كتّاب وإعلاميون: العلاقات العمانية الكويتية نموذج للأخوّة الصادقة والشراكة الاستراتيجية
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
وصف محللون وكتّاب وإعلاميون عمانيون وكويتيون الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لسلطنة عُمان، ولقاءه بأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأنها امتداد لعلاقات تاريخية راسخة بين بلدين شقيقين تربطهما علاقات أخوية وطيدة ممتدة عبر حقب زمنية طويلة.
وأكدوا أن علاقات سلطنة عُمان ودولة الكويت، تعد نموذجًا للعلاقات الأخوية المبنيّة على أسس من الاحترام المتبادل، وتبادل المنافع المشتركة التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين العماني والكويتي، موضحين بأن القيادتين في كلا البلدين تسعيان دائما إلى تعميق العلاقات الأخوية من خلال الشراكة في عدد من المشاريع الاستراتيجية التي تسهم في بناء مزيد من التعاون، مشيرين إلى أن لسلطنة عُمان والكويت مواقف منسجمة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وقال المكرم عوض بن سعيد باقوير عضو مجلس الدولة وكاتب في الشؤون السياسية: إن العلاقات العمانية الكويتية تنطلق من ثوابت تاريخية راسخة ومن خلال انسجام سياسي واضح منذ عقود، وقد أدى السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ـ طيّب الله ثراهما ـ دورًا محوريًا في صياغة العلاقات العمانية الكويتية من خلال التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي، وقد ترسّخت تلك العلاقات بشكل مميز في عهد النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخوه صاحب السمو الشيخ مشعل الجابر الصباح -حفظهما الله ورعاهما-
وأشار باقوير إلى أن الزيارة تأتي مصاحبة لحدث اقتصادي كبير يتمثّل في افتتاح أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، وهو افتتاح مصفاة الدقم بحضور زعيمي البلدين ـ حفظهما الله ورعاهما ـ مؤكدًا أن المشروع المشترك سيكون رافدًا لكلا البلدين على صعيد التنمية المستدامة وصعيد تكرير وصناعة النفط والبتروكيماويات.
مواقف لن تُنسى
من جانبه قال مساعد المغنم، المحلل السياسي والاستراتيجي الكويتي: إن الزيارة تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين البلدين، إضافة إلى تعزيز ما يربط البلدين من علاقات ومصير مشترك، وتسعى القيادتان في سلطنة عُمان والكويت إلى تعزيزها بما يحقق تطلُّعات الشعبين. وقال المغنم: العالم العربي لن ينسى مواقف سلطنة عُمان، مشيرًا إلى المواقف المشرفة التي قامت بها سلطنة عمان على كافة المستويات سواء خلال الأزمة التي تعرضّت لها الكويت، في التسعينيات، ووقوف سلطنة عمان مع الكويت، وحفاظها على وحدة المنظومة الخليجية، إضافة إلى مواقفها مع كافة القضايا العربية. وأوضح أن لدى سلطنة عمان مشاريع تنموية استراتيجية تواكب المشاريع المقامة في المنظومة الخليجية، مثل تطوير ميناء الدقم، ومشروع سكة الحديد الخليجية المشتركة، وذلك أسهم في أن تحظى مشاريع سلطنة عمان باهتمام من قبل دول الخليج ودول العالم.
وأشاد المغنم بسياسة سلطنة عمان المتزنة ومواقفها تجاه القضايا العربية، مؤكدًا أن الزيارة بلا شك ستكون محل تقدير من الشعبين العماني والكويتي، والنظرة تجاهها أن تثمر عن نتائج إيجابية تخدم المصالح المشتركة.
وأعرب في ختام حديثه عن أمله في أن تحقق الزيارة تطلعات القيادتين في سلطنة عُمان والكويت، وتخدم الشعوب والمنطقة.
انطلاقة جديدة
من جانبها قالت المكرمة عائشة الدرمكية عضوة بمجلس الدولة: إن العلاقات العمانية الكويتية ضاربة في عمق التاريخ، منطلقة من الروابط المشتركة وعلاقات الأخوة الخليجية والمصير المشترك.
