متصفح أرك يستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدم
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
تسعى شركة "ذا براوزر كومباني" إلى تغيير هيمنة محركات البحث مثل غوغل وياهو وبينغ على البوابة الرئيسية التي يدخل منها المستخدمون إلى مواقع الإنترنت واستكشاف محتوياتها.
وقالت الشركة الناشئة المطورة للمتصفح "أرك براوزر" إنها تسعى إلى تغيير هذا الواقع، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لكي يتولى المتصفح استكشاف الويب، وفقاً لتفضيلات المستخدم وتقديم النتائج له من دون الحاجة إلى محركات البحث.
وقالت الشركة الناشئة إنها ستطرح الإصدار الجديد من المتصفح الذي يحتوي على أداة الذكاء الاصطناعي خلال الشهور القليلة المقبلة، حيث سيكون في مقدور المستخدم إخبار المتصفح بما يبحث عنه ليتولى هو تقديم المعلومات ذات الصلة له من خلال التصفح أو البحث الآلي على الويب.
وفي تسجيل فيديو بثته شركة "ذا براوزر كومباني"، قال جوش ميللر الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لها، إن المستخدمين سيتمكنون من كتابة شيء مثل "الحجز لفردين إما في لاما إن أو كينجز إمبريال"، وسيتولى المتصفح أرك عرض النتائج التي تتضمن الفترات المتاحة في الفندقين خلال الشهور المقبلة. كما يمكن للمستخدم حجز مائدة في مطعم من خلال الدخول إلى موقع معين بنقرة واحدة على المتصفح.
وفي الأسبوع الماضي بدأت الشركة اختبار بعض هذه الوظائف، وقالت إن عدداً محدوداً فقط من هذه الخصائص تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم نماذج اللغة الكبيرة (إل.إل.إم) لكن كلها تعمل في محاولة لتسهيل حصول المستخدم على ما يريد عبر الإنترنت.
وفي الأسبوع الماضي أيضاً طرحت الشركة تطبيق تصفح جديداً للهواتف الذكية آيفون باسم "أرك سيرش". ويحتوي التطبيق على خاصية "تصفح لي" والتي تقرأ 6 روابط على الأقل مرتبطة بالموضوع وتقوم بإنتاج صفحة ويب مزودة بالصور والفيديوهات وملخص المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.
كما طرحت الشركة خاصية تسمى "روابط فورية" والتي تأخذ المستخدم مباشرة نحو رابط ما بدلاً من إعادته إلى نتائج محرك البحث أولاً. على سبيل المثال عند الرغبة في مشاهدة الإعلان الترويجي لفيلم غودزيلا2 ستأخذ الخاصية الجديدة المستخدم إلى الإعلان على موقع يوتيوب مباشرة. كما يمكن استخدام الخاصية عند الرغبة في الحصول على مجلد كامل عن موضوع معين مثل "مجلد تقيييمات آبل فيجن برو"، حيث ستقوم الخاصية بإنشاء مجلد يحتوي على قصص تقييمات وعروض فيجن برو من منشورات مختلفة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
مؤيد الزعبي
من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.
أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.
ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.
هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.
الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.
تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.
الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.
رابط مختصر