أكد الأدباء والنقاد المشاركون في مؤتمر "نازك الملائكة "، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، أن الشاعرة العراقية نازك الملائكة تركت إرثا خالدا وتعد من أثقف شعراء جيلها، وقد كان حب الوطن يولعها حماسة، كما أنها أدركت الحضور المميز في لغة الشعر.

وقالت أستاذة النقد والأدب العراقية الدكتورة نادية العزاوي" إن الشاعرة نازك الملائكة تمثل حالة خاصة جدا، ووجود مرهف شفاف كالماس، قامت بارتشاف منابع الفكر والأدب من اللغة والشعر وغيرها، وهي تعد من أثقف شعراء جيلها، وحب الوطن كان يولعها حماسة، ولم تنسلخ عن واقعها، لتبقى صوتا خالصا صافيا".

وأضافت العزاوي - في كلمتها خلال الجلسة الثانية بمؤتمر نازك الملائكة تحت عنوان "اللغة الشعرية في أدب نازك الملائكة"- أن الشاعرة العراقية نظمت الشعر وهي في الثالثة عشرة من عمرها ، فهي لديها موهبة واعدة، وقد أجادت الإنجليزية وألفت وكتبت بها، كما تعلمت الفرنسية واللاتينية، دخلت مضمار الإذاعة.

وقال رئيس قسم الفلسفة بالجامعة المستنصرية الدكتور علي عبد الهادي متحدثا نيابة عن الدكتور سعيد عبد الهادي،" نحن أمام القصيدة الصوت، نتذوق الشعر بحواسنا جميعها، وقد تركت لنا الشاعرة نازك الملائكة قصائد خالدة، لها مكانة كبيرة ، منوها بمعجمها اللغوي الثري".

وأشار إلى الوعي والفطنة الذي لمسه في ديوان الشاعرة العراقية نازك الملائكة "شظايا ورماد"، استعرض تحديات قراءة نازك الملائكة، ووضع أدبها في سياقات أدبية متعددة.

بدوره، استعرض أستاذ النقد الأدبي الدكتور محمد عبد الباسط عيد، العديد من الإشكاليات أبرزها وعي اللغة والخيال السمعي والغموض في الشعر، مشيرا إلى أن الحديث عن اللغة في الشعر ليس سهلا، فاللغة هي أخطر أنظمة الحياة، تحاكيها وتتغلل فيها، ولقد أدركت الشاعرة نازك الملائكة الحضور المميز في لغة الشعر، انخرطت في تبرير غموض الشعر المعاصر.

وتطرق إلى العلاقة بين اللغة والشعر والإبداع، لافتا إلى أن الوعي بقيمة الصوت ظل مهيمنا على الشعر المعاصر، مضيفا أن الشاعرة نازك تحدثت عن التناغم الصوتي وهي تعرفه بإحساس الشاعر بالحروف.

وقال "إن اللغة في الرواية وظيفية تتصل بطبيعة الشخصية ، أما اللغة في الشعر فهي مختلفة تماما، إذ هي تلفت الانتباه إلى نفسها ، مضيفا " نحن في حاجة إلى القراءة في حركة الشعر والنقد المعاصر وأن نتوقف على ما هو أصيل".


وتعد نازك الملائكة واحدة من أهم الشعراء العراقيين والعرب في العصر الحديث، اشتهرت بأنها رائدة الشعر الحر أو (شعر التفعيلة)، حيث حققت انتقالا كبيرا في شكل القصائد الشعرية وتركيبتها من الشكل والنمط الكلاسيكي الذي ساد في الأدب العربي لقرون عدة إلى الشكل المعروف بالشعر الحر.


وتعقد الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، في الفترة من 24 يناير 2024 إلى 6 فبراير 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة نصون الكلمة"، وقد استحدث المعرض هذا العام، محورا جديدا بعنوان "مؤتمر اليوم الواحد"، الذي يضم عدة مؤتمرات: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومؤتمر الترجمة عن العربية - جسر للحضارة، ومؤتمر الملكية الفكرية..حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نازک الملائکة

إقرأ أيضاً:

