إزفيستيا: ضربات واشنطن في الشرق الأوسط غير مفيدة وتشوه صورتها
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يقول تقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية إن أميركا فشلت في تغيير الوضع في الشرق الأوسط، والهجمات الواسعة النطاق التي تستهدف بها الدول ذات السيادة بالمنطقة لا تؤدي إلا إلى تشويه صورتها.
وتناولت كاتبة التقرير أناستازيا كوستينا تأثير الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على العراق وسوريا واليمن، كلا على حدة، لتؤكد أنها ذات تأثير عكسي على مصالح أميركا في المنطقة، مضيفة أن جميع هذه الهجمات تستهدف دعم إسرائيل.
وأوضحت أن الوضع في البحر الأحمر، على الرغم من العملية الواسعة النطاق التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين، فإنه لم يتغير بعد، ويواصل الحوثيون مهاجمة السفن وتستمر شركات النقل في تغيير مسارها.
الضربات الغربية ضد الحوثيين لم تهزمهموأضافت أن الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين لم تؤد إلى هزيمة عسكرية أو سياسية لهم، وأنها غير كافية لزعزعة توازن القوى داخل الصراع اليمني. وعلى الرغم من الهجمات على البنية التحتية، فإن الحوثيين يعملون حاليا على تعزيز سمعتهم في الداخل وفي جميع أنحاء العالم العربي.
وقالت إن الضربات الأميركية على 85 هدفا في العراق وسوريا -التي أعلن منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنه تم اختيارها لإضعاف وتقويض قدرات الحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يمولها ويدعمها- لن تحقق أهدافها، بل ستزيد خطر التصعيد في الشرق الأوسط.
تشويه صورة أميركاوأشارت الكاتبة إلى ما قالته وزارة الخارجية الروسية من أن هذه الضربات في سوريا والعراق أظهرت الطبيعة العدوانية للسياسة الأميركية في المنطقة وتجاهلها للقانون الدولي.
وأضافت أن إيران قد ترد بأعمال عدائية فعلية يجهل العالم حدودها. وحتى الوقت الراهن، اقتصر رد فعل طهران على التصريحات الرسمية مثل تشديد الخارجية الإيرانية على أن هذه الهجمات ستزيد من توريط الحكومة الأميركية في شؤون المنطقة، واصفة إياها بالمغامرات التي تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
ونقلت عن غريغوري لوكيانوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية في موسكو قوله إن أميركا لم تعلن عن أي "خطوط حمراء"، لكن المرجح أنها لن توجه ضربات مباشرة ضد إيران، إذ لم يسمح أي زعيم سياسي أميركي مسؤول، منذ 2015، بمثل هذا الخيار.
مرحلة تشتيتكذلك أشارت الكاتبة إلى سحب إيران، الأسبوع الماضي، قوات الحرس الثوري من مواقع سورية، قائلة إنه يعني، حسب لوكيانوف، انتقال إيران إلى "مرحلة التشتيت" لتقليل تأثير الضربات الأميركية.
ونسبت كوستينا إلى الباحث الكبير في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، رسلان محمدوف، قوله إن التصعيد الأميركي في الشرق الأوسط متحكم فيه، بحيث تدرك قيادات إيران والعراق واليمن وسوريا الاتجاه العام للتصعيد فحسب، مضيفا أن هناك ديناميكية علاقات أميركية-إيرانية لها قواعدها الخاصة، وإن كانت غير مكتوبة وتقوم على عدم رغبة الطرفين في توجيه ضربات مباشرة.
انسحاب أميركي من العراقوأورد التقرير أن من نتائج الضربات الأميركية على العراق أن أعلنت بغداد رغبتها في انسحاب كامل للقوات الأميركية.
وأكد محمدوف أن جميع الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في المنطقة جزء من إستراتيجية عالمية لدعم إسرائيل، التي امتد صراعها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالفعل إلى ما هو أبعد من قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضربات الأمیرکیة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
زعيم الحوثيين يتوعد الملاحة الأميركية في المنطقة
توعد زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي باستهداف السفن الحربية الأميركية في المنطقة، محذرا من أن استمرار العدوان الأميركي على اليمن سيجعل القوات الأميركية في مرمى نيران جماعته.
