أكد نائب أمير الكويت رئيس الوزراء الكويتي الشيخ محمد الصباح، أنه سيكون لبلاده تحرك مكثف تجاه ما يحدث من الحرب البشعة والإبادة التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين، قائلا خلال لقائه وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري ورؤساء تحرير الصحف المحلية وممثلي الجهات الإعلامية إن "حرارة أوضاعنا الإقليمية ترتفع بشكل كبير قد يعرض المنطقة إلى الخطر، وننطلق من علاقاتنا مع دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي إلى الأفق العربي والإسلامي".

وحول الشأن الدولي والفلسطيني، أعلن رئيس الوزراء الكويتي عن جولات خارجية عديدة لدول مجلس التعاون الخليجي، بدأها أمير الكويت مشعل الأحمد بزيارة السعودية، ونتج عنها البيان المشترك وما جاء فيه من تعبير صادق عن طموح الجميع لاستقرار المنطقة.

وحول الشأن المحلي، أكد الصباح أهمية إصلاح اختلال العدالة في أجور القطاع العام واختلال عدالة المساحات الاقتصادية للقطاع الخاص واختلال عدالة توفير الدعوم، قائلا "نتوقع الحاجة إلى 300 ألف وظيفة وهذا ما لا يستوعبه القطاع العام ويجب أن يكون القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة قادرة على استيعابها"، معتبرا إلى أن "مساواة الجميع في الدعوم التي تستهلك نحو 20% من ميزانية الدولة ليس عادلا، وإنما العدالة أن يكون الدعم موجها لمن هو في حاجة إليه"، لافتا إلى أن الطبقة الوسطى يجب أن يكون لها نصيب الأسد من الدعم، بينما الطبقة عالية الدخل تستطيع أن تتخلى عن جزء منه لصالح من هم أحوج منهم.

وكشف عن ثلاثة ركائز لبرنامج عمل حكومته خلال المرحلة القادمة، تحت عنوان "دولة العدل والأمن والاستدامة"، موضحا أن البرنامج يستهدف إصلاح ومعالجة التفاوت في أجور القطاع العام عبر البديل الاستراتيجي دون المساس بالحقوق المكتسبة لمن هم في الخدمة.
ولفت إلى أن تعثّر المشاريع الصغيرة والمتوسطة يتطلب دراسة أسبابه ومبادرة القطاع الحكومي للمساعدة على النهوض بها في المرحلة الأولى على الأقل؛ لكي تنطلق وتشارك بفعالية في استيعاب العمالة الكويتية المتوقع دخولها سوق العمل.

وحمد رئيس الوزراء، الله، على "نعمة الأمن والأمان ورحمة الحكم الرشيد الذي تترسخ فيه معاني العدالة والمشاركة والمساءلة في جو سياسي مفتوح يحفظ الحريات والقيم".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نائب أمير الكويت الشيخ محمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي مجلس التعاون الخليجي أجور القطاع العام المشاريع الصغيرة والمتوسطة

إقرأ أيضاً:

حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة

بأجساد نحيلة للغاية يئن تحت وطأة سوء التغذية عدد من الأطفال الفلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في مشهد بات يتكرر بشكل شبه يومي جراء سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع للشهر الثاني.

وبهذه السياسة تنتقم إسرائيل من أطفال غزة الذين نجوا من الموت قصفا وحرقا وقنصا، وتدفعهم إلى الموت مستخدمة سلاح التجويع الذي عدته مؤسسات حقوقية وحكومية من أدوات الإبادة الجماعية.

وتأتي هذه المرحلة من المجاعة وسط انهيار القطاع الصحي بالقطاع الفلسطيني جراء مواصلة إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية لغزة.

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

ومن جانبها حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة الماضية من اقتراب غزة من حالة الجوع الشديد للغاية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

وقالت جولييت توما مديرة الإعلام والتواصل لدى الأونروا -في بيان- إن الرضع والأطفال في قطاع غزة ينامون جائعين في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.

إعلان

وتأتي هذه المرحلة الجديدة من المجاعة في وقت لم يتعافَ فيه أصلا فلسطينيو القطاع من موجة سابقة حيث عمدت إسرائيل خلال عام ونصف العام من الإبادة إلى تقنين المساعدات الواصلة للقطاع مما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة الحصول على حصصها الغذائية المجانية.

وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن حرب الإبادة الإسرائيلية حولت جميع فلسطينيي غزة إلى فقراء، وهو ما يعني أنهم عاجزون عن توفير أدنى مقومات الحياة لعائلاتهم من أغذية ومياه.

