كتب- عمر كامل:

أَكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أهمية تعظيم الاستفادة من إمكانات المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد فِي إجراء الأبحاث والدراسات العلمية التي تعود بالنفع على المُجتمع والاقتصاد الوطني خاصة المُتعلقة بتنمية الثروة السمكية وتطوير البحيرات.

وبحسب بيان، في هذا الإطار، نظم المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد برئاسة الدكتور عمرو حمودة، النسخة الأولى من المؤتمر الصيني الإفريقي الأول لعلوم البحار والتكنولوجيا؛ بهدف تعزيز الفهم العميق لمُختلف العلوم التنبؤية ذات الصلة بالبيئات البحرية، بحضور سون شوشيان نائب وزير الموارد الطبيعية بدولة الصين، والبروفيسور أفيان كواديو كوناديو رئيس اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات في أفريقيا، والبروفيسير فانج ينشيا، مديرة المعهد الثاني لعلوم البحار بالصين، السفير لياو ليتشيانج سفير دولة الصين بجمهورية مصر العربية، ورازانانيرينا هنري ديليس الأمين العام لوزير المناجم والموارد الاستراتيجية بمدغشقر، وبمُشاركة لفيف من الخبراء والباحثين، وذلك خلال يومي ٣ - ٤ فبراير الحالي.

وفي كلمته، أكد الدكتور عمرو زكريا حمودة رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، ونائب رئيس اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو، علي عُمق العلاقات والتعاون المُستمر بين الصين والدول الإفريقية، مشيرًا إلى أن هناك تعاون مُكثف بين مصر والصين في عدة مجالات بما في ذلك العلوم والبحرية ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، موضحًا أن انضمام مصر إلي مجموعة البريكس ودعمها الكامل لمُبادرة الحزام والطريق عزز هذا التعاون.

وأضاف نائب رئيس اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو أن المؤتمر الصيني الإفريقي لعلوم البحار والتكنولوجيا يعُد منصة لإلتقاء العلماء والباحثين وتبادل الخبرات والحلول المُبتكرة التي تعمل علي تشكيل مستقبل المحيطات والنظم الايكولوجية البحرية، مؤكدًا أنه في إطار التعاون بين المعهد الثاني لعلوم المحيطات في الصين، ووزارة الموارد الطبيعية، والمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد في مصر واللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات في أفريقيا، تم افتتاح المركز الصيني الإفريقي لعلوم البحار والاقتصاد الأزرق الذي يستضيفه المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في مصر، لافتًا إلى أن هذا المركز سوف يُسهم في تعزيز التعاون بين مصر والصين والدول الإفريقية في مجال العلوم البحرية والتنمية المُستدامة، وكذلك يُعد هذا المركز انطلاقة لمزيد من التعاون في البحث والتطوير في مجال علوم البحار.

ومن جهته، أكد البروفيسور أفيان كواديو كوناديو على التعاون الملموس بين دول القارة الإفريقية والصين، مشيرًا إلى أن المركز الصيني الإفريقي لعلوم البحار والاهتمام بالاقتصاد الأزرق في مصر، سوف يُعظم من هذا التعاون بين المراكز البحثية المُشاركة، موضحًا أنه يجب أن تكون هناك خُطة عمل مبنية علي أعوام من التعاون وبخاصة في التصدي للتغيرات المناخية، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المُستدامة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، فضلاً عن تحقيق التوازن بين احتياجات المجتمع والموارد الطبيعية، وكذلك إتاحة الفرصة للمزيد من البحث العلمي.

ومن جانبه، أعرب سون شوشيان عن شكره لمُنظمي هذا المؤتمر، مؤكدًا أن المؤتمر يعمل على تقارب الرؤى بين المشاركين مما يعمل علي تعزيز العلاقات والتعاون بشكل مُشترك بين الصين والدول الإفريقية، مشيرًا إلى أن المحيط هو الوطن الذي تعتمد عليه البشرية من أجل البقاء، مؤكدًا على أهمية حماية الثروة السمكية بشكل مُشترك، كما أنه يُعد من أهم الموارد البيئية للمجتمع العالمي والنظام البحري الجيد.