أرغفة القصائد تعبُرُ النيل وبردى في بيت الشعر بالشارقة

في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء الذي ينظّمه بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أقيمت أمسية شعرية أمس، أحياها الشاعر حسين العبدالله من سوريا، والشاعر د. مجتبى عبدالرحمن مضوّي من السودان، وحضرها محمد عبدالله البريكي، مدير البيت، إضافة إلى جمهور غفير احتشد في قاعة المنتدى التي غصت به، وتنوع بين محبي الشعر، والشعراء، والنقاد، الذين قدموا من كل أنحاء الإمارات، ليكونوا في موعد مع القصيدة وليحلقوا مع الشعر في سماء الإبداع.
قدم الأمسية الأستاذ كاميران كنجو، الذي افتتح الفعالية مرحبا بالحضور، وقدم في كلمته الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهوده في تعزيز الثقافة والفنون والابتكار، والتي جعلت من الشارقة نموذجًا يُحتذى به في التقدم والازدهار، كما قال أيضا: ” إن الشعر هو لغة القلوب، صوت الأحاسيس، وصدى المشاعر، ومن خلاله نستطيع أن نعبّر عن أفراحنا وأحزاننا، عن آمالنا وآلامنا. وفي كل بيت شعري، تكمن قصة، وتولد تجربة، وتظهر حكمة.”
افتتح القراءات الشاعر السوري حسين العبدالله، الذي اكتنزت نصوصه بالحس المرهف، والوجدانيات العالية، والذي له صدر له مؤخّرًا ديوان (لو أمطرت ذهبًا)، وقرأ قصيدة: “سفيرٌ من قلبِ أمي”، ليرسم بها بورتريه لأمه، لونه بالأحاسيس الصادقة والصور الشعرية المترعة بالذكريات والحنين، وقال فيها:
للشمس ِ كرسيٌّ هناك ببيتِنا
فرفاقُ أمي الشمسُ والتنّورُ

وحصيرُها في الحَيِّ كان حَرَمْلكًا
وتغارُ من ذاكَ الحصيرِ قصورُ

وبكفِّها مسكٌ و سَلْ حبلَ الغسيلِ
فلم يزلْ يبكي وفيه عبيرُ

وبَخورُها من دَخنةِ التنورِ يا
باريسُ هل مِن مثلِ ذاك عطورُ؟!

ووَضوءُ أمي حفنتانِ من الفراتِ
لذاكَ يسكنُ وجهَ أمي النورُ

بعد ذلك قدم الشاعر قصيدة في المدح النبوي، جاءت فيها إحالات إلى كعب وبردته، بدءًا من عنوانها “ردائي”، مرورا باستخدام اسم “سعاد” الذي كان في مقدمتها، ومما جاء فيها:

حُروفي يا سعادُ اليومَ شهدٌ
فَإنِّي للنبيِّ نذرتُ شِعرَا

سألتُ البدرَ يُقرضني سناهُ
لأجعلَ للقريضِ سناهُ حِبرا

وإذْ بالشمسِ نحويْ قد تدلَّتْ
تُسابقُ يا حبيبُ إليكَ بَدرا

واستمر نهر القصيدة دفّاقًا، لينتقل من بردى إلى السودان ونيليها، بقراءات للشّاعر السوداني د. مجتبى عبد الرحمن مضوّي، الذي سافر بالجمهور في رحلة عبر بعض من نصوصه، والتي تراوحت بين أسئلة الذات وتجليات العاطفة، بلغة شعرية حماسية ورقيقة في آن واحد، فيقول:
هي اللغةُ المعدّةُ للتسامي
وتهذيب الملاحةِ في التمني

مفارقةٌ من المعنى الإضافي
ودحرجةٌ إلى المغزى الأجنّ

وتفسيرِ الـ ” أحبكِ” حين تعصى
مقاربةُ المُكنّى للمُكنّي

لأنكِ لم تُديري بَعدُ كوناً
من الحفلاتِ قبلي أو لأنّي

كما قدم الشّاعر نصًّا آخر، غاص في طيات حروفه بين الخيال الخصب، ورؤية الشاعر للقصيدة وعلاقته مع الشّعر والشعراء، وقد اتضح ارتباطه بتراثه الشعري العربي، حيث وظف الشّاعر ظلاله في نصه، فيقول:

في موسم الشعراءِ قالت برقةٌ
هل تستفيقُ “عكاظُ” من متردّمِ ؟

هل فزّتِ الأعناقُ من متوسّمِ
أم هل عرفت “النحو” بعد توهُّمِ ؟

يا دار برقةَ ، ما المقامُ مصرّحٌ
فيه لزفرةِ راحلٍ متأزّمِ

وفي ختام الأمسية كرّم محمد البريكي الشاعرين المشاركين، ومقدم الأمسية.


مقالات مشابهة

  • دمياط تشهد أول عرض للرقص المعاصر وتستعيد "ذاكرة الشاطئ"
  • استعدادات "العلوم الصحية" لمعرض ومؤتمر "إيجي هيلث" 10 أكتوبر
  • 10 أكتوبر.. «العلوم الصحية» تستعد لمعرض ومؤتمر «إيجي هيلث»
  • كيف يتسبب التوتر في تساقط الشعر؟.. قد تصاب بالثعلبة
  • وفاة الشاعر محمد الشحات الرجحى عن عمر يناهز 70 عاما
  • «بونبوناية السينما المصرية».. ناقد: مديحة سالم تركت الجامعة من أجل الفن
  • هل تركت ايران الحساب مفتوحاً مع اسرائيل؟
  • أرغفة القصائد تعبُرُ النيل وبردى في بيت الشعر بالشارقة
  • باسم يوسف بطريقة ساخرة : تركت القيادة لنجوي كرم
  • خبراء أمميون يدعون لإلغاء الحكم بسجن الشاعرة الجزائرية جميلة بن طويس