قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، "إن الولايات المتحدة تخطط لمزيد من الضربات العسكرية ضد مليشيات متحالفة مع إيران ردا على هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن قبل أسبوع، بعد استهداف حلفاء إيران في ثلاث دول بالشرق الأوسط".

وأمس الأحد أعلن الجيش الأمريكي أنه شن ضربات جوية ضد خمسة صواريخ في اليمن، أحدها مصمم للهجوم البري والأربعة الآخرون لاستهداف السفن.



وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، إن القوات الأميركية "نفذت ضربة دفاعا عن النفس ضد صاروخ كروز حوثي للهجوم البري"، ثم قصفت في وقت لاحق "أربعة صواريخ كروز مضادة للسفن، جميعها كانت معدة للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر".

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "إن.بي.سي نيوز"، إن الولايات المتحدة تعتزم شن مزيد من الضربات على الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.



وحول ما إذا تستبعد واشنطن توجيه ضربات مباشرة لإيران، أجاب سوليفان "لن أقول هنا على التلفزيون علنا ما هو مطروح أو غير مطروح على الطاولة".

واستدرك، "إذا اختاروا الرد مباشرة على الولايات المتحدة، فسوف يتلقون ردا سريعا وحاسما من جانبنا".

وسبق أن ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، "أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة مساء الجمعة على الجماعات المدعومة من إيران كانت مجرد جولة أولى من إجراءات ستتواصل لاحقا.

وبحسب الصحيفة، "فحتى الآن، سعت كل من واشنطن وطهران إلى تجنب مواجهة أعمق، ولم يقتل الجيش الأمريكي حتى الآن أي قوات إيرانية في ضرباته في سوريا والعراق، كما منحت الحكومة الأمريكية الإيرانيين متسعًا من الوقت لتحريك قواتهم خارج المنطقة".

وأضافت، "على الرغم من وجود مستشارين ومقاتلين من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في المناطق المستهدفة، إلا أن الضربات لم تقتل حتى الآن أي أفراد إيرانيين".

وأكدت، "طالما أن الضربات الأميركية في العراق وسوريا تتجنب قتل كبار أفراد الحرس الثوري الإيراني، فمن غير المرجح أن ترد طهران بالمثل".



وحتى وسائل الإعلام المتشددة في إيران والمقربة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، والمؤسسة الأمنية، امتنعت عن الدعوة إلى الانتقام من الضربات الأمريكية.

وقال مستشارون للحكومة السورية والأمريكية إن بعض قادة الحرس الثوري في ريف شرق سوريا انتقلوا إلى منازل آمنة في مناطق مكتظة بالسكان وإلى جنوب البلاد حيث يمكنهم الاختلاط بسهولة مع القوات العسكرية السورية والروسية"،وفقا لتقرير الصحيفة.

وفي اليمن، غادر حوالي 50 مستشارا من الحرس الإيراني وحزب الله اللبناني المناطق الساحلية حيث كانوا يساعدون في الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على السفن المتجهة إلى صنعاء، العاصمة الفعلية للحوثيين، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على عملية إعادة الانتشار.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، "أن 50 مستشارا من الحرس الإيراني وحزب الله اللبناني غادروا المناطق الساحلية حيث كانوا يساعدون في الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على السفن المتجهة إلى صنعاء، العاصمة الفعلية للحوثيين".

ويرى باحثون وخبراء، أن العمليات الأمريكية قد تحمل مخاطر إذا قررت الجماعات المدعومة من إيران الانتقام بشكل مستقل عن طهران ما قد يؤدي إلى تعميق الصراع الإقليمي المتنامي، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال سعيد جولكار، الباحث الإيراني بجامعة تينيسي تشاتانوغا، إن "الأمر الأخير الذي يريده بايدن هو أن يعلق في مستنقع آخر في الشرق الأوسط، حيث تلجأ إيران لحرب استنزاف في القتال مع عدو تكنولوجي أكثر تقدما".

من جانبه قال حميد رضا عزيزي، الزميل الزائر والخبير في سياسات إيران الإقليمية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، "وحتى لو لم تنتقم إيران من الهجمات على حلفائها فإن الميليشيات المستهدفة قد تفعل ذلك".

وأضاف عزيزي: "قد يقررون أنهم بحاجة إلى الرد من أجل الحفاظ على كرامتهم، ومن أجل إظهار القوة الفعالة".

بدوره ذكر فؤاد إزادي، أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة طهران، أن "ضربات الجيش الأمريكي على العراق وسوريا توفر لإيران انتصارا في العلاقات العامة".

وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة تخشى مهاجمة إيران، فإن الدول الأخرى ستشعر بالشيء نفسه". 



وبينت الصحيفة، "أن التلاعب بالخطوط الحمراء غير المعلنة أمر خطير ويحمل في طياته خطر سوء التقدير والأخطاء التي يمكن أن تحول صراعا منخفض الحدة إلى ما قد يزعزع استقرار المنطقة".

وتابعت، "هناك دلائل على أن الضربات الأميركية قد تؤدي فقط إلى تباطؤ مؤقت في هجمات الميليشيات المدعومة من إيران".