ومن جانبه، أكد رازانانيرينا هنري ديليس على ما تمتلكه قارة أفريقيا من امكانيات افريقيا كبيرة كونها تمتلك العديد من الكيانات والأنظمة المهمة في هذا المجال، مشيرًا إلى أهمية المحافظة علي هذه الموارد للأجيال القادمة، فضلًا عن ضرورة مواجهة مشكلة التلوث والتعدي الذي يعبث بالبيئة البحرية، بالإضافة إلى أهمية التعاون لتطوير مجالات الثروة السمكية وعلوم البحار والتدريب، ودعم بيئة السواحل والمُجتمعات الساحلية لكونها لها أهمية كبيرة لاستغلال كل هذه الثروات.

شهدت فعاليات المؤتمر على مدار اليومين العديد من الجلسات حول التنبؤ البحري وبناء القدرات، والحفاظ على البيئة البحرية واستعادته، ومنع المخاطر البحرية والتخفيف منها، فضلاً عن فهم أهمية بناء القدرات في سياق الوقاية من الكوارث البحرية، والتخفيف من آثارها، مع التأكيد على دورها في تعزيز القدرة على الصمود للمجتمعات والمؤسسات الساحلية، بالإضافة إلى إجراء تقييم للقدرات الحالية والقدرات على مختلف المستويات، بما في ذلك المُجتمعات المحلية، والوكالات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية؛ لتحديد نقاط القوة والمجالات التي تحتاج إلى تعزيز، كما شهدت جلسات المؤتمر استعراض العديد من الأبحاث العلمية.

وخرج المؤتمر بعدة توصيات أهمها ضرورة تفعيل دور المركز الصيني الإفريقي لعلوم البحار والاقتصاد الأزرق في مصر، إضافًة إلى التعاون بين الدول المعنية لوضع آلية للعمل علي الحد من التغييرات المُناخية التي تجتاح العالم بأكمله، والعمل على تفادي التهديدات المُحتملة علي قارة أفريقيا، فضلاً عن تعزيز أواصر التعاون ونقل الخبرات الصينية في مجال الاقتصاد الأزرق إلي دول القارة السمراء.

جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الفهم العميق لمختلف العلوم التنبؤية ذات الصلة بالبيئات البحرية، فضلاً عن وضع الأساس للتنبؤ الفعال، وأنظمة الإنذار المُبكر، وعرض أحدث التطورات في تقنيات النمذجة، التي تساهم في تطوير أنظمة التنبؤ البحرية الدقيقة وفي الوقت المناسب، إضافة إلى تسليط الضوء على دور التنبؤ البحري في تعزيز الاستدامة، من خلال مراقبة ومعالجة التغيرات البيئية، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، وتحمض المحيطات، وغيرها من العوامل التي تؤثر على النظم البيئية البحرية، فضلًا عن مناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في مجال علوم البحار، وأهم البرامج والخُطط التنفيذية لبناء القدرات وتدريب الباحثين من الدول الإفريقية وبخاصة برامج التدريب على متن سفن الأبحاث التي يمتلكها المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 أيمن عاشور وزير التعليم العالي المؤتمر الصيني الإفريقي طوفان الأقصى المزيد المعهد القومی لعلوم البحار والمصاید الصینی الإفریقی لعلوم البحار لعلوم المحیطات التعاون بین مشیر ا إلى ا إلى أن فی مجال فی مصر مؤکد ا

إقرأ أيضاً:

شنغهاي تحتضن "المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية" وسط تطلعات نحو آفاق جديدة لتعزيز التكامل الاقتصادي

 

 

 

شنغهاي- فيصل السعدي

شهدت مدينة شنغهاي الصينية انطلاق أعمال الدورة الخامسة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وذلك تحت رعاية وزارة الخارجية الصينية وبحضور نخبة من المسؤولين والخبراء والباحثين في مجالات الابتكار والاقتصاد والتجارة والاستثمار، إلى جانب ممثلي مؤسسات استثمارية من الصين والدول العربية.

وجاء المنتدى هذا العام تحت شعار: "تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتعزيز التعاون الصيني العربي لتحقيق آفاق جديدة"، بمشاركة أكثر من 100 ممثل من المسؤولين والخبراء والباحثين من الصين و19 دولة عربية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، كما حضر الاجتماع عدد من السفراء العرب لدى الصين.

