بمواجهة الصرع والوسواس القهري.. شريحة ثورية تمنح حياة جديدة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
بعدما كان الوسواس القهري يتحكّم بحياة آمبر بيرسون، التي كانت تغسل يديها حتى تنزفا، أو تعيد التحقق مرات عدة من أنّ النوافذ مغلقة، أو تتناول الطعام بمفردها خوفاً من الإصابة بأي عدوى، باتت هذه التصرفات مجرّد ذكريات لها بفضل غرسة دماغية تُعدّ ثورية في معالجة هذا الاضطراب النفسي.
وهذه المرأة الأميركية، البالغة 34 عاماً، أول شخص يُزَوَّد بجهاز صغير مماثل بالحجم لضمادة صغيرة، في الجزء الخلفي من دماغها، مما قلّص اضطرابات الوسواس القهري ونوبات الصرع التي كانت تعانيها.
ويمثل هذا الجهاز تقدّماً علمياً واعداً، غيّر حياة المريضة بشكل جذري.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول بيرسون التي تقيم في ولاية أوريغون، غربي الولايات المتحدة "تحسّنت حياتي اليومية وبتّ حاضرة فيها، وهذا أمر مذهل"، مضيفةً "قبل ذلك، كنت محاصرة باستمرار داخل ذهني ومنشغلة في هواجسي".
وقد تستهلك اضطرابات الوسواس القهري الحاد ما يصل إلى "ثماني أو تسع ساعات" من يومها، مما يتسبب في عزلتها اجتماعيا.
وكانت قبل الخلود إلى النوم، تتأكد من أنّ الأبواب والنوافذ مغلقة، وتمديدات الغاز غير مشغّلة والكهرباء مفصولة عن الأجهزة.
وخشية الإصابة بأي عدوى، كانت تستحم في كل مرة تهتم بقطتها، وكانت تغسل يديها جيداً لدرجة أن تصبح مفاصلها جافة وتنزف. وغالباً ما كانت تفضّل تناول الطعام بمفردها لا مع أفراد عائلتها أو أصدقائها.
وبعدما خضعت لعملية الغرسة، باتت اضطرابات الوسواس القهري تأخذ نحو ثلاثين دقيقة فقط من يومها.
نبض كهربائيوترسل الغرسة، التي يبلغ قطرها 32 ملم، نبضا كهربائيا عندما ترصد ردود أفعال غير طبيعية في دماغ المريض لاستعادة الأداء الطبيعي.
وتُستخدم هذه التقنية التي تسمى التحفيز العميق للدماغ، منذ أكثر من 30 سنة لعلاج الصرع.
لكن دورها في الحد من اضطرابات الوسواس القهري كان لا يزال غير مفهوم بشكل جيد ويقتصر على الأبحاث التجريبية، حتى الجراحة المبتكرة التي أجراها أطباء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم عام 2019 لبيرسون.
وخضعت المرأة لعملية زرع "جهاز للوسواس القهري والصرع، وهو الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج هذين المرضين" في الوقت نفسه، على ما يؤكد جراح الأعصاب أحمد رسلان، الذي لا يزال مندهشا من نتائج مريضته.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بيرسون هي مَن اقترحت الفكرة على الفريق الطبي.
ورغم استئصال قسم من دماغها بسبب إصابتها بالصرع الدائم، لا تزال بيرسون تعاني من نوبات عنيفة لدرجة أنّ إحداها تسببت لها بسكتة قلبية، مما جعل الأطباء يرغبون في زرع غرسة لها لمحاربة هذا المرض المقاوم.
ووقتها قالت لهم "بما أنكم ستدخلون إلى دماغي لتضعوا قطبا كهربائيا وبما انني مصابة أيضاً باضطراب الوسواس القهري، هل يمكنكم غرس قطب يساعدني في التغلب على هذا الاضطراب النفسي"؟
ويقول رسلان "لحسن الحظ أخذنا هذا الاقتراح على محمل الجد".
ولتصميم الجهاز، راقب الأطباء نشاط دماغها، من خلال إعطائها مثلاً مأكولات بحرية، وهي أحد أنواع الأطعمة التي تسبب لها التوتر. وقد أتاح لهم ذلك تحديد "العلامات الكهربائية" المرتبطة بالوسواس القهري.
ويقول رسلان أن الغرسة مبرمجة "لإحداث تحفيز فقط عندما ترصد هذه الإشارة". وفيما يعالج أحد البرامج الصرع يتولى الآخر معالجة اضطرابات الوسواس القهري.
وانتظرت بيرسون 8 أشهر قبل أن تلاحظ التغييرات الأولى في تصرّفاتها.
وتقول "بتّ سعيدة مجددا ومتحمسة للخروج والعيش حياة طبيعية والتواجد مع أصدقائي وعائلتي الذين انقطعت عنهم لسنوات".
