بوابة الوفد:
2025-04-22@13:48:36 GMT

ليت المقايضة تعود يومًا!

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

عندما كانت القرية منتجة انتشر نظام المقايضة الذى كان يحل مكان النقود، أهالى القرى يذهبون إلى المدينة التابعين لها، ومعهم السمن واللبن والقشدة، والثوم والبصل والملوخية، ويعودون بالفاكهة والقماش واللحوم، والعيش المصرى وهو رغيف الخبز الحالى؛ حتى الطعمية كانت تنتج فى المدينة! كانت سيدات القرية تعطى البيض للبياض وهو تاجر يركب حمارًا ويلف على منازل القرية ويسجل عدد البيض الذى حصل عليه من كل سيدة فى دفتر، ويعطيها مقابلة ملابس لها ولأولادها وشباشب وزجاجات ريحة وإكسسوارات وخلافه.

وكانت الأم ترسل ابنها إلى البقال بكمية من الذرة ويعود لها بالسكر والشاى والأرز.
عملية اقتصادية سهلة لا نقود ولا دياولو وكانت الدنيا سهلة، والأسماك تباع بالفصال من القفة، ولا ميزان ولا دياولو واللحوم بالوقة والفرخة البيضة البياضة بتلعب رياضة كما كان ينادى عليها البائع فى شوارع القرية فى سوق القرية كل شيء بالمقايضة بيع الماعز والخراف والجاموس وشراء ما يحتاج إليه البيت فى التو والحال، أحياناً من خلال النقود أو من خلال المقايضة.
المقايضة كما كانت معروفة هى نظام الصرف الذى يتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسيلة تبادل مثل المال - وهى عادة ما تكون ثنائية وقد تكون متعددة الأطراف، وعادة موجودة بالتوازن مع النظم النقدية، فى معظم البلدان المتقدمة على نطاق محدود.
عادة استبدال المال كوسيلة للتبادل فى أوقات الأزمات النقدية هو نظام مقايضة، ويتم عندما تكون العملة إما غير مستقرة على سبيل المثال التضخم أو الانكماش أو غير متوفرة لإجراء التجارة.
وقبل ظهور النقود مر نظام المقايضة بمراحل عدة، حيث اختارت بعض المجتمعات أنواعًا من الماشية لتنسب إليها قيم باقى السلع الأخرى واختارت مجتمعات أخرى سلعاً أخرى متعددة ، وكانت هذه السلع تمثل شيئًا واسع الانتشار ومقبولًا من قبل المجتمع قبولًا عامًا.
ظلت المقايضة فى هذا الوقت عملية واحدة ولكن قام المتعاملون بالتعبير عن قيمة ما يتبادلونه باستخدام ما أصبح يطلق عليه وحدة الحساب وتخلصت المقايضة من مشكلة صعوبة إيجاد مقياس واحد للتبادل، ولجوءًا بعد ذلك إلى مبادلة سلعة بسلعة ثم مقايضة هذه السلعة التى يحتاجونها.
بالرغم من قدم نظام المقايضة، إلا أنه ظهر فى ثلاثينيات القرن العشرين مع انهيار الاقتصاد العالمى، حيث لجأ الناس للمقايضة للحصول على احتياجاتهم اليومية وأساسيات الحياة.
هناك اتجاه فى الدولة لعودة نظام المقايضة لتقليل الضغط على العملة الأجنبية، وإن كانت المقايضة بدأت تعود بين التجار فى الوقت الحالى دون تدخل الحكومات، نظراً لأن العمل بهذا النظام على مستوى الحكومات يحتاج إلى آلية وإطار قانونى عن طريق عدة جهات مع جهات أخرى فى البلد المناظر.
هناك توقعات بأن تطبق مصر نظام المقايضة مع روسيا وتركيا وبعض دول أفريقيا، حيث تمثل تلك الدول أكبر شركاء تجاريين لمصر.
تستطيع مصر الاستعادة من نظام المقايضة لسد الفجوة بين العرض والطلب، تقليل الاعتماد على العملة الصعبة، وتقرير التعاون مع الدول العربية والأفريقية.
وهناك صعوبات تواجه المقايضة منها صعوبة إيجاد شخص لديه ما تريده ويريد ما لديك، وصعوبة تحديد مقدار ما يجب أن تدفعه مقابل شيء ما، وقد يكون من الصعب تبادل السلع أو الخدمات التى لا يمكن تقسيمها إلى أجزاء أصغر أو قد تكون السلع أو الخدمات عرضة للتلف أو التقادم.
ولكن كل عقدة ولها حلال كما يقول المثل، المهم التغلب على أزمة العملة، ومهم أيضاً أن تعود القرية المصرية منتجة كما كانت لها فى وصفها الحالى مستهلكة وتحولت إلى مدينة لكن فى التطلع إلى الاستهلاك وليس فى الإنتاج.
فلم يعد البيض واللبن والبصل والثوم قيد اهتماماتها إلا قليلاً!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن نظام المقایضة