وترتكز نقاشات المنتدى على محورين رئيسيين: "تقاسم المستقبل من خلال التنمية المدفوعة بالابتكار وحشد قوة جديدة لبناء التحديث"، و"تمكين التنمية من خلال التجارة والاستثمار وفتح آفاق جديدة للانفتاح العالي المستوى". 

وأكد السفير تشاي جون مبعوث الحكومة الصينية الخاص بالشرق الأوسط في كلمته، التطور الكبير الذي تشهده العلاقات الصينية العربية في مجالات الابتكار والاقتصاد والتجارة والاستثمار، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 400 مليار دولار خلال عام 2024. كما أشاد بالتقدم الملحوظ في بناء المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، ومراكز التدريب للطاقة النظيفة، ومكافحة التصحر، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والبنية التحتية والخدمات الرقمية والطاقة الجديدة. 

ولفت السفير إلى مقولة الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن: "الابتكار هو أكبر قوة دافعة للتنمية"، مؤكدا حرص الصين على بناء "معادلة التعاون الخمس" مع الدول العربية، والتي تهدف إلى تحقيق مجتمع صيني عربي مشترك للمستقبل، خاصة في مجال التنمية المبتكرة. 

وطرح السفير تشاي جون ثلاثة مقترحات لتعزيز التعاون الصيني العربي:  أولا الالتزام بالصداقة والثقة المتبادلة، وذلك من خلال تعزيز العلاقات الاستراتيجية وتبادل الدعم في القضايا الجوهرية، وثانيا تعزيز التنمية المبتكرة من خلال تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتحقيق التعاون الذكي والرقمي، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك، وثالثا الانفتاح والكسب المشترك للتصدي للتحديات الاقتصادية العالمية، وتعزيز التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية الشاملة. كما شدد السفير على أهمية مواجهة السياسات الحمائية، مشيرًا إلى رد الصين على الرسوم الجمركية الأمريكية، مع التأكيد على استمرارها في فتح أبوابها أمام الدول العربية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري. 

وأكد تشاي جون خلال كلمته أن الرئيس الصيني شي جين بينغ حضر في مايو الماضي حفل افتتاح الدورة العاشرة لاجتماع وزراء منتدى التعاون الصيني-العربي، حيث اقترح بناء "خمس أطر تعاون كبرى"، مما حدد اتجاهًا جديدًا لتنمية التعاون بين الصين والدول العربية. وأضاف أن الصين تمتلك أدوات سياسات كافية للتعامل مع التحديات الخارجية، وستواصل التركيز على تحقيق التحديث الصيني، وتعزيز التعاون مع الدول العربية بروح من الثقة والصداقة لتحقيق التنمية المشتركة.

وقال محسن الجزولي الوزير المنتدب السابق لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار -دولة المغرب- إلى أن العلاقات المغربية-الصينية شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن المنتدى يمثل فرصة هامة لتعميق التعاون بين الجانبين واستكشاف آفاق جديدة للتنمية المستدامة.

من جانبه، أوضح خالد مهدي الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى والتنمية -دولة الكويت- أن الصين والدول العربية وقعتا العديد من الاتفاقيات في إطار مبادرة التنمية العالمية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تمثل فرصة لإعادة تشكيل نظام التعاون العالمي على أساس المساواة والاحترام المتبادل.

وأشارت ين دونغ مي رئيسة مجلس الإدارة لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إلى أن مبادرة التنمية العالمية انطلقت من الصين، لكنها تهدف إلى تحقيق فوائد للعالم أجمع، مضيفة أن العلاقات العربية الصينية تقوم على الابتكار كقوة دافعة، وأن مركز بحوث الإصلاح والتنمية العربي الصيني يساهم في تعزيز تبادل الخبرات بشأن الحكم والإصلاح بين الجانبين. وأكدت أن جامعة الدراسات الدولية بشنغهاي ستواصل دورها في تعزيز الحوار الحضاري وتدريب الكفاءات للمساهمة في التعاون الصيني-العربي.

وذكر وانغ هواجيه أمين لجنة الحزب الحاكم لمنطة سونغ جيانغ بمدينة شنغهاي في كلمته، أن حي  سونغ جيانغ يعد مركزًا استراتيجيًا ضمن ممر الابتكار العلمي والتكنولوجي بمنطقة دلتا نهر يانغتسي، موجهًا الدعوة إلى الشركات والمؤسسات العربية للاستثمار في المنطقة لتحقيق التنمية المشتركة.