وأشارت إلى أن ما بين سلطنة عُمان والكويت علاقات على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وهي علاقة راسخة ومتجذرة، مؤكدة أن زيارة أمير دولة الكويت لسلطنة عمان تمثل انطلاقة جديدة لهذه العلاقات، وتأتي في ظل الكثير من المتغيرات والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، إضافة إلى التطلعات التي يتطلَّع إليها الشعبان العماني والكويتي من أهداف وطنية ترنو إلى التطوير والتنمية، فهذه الزيارة مهمة جدا لتطوير آفاق التعاون المشترك في كافة المجالات.
وبيّنت أن المواقف الدبلوماسية التي تتبناها عمان والكويت أسهمت في إيجاد ما يمكن أن يطلق عليه بـ (التوازن) في المنطقة سواء بين دول المنطقة مع بعضها، أو بين الدول العربية ودول العالم في استقلالية القرارات، وموقف الحياد، وعدم الدخول في الصراعات، إضافة إلى دور الوساطة، قد أسهمت وتُسهم اليوم أيضا خاصة في ظل الظروف الحالية في الكثير من الجوانب المهمة.
دلالات عميقة
وقال الدكتور فيصل علي الشريفي الأكاديمي والكاتب والمحلل السياسي الكويتي: إن الدعوة الكريمة من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح ـ حفظهما الله ورعاهماـ والتي حملت عنوان زيارة «دولة» لها دلالات عظيمة في نفوس الكويتيين وتعبّر عن صدق ومتانة وأصالة العلاقات الكويتية العمانية حكومة وشعبًا.
وأكد الشريفي أن هذه الزيارة من شأنها تعزيز العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين من خلال الشراكة الاستراتيجية التي تُوّجت بمشروع اقتصادي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة وتبيّن متانة الثقة في الأخوة العمانيين لإدارة هذا المرفق الحيوي المتمثل في مصفاة الدقم والذي من شأنه تعزيز الاقتصاد الوطني لسلطنة عمان ودولة الكويت.
وأوضح أن ما يجمع البلدين أكبر بكثير مما تسرده الأقلام؛ فالعلاقات الأخوية ممتدة منذ قرون وسلطنة عُمان من الدول التي يعتبرها الشعب الكويتي قريبة من النفس ويقدر لها دورها الكبير في تحرير الكويت. وكما هو معلوم للجميع القواسم المشتركة كبيرة بين البلدين، وفي مقدمتها تماثل السياسة الخارجية التي تقوم على احترام المواثيق الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والذي ينعكس على دورها في السلمين العالمي والإقليمي.
وأكد أن نتائج هذه الزيارة سوف تفتح آفاقًا واعدة أمام المستثمرين من كلا البلدين، كما أن مقومات النجاح كبيرة والثقة بين الطرفين كبيرة وفوق هذا وذاك ما جمع الشعبين من محبة تعززها مفاهيم الصداقة والتعاون والثقة التي نشعر بها جميعًا.
تقارب المواقف
من جانبه قال الدكتور محمد بن عوض المشيخي أكاديمي وباحث متخصص في الرأي العام: يترقب الجميع في سلطنة عمان زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للبلاد، حيث ستحظى الزيارة بمناقشة العديد من الملفات المهمة على مستوى البلدين أو على مستوى القضايا العربية والعالمية والمستجدات الراهنة والأحداث التي تمر بها المنطقة. وأكد أن علاقات سلطنة عمان ودولة الكويت سطرت طوال العقود الماضية نموذجا فريدا في التفاهم والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأمنية، مستمدة ذلك من قِدم العلاقات المتجذرة عبر التاريخ.
توافق في القضايا
وقالت الدكتورة بيبي عاشور رئيسة مجلس إدارة جمعية الإخاء الوطني الكويتية: زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الصباح إلى سلطنة عمان تعد من أهم الزيارات التي يقوم سموه بها على مستوى الخليج والعالم، بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، مشيرة إلى أن لدولة الكويت الكثير من المشاريع ذات البعدين الخليجي والعربي.
وأكدت أن الزيارة ستكون لها انعكاسات إيجابية على القضايا العربية والإقليمية، خاصة وأن لدى سلطنة عمان والكويت مواقف على مستوى القضايا العربية، وتوافق كبير في العديد من القضايا. كما أشارت عاشور إلى أن الزيارة ستفتح آفاقًا كبيرة خاصة في المجال الاقتصادي الخاص بالنفط ومشتقاته، إضافة إلى ما ستحفل به الزيارة من ملفات في الشأن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، حيث ستسهم بمزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين. وأكدت بيبي عاشور أن لعمان والكويت تاريخا مشتركا وعلاقات أخوية ممتدة لعقود، توصف دائما بالمتينة، ويؤكد عمقها امتدادها التاريخ، في الشأن الثقافي والاجتماعي والفني.
