قضية طبيب الساحل.. دعوى تعويض ضد وزير الصحة ومدير مستشفى معهد ناصر
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
أقام عمرو عبد السلام محامي أسرة الدكتور أسامة توفيق صبور، المجني عليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ طبيب الساحل، دعوى قضائية ضد كل من وزير الصحة بصفته ومدير مستشفى معهد ناصر واستشاري جراحة العظام بالمستشفى، يطالبهم فيها بدفع مبلغ 3 ملايين جنيه كتعويض عن الأضرار التي لحقت بأسرة المجني عليه على خلفية قيام ثلاث متهمين باستدراجه عن طريق التحايل من مقر عمله بالمستشفى لإحدى الشقق السكنية بمنطقة الخلفاوي وسرقته بالإكراه وقتله وإخفاء جثمانه.
وذكرت الدعوى أن تحقيقات النيابة العامة انتهت إلى أن مورث المدعين كان يعمل طبيب، مقيم بقسم العظام بمستشفى معهد ناصر وانه بتاريخ 3/6/2023 وأثناء تواجده رفقة المعلن إليه الثاني" استشاري جراحة العظام بمستشفي معهد ناصر "لمباشرة أعمالهما بقسم العظام بالمستشفى تلقى الأخير اتصالين هاتفيين من إحدى السيدات "المتهمة الثالثة" طلبت خلالهما توقيع الكشف الطبي المنزلي على والدتها بزعم مرضها وعدم قدرتها على الحركة فكلف بحسن نية المجني عليه مورث الطالبين بالانتقال بليلة 4/6/2023 إلى حيث استدرجته المتهمة وانتظره المتهمان الأول والثاني بقصد سرقته وقتله لإخفاء جريمتهم على النحو الوارد بأوراق الجناية المشار اليها.
كما ثبت من خلال التحقيقات أن المدعى عليه الثاني، ويعمل استشاري جراحة العظام بالمستشفى، أنه عقب إنهاء عمله يوم 3/6/2023 انصرف من المستشفى، وأنه لم يعلم بتغيب المجني عليه منذ خروجه لتوقيع الكشف الطبي المنزلي على والدة السيدة التي قامت بالاتصال به تليفونيا إلا بتاريخ 10/6/2023 عندما حضر إلى المستشفى لمواصلة عمله كما أنه لم يعلم بمقتل المجني عليه إلا يوم 14/6/2023 من خلال الصفحة الرسمية لمستشفى معهد ناصر.
وأضاف محامي أسرة طبيب الساحل أن الثابت من خلال الظروف والملابسات التي أحاطت بالواقعة محل الجناية المار بيانها أن خطأ المدعي عليهما الثاني والثالث "مدير معهد ناصر واستشاري جراحة العظام بها في حقهما على وجه القطع والتي كشفت عن انحرافهما عن السلوك الصحيح في عدم مراعاتهما لأحكام القوانين واللوائح المنظمة للعمل داخل مستشفى معهد ناصر وخروجهما على مقتضي الواجب الوظيفي بالإهمال والتقصير، حيث انحرف المدعي عليه الثاني عن السلوك الصحيح وما تفرضه عليه أحكام القانون واللوائح المنظمة للعمل بالمستشفى من عدم إخطاره لإدارة المستشفي بتكليف المجني عليه الذي يعمل تحت اشرافه بالخروج من المستشفي لتوقيع الكشف الطبي المنزلي علي احدي المرضي بناء علي الاتصال التليفوني الذي تلقاه من المتهمة الثالثة فضلا عن إهماله في متابعة الطبيب المناوب "المجني عليه" بعد تكليفه بتوقيع الكشف المنزلي حتي اكتشف غيابه بالصدفة بعدمرور 10 ايام علي تغيبه واختفاءه وقتله.