وناقش المنتدى عدة مواضيع رئيسية، ومنها "تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ودفع التعاون الصيني-العربي نحو آفاق جديدة"، و"الابتكار كقوة دافعة للمستقبل المشترك"، و"تمكين التنمية من خلال التجارة والاستثمار لتحقيق انفتاح عالي المستوى".

وأكد الخبراء وممثلو الشركات أهمية تنفيذ مبادرة التنمية العالمية في ظل التطورات السريعة في الثورة التكنولوجية والصناعية، داعين إلى التعاون لتعزيز التنمية عالية الجودة من خلال الابتكار والتجارة والاستثمار.

وشملت أعمال البرنامج زيارة  وفد من الممثلين العرب معرض ممر الابتكار العلمي والتكنولوجي في دلتا نهر يانغتسي وعدد من المؤسسات الرائدة للاطلاع على الابتكارات التكنولوجية والتنمية الاقتصادية في الصين، مما يعكس الممارسات الحية للتحديث الصيني.

من جانبه، أشاد المستشار عبد الرحمن بلحوت نائب مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية، بالدور الريادي للصين في دعم الدول العربية، خاصة في ظل الأزمات التي تواجه المنطقة. كما أثنى على مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ للتنمية العالمية، التي تهدف إلى تحقيق النمو المشترك وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. 

وأكد المستشار عبد الرحمن بلحوت أن الدول العربية تعمل بشكل مستمر على تعزيز مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين، وصقل آليات تنفيذها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، مشيرا إلى أن أكثر من 100 دولة، إلى جانب العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، قد أعربت عن دعمها للمبادرة والمشاركة فيها، إذ إن الصين قدمت مساعدات تنموية لأكثر من 160 دولة نامية في إطار هذه المبادرة. 

وأضاف بلحوت أن المنطقة العربية، الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية، بحاجة إلى دعم تكنولوجي وتعاون استراتيجي صادق قائم على الربح المشترك، مشيدا بمبادرة التنمية العالمية التي تركز على قضايا أساسية مثل الحد من الفقر، الأمن الغذائي والمائي، تمويل التنمية، مواجهة تغير المناخ، التنمية الخضراء، الاقتصاد الرقمي، وغيرها من المجالات الرئيسية.

وبيّن أن الدول العربية تتطلع للاستفادة من مشاريع صندوق التنمية العالمية ضمن خطة الـ 1000 مشروع التي تستهدف تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، داعيا إلى مزيد من التقارب العربي الصيني، خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتوجيه الاستثمارات الصينية نحو القطاعات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، والصناعات المختلفة، والطاقة المتجددة، والبناء السريع، إضافة إلى إنشاء مراكز بحثية وعلمية في المجالات الزراعية والصناعية داخل الدول العربية. 

ولفت بلحوت إلى أهمية الإعفاء الجمركي للبضائع التجارية بين الدول العربية والصين لتعزيز التجارة البينية، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوة ستنعكس بشكل إيجابي كبير على العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، وستسهم في تحقيق التنمية المشتركة، إلى جانب مواصلة تعزيز التعاون العربي الصيني في إطار مبادرة التنمية العالمية باعتبارها فرصة استراتيجية لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي.

وقالت الدكتورة هناء عبيد رئيس الوحدة الاقتصادية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: "إن مصر تحتضن واحدة من أقدم المناطق الصناعية الصينية خارج حدود الصين، وهي المنطقة الصناعية الخاصة في السويس التي أُنشِئت عام 2002 ضمن برنامج مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني بأفريقيا، وهذه المنطقة أصبحت لاحقًا جزءًا من مبادرة الحزام والطريق، مما يعكس روح الشراكة والتعاون القائم على النفع المتبادل".

وأشارت عبيد إلى أن إنشاء المنطقة الصناعية الخاصة بالسويس تزامن مع إعلان مصر تأسيس أول منطقة اقتصادية خاصة، وهي مبادرة استهدفت تعزيز التصنيع بهدف التصدير، إذ تطورت المنطقة بشكل يتماشى مع استراتيجية مصر 2030 التي أطلقت عام 2016 كبرنامج شامل لتحقيق التنمية المستدامة. 