وفي كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، قال الحوثي إن قرار حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر يأتي في إطار دعم الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن استهداف السفن الإسرائيلية يهدف إلى الضغط على تل أبيب لإنهاء حصار قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وإتهم الولايات المتحدة بالشركة في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أن استمرار العدوان الأميركي على اليمن قد يجعل السفن الحربية الأميركية هدفا للقوات الحوثية.
وأكد أن واشنطن تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة بالتعاون مع إسرائيل، معتبرا أن الموقف الأميركي يعكس انحيازا مطلقا لصالح الاحتلال.
وأشار إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل "إبادة جماعية" تتطلب تحركا إقليميا ودوليا عاجلا لوقفها، منتقدا غياب أي "مواقف جادة" من الدول العربية والإسلامية.
وشدد الحوثي على أن ذلك هو ما سمح لإسرائيل بزيادة وتيرة اعتداءاتها في غزة والضفة ولبنان وسوريا، معتبرا أن التخاذل الرسمي شجع الاحتلال على التمادي في سياساته القمعية.
إعلانوأكد الحوثي أن قواته مستعدة لمواجهة أي تصعيد أميركي، مشيرا إلى أن الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة ستستهدف القطع البحرية الأميركية إذا استمر العدوان.
خيارات تصعيدية إضافيةوشدد على أن الجماعة لن تقبل المحاولات الأميركية والإسرائيلية "لتركيع اليمن" أو دفعه للتراجع عن مواقفه، مضيفا أن جماعته تملك خيارات تصعيدية إضافية يمكن اللجوء إليها إذا استمرت الهجمات.
وأشار إلى أن اليمنيين يعتبرون دعم القضية الفلسطينية جزءا من التزامهم الديني والأخلاقي، موضحا أن بلاده صمدت في مواجهة الضغوط العسكرية الأميركية طوال الأشهر الماضية، وستواصل موقفها "دون تراجع".
واعتبر الحوثي أن إسرائيل وأميركا تسعيان إلى إخضاع المنطقة بالكامل لمخططاتهما، مؤكدا أن جماعته لن تقبل أي تسوية تتجاهل حقوق الفلسطينيين، وستواصل التحرك "بكل السبل الممكنة" للضغط على الاحتلال.
وشدد على أن استمرار العدوان لن يؤدي إلا إلى تعزيز القدرات العسكرية لقواته، وقال في هذا السياق إن "كل جولة عدوانية أميركية جديدة تزيدنا قوة وتصميما، ولن تنجح واشنطن في إضعافنا كما تتوهم".
واتهم الحوثي الولايات المتحدة بتصعيد الوضع في البحر الأحمر من خلال استقدام قواتها وتحويل المنطقة إلى ساحة مواجهة عسكرية، محذرا من أن استمرار واشنطن في ذلك سيؤثر سلبا على الأمن البحري الدولي.
قرار إستراتيجيكما شدد على أن "قرار منع الملاحة الإسرائيلية قرار إستراتيجي، وليس خطوة تكتيكية مؤقتة"، مشيرا إلى أن جماعته مستعدة لتوسيع عملياتها وفقًا لمجريات الأحداث.
وأمس السبت، أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي أن أميركا شنت أكثر من 40 غارة على العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء أسفرت في إحصائية غير نهائية عن مقتل 32 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وجاء ذلك بعد أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر للقوات المسلحة الأميركية بشن "عمل عسكري حاسم وقوي" ضد الحوثيين في اليمن، متهما إياهم بشن "حملة قرصنة وعنف وإرهاب" استهدفت السفن والطائرات الأميركية والدولية.
إعلانوأتى التحرك الأميركي بعد إعلان الحوثيين مساء الثلاثاء استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية "بمناطق العمليات المحددة بالبحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب وخليج عدن"، وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحتها لتل أبيب لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وباشر الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تصل إليه بصواريخ ومسيّرات، في إطار التضامن مع قطاع غزة الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق.
كذلك شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب (وسط)، قابلتها ضربات إسرائيلية لمواقع قالت إنها عسكرية للجماعة اليمنية، قبل أن توقف الجماعة هجماتها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.