كما ثبت انحراف المدعي عليه الثالث بوصفه الوظيفي كمدير لمستشفى معهد ناصر وخروجه على مقتضى الواجب الوظيفي وإهماله وتقصيره في إصدار التعليمات للأطباء داخل المستشفى من عدم تكليف أي طبيب بأي كشف منزلي إلا بعد إخطار إدارة المستشفى وإثبات هذه الزيارات وبيانات المرضى بسجلات المستشفى ومتابعة الأطباء منذ خروجهم لتوقيع الكشف المنزلي وحتى عودتهم فضلا عن إهماله وقصوره في عدم التيقظ لاختفاء المجني عليه وتغيبه لمدة 10 أيام على الرغم من أن المجني عليه يعمل طبيب مقيم بالمستشفى وكان يتوجب على إدارة المستشفى أن تفطن إلى تغيب واختفاء المجني عليه منذ الساعات الأولى على اختفاءه وأن تبادر إلى إبلاغ الجهات الشرطية باختفاءه وتغيبه حتى تقوم الجهات الأمنية بالتوصل إلى مكان اختفاءه وأن هذا الإهمال والتقصر هو الذي سهل على المتهمين تنفيذ مخططهم الإجرامي من استدراج المجني عليه وخطفه وقتله وسرقته وإخفاء جثمانه وهو ما أدى لإصابة ورثة المجني عليه بأضرار بالغة في مقتل مورثهم وما ترتب على ذلك، ولم يقطع العلاقة بين الخطأ الذي ارتكبه المدعي عليهما والضرر الذي أصاب المدعيين ثمة عارض أو مانع خارجي فأصبح مرتبطا به ارتباط السبب بالمسبب، الأمر الذي يضحي معه توافر جميع عناصر المسؤلية التقصيرية المقررة بنص المادة 163 من القانون المدني في جانب المدعي عليهم.
اقرأ أيضاًإحالة أوراق الزوجة قاتلة زوجها بالمنوفية لفضيلة المفتي
«في وصلة ضرب بالعُصا».. كواليس مقتل شخص على يد جيرانه في الغربية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جلسة طبيب الساحل أخبار الحوادث الأسبوع الساحل المتهم بقتل طبيب الساحل جريمة طبيب الساحل جلسة محاكمة طبيب الساحل حوادث طبيب الساحل قضية الساحل قضية طبيب الساحل محاكمة طبيب الساحل محكمة طبيب الساحل مقتل طبيب الساحل واقعة الساحل جراحة العظام المجنی علیه المدعی علیه معهد ناصر
إقرأ أيضاً:
انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
"سوف نبقى هنا، كي يزول الألم، سوف نحيا هنا، سوف يحلو النغم.." هكذا أنشد الطاقم الطبي لمستشفى العودة، بقطاع غزة المحاصر، في ردّ صريح على صمودهم أمام العدوان المتفاقم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، على كامل غزة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
بعيون حزينة، وصوت يمسّه شجن، تابع أطباء مستشفى "العودة" إنشادهم الذي جاب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، آنذاك: "رغم كيد العدا رغم كل النقم، سوف نسعى إلى أن تعم النعم"؛ فيما توالى عدوان الاحتلال عليهم، في أبشع الصور.
وحين عطّل الاحتلال الإسرائيلي، عبر الاستهداف المباشر وغير المباشر، كافة المستشفيات الحكومية والأهلية في قطاع غزة. ظل "مستشفى العودة" الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال القطاع، بالحد الأدنى.
ترصد "عربي21" خلال هذا التقرير، صمود مشفى العودة، لأكثر من عام، في قطاع غزة المحاصر، قبل أن يتعمّده الاحتلال بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، مواصلا خلاله جرائمه التي لا تنتهي ضد الإنسان والإنسانية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة القدس البوصلة (@alqudsalbawsala)
ما نعرف عن المشفى؟
مستشفى العودة المتواجد في تل الزعتر، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، الذي تأسس عام 1985، توالت عليه هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قصف بالمدفعية الطوابق العلوية منه، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
آنذاك، استُشهد، 33 فلسطينيا، بينهم 21 امرأة؛ فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن المستشفى، بـ"وصول الشهداء والمصابين، عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي عددًا من المنازل قرب مفترق نصار بمخيم جباليا شمال قطاع غزة"، ليتواصل عليه العدوان، ويرتفع عبره عدد الشهداء.
وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة، في بداية السنة التي شارفت على الإنتهاء، عن خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهدّدة أيضا بالتوقف التام.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed Ahmed | محمّد أحمد (@j_mohamed_ahmed)
وجرّاء "مجزرة الطحين" التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، أملا في الحصول على كيس دقيق، من شاحنات مساعدات قليلة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع، قد استقبل مستشفى العودة 176 من الجرحى.