وأوضحت الدكتورة هناء عبيد أن الاستثمارات الصينية في مصر شهدت نموًا كبيرًا بين عامي 2017 و2022، حيث تجاوزت 300 مليار دولار، مضيفة أن التعاون الزراعي بين البلدين، خاصة في مشروعات الوادي الجديد، يفتح آفاقًا واسعة للتعاون، حيث تستهدف هذه المشروعات زراعة القمح، وهو محصول استراتيجي لمصر، لتأمين إمداداته بعيدًا عن تقلبات الأسعار وسلاسل الإمداد العالمية، وتقليل الضغط على العملات الأجنبية. 

وبينت عبيد أن التعاون المصري الصيني في هذه المجالات يعكس نموذجًا ناجحًا للتكامل الاقتصادي بين الدولتين، ويفتح الطريق لمزيد من الشراكات في المستقبل بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق التنمية الشاملة.

وزار وفد من الممثلين العرب معرض ممر الابتكار العلمي والتكنولوجي في دلتا نهر يانغتسي وعدد من المؤسسات الرائدة للاطلاع على الابتكارات التكنولوجية والتنمية الاقتصادية في الصين، مما يعكس الممارسات الحية للتحديث الصيني.

وفي تصريح خاص لـ"الرؤية"، أوضح السفير الدكتور أفكار بن ناظم الفارسي رئيس دائرة التجارة الدولية والاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا بوزارة الخارجية العمانية، أن مشاركة السلطنة في هذا المنتدى تعد خطوة مهمة لتعزيز التعاون والتفاهم بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين، لا سيما في مجالات الابتكار والطاقة النظيفة.

وأشار إلى أن الاستثمارات العمانية الصينية تشهد نموًا متسارعًا، مؤكدًا على عمق العلاقات التجارية بين البلدين التي تمتد لقرون، حيث زار الرحالة الصيني "تشنغ خه" عُمان قبل أكثر من 600 عام.

وأفاد د. وانغ قوانغدا الأمين العام لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بأن المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية يعد منصة هامة لتبادل الخبرات في مجالات الإصلاح والانفتاح والتنمية بين الصين والدول العربية، مشيرًا إلى وجود فرص وتحديات قائمة بين الجانبين في ظل الظروف الحالية، مما يتطلب من الطرفين تعزيز التبادل والتعاون.

وأكد لي تشنغون السفير السابق لشؤون منتدى التعاون الصيني العربي، أهمية المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية في تعزيز التفاهم والتعاون بين الأسواق العربية والصينية، موضحا أن موضوع "التنمية والإصلاح" يعد من القضايا الحيوية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومن المتوقع أن يسهم المنتدى في تعزيز التعاون الصيني العربي على مختلف الأصعدة، مع التركيز على الابتكار والتنمية المستدامة، بما يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق المنفعة المشتركة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • خارطة مجالات التعاون المصري الصيني تشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة والصحة
  • جامعة الملك عبدالعزيز تنظم النسخة الأولى لمؤتمر مركز الملك فهد للبحوث الطبية
  • في العاصمة الرباط.. تعاون أكاديمي جديد يجمع جامعة الأقصر بالمعهد الوطني المغربي لعلوم الآثار
  • السفير الصيني بالقاهرة: الصين الشريك التجاري الأول لمصر للعام الثاني عشر على التوالي
  • السفير الصيني: العلاقات الاقتصادية بين بكين والقاهرة تعيش العصر الذهبي
  • شنغهاي تحتضن "المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية" وسط تطلعات نحو آفاق جديدة لتعزيز التكامل الاقتصادي
  • لأول مرة بالشرق الأوسط.. عُمان تستضيف مؤتمر "الرابطة الإقليمية لمُنظِّمي الطاقة".. 5 مايو
  • مايو المقبل .. عُمان تستضيف مؤتمر الرابطة الإقليمية لمنظمي الطاقة 2025
  • أبوظبي تستضيف المؤتمر الأول لمناهج علوم الفضاء
  • دبي تستضيف مؤتمر اتحاد التغذية الوريدية والأنبوبية