أخوة وتلاحم
وقالت الإعلامية جيهان بنت عبدالله اللمكية: سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة تربطهما علاقات ووشائج أخوية متلاحمة، تجسدت من خلال مسيرة عمل مشترك، وجهود كبيرة من القيادتين العمانية والكويتية، في الحفاظ على هذا الترابط الأخوي الذي يجمع البلدين الشقيقين. وأوضحت أن مساعي البلدين لتطوير العلاقات الأخوية تمثلت في العديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتترجم هذه الزيارة المساعي الحقيقية لمد جسور التعاون المشترك في جوانب عديدة، تسهم في تنمية البلدين ومصلحة الشعبين العماني والكويتي.
وبيّنت أن لدى سلطنة عمان والكويت إمكانيات عديدة يمكن الاستفادة منها في بناء منظومة من المشاريع الاستراتيجية، وتعزيز التعاون بما يفتح آفاقا أرحب لمستقبل العلاقات التي تصب في توثيق العلاقة الأخوية.
وأكدت أن سلطنة عمان والكويت تتقاربان في الكثير من المواقف والقضايا الإقليمية والدولية، والبلدان شهدا على مر التاريخ الكثير من الأحداث التي أثبتت عمق علاقتهما ووحدة المصير المشترك.
محط الأنظار
من جانبه أكد عيسى المسعودي الكاتب في الشأن الاقتصادي والسياسي أن زيارة أمير دولة الكويت لسلطنة عمان، تفتح آفاقا أرحب لحجم العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتحظى الزيارة باهتمام واسع على المستويين الإقليمي والدولي، نظرا لما سينتج عنها من افتتاح مشاريع استثمارية لها مردودها الإيجابي على المنطقة والعالم. وقال: ينظر المحيط الإقليمي والعالمي لتطور العلاقات العمانية الكويتية وحكمة القيادتين في كلا البلدين باهتمام كبير، حيث أسهمت تلك العلاقات والمواقف المشتركة في استقرار الأوضاع والحفاظ على مسيرة عمل مجلس التعاون العمل العربي المشترك، الذي كان لعمان ودولة الكويت إسهامات تاريخية في دعم القضايا الخليجية ووحدة دول المجلس، وأيضا القضايا العربية والإسلامية والإنسانية.
وأوضح أن العلاقات العمانية الكويتية تترجم على أرض الواقع من خلال التعاون المشترك في الجــــوانب الاجتـــــماعية والاقتصاديـــة والسيـــاسية والثقافية والرياضية، حيث يعمل البلدان على تطويرها وترسيخ جوانب الأخوة فيها، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
وأعرب عن أمله في أن تتكلل الزيارة التاريخية بمزيد من النجاح والغايات المنشودة خدمة للبلدين والشعبين العماني والكويتي، وخدمة للعمل الخليجي المشترك.
مكانة خاصة
وأكــــــــــــدت الـــكاتـــبـــة الصحـــفـــيـــة الكويتية الدكتورة ندى المطوع على المكانة الكبيرة التي تحتلها سلطنة عمان ضمن المنظومة الخليجية، مشيرة إلى أن تلك المكانة تترجمها مساعي القيادات نحو تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقالت: إن سلطنة عمان تحتل مكانة في قلوب أبناء الكويت، لما يربطهما من علاقات وأواصر من المحبة والأخوة، التي تترجم اليوم بزيارة دولة، تسهم في تعزيز العلاقات الوطيدة، وتعزز جوانب التعاون الثنائي وتحتاج إلى مزيد من التعاون والتواصل وتقوية العلاقات، لمزيد من التماسك.