ويقول المحللون إنه في حين أن إيران تستطيع التأثير على حلفائها من خلال وقف التمويل والمساعدات العسكرية، إلا أنها "لا تملك سوى سيطرة محدودة عليهم".

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، "أنه من المرجح أن تحدد كيفية استجابة هذه الجماعات لموجة الضربات الأميركية ما إذا كان من الممكن احتواء الصراع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة إيران ضربات جوية اليمن سوريا العراق العراق إيران سوريا الولايات المتحدة اليمن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المدعومة من إیران الولایات المتحدة وول ستریت جورنال أن الضربات

إقرأ أيضاً:

احتجاجات أمريكية ضد ترامب في كافة الولايات.. ما هي حركة 50501؟

شهدت الولايات المتحدة، موجة احتجاجات شعبية واسعة النطاق شارك فيها آلاف الأمريكيين، ضمن إطار حراك جماهيري جديد يعرف باسم "50501".

وانطلقت الاحتجاجات عبر منصات التواصل الاجتماعي وانتشر في مختلف الولايات، ليعبّر عن رفض سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة ما تصفه الحركة بتجاوزات السلطة التنفيذية وتقويض الحريات المدنية.

واستوحى الحراك اسمه من شعاره الأساسي: "50 احتجاجا، 50 ولاية، حركة واحدة"، في إشارة إلى تنظيم فعاليات احتجاجية متزامنة في كل الولايات الأمريكية، تحت هدف موحد يتمثل في مقاومة ما يُنظر إليه كتهديد مباشر لمبادئ الديمقراطية الأمريكية من قبل إدارة ترامب وحلفائها.

وبحسب الموقع الرسمي للحركة، فإن المشاركين يسعون لإيصال رسالة واضحة مفادها أن "الطبقة العاملة الأمريكية لن تظل صامتة بينما يتم تفكيك المؤسسات الديمقراطية، وتقليص الحريات، وتقويض سيادة القانون".


وأكدت الحركة أنها ترفض محاولات تغليب النفوذ السياسي والاقتصادي على الإرادة الشعبية ومبادئ الحكم الرشيد.

وشهد الولايات المتحدة تنظيم أكثر من 400 فعالية في يوم واحد في عموم الولايات المتحدة، تنوعت بين مسيرات سلمية، ووقفات احتجاجية أمام مقار حكومية، وأنشطة مجتمعية مثل حملات تنظيف الأحياء، والتبرع بالطعام والملابس، وتنظيم حلقات نقاش مفتوحة حول مستقبل العمل السياسي المحلي، ما يعكس توجّه الحركة نحو بناء تضامن اجتماعي طويل الأمد يتجاوز الاحتجاج اللحظي.

وفي تصريحات للمنظمين، أكدوا أن "الاحتجاج وحده لا يكفي"، بل لا بد من "إعادة بناء النسيج الاجتماعي الأمريكي، وتعزيز قيم التعاطف والتكافل، واستعادة ثقة المواطنين ببعضهم البعض".

ويعود انطلاق حركة "50501" إلى 5 شباط/ فبراير الماضي، كرد فعل مباشر على ما وصفه نشطاء بـ"الإجراءات السلطوية" التي مارستها إدارة ترامب، في ظل صمت رسمي أو دعم من بعض المؤسسات التشريعية.


وبشكل مفاجئ، وبدون ميزانية واضحة أو قيادة مركزية، تمكنت الحركة من حشد تنظيمات محلية في كل ولاية، ونظمت أكثر من 80 احتجاجًا سلميًا خلال أيام قليلة فقط.

وجاءت هذه التحركات بعد أقل من شهر على احتجاجات ضخمة نظمت في 5 نيسان/ أبريل تحت شعار "ارفعوا أيديكم!"، والتي شهدت مشاركة ملايين المواطنين في عواصم الولايات أمام مقار حكومية وفيدرالية، مطالبة بالحفاظ على الحقوق المدنية ومنع تقليص صلاحيات الهيئات الرقابية.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة.. تفشي مرض الحصبة في ولاية أمريكية للمرة الأولى منذ 35 عاما
  • قلق دولي بعد الضربات الأمريكية.. ماذا قال أمين عام الأمم المتحدة؟
  • مليشيا الحوثي تتوسل تدخلاً أممياً لوقف الغارات الأمريكية
  • احتجاجات أمريكية ضد ترامب في كافة الولايات.. ما هي حركة 50501؟
  • دوجاريك: جوتيريش "قلق للغاية" إزاء الضربات الأمريكية في اليمن
  • قلق أممي من الضربات الأمريكية التي دمرت ميناء رأس عيسى النفطي باليمن
  • التلفزيون الإيراني: انتهاء الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في روما.
  • شلقم: المقاتلات الأمريكية بانتظار الضوء الأخضر لضرب إيران  
  • إيران تدين الضربات الأميركية على ميناء رأس عيسى باليمن
  • وزير الخارجية الإيراني يصل روما لاستكمال المفاوضات مع الولايات المتحدة