أبو كيلة.. كيف حاز أروع ديكتاتور الثقة رغم انتهاكات حقوق الإنسان؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
منحت الغالبية من مواطني السلفادور، الأحد، ثقتها مجددا إلى الرئيس نجيب أبو كيلة، في ما يبدو أنها مكافأة على حملات موسعة قادها بمواجهة العصابات التي كانت تروع سكان أصغر بلد في أميركا الوسطى.
وأعلن أبو كيلة فوزه في الانتخابات بنسبة بلغت 85% من أصوات الناخبين، ليصبح بذلك أول رئيس يُعاد انتخابه لدورة رئاسية جديدة في السلفادور منذ نحو قرن.
وينحدر أبو كيلة، الذي وصل إلى السلطة لأول مرة في العام 2019، من أصول فلسطينية وتحديدا من بيت لحم.
وأنفق أرماندو أبو كيلة قطان، والد نجيب، زمنا من عمره في الدفاع عن حقوق الفلسطيين، وفي نشر الإسلام الذي اعتنقه في سنوات باكرة من حياته، على الرغم من أنه مولود لأسرة مسيحية، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
ودخل نجيب، المولود عام 1981 في مدينة سان سلفادور بجمهورية السلفادور، إلى عالم السياسية في سن مبكرة من عمره، إذ بدأ مشواره السياسي مع جبهة "فارابوندو مارتي" اليسارية، ليتمكن في العام 2012 من الوصول إلى رئاسة بلدية ضاحية نويفو كوسكاتلان.
وعقب ذلك تم طرده من الجبهة، ليُظهر بعدها اهتماما بمنصب رئيس البلاد، واعتبر كثيرون فوزه برئاسة السلفادور بمثابة زلزال سياسي، نظرا لأنه مرشح من خارج أكبر حزبين رئيسيين اعتادا تداول السلطة منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.
وعلى مدى عقود طويلة ظل حزبا "جبهة فارابوندو مارتي" اليساري و"التحالف الوطني الجمهوري" المحافظ يهيمنان على التأييد الشعبي وعلى السلطة في البلاد.
وأضحى نجيب سادس رئيس في تاريخ السلفادور، وفور إعلان فوزه في انتخابات 2019 انخرط في حملة موسعة على العصابات التي كانت تقلق مضاجع السكان،وقد عدّ كثيرون فوزه بولاية جديدة مقايضة بين الأمن والديمقراطية، بحسب "أسوشيتد برس".
واكتسب أبو كيلة، الذي يصف نفسه بأنه "أروع دكتاتور في العالم"، شهرة بسبب حملته الوحشية على العصابات، التي تم فيها اعتقال أكثر من 1 بالمائة من سكان البلاد.
ويواجه نجيب انتقادات من حقوقيين بحجة أن الخطوات التي اتخذها طوال ولايته الأولى تضعف بنظام الضوابط والتوازنات في البلاد.
وفي حين أن إدارته متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، فقد انخفض معدل العنف أيضا في بلد كان يعرف قبل بضع سنوات فقط بأنه أحد أخطر البلدان في العالم.
وكانت السلطات الأمنية في السلفادور نقلت الآلاف من أعضاء العصابات المشتبه بهم إلى سجن عملاق، في حملة أثارت الجدل لمواجهة الجريمة، وتسببت في ارتفاع عدد نزلاء السجون بالدولة الواقعة في أميركا الوسطى.
وقالت السلطات السلفادورية وقتها، إن سجن تيكولوكو العملاق المخصص لأربعين ألفا من أفراد العصابات، التي تبثّ الرعب وتعتمد على تجارة المخدرات والابتزاز في البلاد، هو "الأكبر في القارة الأميركية".
وراهن أبو كيلة في السباق الانتخابي على ما يصفه بأنه إنجاز في خفض معدلات الجريمة وسطوة العصابات التي كانت سائدة قبل وصوله إلى السلطة.
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة، لم يظهر أبو كيلة في أي حملة عامة. وبدلا من ذلك، ملأ الشعبوي وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون في مختلف أنحاء البلاد برسالة بسيطة مسجلة من على أريكته مفادها أنه إذا لم يفز هو وحزبه - الذي يعرف باسم "أفكار جديدة" في الانتخابات هذا العام، فإن "الحرب مع العصابات سوف تتعرض للخطر".
وأضاف أن "المعارضة ستتمكن من تحقيق خطتها الحقيقية والوحيدة، المتمثلة في تحرير أفراد العصابات واستخدامهم للعودة إلى السلطة".
ومع ذلك، ينظر إلى أبو كيلة، البالغ من العمر 42 عاما، وحزبه، بشكل متزايد على أنهم حالة تستحق الدراسة في إطار تفاقم عالمي أوسع للاستبداد.
وفي السياق، قال تايلر ماتياس، الباحث في شؤون الأميركيتين في منظمة هيومن رايتس ووتش، "هناك هذا الرفض المتزايد للمبادئ الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ودعم الشعبوية الاستبدادية وسط الناس الذين يشعرون بأن مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والإجراءات القانونية الواجبة قد خذلتهم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البلاد أبو کیلة
إقرأ أيضاً:
رئيس حزب الاتحاد: رفع 716 من القوائم الإرهابية تأكيد على أسس ومبادئ حقوق الإنسان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، إن رفع 716 اسما من قوائم الإرهاب دفعة واحدة، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي استكمالًا لخطوات سابقة اتخذتها الدولة، من أجل إعادة انخراط أبناء الوطن في المجتمع من جديد وفتح صفحة جديدة معهم.
وأضاف "صقر"، في تصريحات صحفية، أن القرار يمثل تجاوبًا مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان انتصار لمبادئ العدالة الناجزة، مشيرًا إلى أن القرار خطوة تضاف لخطوات وقرارات سابقة شملت الإفراج عن عدد من المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا سياسية أو من المحكوم عليهم أحكام نهائية وصدر بحقهم عفوًا رئاسيًا.
وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أن توجيهات الرئيس السيسي، تمثل رؤية سياسية متوازنة بين أمن الدولة المصرية من جهة، وتحقيق العدالة من جهة أخرى، كما تؤكد حرصه على أبنائه ويفتح لهم صفحة جديدة للانخراط في المجتمع مواطنين صالحين يحافظون على بلدهم ويعيشون في أمان على أرضها.
ونوه رضا صقر، إلى تأثير هذا القرار واستغلاله لصالح مصر مع قرب المراجعة الدورية لملف حقوق الإنسان في مصر بلجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، حيث تُعد تلك الخطوة إحدى الدعائم في هذا الملف.
وأشاد رضا صقر بتوجيهات الرئيس السيسي بمراجعة موقف بقية الأسماء المدرجة ضمن القوائم الإرهابية لحسم موقفها، وهو ما يعزز إقدام مصر على تحقيق العدالة الناجزة والالتزام بمبادئ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.