إقرأ أيضاً:

مشروع التوسع الإسرائيلي يهدد أمن العالم

عندما «اقترح» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سكان غزّة تركها علّل ذلك بأنه يسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط. بينما رآه الكثيرون خطوة على طريق يؤدّي لإفراغ القطاع من سكانه تمهيدا لاقتطاعه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال ترامب أنه يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع. «نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة». هذا الحماس الأمريكي للتوسع الإسرائيلي ستكون له تبعاته الإقليمية والدولية. فبرغم ما يدّعيه الغربيون من تماسكهم إزاء التحديات الأمنية التي تتحداهم من خارج عالمهم، فإن قضية فلسطين بقيت، على مدى ثلاثة أرباع القرن، شاهدة على عجزهم وتراجعهم الإنساني والأخلاقي.

فالمشاهد التي اكتظت بها شاشات التلفزيون في الشهور الأخيرة التي تظهر التوحش الإسرائيلي وعقلية التدمير غير المحدودة وما يمثله ذلك من تحد لأبسط قواعد الاشتباك التي يفترض أن الغربيين قد أقرّوها بعد الحرب العالمية الثانية، قلّصت من احترام العالم للسياسة الغربية. فما حدث لا يعكس قوّة حقيقية بقدر ما يعمّق الشعور بهيمنة المشاعر الشيطانية بالغلبة المادّيّة على حساب الالتزام الأخلاقي.

وهذه الحقيقة تضعف ثقة المواطن الغربي نفسه في مدى ما يمكن أن يتمتع به من أمن مستقبلي. فالحريق الذي يشب في حظيرة الجيران يمكن أن يعبر السواتر والحدود، فمن يضمن عدم تكرار مشاهد غزّة في مدن غربية أخرى فيما لو نشب نزاع مع حكام «إسرائيل» مستقبلا؟ فالنزعات الشيطانية المختزنة في عقولهم لا تختلف عن عقلية هتلر التي عاثت في أوروبا دمارا.

لقد أصبح واضحا أن الحرب الشرسة التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ عام ونصف كانت تهدف لتحويله إلى منطقة دمار شامل لا يمكن إعادة بنائه. وما أكثر ما ردّد السياسيون الغربيون القول باستحالة إعادة إعمار غزّة. بل ادّعى بعضهم أن ذلك يحتاج لثلاثين عاما.

ولكن سرعان ما طرحت مقولات أخرى تؤكد أن إعادة البناء لن تستغرق أكثر من ثلاث سنوات، وقالت تقارير عن بعض أطراف الأمم المتحدة أن الركام ملوث بمادة الأسبستوس.

ومن المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي دُمرت أثناء الحرب قد بُنيت بهذه المادة. ومن المحتمل أن يكون الحطام محتويا على أشلاء بشرية لأن الدمار الذي أحدثته «إسرائيل» شامل وغير مسبوق، ولا تنحصر أهدافه بالانتقام والقتل فحسب، بل أن من خطّط للعدوان كان يهدف لجعل المنطقة مستعصية على إعادة البناء والتأهيل للاستخدام البشري. ومع التكاليف الباهظة لذلك والفترة الزمنية التي يحتاجها إعادة الإعمار، وتشجيع أكثر من مليون ونصف من سكان غزة على النزوح إلى مناطق وبلدان أخرى، يصبح مشروع إخلاء المنطقة من السكان أمرا ممكنا، في نظر المحتلّين وداعميهم.

