الوحدة نيوز/ عقدت وزارة الخارجية اليوم مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على العدوان الأمريكي – البريطاني الهمجي على اليمن الذي يأتي على خلفية الموقف اليمني الإنساني الداعم والمساندة للأشقاء في غزة.

وفي المؤتمر قال نائب وزير الخارجية حسين العزي “إن الموقف الذي اتخذه اليمن فرضته يمنيتنا وعروبتنا وإنسانيتنا وإسلامنا تجاه أبطال المقاومة في غزة، الذين يناضلون في سبيل الدفاع عن أرضهم وحريتهم واستقلالهم وتحرير أرض فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغاشم”.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن يسعى لمنع أي مساندة لشعب فلسطين المظلوم، وكذا حرص أمريكا منذ البداية على ألا يكون هناك أي صوت مناهض لإسرائيل في عدوانها على غزة من خلال أفعالها ومواقفها التي برهنتها في كل المحافل الدولية ومجلس الأمن.

ولفت نائب وزير الخارجية إلى أن أمريكا أجهضت في مجلس الأمن الدولي أكثر من مشروع لإصدار قرار بوقف الحرب على غزة، ورفضت أيضاً إصدار بيان لإدانة المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء فلسطين في غزة.

وأوضح أن أمريكا وبريطانيا جاءتا من مسافة تسعة آلاف ميل لشن عدوان همجي على اليمن، تحت مبررات كاذبة ومفضوحة أمام العالم، بداعي الدفاع عن النفس وحماية الملاحة البحرية.

وذكر أن أمريكا التي تتهم اليمن بتهديد الملاحة البحرية هي نفسها التي قالت “لا تتوفر لديها معلومات عن أن الكيان الصهيوني يرتكب مجازر بحق المدنيين في غزة”، وقالت أن “الضحايا من الأطفال في غزة صفر”، فيما المجازر الوحشية والهمجية ترتكب على مدار الساعة على مرأى ومسمع العالم وفي وضح النهار وأمام شاشات وقنوات العالم.

وأكد العزي أن صنعاء آخر جهة يتم توجيه هذه التهم الكاذبة إليها من قبل أمريكا، بدليل أن صنعاء أثبتت حرصها على حماية الملاحة الدولية في ظل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على مدى تسع سنوات.

وقال “إن الصراع القائم الآن هو بين إرادة الخير التي تمثلها اليمن وإرادة الشر التي تمثلها أمريكا وحلفاؤها”، لافتا إلى أن أكاذيب أمريكا معروفة وتاريخها كله حافل بالأكاذيب.

وفند نائب وزير الخارجية الأكاذيب والمزاعم التي استندت عليها أمريكا لشن حروبها على مختلف بلدان العالم منذ نشأتها في عام 1848م عندما اجتاحت المكسيك بناءً على تهم ملفقة اعترفت لاحقاً أنها كانت معلومات مظللة وكاذبة، مروراً بحادثة البارجة الأمريكية عام 1898م المعروفة التي استندت إليها لمهاجمة الاسبان، وكوبا والفلبين، بناءً على تهم كاذبة وملفقة، وكذا أزمة طائرة التجسس مع الاتحاد السوفيتي عام 1960م.

وتطرق إلى المبررات والمزاعم الكاذبة والمعلومات المظللة التي استندت إليها أمريكا في شن حربها على فيتنام وارتكاب أبشع المجازر بحق شعب فيتنام بدعوى مهاجمة السفن الأمريكية، وفيما بعد اعترفت أمريكا في تقاريرها التي نشرت عام 2005م بأن المعلومات كانت غير صحيحة وملفقة، كما هو الحال في حربها على العراق وارتكاب أبشع المجازر الوحشية بحق المدنيين بدعوى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ولم يخرج أي دليل على كذبهم المزعوم.

وأكد نائب وزير الخارجية أن الملاحة الدولية في باب المندب محل رعاية واهتمام الجانب اليمني.. مطمئنا جميع دول الاتحاد الأوروبي والغرب بأن الملاحة ظلت آمنة في خضم الحرب على اليمن طيلة تسع سنوات، وحتى خلال الحرب على غزة كان موقف اليمن واضحاً منذ اليوم الأول، بأن الملاحة في أمان تام، ومرت آلاف السفن عبر باب المندب ولم تواجه أي تهديد من قبل اليمن.