قواعد متينة
وقالت الدكتورة نورة صالح المجيم الباحثة في العلاقات الدولية والكاتبة بجريدة القبس الكويتية: تعد أهمية زيارة صاحب السمو أمير دولة الكويت إلى بلده الثاني سلطنة عُمان دلالات عدة كونها ثاني زيارة خارجية له منذ تولّيه مقاليد الحكم في الكويت والرغبة العميقة من قيادتي البلدين لرعايتهما السامية لهذه العلاقات الدبلوماسية والمبنية على قواعد متينة وقواسم مشتركة بين البلدين، وأيضا تعد الزيارة تأكيدا على عمق الروابط بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما، والتعاون الوثيق في شتى المجالات. وأشارت إلى أن بين سلطنة عمان والكويت تماثلا كبيرًا في السياسة الخارجية والدبلوماسية في النهج إزاء معظم الملفات والقضايا الإقليمية والدولية وحيال القضايا العربية والخليجية وفي مقدمتها وقف الحرب على قطاع غزة والعديد من المواقف المشرفة ولعب دور الوسيط مع الكويت للمّ الشمل الخليجي أثناء الأزمة الخليجية. وأكدت أن العلاقة بين عمان والكويت تستمر في الازدهار، مدفوعة بالروابط التاريخية والثقافية والسياسية، وتمتد شراكتهما إلى ما هو أبعد من مجرد القرب الجغرافي، إذ تتعاونان بنشاط على جبهات مختلفة، من السياسة والاقتصاد إلى التعليم والثقافة، ومع الالتزام بالتقدم المتبادل والرخاء المشترك، وستعمل عمان والكويت بكل الوسائل على تعميق وتعزيز صداقتهما وروابطهما في السنوات المقبلة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صاحب السمو الشیخ مشعل التعاون المشترک فی العلاقات الأخویة أمیر دولة الکویت القضایا العربیة الجابر الصباح بین البلدین أن الزیارة على مستوى إضافة إلى الکثیر من لسلطنة ع من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان والبحرين.. روابط تاريخية متينة ومرحلة واعدة من التعاون المثمر
تتطلع سلطنة عمان ومملكة البحرين الشقيقة إلى مزيد من الشراكات بما يعكس الروابط المتينة بين البلدين، وما القمة العمانية البحرينية بعد غدٍ الثلاثاء بقصر العلم العامر بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين -حفظهُما اللهُ ورعاهما- إلا تجسيد لهذا العمق التاريخي والتعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر.
وتمثل العلاقات العمانية - البحرينية نموذجا يُحتذى في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، خصوصا وأن جذور هذه الروابط تمتد إلى عقود طويلة، وقامت على أسس متينة من الأخوة والتفاهم المشترك، وبُنيَت على أسس صلبة منذ مرحلة ما قبل التاريخ لصيد اللؤلؤ وتجارته، وتجارة اللُبان، حيث كانت رائجة بين البلدين والشعبين، وخاض الأجداد والآباء العُمانيون والبحرينيون في غمارها عباب البحار.
وقد مثلت حضارتا "مجان" و"دلمون" حجر الأساس لعلاقة قوية واستراتيجية، تزداد متانة وصلابة عاما بعد عام، وصولا إلى عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله- لترسم معالم المستقبل المشرق بين البلدين.
وأكدت زيارة جلالته -أيدهُ اللهُ- إلى مملكة البحرين عام 2022م التي شهدت التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية، العزم والإرادة الصادقة لترجمة علاقات البلدين العريقة بمنافع ماثلة وملموسة.
ومنذ عام 2015، سجلت العلاقات التجارية بين سلطنة عمان ومملكة البحرين نموا متواصلا، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 2.16 مليار ريال عماني حتى نهاية سبتمبر 2024م. وأظهرت البيانات أن الواردات من البحرين إلى عُمان تجاوزت 1.7 مليار ريال عماني، بينما سجل إجمالي الصادرات العمانية نحو 450 مليون ريال عماني، كما بلغت قيمة إعادة التصدير من عُمان إلى البحرين 54.3 مليون ريال عماني.
ووفقا للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، تشمل أبرز السلع المستوردة من البحرين إلى عُمان خامات الحديد والأجبان، بالإضافة إلى ديزل للأغراض الصناعية. في المقابل، تضم الصادرات العمانية إلى البحرين كابلات كهربائية، ومحضرات هشة مثل الفشار، وقضبان الحديد والصلب، ومنتجات نصف جاهزة من الحديد والصلب.
وعلى الرغم من التراجع في إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 247.1 مليون ريال عماني في 2023م مقارنة بـ423.1 مليون ريال عماني في 2022م، إلا أن الصادرات العمانية إلى البحرين سجلت زيادة، حيث وصلت إلى 48.4 مليون ريال عماني، مقارنة بـ69.1 مليون ريال عماني في العام السابق، كما تراجعت الواردات من البحرين إلى عُمان لتصل إلى 198.7 مليون ريال عماني في 2023م مقابل 353.9 مليون ريال عماني في 2022م.
