يقول تقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية إن أميركا فشلت في تغيير الوضع في الشرق الأوسط، والهجمات الواسعة النطاق التي تستهدف بها الدول ذات السيادة بالمنطقة لا تؤدي إلا إلى تشويه صورتها.

وتناولت كاتبة التقرير أناستازيا كوستينا تأثير الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على العراق وسوريا واليمن، كلا على حدة، لتؤكد أنها ذات تأثير عكسي على مصالح أميركا في المنطقة، مضيفة أن جميع هذه الهجمات تستهدف دعم إسرائيل.

وأوضحت أن الوضع في البحر الأحمر، على الرغم من العملية الواسعة النطاق التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين، فإنه لم يتغير بعد، ويواصل الحوثيون مهاجمة السفن وتستمر شركات النقل في تغيير مسارها.

الضربات الغربية ضد الحوثيين لم تهزمهم

وأضافت أن الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين لم تؤد إلى هزيمة عسكرية أو سياسية لهم، وأنها غير كافية لزعزعة توازن القوى داخل الصراع اليمني. وعلى الرغم من الهجمات على البنية التحتية، فإن الحوثيين يعملون حاليا على تعزيز سمعتهم في الداخل وفي جميع أنحاء العالم العربي.

وقالت إن الضربات الأميركية على 85 هدفا في العراق وسوريا -التي أعلن منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنه تم اختيارها لإضعاف وتقويض قدرات الحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يمولها ويدعمها- لن تحقق أهدافها، بل ستزيد خطر التصعيد في الشرق الأوسط.

تشويه صورة أميركا

وأشارت الكاتبة إلى ما قالته وزارة الخارجية الروسية من أن هذه الضربات في سوريا والعراق أظهرت الطبيعة العدوانية للسياسة الأميركية في المنطقة وتجاهلها للقانون الدولي.

وأضافت أن إيران قد ترد بأعمال عدائية فعلية يجهل العالم حدودها. وحتى الوقت الراهن، اقتصر رد فعل طهران على التصريحات الرسمية مثل تشديد الخارجية الإيرانية على أن هذه الهجمات ستزيد من توريط الحكومة الأميركية في شؤون المنطقة، واصفة إياها بالمغامرات التي تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.

ونقلت عن غريغوري لوكيانوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية في موسكو قوله إن أميركا لم تعلن عن أي "خطوط حمراء"، لكن المرجح أنها لن توجه ضربات مباشرة ضد إيران، إذ لم يسمح أي زعيم سياسي أميركي مسؤول، منذ 2015، بمثل هذا الخيار.

مرحلة تشتيت

كذلك أشارت الكاتبة إلى سحب إيران، الأسبوع الماضي، قوات الحرس الثوري من مواقع سورية، قائلة إنه يعني، حسب لوكيانوف، انتقال إيران إلى "مرحلة التشتيت" لتقليل تأثير الضربات الأميركية.

ونسبت كوستينا إلى الباحث الكبير في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، رسلان محمدوف، قوله إن التصعيد الأميركي في الشرق الأوسط متحكم فيه، بحيث تدرك قيادات إيران والعراق واليمن وسوريا الاتجاه العام للتصعيد فحسب، مضيفا أن هناك ديناميكية علاقات أميركية-إيرانية لها قواعدها الخاصة، وإن كانت غير مكتوبة وتقوم على عدم رغبة الطرفين في توجيه ضربات مباشرة.

انسحاب أميركي من العراق

وأورد التقرير أن من نتائج الضربات الأميركية على العراق أن أعلنت بغداد رغبتها في انسحاب كامل للقوات الأميركية.

وأكد محمدوف أن جميع الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في المنطقة جزء من إستراتيجية عالمية لدعم إسرائيل، التي امتد صراعها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالفعل إلى ما هو أبعد من قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضربات الأمیرکیة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

صحفي: إسرائيل تستغل الأحداث لتنفيذ أجندتها في الشرق الأوسط

قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، إن غزة، التي كانت مفتتحًا لتداعيات كثيرة في المنطقة، أصبحت الآن جبهة واحدة من جبهات عدة مفتوحة، مضيفًا أن الضبابية المحيطة بالمنطقة قد تبدو مسألة تخص صناع القرار عالميًا أو أهل الشرق الأوسط، لكن في رأيه أن العالم الغربي، والولايات المتحدة، وحلفاءهم، لديهم رؤية واضحة وسيناريوهات معدة مسبقًا لما يحدث.

وأوضح أبو شامة، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي لم تكن مفاجئة للغرب، بل كانت مفاجأة لسكان الشرق الأوسط من العرب وغيرهم، مؤكدًا أن ما يحدث الآن هو تصفية لسنوات طويلة من الحرب الباردة، وإضعاف للقوى الإقليمية، وتسليم المنطقة بشكل تدريجي لإسرائيل.

جيش الاحتلال يقر بإطلاق 5 صواريخ من غزة باتجاه مستوطنات الغلافتمارا حداد: الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في تنفيذ خططه التوسعية في غزةصحة غزة: الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال 24 ساعةعبدالله نعمة: إيران وحلفاؤها في مواجهة قرارات دولية لإنهاء نفوذهم الإقليمي.. وإسرائيل تتوسع في الحرب على غزة تحت مظلة الغربانتهاك سافر.. مصر تدين استهداف الاحتلال الإسرائيلي الممنهج لمستشفيات غزةإسرائيل

وأشار إلى أن الأحداث مثل "طوفان الأقصى" منحت إسرائيل مبررًا قويًا لتنفيذ أجندتها في المنطقة، مؤكدًا أن إسرائيل استعدت منذ سنوات طويلة لما قامت به مؤخرًا في غزة وجنوب لبنان، حيث كانت هذه التحركات جزءًا من استراتيجية مدروسة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

مقالات مشابهة

  • التغييرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين المد والجزر
  • مأزق إيران| سقوط الأسد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط
  • إسرائيل تدعو لتصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" بعد تصاعد التهديدات في الشرق الأوسط
  • الصفقة الكبرى لتغيير الشرق الأوسط.. سطور رسائل غير معلنة من واشنطن الى طهران عبر بغداد
  • الصفقة الكبرى لتغيير الشرق الأوسط.. سطور رسائل غير معلنة من واشنطن الى طهران عبر بغداد - عاجل
  • صحفي: إسرائيل تستغل الأحداث لتنفيذ أجندتها في الشرق الأوسط
  • 5 مشاهد من سيناريو الفتنة الكبرى في الشرق الأوسط
  • مسؤول أمريكي: واشنطن لم تشارك في الضربات الأخيرة على صنعاء
  • أشرف سنجر: الاحتلال استهدف مصالح المواطنين في اليمن ولم يرد على الحوثيين
  • الشرق الأوسط الجديد والفوضى اللاخلَّاقة