موقع النيلين:
2024-12-19@11:59:27 GMT

تركوه يستجدي

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT


زيلينسكي ضحية الثقة المفرطة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، صدق الوعود، وأغمض عينيه عن الحقيقة الماثلة أمامه، فالخصم هو روسيا، الدولة التي تستطيع أن تبتلع بلاده لو أرادت في يوم أو اثنين، لديها الإمكانات المادية والعسكرية والبشرية، ومع ذلك ركبه الغرور بعد أن فُرشت أمامه الورود وفوقها المليارات، ودخل في نفق مظلم جعله يتخبط ويستجدي طالباً النجدة.

لم يحسب الرجل حساب التوازنات السياسية، ولم يدرس مقدمات الحروب الكبرى، ولم يفكر أبداً في خطورة الاستفزاز وجلب المخاطر إلى حدود جاره الكبير، ولم تراوده الشكوك للحظة في أسباب الدفع به إلى المقدمة ليكون هو وبلاده وشعبه لقمة سائغة للآلة الروسية العملاقة، ولم يتوقف عن التحذيرات التي تصله كل يوم، ولعدة سنوات، بأن الطلقة الأولى إذا خرجت لن يتوقف سيل النيران الذي سينهمر بعدها، وها هي النتائج أمامه، وهي نتائج يدفع ثمنها وحيداً، بعد أن تُرك يقاتل في ساحة حرب تمتد إلى مئات الأميال، بسلاح قديم ومسيرات بدائية، وعمليات تفجير فردية، وقذائف على قرى حدودية، ونصف بلاده محتل أو محاصر، وملايين من أبناء شعبه مشردون في الغرب، ذلك الغرب الذي لا يتقبلهم لأنهم شرقيون!

أوكرانيا كانت طعماً لاستدراج روسيا، ومن ثم استهلاك مواردها، واستنزاف قدراتها، ولم يحدث ذلك، فقد سحب الصياد بطعمه وذخيرته، ومن خلفها خزائن الغرب كله، ابتداءً من الولايات المتحدة وحتى ألمانيا، وبدأ اللوم يقع على زيلينسكي لأنه لم يقدم مزيداً من الضحايا في هجمات ارتجالية، وبدأت المساعدات تقل شيئاً فشيئاً، وكونغرس بايدن يوقف منح الأموال، ومخازن المستشار الألماني لم تعد تحوي أسلحة أو ذخائر، وزيلينسكي يحذر من انهيار نظامه، ويهدد باتباع استراتيجية جديدة، قد تكون نتاج مراجعة شاملة لكل ما مر به، وقد تكون الخطوة التي انتظرناها منه بعد أشهر قليلة من الحرب، ويمد يده إلى روسيا، مباشرة أو عبر وسيط موثوق هو جربه، وستكون أوكرانيا هي الرابحة.

محمد يوسف – جريدة البيان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

كل الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يخطئون في سوريا، وللمرة الثانية. الأولى عندما تقاعسوا عن مساعدة السوريين بإسقاط بشار الأسد، الذي كان على وشك السقوط قبل التدخل الإيراني والروسي قبل 13 عاماً.