وفيما يتعلق بالاستثمارات، أظهرت البيانات أن عدد الشركات البحرينية في سلطنة عمان وصل إلى 315 شركة حتى أكتوبر 2024م، حيث تبلغ القيمة الإجمالية لمساهماتها حوالي 27.7 مليون ريال عماني، وهو ما يمثل 80.1% من إجمالي رأس المال المستثمر في هذه الشركات، وتوزعت هذه الاستثمارات على عدد من القطاعات، بما في ذلك تجارة الجملة والتجزئة، وإصلاح المركبات، والأنشطة الغذائية والإقامة، والتشييد، بالإضافة إلى القطاعات المهنية والعلمية والتقنية.
الاتفاقيات الثنائية
تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين سلطنة عمان ومملكة البحرين بهدف تعزيز التعاون الثنائي، حيث شملت اتفاقيات في مجالات مثل التعاون الدبلوماسي والقنصلي، والخدمات الجوية، فضلا عن إنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين الحكومتين، كما تم توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الرياضة والشباب، وحماية المنافسة، والرقابة على الاتجار في المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
وقال سعادة السفير السيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عمان المعتمد لدى مملكة البحرين في تصريح خاص لوكالة الأنباء العمانية: إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيحل ضيفا كبيرا على سلطنة عمان قيادة وحكومة وشعبا، بين أهله وإخوانه، في زيارة تاريخية بكل المقاييس تجسد عمق العلاقات الثنائية الراسخة والوثيقة، وتترجم طبيعة ومتانة العلاقة بين القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات إلى جانب ما وصلت إليه العلاقات الآن من تقدم وازدهار.
وأضاف سعادتُه إن زيارةَ "دولة" يقوم بها جلالة الملك تؤسس مرحلة واعدة من البناء الجاد والتعاون المثمر المشترك في مختلف المجالات، حيث ستشكل منعطفا مهما في طبيعة العلاقة الأخوية والتعاون الثنائي وفق الرؤية الحكيمة للقيادتين -حفظهما الله ورعاهما.
ووضح سعادتُه أن هذه الزيارة تعد شاهدا على العلاقات العمانية البحرينية التاريخية وتمثل دلالات كبيرة وقيمة سياسية مهمة تزيد من قوة العلاقات بين البلدين نحو آفاق أرحب وأوسع تنعكس على البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، وستعمل على مزيد من التعاون والتكامل والانسجام في المجالات كافة في ضوء ما للبلدين من مشترك في رؤيتيهما: عُمان 2040، والبحرين 2030.
ولفت سعادتُه إلى أن هذه الزيارة تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر في ظل ما تمر به المنطقة وما تواجهه من خطر وتهديدات، وتجسد التزام البلدين بالعمل معا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، مبينا أن هذه الزيارة ستعود بالخير والنماء على بلديْنا وشعبيْنا الشقيقين وستعمل على الارتقاء ودعم التعاون الثنائي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، مما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.
وعلى الصعيد الاقتصادي قال سعادتُه إن العلاقة التجارية والاقتصادية بين سلطنة عمان ومملكة البحرين علاقة كبيرة وقديمة ممتدة منذ ميناء سمهرم ودلمون، والمملكة من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، كما أن اللقاء الأخوي الذي سيجمع جلالة السلطان وأخاه جلالة الملك -حفظهما الله ورعاهما- سيبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين في مختلف مجالات التعاون الثنائي؛ بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة.
وأضاف سعادتُه إنه في ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين، ستُسهم هذه الزيارة في زيادة التعاون والتنسيق المشترك في الشأن الاستثماري والاقتصادي، مبينا أن سلطنة عمان تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين للبحرين في مجالي الاستيراد والتصدير.
ونوه سعادته إلى أن الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه - إلى مملكة البحرين في أكتوبر 2022م شهدت آفاقا رحبة للتعاون المشترك في مختلف القطاعات عبر جملة من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، وبلغ عددها 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية بين سلطنة عمان ومملكة البحرين وشملت المجال الأمني، ومجالات النقل البحري وحرية الملاحة البحرية وتطوير نقل الموانئ، والتعاون بين مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة وجامعة السلطان قابوس في مجال الدراسات والبحوث، والاتفاق على تأسيس شركة عمانية بحرينية قابضة في المجالات الاستثمارية، ومنح سلطنة عمان حق السيادة على معلومات المشتركين التابعين لها في الخدمات الإلكترونية المقدمة ومراكز الحوسبة السحابية القائمة بمملكة البحرين، ومنح سلطنة عمان صفةَ الشريك المعتمد للمركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية.
