الصالون الثقافي يناقش “نازك الملائكة وخطاب الجمهور” بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
انطلقت فعاليات الجلسة الثالثة من “المؤتمر الخامس: نازك الملائكة”، بعنوان "نازك الملائكة وخطاب الجمهور"، ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، بمشاركة الدكتور حسين الهنداوي من العراق، والدكتور قحطان الفرج الله من العراق ورئيس المؤتمر، وأدار اللقاء شريف حتيتة.
واستهل الدكتور حسين الهنداوي، حديثه بالإشادة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدا أن العلاقة فارقة بين المعارض العربية والدولية للكتب على مستوى العالم.
وقال “الهنداوي” إن نازك الملائكة كانت إنسانة ومفكرة قبل أن تكون أدبية، وكانت تؤمن بشكل كبير بالمشروع القومي، وجاءت إلى مصر قبل رحيلها لتكون بالقرب من القومية التي أطلقها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وأشار إلى أنه من الضروري أن يعتنق الأديب أيدولوجيا خاصة به، لأن الأديب ليس شخصًا عاديًا بل مؤثر، لافتا إلى أن نازك نشرت مقالا عام 1965 تبعه مناقشة وحوار بينها وبين الأديب رجاء النقاش ونشرته في جريدة الطليعة في تونس 1985، بعنوان: "القومية العربية والحياة" وتحدثت عن القومية من وجهة نظر عاطفية وليس سياسة.
وأضاف، أنها كانت تقول أن العروبة جزء من مكون البيئة الجغرافية العربية، وكأنه محصول عاطفي تنبته أراضيها فقط ولو متنا جميعا ستنبت الأرض عرب بداخلهم مفهوم العروبة، لأنها تؤمن بأن العروبة مرتبطة بالأرض وهذه فكرة شعرية وليست سياسية.
وأوضح أن نازك كانت ترى أن مفهوم العربية أعلى وأسمى من مفهوم العقيدة، مشيرا إلى أن هنالك من يقرأ لنازك ويضعها ضمن مفهوم النسوية وهذا بعيد عنها.
وقال الكاتب الدكتور قحطان الفرج الله، إن الجرائد في العراق أصبحت تصدر إلكترونية ومن الصعب إيجادها مطبوعة، وكان لدي صديق يحرص على شراء الجرائد الورقية حتى يحافظ على وجودها.
وأضاف أن ما يكتب من الرواية والشعر في مصر أو العراق، يعبر عن صراع بين الرجل والمرأة، ولكن نص نازك الملائكة مغاير فقد كانت تكتب للقومية، وكان هناك مساحة ساعدتها في التحدث، مشيرا إلى أن المجتمع العربي لم يكن به سوى طبقتين فقط، طبقة الفلاح والاستقراطي، لافتا إلى أن الغزل والحب وصراع المشاعر هو الصراع الحقيقي لهذه الحياة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الراحل جمال عبدالناصر البيئة الجغرافية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمعرض الكتاب عرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ نازک الملائکة
إقرأ أيضاً:
من التضامن إلى “النفير”….حين تتقنّع الأيديولوجيا المتطرفة بالأخلاق
زنقة 20. طنجة – بقلم : ذ. محمد الإدريسي
يحاول الإسلاميون التمويه المزدوج للدوافع الحقيقية وراء محاولتهم، أول أمس، اقتحام ميناء المسافرين بطنجة المدينة، و مرافىء مغربية أخرى.
يزعمون أن الأمر يتعلق بواجب “أخلاقي” تجاه “القضية الفلسطينية”، لكن هذا الادعاء ينهار عند أول تفكيك للخطاب. فالمناورة لا تكمن فقط في التحوير الماكر لإطار هذا “الواجب”، بل كذلك لموضوعه.
ما جرى هو “مُظاهرة”، بالمعنى الديني للكلمة: “فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ” (الصف 14). إنها مظاهرة عقائدية لصالح حركة حماس الإسلاموية، تندرج ضمن عقيدة “الولاء والبراء”، ولا علاقة لها بدعم “أخلاقي” للشعب الفلسطيني.
ما وقع هو “فزعة” دينية، لا تضامنًا إنسانيًّا. “نفير” بدافع العقيدة لا منطلق له من القيم الإنسانية الكونية. ولو كان الفلسطينيون من ديانة أخرى، لما نزل إسلامي واحد إلى الشارع.
النقد هنا لا يستهدف مبدأ التضامن في حد ذاته، بل الشكل الذي يُمارس به، حين يتحول إلى أداة تنكر مفهوم الدولة-الأمة. وهو تأمل في الدولة كمفهوم سوسيولوجي، لا كجهاز سياسي يتحدث باسمه الرسميون.
حتى مبدأ التضامن السلمي تمّ تجاوزه. فقد انتقل الإسلاميون، المدعومين من اليسار المتطرف التائه، من الاحتجاج الحضاري إلى ممارسة مادية تهدد مصالح المغرب الاقتصادية وتضر بموقعه في منظومة التجارة الدولية.
حتى مفهوم الأخلاق الذي يتخفّى وراءه الإسلاميون في تعبئتهم، ليس إلا قناعًا دعائيًّا. فكما يُقال، “حق أُريد به باطل”. في العلاقات الدولية، لا مكان للأخلاق المجردة، بل للمصالح المُدارة بأعلى درجات العقلانية.
الهوية الثقافية والانتماء الديني لا ينبغي أن يكون لهُما عُلوّ على رابطة المواطَنة، ولا أن يحلّا محل مفهوم الدولة-الأمة. كما لا يجوز توظيف “الأخلاق” لتبرير اصطفافات تخريبية تهدد الاستقرار وتسيء لمفهوم التضامن ذاته.