واعتبر أمريكا المهدد الأول والوحيد لحركة الملاحة البحرية والمتسببة في عسكرة البحر الأحمر وهي من جاءت لتعدي على اليمن، بعد أن كانت سفنهم تمر بأمان وسلام من البحر الأحمر حتى قامت إلى جانب بريطانيا بالاعتداء على اليمن، فتم العمل بحق الرد الطبيعي ومنع عبور السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.

وبين العزي أن مضيق باب المندب في نهاية المطاف جزء لا يتجزأ من المياه الإقليمية اليمنية، والقانون الدولي يعطي اليمن الحق في منع أي دولة تتجاوز المرور البريء والعابر.. وقال “نؤكد لكل العالم بأن أمريكا تكذب بوقاحة ويجب أن يرتفع الصوت عالياً في وجه أمريكا وبريطانيا كمهدد حقيقي للأمن والسلم الدوليين والأمن والملاحة البحرية في المنطقة”.

وأضاف ” نحن نقف إلى جانب فلسطين دعماً لإرادة الخير والحرية والاستقلال والأمن في المنطقة والعالم، ونحن أمام مشاهد لا يمكن السكوت عليها والتي يعد السكوت عليها خروجها عن الإنسانية والهوية والعروبة والإسلام”.

وجدد التأكيد بأن العدوان الذي يتعرض له اليمن لا يمكن أن يؤثر على مواقفه الثابتة تجاه غزة وفلسطين، وقال “على أمريكا وإسرائيل أن تيأسا من موقفنا الداعم والثابت تجاه غزة وفلسطين مهما فعلت وضربت وقصفت”.. منبهاً أمريكا واسرائيل، بأن الشعب اليمني على استعداد بأن يخوض معركة البحر الأحمر حتى ينفذ مواقفه المعلنة لمنع عبور السفن الإسرائيلية وكذا جميع السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطيني المحتلة.

وأوضح نائب وزير الخارجية أن هذا الإجراء مؤقت حتى ينتهي العدوان على غزة وتفتح المنافذ لعبور الأغذية والأدوية إلى القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية دون أن يحرك العالم ساكناً.

وحذر أمريكا من مغبة الاستمرار في الكذب والتضليل الإعلامي والمعلوماتي الذي تمارسه على العالم.. مؤكداً أن كذبة أمريكا وتورطها في العدوان على اليمن ستكون الكذبة القاتلة والأخيرة وستجني على أمريكا الوبال والعار وستخرج من اليمن مهزومة أخلاقياً وعسكرياً وعلى كل المستويات.

وحيا مواقف كل الدول العربية والإسلامية والأجنبية التي فندت أكاذيب أمريكا وتأكيد هذه الدول بأن الأحداث في باب المندب مرتبطة بالعدوان الهمجي والوحشي على غزة، وإدانتها للهجمات على اليمن.

كما ثمن نائب وزير الخارجية مواقف عُمان وإيران وقطر ومصر والجزائر وتونس والمغرب التي استنكرت الهجمات العدائية على اليمن، وأكاذيب أمريكا حول الملاحة، وتأكيدهم بأن الأحداث في البحر الأحمر مرتبطة كلياً بالحرب على غزة.

كما أشاد بشكل خاص بموقف السعودية في هذه المسألة التي أكد وزير خارجيتها بكل شجاعة أن الرواية الأمريكية غير صحيحة، وأن الأحداث في الأحمر مرتبطة بغزة.. معربا عن التطلع إلى تعاظم هذه المواقف كون الاعتداء على اليمن بهذا الشكل الهمجي والغوغائي هو اعتداء على أمة الإسلام والعروبة قاطبة.

ونبه من خطورة عدم الاستمرار في المواقف الثابتة والخروج عن الثوابت والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والدينية.. مؤكداً أن “التراجع والتخاذل يدل على أن إرادة الخير انكسرت أمام إرادة الشر، وهو ما يملي علينا أن ندفع بالغالي والنفيس ونقدم التضحيات في سبيل الثبات على موقفنا المبدئي الداعم والمساند للأشقاء في غزة ومواجهة العدوان الاسرائيلي والأمريكي”.

وتابع العزي “اليوم في اليمن وغدا في السعودية وفي أي دولة عربية وإسلامية، فلا ينبغي أبداً ان تبقى المواقف عند هذا المستوى، بل يجب أن تتعاظم، ونحن ماضون إلى السلام مع محيطنا، وأقول لكل العالم بأنه لا يمكن لأي أحد أن يحل مشاكله مع اليمن بالعنف لان هذه الوسيلة غير مجدية، مع يمن الإيمان الذي لا تنفع معه القوة، لأن هذه القوة ستفاقم المشاكل، وبالإمكان حلها بالحوار والمنطق والحجة”.