وبين سعادته أن الزيارة شهدت أيضا توقيع سلطنة عمان ومملكة البحرين على (18) مذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا مشتركا، شملت التعاون بين حكومتي البلدين في مجالات تقنية المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني، والتعاون في المجالين العلمي والتربوي للعامين الدراسيين (2022-2023 و2023-2024)، والتعاون في مجالات حماية المنافسة ومنع الاحتكار، وعلوم وتقنيات الفضاء، والملاحة الجوية، والعمل البلدي، والتنمية الاجتماعية، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، والعمل الثقافي والتراثي والمتحفي للأعوام (2023-2026)، والتعاون السياحي بين البلدين للأعوام (2022-2026)، والتوثيق التاريخي وإدارة الوثائق والمحفوظات، والمجال الزراعي والحيواني والسمكي لعامي (2022-2023)، وحماية البيئة للفترة بين (2023-2024)، والمجالات الشبابية للأعوام (2023-2025)، إضافة إلى التوقيع على برنامج تنفيذي بين وزارتي الخارجية في البلدين خلال عامي 2023 و2024، والتوقيع على اتفاقية بشأن تداول شركات الوساطة عن بُعد من خلال نظام التداول الإلكتروني "تبادُل هاب" الذي يربط بورصتيْ البلدين وتمكين التداول المباشر بينهما.
وأشار سعادة السيد سفير سلطنة عمان المعتمد لدى مملكة البحرين إلى أن اللجنة العمانية البحرينية المشتركة وعبر اجتماعاتها الدورية بين مسقط والمنامة نجحت في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة، حيث شهدت اجتماعات الدورات الثماني للجنة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وختم سعادته تصريحه بأن جمعية الصداقة العمانية البحرينية جاءت لتشكل جسرا جديـدا مـن جـسـور المحبة والأخـوة بما يعكس مستوى الترابط والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، وتقوم بدور فاعل في مختلف البرامـج الشبابية والرياضية والثقافية والاجتماعية عبر تنظيم المعارض والملتقيات وحلقات العمل.
من جانبه وضح سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عمان أن زيارة "دولة" يقوم بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين إلى سلطنة عمان تأتي تجسيدا للعلاقات الأخوية التاريخية الراسخة منذ عقود من الزمن، وتستند إلى قواسم مشتركة من أواصر المحبة والأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف سعادتُه في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية: إن الزيارة تحمل دلائل بعمق العلاقات التاريخية وستفتح آفاقا كثيرة للتعاون في مختلف المجالات وصولا إلى التكامل، مبينا أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقيات مذكرات تفاهم في مجالات عدة تتعلق بالتكنولوجيا المالية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والاستثمار وتنمية الصادرات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، كما سيتم إشهار الشركة البحرينية العمانية للاستثمار التي تم التوقيع على عقد تأسيسها في البحرين أثناء الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لمملكة البحرين، وستشكل انطلاقة جديدة لتحقيق مشروعات استثمارية تعود بالنفع على البلدين وعلى الشعبين الشقيقين.
ووصف سعادة السفير العلاقات البحرينية - العمانية بأنها علاقات تاريخية راسخة أرساها الآباء والأجداد، وهي علاقات أخوية ضاربة في أعماق التاريخ من حضارتي دلمون ومجان، وما يربطهما من علاقات استراتيجية وثقافية وتجارية تستند إلى أواصر المحبة ووشائج القربى وهي اليوم في أوج عهدها بفضل التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظهما الله ورعاهما- ورؤاهما النيرة وفكرهما الثاقب في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات والمضي بها قُدما نحو آفاق أرحب.
وأشار سعادته إلى أنه منذ تأسيس اللجنة البحرينية العمانية المشتركة، تم التوقيع على 8 اتفاقيات و30 مذكرة تفاهم و10 برامج تنفيذية في مختلف المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية والبيئية وغيرها، لافتا إلى أن توصيات اللجنة البحرينية - العمانية المشتركة تستهدف تعظيم حجم التعاون في كل المجالات التنموية التي حققت نتائج مثمرة تواكب رؤيتي البلدين الشقيقين.
