* الحديثُ عن تجاوبِ (المسؤول) يتَّجه إلى حيث تجربةِ (المتحدِّث)، فمَن وجدَ تجاوبًا لا يتردَّد في (الإشادةِ) بذلكَ التَّجاوبِ، وهي إشادةٌ من المؤكَّد أنَّها لا تُعجب مَن مرَّ بتجربةِ عدمِ حصول ما كان يأملهُ من تجاوبٍ من ذاتِ المسؤولِ.
* وهنا يجبُ أنْ يُنظر للموضوعِ من زاوية (الإمكانيَّة)، التي هي الفيصلُ بين قبولِ طلبٍ، ورفضِ آخرَ، فالمسؤولُ ليس بحاجة إلى (تبصيرِهِ) بما يجبُ عليه، فلم يُوضعْ في هذا المكانِ إلَّا لأجلِ (خدمةِ) المواطنِ، تلك الخدمة التي تمثِّل (مقياسًا) لنجاحِهِ، وموطن محاسبة له، وهو بلا شكَّ يدركُ ذلكَ، إلَّا أنَّ زاوية رُؤية المسؤول أوسعُ، وأشملُ، حيث إنَّ هناك الكثيرَ من الإجراءاتِ -تقصرُ أو تطولُ- يجبُ أنْ يعبرَ من خلالِها المسؤولُ، وهي مَن يحدِّد اعتماده من عدمِهِ.
* كما أنَّ لُغة (العقودِ) موضوعٌ آخرُ يأخذنا إلى جوانبَ تخفى على المتابعِ العاديِّ، كأنْ ينظر إلى مشروعٍ أخذَ وقتًا طويلًا، أو توقَّف عند مرحلةٍ معيَّنةٍ، أو لم يُستكملْ، لاسيَّما أنَّ العقودَ تمثِّل (إلزامًا) يُكتبُ بكلِّ عنايةٍ في ما لكلِّ طرفٍ، وما عليِهِ.
* وفي هذا أعودُ بالذَّاكرةِ إلى مقالٍ كتبته هنا بعنوان: (دوَّار البلديَّة عنقُ الزُّجاجةِ)، وكان ذلك في 2019/10/14م، أي قبل ما يزيد عن 4 سنواتٍ، وهو مقالٌ أسهمَ -ولو بنسبةٍ- في إيصالِ صوتِ معاناةِ أحياءِ: الأمير عبدالمجيد، والأمير فواز، والأجاويد، والسنابل، وما جاورها، تلك الأحياء التي تتزاحمُ طوالَ اليوم عند عنقِ الزُّجاجةِ: (دوَّار البلديَّة)، وأحسبُ أنَّ ما وجدته من تفاعلِ مديرِ مرورِ جدَّة -آنذاك- اللواء سلمان الجميعي، وما أعقبَ ذلك من حراكِ أمانةِ محافظةِ جدَّة باتجاه الحلول، ما يبرهنُ على حرص (المسؤولِ) على معالجةِ شكوى المواطنِ، ورفع معاناتِهِ.* تلك المعالجةُ التي لمستُ في هذا الموقع، وعلى مدارِ 4 سنوات جملةً من الحلولِ كلها تتَّجه نحو إيجادِ الحلِّ الدائمِ، الذي يرفع تلك المعاناة، وصولًا إلى ما تحقَّق اليوم من حلٍّ جذريٍّ، تعلن من خلاله أمانة محافظة جدَّة (ترحيل) ذلك الدوَّار (الأزمة) إلى مقبرةِ (النسيان).
* وهو ما أعنيهِ من أنَّ شكوى المواطن متى ما كانَ منطلقها الحرص على المصلحةِ العامَّة، فإنَّها بذلكَ سوف تتقاطعُ مع ذاتِ الهدفِ الذي يسعى لتحقيقِهِ ذاتُ المسؤولِ، مع الأخذِ في الاعتبارِ ألَّا يغيب عن الطَّرفين وجاهة: (عليكُم الصَّبرُ، وعلينا الاجتهادُ) عندما يُلمس من ذاتِ المسؤولِ أنَّه يمضي بكلِّ تفانٍ، وإخلاصٍ باتجاه رفع ما يمثِّل للمواطن مبعثَ شكوى، وصوتَ معاناةٍ.. وعلمي وسلامتكم.
خالد مساعد الزهراني – جريدة المدينة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خوفا من خطر حقيقي.. مطالب للمغرب بعدم ترحيل معارض للسيسي إلى مصر
طالبت منظمات حقوقية من المغرب عدم تسليم معارض مصري لسلطات بلده بسبب "ما يمكن أن يتعرض له من مخاطر"، وفقها، لكونه محكوما بالمؤبد على خلفية معارضته لنظام عبد الفتاح السيسي.
ووفق الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين "همم"، أوقفت السلطات المغربية، الأحد، المعارض المصري عبد الباسط الإمام في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، بموجب مذكرة طلب تسليم صادرة عن السلطات المصرية.
وقالت "همم" إن تسليمه إلى مصر "إجراء يشكل خطرا حقيقيا على سلامته، ويتعارض مع الالتزامات القانونية والإنسانية للمغرب، وقد يؤدي إلى انتهاك حقوقه الأساسية".
وحذرت من "العواقب الوخيمة على أمنه الشخصي"، نظرا لـ"الانتهاكات الموثقة في قضايا مشابهة، ولما يعانيه أصحاب الآراء المعارضة في مصر من قمع واضطهاد"، ودعت المغرب إلى "احترام التزامته الدولية"، بحسب تعبيرها.
كما طالبت منظمة "إفدي" الدولية من بلجيكا، ومؤسسة "عدالة" لحقوق الإنسان من إسطنبول، السلطات المغربية بإطلاق سراح الإمام الذي دخل مطار الدار البيضاء بجواز سفر تركي بغرض السياحة.
وقالت المنظمتان إن السلطات المغربية مطالبة إما أن تسمح له بدخول أراضيها، أو أن يعود إلى دولة تركيا التي يحمل جنسيتها.
وقالت المنظمتان الحقوقيتان إنهما راسلتا جهات دولية عدة لمطالبتها بـ"التدخل والتحرك العاجل" من أجل "إنقاذ" عبد الباسط الإمام من "مواجهة خطر التعذيب" إذا تم ترحيله إلى مصر.
وعبد الباسط الإمام عمل أستاذا بكلية طب جامعة الأزهر، ويعتبر من معارضي نظام السيسي، وشارك في الربيع العربي إلى معارضين آخرين.