فعاليات المهرجان.
وأضاف: ويشهد المهرجان تنوعا في فقراته التي تجمع بين رياضات الخيل التقليدية، وبين استعراض الخيل للفنون التقليدية.
وتضمن المهرجان عددًا من اللوحات الفنية على ظهور الخيل والتي انطلقت باللوحة الترحيبية واستئذان الفرسان، وفنون همبل الخيل، ومحورب الخيل، إضافة إلى مشاركة موسيقى البحرية السلطانية العُمانية، وعدد من فرق الفنون الشعبية.
كما تضمن المهرجان ركض خيل البوني المخصصة للأطفال، وركض عرضة الخيل ومهارات الفروسية، وفعالية تنويم الخيل، واللوحة الختامية.