وقال سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عمان: إن مجلس الأعمال البحريني - العماني الذي يجمع بين غرفتي التجارة والصناعة في كلا البلدين الشقيقين يعمل على تعزيز آفاق التعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لتحقيق التكامل بين رؤيتي عُمان 2040 والبحرين الاقتصادية 2030م، مشيرا إلى أن هذا التعاون أثمر عن تأسيس الشركة العمانية - البحرينية للاستثمار برأسمال قدره 10 ملايين ريال عماني، حيث بدأت وضع أهدافها الاستراتيجية وتحديد المشروعات الاستثمارية لتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين وتلبية احتياجاتهما من أمن غذائي وسلع استهلاكية وتوفير الطاقة النظيفة وغيرها من المشروعات التي تسهم في تحقيق تنمية مستدامة شاملة.
وأشار سعادته في هذا الصدد إلى أن حجم الاستثمارات البحرينية في سلطنة عمان بلغت نحو 430 مليون دينار بحريني، أي ما يقارب مليارا و 145 مليون دولار أمريكي، كما يتراوح حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين في عام 2023 بين 850 مليون دولار و1.4 مليار دولار، حيث بلغ حجم صادرات البحرين إلى سلطنة عمان نحو 843 مليون دولار في العام 2023م، وفي المقابل بلغ حجم صادرات سلطنة عمان إلى البحرين نحو 558 مليون دولار في العام نفسه.
ووضح سعادته أن عدد الشركات البحرينية العاملة في سلطنة عمان تبلغ نحو 876 شركة، فيما يبلغ عدد الشركات العمانية العاملة في مملكة البحرين نحو 270 شركة، وهناك 1336 مستثمرا عمانيا يمتلكون أسهما في الشركات المدرجة ببورصة البحرين، بينما بلغ عدد المستثمرين البحرينيين الذين يمتلكون أسهما في الشركات المدرجة في بورصة مسقط 696 مستثمرا.
وفي مجال السياحة أضاف سعادتُه أن عدد السياح القادمين من سلطنة عمان إلى مملكة البحرين وصل إلى 57 ألف سائح خلال 2023، فيما وصل عدد السياح القادمين من مملكة البحرين إلى سلطنة عمان الشقيقة إلى 47 ألفا، وهذا مؤشر نعمل على زيادته خلال الفترة القادمة.
ولفت سعادته إلى أن حجم الاستثمار البحريني في سلطنة عمان وصل إلى 470 مليون دينار أي نحو مليار و250 مليون دولار أمريكي، بينما بلغ حجم الاستثمار المباشر العماني في البحرين نحو 290 مليون دينار أي ما يقارب 772 مليون دولار أمريكي، مشيرا إلى أن هذه الأرقام ترسم خريطة طريق ورؤية مستقبلية لاستكشاف المزيد من فرص الاستثمار المتاحة في البلدين.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال التعليم وضح سعادته أنه تم اعتماد جامعات عمانية في البحرين وعددها حوالي 12 جامعة، بينما بلغ عدد الجامعات البحرينية المعتمدة في سلطنة عمان 8 جامعات، وجار دراسة إضافة جامعات أخرى لاعتمادها في كلا البلدين، مشيرا إلى أن 300 من الطلبة العمانيين يدرسون بالجامعات البحرينية فيما يدرس نحو 120 من الطلبة البحرينيين بالجامعات العمانية.
وفي المجال الثقافي والأكاديمي وضح سعادته أنه تم التوقيع على مذكرة التفاهم في هذا المجال في أكتوبر 2022 وهي قيد التنفيذ على الواقع، حيث تمت إقامة الأسبوع الثقافي البحريني، وجار التحضير لإقامة مهرجان الهوية العمانية والبحرينية، وهناك تنسيق بين سفارتي البلدين لوضع خطة عمل مشتركة في كيفية تعزيز الثقافة العمانية والبحرينية مع التركيز على الجانب السياحي والاستثماري.
إن عزم القائدين -حفظهما الله ورعاهما- لتطوير العلاقات بين البلدين يرفع روح التعاون والأُخوة ويحفظ عمق الروابط التاريخية الوثيقة ويبشر بمستقبل زاهر يحمل الخير للبلدين والشعبين الشقيقين.