ليس معلوما بعد أبعاد الخطّة التي تعتبر استكمالا لما حدث في 1948 و 1967 من احتلال الأرض وإقصاء أهلها. ولكن يبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي ساهمت في إفشالها. فما أن أطلق تصريحاته حتى ارتفعت أصوات الشجب والاستنكار من حكومات كثيرة ومنظمات حقوقية وإنسانية عديدة. ومع أن ترامب شخص عنيد يصرّ على موقفه ولا يتنازل عادة، ولكن يبدو أنه لم يتوقع حدوث ردّة فعل بالحجم الذي حدث.

ولا شك أن صمته خلال العدوان الإسرائيلي، وربما مشاركة القوات الأمريكية في القصف والتدمير يوحي بوجود خطة معدّة سلفا لإكمال مشروع الاحتلال. هذا المشروع انطلق بالتدمير الشامل لقطاع غزة بشكل فاق ما حدث في الحرب العالمية الثانية من دمار، بحيث تبدو الدعوة لإخلائه من الفلسطينيين أمرا مقبولا، بل ربما يوحي باهتمام إنساني يتجاوز الأطماع السياسية.

برغم ما يدّعيه الغربيون من تماسكهم إزاء التحديات الأمنية التي تتحداهم من خارج عالمهم، فإن قضية فلسطين بقيت، على مدى ثلاثة أرباع القرن، شاهدة على عجزهم وتراجعهم الإنساني والأخلاقي
ويبدو كذلك أن المشروع حظي بقبول عام لدى الأوساط الغربية، ولكنه كان من البشاعة بمكان بحيث دفع الحكومات العربية لرفضه جملة وتفصيلا لأنه كان فاقعا، نضح بدماء أكثر من 46 ألفا من سكان القطاع.

كما حدث إدراك مهم بأن الانصياع للخطة الأمريكية ـ الإسرائيلية ستمهّد لتطورات أخطر، وأن الأردن سيكون المحطة الأخرى التي يتضمنها مشروع توسيع الاحتلال الإسرائيلي. كما اتضح للكثيرين أن خطّة احتلال غزة بداية لتنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى» الذي سوف يزداد توسعا ويشمل بلدانا عربية أخرى وحدودا تصل إلى العراق.
برغم ما قيل، ليس هناك ما يؤكد توقف المشروع الاستيطاني الجديد عند هذا الحد، وأن المحتلّين سوف يستمرون في استهداف المناطق التي يسعون لضمها لمشروع التوسع والاستيطان الإسرائيلي.

وليس من المنطقي كذلك افتراض ان الضخّ الأمريكي والأوروبي لكيان الاحتلال سوف يتوقف في المستقبل المنظور. ولكن السؤال: ما مصلحة الغربيين من توسع «إسرائيل» بلا حدود؟ ما مصلحة الغربيين من انتشار القوات الإسرائيلية داخل الحدود السوريّة لتدمير كافة ما لدى ذلك البلد من إمكانات عسكرية وتحويلها إلى بلد منزوع السلاح؟ لقد أصبحت القوات الإسرائيلية تسيطر على مساحات واسعة وأصبحت على مقربة من دمشق. فهل هذا يخدم الأمن والسلم الدوليين؟ وماذا عن روسيا؟ لا شك أنها فقدت قدرا كبيرا من نفوذها في الشرق الأوسط بسقوط بشار الأسد، فما الذي بقي لديها من نفوذ بعد العراق وسوريا؟ الواضح أن روسيا في العقود الأخيرة لم تعد الاتحاد السوفياتي الذي كان في حالة توازن مع الناتو في ذروة الحرب الباردة.

ومع تطور العلاقات الشخصية بين ترامب وبوتين تراجعت حدّة التنافس بين الشرق والغرب، حتى أن أزمة أوكرانيا التي كان بالإمكان أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، تراجعت كثيرا، ولم تعد أمريكا متحمسة لدعمها من أجل التخلص من النفوذ الروسي. إنها واحدة من حوادث القدر على صعيد التوازن الدولي حيث لم تعد هناك أجواء منافسة ساخنة، خصوصا مع توسع نفوذ لاعبين آخرين، واستمرار أمريكا في رفع نفقات التسلح برغم تراجع نفوذها الاقتصادي في مقابل توسع النفوذ الاقتصادي الصيني.

