وجّهت الفتاة السويدية غريتا ثونبرغ، التي توصف بكونها "أيقونة النضال من أجل البيئة" كلمة، من أمام محكمة بريطانية، حيث تقاضى وثلة من رفاقها، بتهمة الإخلال بالنظام العام.

وقالت ثونبرغ، وهي متشحة بالكوفية التي ترمز للتضامن مع القضية الفلسطينية، "لنتذكر جيدا من العدو الحقيقي، وما الذي ندافع عنه، نحن لن نستسلم"، مشيرة إلى رفضها ترك "الاحتجاج".



وكانت ثونبرج، التي تبلغ 21 عاما، من بين أكثر من عشرين متظاهرا تم اعتقالهم بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد منعهم من الوصول إلى أحد الفنادق خلال انعقاد منتدى ذكاء الطاقة، الذي حضره بعض كبار المسؤولين التنفيذيين في الصناعة.
متشحة الكوفية، أيقونة النضال من أجل البيئة، الفتاة السويدية غريتا ثونبرغ، تخاطب الإعلام أمام محكمة بريطانية حيث تقاضى وثلة من رفاقها بتهمة الإخلال بالنظام العام.. "فنتذكر جيدا من العدو الحقيقي، وما الذي ندافع عنه، نحن لن نستسلم" pic.twitter.com/3lhbL2jk0a — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) February 4, 2024
وأوضحت ثونبرج، آنذاك: "على الرغم من أننا نحن الذين نقف هنا، إلا أن الناشطين في مجال المناخ والبيئة وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم تتم محاكمتهم، وإدانتهم في بعض الأحيان، وفرض عقوبات قانونية عليهم بسبب تصرفهم بما يتماشى مع العلم”.

وتابعت "أيقونة النضال من أجل البيئة"، بالقول: "يجب أن نتذكر من هو العدو الحقيقي، ما الذي ندافع عنه؟ ومن تهدف قوانيننا إلى حمايته؟".


تجدر الإشارة إلى أن ثونبرج وغيرها من المتظاهرين المناخيين، اتهمت شركات الوقود الأحفوري بإبطاء تحول الطاقة العالمية إلى مصادر الطاقة المتجددة عمدا من أجل تحقيق المزيد من الأرباح. كما أنهم يعارضون كذلك، موافقة حكومة المملكة المتحدة الأخيرة على التنقيب عن النفط في بحر الشمال، قبالة سواحل اسكتلندا.

وفي السياق نفسه، كان المدعي العام، لوك ستاتون، قد أشار إلى أن "ثونبرغ كانت خارج المدخل الأمامي للفندق عندما تلقت تحذيرا نهائيا بأنها سوف تعتقل إذا لم تمتثل. وقالت إنها تنوي البقاء حيث كانت".


ويمكن أن يتلقى المتظاهرون غرامات تصل إلى 2500 جنيه إسترليني (3170 دولارًا)، إذا ما تمّ إدانتهم. وقبل انطلاق المحاكمة، حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "اجعلوا الملوثين يدفعون الثمن" و"الاحتجاج على المناخ ليس جريمة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غريتا ثونبرغ البيئة محكمة بريطانية غزة البيئة محكمة بريطانية غريتا ثونبرغ المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني مقاضاة السودان لدولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية

الأسبوع الماضي انشغلت الميديا السودانية وعلى نطاق واسع بالحدث المهم وهو البت في القضية المرفوعة من حكومة السودان ضد حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، القضية، التي أصبحت الآن تشغل اهتمام الإعلام العالمي لغرابتها ولأنها أول سابقة في العصر الحديث أن تشتكي دولة عربية، دولة خليجية في محكمة العدل الدولية.
أولا: السواد الأعظم من السودانيين لا يؤيدون هذه الدعوة القضائية ضد الإمارات لأسباب أهمها أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تنقطع بعد، هذا ما يعني أن حكومة الأمر الواقع في السودان غير مستوعبة لهذا الأمر كونها تشتكي على دولة شقيقة دوليا وترتبط معها بعلاقات دبلوماسية واقتصادية سارية، (2) أن الحاكمين في السودان لا زالت مصالحهم المالية في الإمارات مستمرة، والعشرات من الشركات الموجودة في دبي وابوظبي تتبع للإسلاميين الحاكمين في السودان، (3) أن دولة الإمارات لم تتدخل في الشأن السوداني إلا أن الحاكمين من لدن الرئيس السابق عمر البشير، ومن بعده البرهان هم الذين أسسوا لهذه التدخلات، وفي الحقيقة أن علاقات البلدين لم تكن علاقات طبيعة مثل علاقات كل الدول ببعضها البعض، فهي تجاوزت الاطر الدبلوماسية إلى ما يمكن أن اسميه فسادا أخلاقيا كبيرا للدولة السودانية، هناك الكثير من أوجه هذه العلاقة بين البلدين تدار تحت الطاولة، مثلا تصدير الذهب للإمارات كل مدخوله المالي لا يدخل في حزينة الدولة السودانية بل ينزل في حسابات أشخاص من الطبقة الحاكمة، (4) أن الدولة السودانية هي التي أسست علاقات قادة الدعم السريع مع دولة الإمارات حيث طلبت من الامارات مد الدعم السريع بكل احتياجاته من السلاح والمعدات التقنية والأمنية، وفي ذلك الوقت كانت عناصر الدعم السريع هي التي تتولى حماية كل المرافق الاستراتيجية في البلاد من المطارات المدنية والعسكرية..إلخ، لذلك من الغريب جدا أن يُنظر لدولة الإمارات على أنها هي سبب ما يحدث في السودان الآن، بل السبب الرئيسي في كل ذلك هي المجموعة العسكرية الحاكمة بأمر (الحركة الإسلامية) في الخفاء.
ثانيا: الكثير من السودانيون يرون أن الدعوة التي رفعتها حكومة الأمر الواقع في السودان ضد الامارات بكل تأكيد ليس في مصلحة الشعب السوداني، وهناك تخوفات شديدة من غضب دولة الامارات إذا فكرت في طرد السودانيين من الدولة، هذا ربما يحدث لكن طبعا بشكل غير مباشر، أيضا هناك توقعات بأن تقوم دولة الامارات بتجميد أموال وأصول الطبقة الحاكمة في السودان الموجودة في البنوك الاماراتية.
ثالثا: بعض السودانيين يرون أن القضية المرفوعة من حكومة السودان ضد حكومة دولة الامارات العربية المتحدة في محكمة العدل الدولية ربما تؤثر بشكل كبير في علاقات دول مجلس التعاون الخليجي بالسودان، وهذا يمثل أكبر تخوف بالنسبة لوجود السودانيين في الخليج وغيرها، وكما هو معروف ان دُول الخليج هي منظومة سياسية ذات علاقة قوية ببعضها البعض، لذلك أقول أن شكوى الحكومة السودانية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية ليست مجرد إجراء قانوني أريد به ادانة الامارات بهدف ايقاف دعمها العسكري واللوجستي لمليشيات الدعم السريع، نحن نتحدث عن متغيرات كثيرة وعميقة في المنطقة سيكون لها تأثير كبير جدا في الامن الإقليمي، بالنظر إلى ما يجري من أحداث في منطقة الشرق الأوسط برمتها المتمثل في الصراع العربي الاسرائيلي (فلسطين- اليمن- لبنان- ايران).
رابعا: بالنسبة لمجريات الامور في الداخل السوداني فإن تقديم الشكوى ضد دولة الامارات يتزامن مع "تصاعد الخلافات داخل تحالف السلطة في الخرطوم فالفريق البرهان – الذي كان يُعتبر حليفًا إماراتيًا سابقًا – يحاول إعادة تشكيل شرعيته عبر تحويل نفسه إلى "مدافع عن السيادة" ضد التدخل الخارجي، خاصة بعد فقدان جزء من دعم الشارع الثوري المدعوم من المكون المدني الذي أدت مجهوداته إلى قيام الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، إن الفريق عبدالفتاح البرهان يحاول استغلال الفراغ الدولي مع انشغال العالم بحرب أوكرانيا والأزمة الفلسطينية، فهو يسعى لجذب الانتباه الدولي إلى أزمته، واستخدام القضاء العالمي كمنصة لـ"تحويل الهزيمة العسكرية إلى انتصار معنوي" حسب التحليلات المنشورة في الميديا السودانية.
خامسا: هناك توقعات بأن تستغرق عملية النظر في الأدلة عموما بمحكمة العدل الدولية وقتا طويلا ربما يمتد إلى سنوات، وستواجه العملية معضلة الإثبات، وإشكالية إثبات "الدعم المباشر": حتى لو قدم السودان أدلة استخباراتية (كصور أقمار اصطناعية لشحنات أسلحة)، وهو ما يسمح للسودان بتحقيق مكاسب سياسية مرحلية (كضغط دولي على الإمارات)، حتى لو فشلت قانونيا، لكني شخصيا لا أتوقع أن الجيش السوداني يستمر في حُكم السودان، وهناك كذلك قراءات عديدة تقول أن البلاد في طريقها للتفكك والحرب الأهلية وجاءت هذه القراءات نسبة لزيادة النفس العنصرية الشديد والقوي بين المكونات السودانية المختلفة، والآن بات واضحا من خلال العمليات التي تجري على الأرض خاصة استهداف الولايات الشمالية للمرة الأولى بالمسيرات الجديدة الحديثة من قبل مليشيات الدعم السريع والتصريحات التي صدرت عن بعض القادة في هذه المناطق من تهديدات عنصرية كلها تشير إلى واقع جديد بدأت تتضح معالمه.
في الخلاصة استطيع القول أن شكوى حكومة الامر الواقع في السودان ضد دولة الامارات العربية المتحدة أمام القضاء العالمي سيكون لها ـاثير كبير جدا في مقبل الأيام ليس على مستوى السودان فحسب بل في عموم المنطقة، وربما هذه الشكوى فيها رسائل للعديد من الدول العربية والخليجية، أما بالنسبة للسودان سيكون تداعياته مستقبلا كبيرة جدا.

ahmednice@zohomail.com  

مقالات مشابهة

  • شاهد | رسائل الاعتراض: مواجهة مفتوحة وزلزال سياسي في كيان العدو
  • شاهد | تصاعد توغلات العدو الصهيوني في الجنوب السوري
  • بريطانيا ترفض اصدار مذكرة اعتقال لوزير خارجية العدو الصهيوني الذي يزور لندن
  • إيران تقاضي 4 دول أمام محكمة العدل الدولية
  • أكثر من عشرة آلاف معتقل فلسطيني يحتجزهم العدو الصهيوني في ظروف قاسية
  • تعليم بورسعيد: تطبيق المعايير يقيس المستوى الحقيقي للطالب في الامتحانات
  • إعلام العدو: مؤسسة هند رجب تقدم طلبا لاعتقال ساعر الذي يزور بريطانيا
  • الإعلام الحكومي: قطاع غزة دخل مرحلة الانهيار الإنساني الكامل
  • كيم كارداشيان أمام محكمة الجنايات بفرنسا
  • ماذا يعني مقاضاة السودان لدولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية