الوسيط الغامض.. تقرير أميركي يتحدث عن "محرك الأذرع" في إيران
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تفاصيل عن إسماعيل قآاني، الذي خلف قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بعد مقتله في ضربة أميركية في يناير 2020.
وقال المصدر إن سليماني كان قد وضع فيلق القدس على رأس "شبكة من الميليشيات الإقليمية، التي وسعت على مدى عقدين من الزمن النفوذ العسكري الإيراني في جميع أنحاء العالم العربي".
ووصفت الصحيفة إسماعيل قآاني بـ"الوسيط الغامض الذي يدير -محور المقاومة- في إيران"، مضيفة أن مهمته الحالية هي "استخدام هذا الخليط من الجماعات المسلحة لتوسيع بصمة إيران في المنطقة دون إثارة انتقام مدمر من الولايات المتحدة".
وأوضحت: "منذ توليه قيادة فيلق القدس، عمل قاآني بهدوء على توحيد الميليشيات المختلفة، التي تعمل تحت إشراف إيران من بغداد إلى البحر الأحمر، حيث خلقت ما تسميه الحكومة الأميركية الوضع الأكثر اضطرابا في الشرق الأوسط منذ عقود".
وأشارت إلى أنه منذ هجوم حماس على إسرائيل، أمضى إسماعيل قاآني عدة أسابيع وهو يطلب من الميليشيات "التأكد من أن هجماتها ضد إسرائيل والقواعد الأميركية ليست شديدة لدرجة أنها تؤدي في نهاية المطاف إلى إشعال حرب إقليمية أوسع".
ووُلد قاآني في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وأمضى معظم حياته المهنية في الإشراف على مصالح إيران في أفغانستان، ويتحدث القليل من اللغة العربية، وانضم إلى الحرس الثوري في عام 1980. وتضيف "وول ستريت جورنال": "لا يُعرَف الشيء الكثير عن سيرته الذاتية".
وأبرزت: "لقد أصبح صديقا لسليماني في أوائل الثمانينيات على الجبهة الجنوبية خلال حرب إيران مع العراق، وقال لاحقا إن القتال كوّن صداقة عميقة بينهما".
وتوضح الصحيفة أن الولايات المتحدة سعت، منذ قتل سليماني، إلى تفكيك "التسلسل القيادي الممتد من طهران إلى حلفائها المسلحين الذين يعملون في سوريا والعراق واليمن ولبنان والأراضي الفلسطينية".
وتابعت: "لكن ذلك لم يقلل من قدرتهم على قلب المنطقة رأسا على عقب؛ لقد جعلهم ذلك أكثر حرية، وعطلوا الشحن في البحر الأحمر، وهاجموا إسرائيل، وشكلوا تهديدا متزايدا للقوات الأميركية".
وحذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، من أننا "لم نر وضعا خطيرا مثل الوضع الذي نواجهه الآن في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1973 على الأقل، وربما حتى قبل ذلك".
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن "مع تراجع الحروب في العراق وسوريا، تغير دور شبكة الميليشيات الإيرانية. وأصبح العديد منها جزءا من النسيج السياسي في البلدان المذكورة.. أصبحت هذه الجماعات مكتفية ذاتيا، مما أعفى طهران من بعض العبء الاقتصادي في تمويلها، لكنه قلل أيضا من قدرتها على كبح جماحها.. وهذه مشكلة بالنسبة لإيران".
وفي هذا الصدد، قال أراش عزيزي، المؤرخ في جامعة كليمسون، ساوث كارولينا، ومؤلف السيرة الذاتية لسليماني: "يفتقر قاآني إلى الكاريزما في التعامل مع هذه الجماعات ونتيجة لذلك، فإنه يكافح أكثر بكثير في إبقاء الجماعات تحت السيطرة والتوافق مع المحور الأوسع".
ووفقا لمستشار كبير في الحكومة الإيرانية، فإنه في أعقاب "هجوم الأردن"، سافر مسؤولون إيرانيون إلى العراق لإبلاغ حلفائهم هناك بأن الهجوم تجاوز الحدود بقتل جنود أميركيين.
وختمت الصحيفة الأميركية تقريرها بالقول: "السؤال الآن، هو ما إذا كانت الميليشيات ستستمع".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات فيلق القدس إسماعيل قآاني الولايات المتحدة بغداد الحكومة الأميركية هجوم حماس إسرائيل أفغانستان العراق الولايات المتحدة البحر الأحمر أنتوني بلينكن الحروب ساوث كارولينا هجوم الأردن الهجوم أخبار إيران محور المقاومة الميليشيات أخبار العالم وسيط فيلق القدس إسماعيل قآاني الولايات المتحدة بغداد الحكومة الأميركية هجوم حماس إسرائيل أفغانستان العراق الولايات المتحدة البحر الأحمر أنتوني بلينكن الحروب ساوث كارولينا هجوم الأردن الهجوم أخبار إيران
إقرأ أيضاً:
اتهام موظفي كيا في الهند بسرقة 900 محرك من مصنع السيارات
في واحدة من أكثر القضايا إثارة وغموضًا في عالم الجريمة الصناعية، كشفت السلطات الهندية عن سرقة ممنهجة لأكثر من 900 محرك سيارات من مصنع تابع لشركة كيا في جنوب البلاد، وذلك على مدار 5 سنوات كاملة دون أن تُكتشف الجريمة حتى مؤخرًا.
الفضيحة، التي وصفتها الشرطة بأنها "عملية داخلية بامتياز"، بدأت تتكشف بعد عملية تدقيق مالي أجراها المصنع العام الماضي، حيث تبين وجود فجوة في الأصول، ما دفع الإدارة لفتح تحقيق داخلي في مارس الماضي، ثم إبلاغ السلطات لاحقًا.
وفقًا لما نقلته صحيفة "إنديا تايمز"، فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المحركات لم تُسرق خلال عمليات الشحن أو النقل – كما كان يُعتقد في البداية – بل من داخل المصنع نفسه، وبأسلوب متقن يعتمد على التلاعب في سجلات التصنيع والخروج.
قال أحد الضباط لوسائل الإعلام: “نحن على يقين بوجود تواطؤ من داخل المنشأة. الدلائل تشير إلى تورط موظفين حاليين وسابقين، وربما شبكة أوسع من المتعاونين.”
وأضاف ضابط آخر لـ NDTV: “بدأت السرقات في عام 2020، وامتدت بصمت لخمسة أعوام تقريبًا. إنها عملية طويلة النفس ومدروسة جيدًا.”
كيف تختفي محركات من مصنع ضخم؟المصنع الواقع بالقرب من بلدة بينوكوندا، يُعد من أكبر منشآت التصنيع التابعة لشركة كيا في الهند، وينتج أكثر من 300 ألف سيارة سنويًا، من بينها طرازات مثل سلتوس وسونيت وكارينز.
وفي ظل هذا الحجم الهائل للإنتاج، يمكن نظريًا أن تختفي كمية صغيرة نسبيًا من المحركات دون إثارة الكثير من الشكوك – على الأقل في البداية.
لكن مع مرور الوقت وتراكم الأرقام، أصبح من المستحيل تجاهل الفجوة، خاصة في ظل التلاعب بالسجلات الداخلية، ما يشير إلى أن الجناة كانوا يمتلكون معرفة دقيقة بأنظمة التتبع والمخازن داخل المصنع.
أكدت الشرطة أنها شكلت 3 فرق خاصة تعمل حاليًا على تتبع شبكة المتورطين، وتقوم بجمع وثائق ومعلومات من أنحاء البلاد. التحقيق يتقدم "بسرعة"، حسب تصريح أحد المسؤولين، لكنه لا يزال في مراحله المبكرة من حيث تحديد الأفراد الرئيسيين المتورطين.
رغم ضخامة القضية، لم تصدر شركة كيا أي بيان رسمي حتى الآن.
لكن مسئولًا في المصنع أشار لصحيفة "إنديا تايمز" إلى أن الإنتاج لم يتأثر، وهو ما قد يعني أن الشركة كانت تستوعب الخسائر بصمت طوال السنوات الماضية، أو أن الاحتياطي الإنتاجي كان كافيًا للتعويض.
مع اختفاء مئات المحركات من منشأة محكمة الحراسة، وتلاعب واضح في السجلات، وتواطؤ داخلي مشتبه به، تتخذ القضية ملامح جريمة منظمة ذات طابع صناعي معقّد.