تدهور صحي

على أحد أسرّة مستشفى شهداء الأقصى تستلقي طفلة من عائلة أبو طاهر (4 أعوام) بجسدها النحيل دون حراك تتأمل ما حولها لتغط لاحقا في نوم ينسيها أوجاعها وجوعها.

ويظهر على الطفلة بعض أعراض سوء التغذية حيث تمتد قدماها بارتخاء واضح جراء ضمور في العضلات، فضلا عن هزال عام أصاب جسدها وأفقدها القدرة على الحركة.

وتقول والدتها وتدعى "تحرير" -لوكالة الأناضول- إن طفلتها كانت طبيعية قبل شن إسرائيل حرب الإبادة الجماعية.

وتضيف الأم أنه منذ بدء إسرائيل الإبادة وإغلاق المعابر وتقنين وصول المساعدات تأثرت طفلتها بشكل كبير جراء نقص الغذاء، وأصيبت بسوء التغذية.

وتوضح أن طفلتها رغم صغر سنها حُرمت منذ بدء الإبادة الطعام والشراب الصحي كالفاكهة والعصائر الطبيعية مما تسبب بتدهور حالتها الصحية والإصابة بسوء التغذية.

وتذكر "تحرير" أن طفلتها واجهت أيضا في بعض الأشهر انقطاعا في توفر الحليب المغذي لها وحبوب القمح سريعة الطهي المعروفة باسم (السيريلاك) مما ساهم في تفاقم سوء وضعها الصحي.

وتشير إلى أن طفلتها باتت بحاجة إلى تحويلة طبية للعلاج في الخارج وسط حالة الانهيار التي يعانيها القطاع الصحي.

مخاوف من الموت

بحسرة وألم، تنظر الفلسطينية نجوى عرام إلى طفلتها ذات العينين الغائرتين والجسد النحيل جدا وهي تستلقي على سريرها بمستشفى شهداء الأقصى.

إعلان

وتقول نجوى إن طفلتها تعاني سوء التغذية جراء استمرار إسرائيل في حصارها المشدد على قطاع غزة. وتضيف -وهي تحبس دموعها- إن هذه الطفلة الأولى والوحيدة لديها حيث تعاني نحولا جراء قلة الغذاء.

وتتابع السيدة الفلسطينية أن طفلتها تعاني أيضا من قيء دائم إذ ترفض حتى أنواع الحليب الطبية المعالِجة.

وتذكر أنها تعتمد في معيشتها على وجبات طعام جاهزة تحصل عليها من تكيات خيرية، إذ تعجز عن توفير الطعام لعائلتها، لافتة إلى أن زوجها كفيف وغير قادر على العمل.

وتعرب عن تخوفها على حياة طفلتها جراء تداعيات إصابتها بسوء التغذية، مشيرة إلى أن عددا من الأطفال توفوا جراء هذه الحالة.

وناشدت الأم المؤسساتِ المعنية أن تكفل طفلتها وتوفر لها الغذاء والمستلزمات الصحية الأخرى لإنقاذها من دائرة الموت المحتمل. كما طالبت بضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية لتصل إلى محتاجيها بغزة.

وأعربت نجوى عن آمالها أن تستعيد طفلتها صحتها وتصبح كباقي أطفال العالم سليمة تحظى بحقوقها كاملة.

وقد نقلت الأناضول عن سيغريد كاغ المنسقة الأممية الخاصة لسلام الشرق الأوسط (منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار بغزة) -قولها السبت الماضي- إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة بالقطاع يعانون سوء التغذية.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على القطاع الفلسطيني رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في غزة أسفرت عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يصدر 3 قرارات جديدة بشأن الإجازات المقبلة
  • الفلسطينيون يشاركون في مظاهرة حاشدة ببيت لاهيا رفضًا لعدوان الاحتلال وحكم حماس
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • العدالة التي تأخرت حتى صارت شريكة في الجريمة
  • سفارة السودان بنيروبي تصدر بيانا تطالب فيه محكمة العدل الدولية إعلان الإمارات تنتهك التزاماتها التعاهدية
  • رئيس الوزراء يتفقد محطة رياح عملاقة بقدرة 650 ميجاوات برأس غارب
  • حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر القاهرة لإعمار غزة فرصة فريدة لحشد الدعم الدولي
  • غزة.. ملحمة صمود في وجه الإبادة
  • رئيس الوزراء: برنامج التشغيل المشترك لإدارة المستشفيات جرى إعداده لتطوير القطاع الصحّي