"الأهرام": محافظات الحدود لديها أهمية محورية لارتباطها المباشر بالأمن القومي

ذكرت صحيفة "الأهرام" أن محافظات الحدود المصرية لديها أهميتها المحورية بالنسبة لمصر، لارتباطها المباشر بالأمن القومي، وقد ازدادت أهمية هذه المحافظات كثيرا خلال السنوات الماضية في ظل خطر الإرهاب الذي عمل على اختراق الحدود وهدد قلب الدولة وكيانها، وأصبح في مقدمة الأولويات الوطنية على مدى السنوات الماضية، وتزداد أهمية هذه المحافظات الآن بشكل خاص، في ضوء الأخطار التي تواجه الأمن القومي من دول الجوار القريبة من هذه المحافظات، وهي الدول التي تشهد صراعات مسلحة وأزمات داخلية مختلفة، لذلك تشكل محافظات الحدود حصن الدفاع الأول عن الأمن المصري، الأمر الذي يوجب توجيه أقصى الاهتمام إليها وإلى أبنائها، فيما يتعلق بتكريس هويتها وانتمائها للدولة.

ورأت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين، بعنوان "الأمن القومي والمحافظات الحدودية"- أنه ليس هناك أهم من تأكيد الانتماء لمصر أكثر من غرس المكون الثقافي في قلوب أبنائها، خصوصا من هذه المحافظات الحدودية، لينشأ هواهم وتتربى عقولهم على المزاج المصري وعلى الولاء والانتماء لمصر، بما يبني حصون أمن من قوى ناعمة تشكل السند الأساسي للقوى المصرية الصلبة، المتمثلة في جيشها الباسل الذي ينهض على حماية أمنها القومي، وربما يتهاون البعض بشأن دور القوة الناعمة في الأمن القومي، على اعتبار أن مفهوم هذا الأمن يتصل بالشئون الاستراتيجية العسكرية والأمنية العليا بالأساس، لكن القوة الناعمة للمجتمعات ومكنوناتها الثقافية والحضارية وقواها الأدبية والفنية تشكل السبيكة الخاصة والخلطة السرية والسحرية في حماية الأمن القومي للدول.

فعاليات الملتقى الثقافي

وأشارت الصحيفة إلى أنه لذلك، أحسنت وزارة الثقافة صنعا، حين عقدت فعاليات الملتقى الثقافي الـ«14» لشباب المحافظات الحدودية، ضمن مشروع «أهل مصر»، الذي عُقد تحت شعار: "يهمنا الإنسان"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 الحالية، وهو ما أتى -وفق وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني- في ظل اهتمام الدولة بتحقيق العدالة بين جميع أبنائها، تفعيلا لتوجيهات القيادة السياسية بأهمية تعظيم قيم الولاء والانتماء وحب الوطن لدى أبناء مصر.
وأوضحت الصحيفة أن أهمية توجيه الاهتمام للهوية الثقافية لمحافظات الحدود لا تنبع من تعزيز الأمن القومي فقط وتحصين الانتماء لدى أبناء هذه المحافظات، باعتبارها خط الدفاع الأول الصاد لأي اختراق لحدودها، وإنما بالنظر لاقترابها من ثقافات دول مغايرة ومكونات بشرية قد تتواصل وتتمازج فيما بينها بصلات قرابة وأنساب على الجانب الآخر من الحدود، لذلك مهم أن يكون المكون المصري غالبا في تشكيل ثقافتها الخاصة.

المصدر: صدى البلد