وهكذا أصبح شبح الحرب أمرا مقلقا يسعى الجميع لمنع وقوعه نظرا لما لذلك من مخاطر غير محسوبة. بل أن أمريكا نفسها، برغم الضوضاء السياسية حول إيران وإرسال طائرات بي 2 إلى الشرق الأوسط، هرعت لتبريد نقطة التماس الوشيكة مع إيران، وبدأت حوارا استراتيجيا مع طهران في العاصمة العمانية، مسقط. فمع ما يبدو من تصاعد احتمالات الحرب بدأ الحوار مع ترسخ قناعة الغربيين بأمرين: أولهما استحالة وقف المشروع النووي الإيراني، وثانيهما عدم وجود ما يؤكد توجه إيران لإنتاج أسلحة نووية.

لا شك أن فسيفساء التوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة تزداد تعقيدا، ولكن يخفف من مخاطر ذلك التنوع شعور الأطراف جميعا بضرورة منع وقوع الحروب خصوصا في ضوء عجز العالم عن احتواء الأزمة الأوكرانية من جهة، أو احتواء مخاطر التوتر المتواصل في الشرق الأوسط من جهة أخرى. كما أن العجز عن احتواء أزمة السودان التي أصبحت تتحدى البشرية مع انتشار بوادر مجاعة كبرى تضيف بعدا آخر لتراجع الإرادة السياسية لدى زعماء «العالم الحر» وتداعي حماسهم للتعاطي مع تحديات من هذا النوع. هذا يظهر أن إشعال الحروب والخلافات خيار سهل، ولكن إنهاءها ليس متيسرا، بل أن القضايا الكبرى بقيت عالقة منذ أن بدأت.

وتزداد الأمور تعقيدا بتهميش دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. فأمريكا التي تسعى لإضعاف العمل الدولي المشترك لم تثبت قدرتها على التصدّي بقدر من الحياد للقضايا الكبرى، بل كثيرا ما كانت طرفا مباشرا فيها. ولم تسفر تدخلاتها في الصراعات عن حلول ناجعة، الأمر الذي يستدعي ضرورة بروز جهة دولية فاعلة لسد الفراغ القيادي الذي أحدثه تهميش الأمم المتحدة.

ربما يعتقد بعض زعماء الغرب أن البلطجة الإسرائيلية تساهم في كبح جماح القوى الإقليمية التي قد تحتضن نزعات للتمرد على الهيمنة الغربية. ولكنهم مخطئون في ذلك. فهم بذلك يخلقون عفريتا آخر ويكررون قصة «فرانكشتاين» المرعبة. أما المنطق الأقرب للحكمة والواقع فيدعوهم لانتهاج سياسات أخرى أكثر توازنا وعدلا، وأقل عداء للعرب والمسلمين. وبدون ذلك التغيير في النهج السياسي الغربي وتجاهل حقوق البشر في بلدان مثل فلسطين والسودان والعراق، سيصبح العالم متوجها نحو مصير مجهول يتداخل فيه سيل الدماء مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والأخلاقية.

مقالات مشابهة

  • نجوم العراق.. قمة جماهيرية اليوم للغريمين الشرطة والزوراء و3 ديربيات أخرى
  • السفير الإيراني: علاقاتنا مع السعودية تعود بالنفع على المنطقة
  • روسيا .. محطة أخرى
  • صاعقة تسببت بحريق في البكيرية.. فيديو
  • أزمة بلبن.. قراءة أخرى!
  • مشروع التوسع الإسرائيلي يهدد أمن العالم
  • طائرة بوينغ تعود إلى الولايات المتحدة من الصين بسبب حرب ترامب الجمركية
  • الجزيرة .. موعد مع الحياة (١)
  • بعثة الأهلي تعود للقاهرة بعد التعادل مع صن داونز
  • مركبة فضاء تعود إلى الأرض بــ 3 رواد