كما حيا مواقف الشعوب الحرة التي تخرج بمئات الآلاف للتضامن مع الشعب الفلسطيني والدعوة إلى وقف الحرب على غزة وفي مقدمتها شعوب “أمريكا، وبريطانيا”.. معتبرا الخروج تعبيراً عن الاستياء من إدارة حكوماتهم التي جلبت عليهم الخزي والعار.

وتابع “يجب ان نساند الحراك النضالي في أمريكا وبريطانيا لإسقاط التوجهات الشيطانية والحرب العدوانية على غزة، والمطالبة برفع الصوت لوقف آلة الدمار والقتل التي تشنها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا على الفلسطينيين.

ونصح نائب وزير الخارجية اليمنيين في الخارج الذين وصل بعضهم إلى السقوط الكبير بوقوفهم مع إسرائيل وأمريكا وبريطانيا في الحرب على غزة وضرب اليمن بالعودة إلى رشدهم ومراجعة أنفسهم في مواقفهم وفيما يفعلون.

وأكد “أننا أمام مفترق طرق ولا يمكن للشعب اليمني أن يتسامح مع أي يمني يقف مع إسرائيل أو أمريكا وبريطانيا في عدوانها على غزة واليمن، بينما يمكن التسامح في الخلاف بين الأشقاء فيما بينهم وحل ذلك عبر الحوار”.

ودعا الجميع للابتعاد عن تحالف الشر كون هناك دول نأت بنفسها عن هذا التحالف، الذي وجد خصيصاً لتجنيد وتوظيف أكبر قدر ممكن من البشر والدول ككلاب حراسة لتجارة نتنياهو، الذي يذبح الأطفال والنساء ويرتكب أبشع المجازر الوحشية والإبادة الجماعية بحق أبناء فلسطين دون أن يحرك العالم ساكنا.

حضر المؤتمر الصحفي وكيل وزارة الخارجية السفير محمد حجر، وعميد المعهد الدبلوماسي الدكتور أحمد العماد وممثلو وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي نائب وزیر الخارجیة العدوان الأمریکی أمریکا وبریطانیا الملاحة البحریة الحرب على غزة البحر الأحمر باب المندب على الیمن أن أمریکا لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي

سلط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

وقال بلينكن، الذي ترأس مؤخرا نقاشا وزاريا بمجلس الأمن حول دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: « هذا الصيف، أنشأت الولايات المتحدة والمغرب مجموعة داخل الأمم المتحدة مفتوحة لجميع الدول الأعضاء، حيث يتبادل خبراء من مختلف المناطق أفضل الممارسات لاعتماد الذكاء الاصطناعي ».

ووصف رئيس الدبلوماسية الأمريكية هذه المبادرة بأنها « تقدم حقيقي »، وذلك خلال هذا الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر دجنبر، بهدف تعزيز التفكير حول التقنيات الناشئة والجهود المبذولة من قبل الدول الأعضاء لدفع الحوار العالمي حول الفرص والتحديات التي تطرحها هذه التقنيات.

وفي يونيو الماضي، أطلق السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إلى جانب نظيرته الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، والتي تضم حاليا أكثر من 70 دولة عضوا بعد بضعة أشهر فقط من إنشائها.

وجاء إطلاق هذه المجموعة عقب اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار الأول حول الذكاء الاصطناعي رقم 78/265، الذي حظي في البدء برعاية المغرب والولايات المتحدة، قبل أن يحصل على دعم 125 دولة عضوا إلى حين يوم اعتماده.

ووفقا لتقرير نشرته الوكالة الفرنسية للتنمية في نونبر الماضي بعنوان « مؤشر إمكانات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي »، يحتل المغرب المرتبة الأولى كأفضل وجهة استثمارية إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

 

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تعلن عن تنفيذ عملية نوعية أفشلت الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن
  • وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
  • القصف الأمريكي البريطاني على اليمن.. غارات جديدة تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • جماعة نداء السلام تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • وزير الخارجية يطالب الأمم المتحدة للقيام بواجبها تجاه العدوان الصهيوني على المنشآت المدنية في اليمن
  • وزير الخارجية الأمريكي: اتفاقية التطبيع بين السعودية و”اسرائيل” جاهزة للتنفيذ
  • نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي: باكستان تطور صواريخ قد تستخدم لضرب أمريكا
  • اللقاء المشترك يدين العدوان الإسرائيلي – الأمريكي على اليمن
  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على بلدنا لن يثنينا عن مساندة ونصرة فلسطين