إثر ذلك، أجرى الأطباء في قلب المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحا بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة، وذلك عبر إمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية.
وبداية الشهر الجاري، استشهد أخصائي العظام "الوحيد" الموجود في شمال قطاع غزة، سعيد جودة, برصاص الاحتلال، عندما كان في طريقه لمزاولته عمله في مستشفى "العودة" شمال القطاع, وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة رام الله مكس | RamaLLah Mix (@ramallah.mix)
صمود بوجه الحصار
خلال شباط/ فبراير الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، أجزاء كبيرة من مستشفى العودة وحوصر لمدّة 18 يوما؛ غير أن المستشفى الفلسطيني، رغم ذلك، واصل تقديم الخدمات الطبية، بطاقة 50 في المئة للمرضى والمصابين، وسط نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية الناتج عن الحرب.
وكان الطبيب بالمشفى، محمد صالحة، قد قال في تصريح صحافي: "بعد انتهاء الحصار الذي استمر لمدة 18 يوما منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأول وحتى 22 من الشهر نفسه الماضي، عاد المستشفى للعمل، وبدأنا في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والمصابين بطاقة استيعاب بنسبة 50 في المئة".
وتابع الطبيب، لوكالة "الأناضول": "خلال فترة الحصار، كانت حركتنا داخل أروقة المستشفى مقيدة للغاية خشية من إطلاق الرصاص من قبل القنص الإسرائيلي، وأيضا لم تتمكن سيارات الإسعاف والمواطنين من نقل الجرحى والمرضى بسهولة للمستشفى".
وأكّد: "خلال فترة الحصار، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المستشفى، مما أسفر عن استشهاد 3 من العاملين داخل المبنى وتدمير الطابقين الثالث والرابع"، مردفا: "العديد من السيدات استشهدن لصعوبة وصولهن إلى المستشفى بشكل سريع، خاصة النساء الحوامل".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Ķhàłèđ???????? (@khaled_rassem)
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، "لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية" بحسب تأكيد صالحة، مشيرا إلى أن المؤسسات الصحية تُحاول إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية للمشفى، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفض دائما ذلك.
وأردف: "تعاني المستشفى أيضا من عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف؛ الأمر الذي دفعها إلى الاعتماد على المولد الصغير".
"نحن نضطر إلى شراء الوقود له من الأسواق المحلية بصعوبة جدا نتيجة ندرته" تابع الطبيب، موجّها في الوقت نفسه، نداء إلى الهيئات الصحية الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بـ"توفير الأدوية والمستلزمات الطبية على وجه السرعة لخدمة الجرحى والمرضى".
إلى متى؟
في خضمّ الظروف المُفجعة، التي يمر بها كامل القطاع المحاصر، لأكثر من عام كامل، رصدت "عربي21" تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب جباليا التي توصف بـ"منبع الأبطال"، جُملة من مقاطع الفيديو، توثّق ما وصفوه بـ"الجحيم على الأرض".
مقاطع، جابت حسابات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأسابيع طِوال، تبرز بالصّوت والصورة ما يحصل من انتهاكات في القوانين المرتبطة بحقوق الإنسان، بحق مستشفى العودة الفلسطيني؛ غير أنّها لم تحرّك ساكنا، ولا تزال المأساة متواصلة، أمام مرأى العالم.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed alghefari (@mr.abuhakim)
أيضا، كشفت المقاطع نفسها، عن حجم الدّمار الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي بالمشفى، من تدمير للبناية نفسها إلى سيارات الإسعاف، جرّاء كل قصف يمسّه به. يعدّ "العودة" أبرز المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدّم بعضا من خدماتها الصحّية، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل.
في السياق نفسه، كان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أوضح: خلال الحرب، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 30 مستشفى (من إجمالي 36) عن الخدمة، بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا، واستهدف 150 مؤسسة صحية، وعوّقها عن العمل.
وأضاف "كما استهدف 122 سيارة إسعاف، دمرها بالكامل بهدف القضاء على القطاع الصحي في غزة".