وحظيت هذه العملية بإشادة في مجلة علمية. وتجرى حاليا دراسة في جامعة بنسلفانيا لمعرفة كيف يمكن تطبيق هذه التقنية على مرضى آخرين، بحسب رسلان.
وتشكل العملية مصدر أمل في الولايات المتحدة، حيث تطال اضطرابات الوسواس القهري نحو مليونين ونصف مليون شخص.
وتحظى الغرسات الدماغية عموماً باهتمام متزايد.
فقد أعلنت شركة "نيورالينك" التي شارك في تأسيسها إيلون ماسك، الاثنين، أنها نجحت في إجراء أول عملية زرع شريحة دماغية لمريض.
وتشير الشركة الناشئة إلى رغبتها في استخدام هذه الشريحة لتتيح للبشر التواصل مع أجهزة الكمبيوتر، لكنها تسعى أيضا إلى جعل المصابين بالشلل يعاودون المشي، والمكفوفين يستعيدون النظر.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
"الأحمر" يبدأ مشواره في "مونديال الشاطئية" بمواجهة إيطاليا.. الجمعة
الرؤية - أحمد السلماني
يستهل منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية يوم الجمعة مشواره في بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية بمواجهة قوية أمام المنتخب الإيطالي، وصيف النسخة الماضية من البطولة، وذلك عند الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت سلطنة عُمان، على ملعب "بارادايس أرينا الرملي" الواقع بجزيرة ماهيه في مدينة فيكتوريا، عاصمة جمهورية السيشل، المستضيفة للبطولة التي تُقام خلال الفترة من 1 إلى 11 مايو الجاري.
وتشهد منافسات الجمعة أيضًا ثلاث مباريات أخرى ضمن الجولة الأولى، حيث يلتقي منتخب تشيلي بنظيره تاهيتي في تمام الرابعة والنصف مساء، بينما يواجه المنتخب البرازيلي نظيره منتخب السلفادور عند السابعة مساء في مباراة تهم منتخبنا، وتختتم اللقاءات بلقاء المنتخب الإسباني مع السنغال في الساعة الثامنة والنصف مساء.
ويخوض منتخبنا الوطني هذه المواجهة المرتقبة أمام الإيطالي بطموحات كبيرة ومعنويات مرتفعة، ساعيًا إلى انتزاع أول ثلاث نقاط في مشواره المونديالي، مستندًا على خبرة لاعبيه الذين تألقوا مؤخرًا، بعد أن حقق المنتخب المركز الثاني في بطولة كأس آسيا، وتُوّج بذهبية البطولة الخليجية.
وتُعد مواجهة إيطاليا محطة مفصلية في طريق الأحمر نحو التأهل التاريخي إلى الدور الثاني من البطولة، إذ أن الفوز في هذه المباراة سيمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهته الثانية أمام منتخب السلفادور، ثم اللقاء القوي الذي ينتظره أمام المنتخب البرازيلي، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب.
وكان المنتخب الوطني قد باشر استعداداته فور وصوله إلى جمهورية سيشل في 23 أبريل الماضي، حيث خاض سلسلة من التدريبات المكثفة التي ركزت على الجانبين البدني والفني. كما لعب مباراتين وديتين تحضيريتين، فاز في الأولى على منتخب سيشل بنتيجة 4-3، وخسر الثانية أمام منتخب الباراجواي 1-3، وقد أظهر اللاعبون مستويات واعدة خلال هاتين التجربتين، في وقت حرص فيه الجهاز الفني بقيادة المدرب طالب بن هلال الثانوي على تجربة مختلف العناصر والخطط التكتيكية المنتظر تطبيقها في البطولة.
ويضم المنتخب عددًا من العناصر الشابة المتمرسة في مثل هذه البطولات، حيث يسعى الجهاز الفني إلى مواصلة نهج التطعيم التدريجي للمنتخب بعناصر جديدة تواكب متطلبات المنافسات القارية والدولية.
ويترأس بعثة منتخب الشاطئية نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم محسن المسروري، وتضم الجهاز الفني والإداري المكون من: المدرب طالب بن هلال الثانوي، عبدالله السعدي مديرًا للمنتخب، يوسف الخطيب مدربًا لحراس المرمى، حمود الطوقي معدًا بدنيًا، محمود الجفيلي طبيبًا، منذر البرواني أخصائي علاج طبيعي، جيناديا رايبوفل مدلكًا، خالد الشحي مسؤولًا للمهمات، محمد العلوي منسقًا إعلاميًا، إسماعيل الفارسي مصورًا، وراشد البادي منسقًا أمنيًا.
أما قائمة اللاعبين الـ14 المشاركة في البطولة فتضم كلًا من: يونس العويسي، أمجد الحمداني، سعيد الفارسي، عبدالله الصوطي، مسلم العريمي، يحيى المريكي، منذر العريمي، مشعل العريمي، أحمد العويسي، نوح الزدجالي، سامي البلوشي، خالد العريمي، سالم العريمي، واليقظان الهنداسي.