أخطاء الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، بدأت فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما لم يحترم الخطوط الحمراء التي رسمها بنفسه لبشار الأسد، وهي عدم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد العزل السوريين.
واستخدم الأسد الأسلحة غير مبالٍ، واعتقد الجميع حينها أن رئيس القوى العظمى سيتحرك، إلا أن أوباما تغاضى عن ذلك، وعدّ الأزمة السورية واحدة من الأزمات التي يواجهها كل رئيس أميركي.
وقال وقتها، بحسب «النيويورك تايمز»، إن الثوار السوريين عبارة عن مزارعين وأطباء ومدرسين ليس بمقدورهم فعل شيء، ورفض فكرة الجنرال باتريوس بدعم الثوار. وأوباما نفسه من وصف جرائم الأسد ضد الثورة السورية بـ«حرب أهلية».
وأخطأت الولايات المتحدة، والغرب، بتجاهل معاناة السوريين، ولم يفعلوا شيئاً يذكر إلا قانون قيصر، الذي قطع طريق إعادة تأهيل الأسد، لكن من دون شروط تفتيش على السجون، أو إطلاق سراح المعتقلين، واليوم العالم كله يرى حجم الكارثة بسوريا.
كانت واشنطن حريصة على أمن إسرائيل أكثر من رفع المعاناة عن السوريين بعد ثورة 2011، وهو ما سمعته من مسؤولين عرب وأجانب عدة، وأكده وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلته التلفزيونية الأربعاء الماضي مع قناة «الحدث».
يقول الوزير فيدان إنه قبل سبع سنوات، وحين كان جو بايدن نائباً للرئيس وجاء إلى تركيا والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال: «نحن لا نريد أن يرحل الأسد». ويضيف: «نعلم أن هذا كان رأي إسرائيل وليس رأيه، لأن إسرائيل لم ترد ولم ترغب في أن يرحل الأسد إطلاقاً».
مردفاً: «نعم، إسرائيل ربما لم تكن راضية عن تصرف الأسد بإتاحة الأرضية والوجود الإيراني على الأراضي السورية، ولكن إسرائيل كانت راضية عن الأسد نفسه، ومن ثم، أبلغتنا أميركا أن إسرائيل لا تريد سقوطه».
كان هاجس واشنطن أمن إسرائيل، وليس حجم المأساة بسوريا، أو الخطر الجيوسياسي، ويوافق ذلك حينها، رغبة واشنطن في إتمام صفقة الملف النووي مع طهران، ولو على حساب المنطقة.
اليوم تكرر واشنطن، والغرب، الخطأ نفسه مرة ثانية، حيث إن جل الجهود هي لضمان أمن إسرائيل، رغم اعتدائها المستمر وغير المبرر على سوريا الجديدة. صحيح أن الغرب يضع شروطاً للإدارة الجديدة بسوريا، وهذا مستحق، لكن التركيز دائماً على إسرائيل.
كل وسيلة إعلامية غربية حاورت أحمد الشرع كان سؤالها الأبرز عن أمن إسرائيل، وموقف سوريا الجديدة من ذلك، والأمر نفسه في تصريحات المسؤولين الغربيين، وفي استفزاز صارخ للشعب السوري الذي يريد تضميد جراحه.
كما يطالب الغرب سوريا بتنفيذ ما لم ينفذه الأسد في 24 عاماً، وبأسبوع واحد، مع التركيز على أمن إسرائيل، ومن دون اكتراث لتقديم المساعدات الفورية للسوريين، وإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على سوريا مع جهد دولي حقيقي لجلب الأسد للعدالة من جراء ما اقترفه من جرائم.
ولذلك أقول إن الغرب يخطئ في سوريا مرتين.

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية تستفز الغرب وتصفه بـ«العصابات» وتغازل التحالف مع روسيا
  • روسيا: الغرب يوسع دعمه العسكري لأوكرانيا وموسكو ترد على تصعيد الناتو
  • روسيا تهدد بالتفكير في استخدام الأسلحة النووية بسبب تصرفات الغرب
  • الغرب يخطئ مرتين في سوريا
  • بوتين يتهم الغرب بدفع روسيا نحو «الخطوط الحمراء»
  • حسام عاشور يكشف كواليس محاولات الوسطاء لعودته إلى الأهلي
  • صادم.. الكشف عن حجم المبالغ التي نقلها بشار الأسد إلى روسيا عند هروبه
  • بوتين يتهم الغرب بدفع روسيا نحو خطوط حمراء تضطرها للرد
  • أشرف دراي يطلب المشاركة مع الأهلي.. وكولر يضع هذا الشرط أمامه
  • بوتين: الغرب يدفع روسيا نحو “الخطوط الحمراء”