السودان: انقطاع مفاجئ لشبكات الاتصالات والإنترنت بمدينة الأبيض
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
اليوم الإثنين دخلت المدينة يومها الرابع منذ الانقطاع المفاجئ لشبكات الاتصالات ولم تعود للخدمة سوى شبكة (زين). وعلمت «التغيير» مؤخرا أن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت ليس داخل مدينة الأبيض وإنما أغلب مدن البلاد نتيجة لأسباب فنية لم تحدد.
الأبيض: التغيير
تعيش حاضرة ولاية شمال كردفان الأبيض حالة انعزال عن العالم بعد انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت الجمعة الماضي.
وبحسب متابعة «التغيير» انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت منذ عصر الجمعة الماضي دون التعرف على أسباب الانقطاع في ذلك الوقت.
ويمثل الانقطاع شبكتي (سوداني) و(أم تي أن) فيما كان هناك تذبذب في شبكة (زين) للاتصالات.
واليوم الإثنين دخلت المدينة يومها الرابع منذ الانقطاع المفاجئ لشبكات الاتصالات ولم تعود للخدمة سوى شبكة (زين).
وعلمت «التغيير» مؤخرا أن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت ليس داخل مدينة الأبيض وإنما أغلب مدن البلاد نتيجة لأسباب فنية لم تحدد.
وانقطاع الشبكات ليس أمرا جديدا على المدينة، فمنذ اندلاع الحرب ظلت هناك انقطاعات متواصلة لشبكات الاتصالات داخل الأبيض.
و دائما يؤدي انقطاع الشبكات إلى توقف حياة المواطنين الذين يعتمد أغلبيتهم على المعاملات البنكية عبر الهواتف المحمولة في ظل إغلاق معظم البنوك داخل المدينة.
وكان أغلب أسباب انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت يتزامن مع تجدد العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع داخل المدينة.
وتعتبر الأبيض واحدة من مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش والدعم السريع والتي شهدت أكثر من عمليات عسكرية دامية بين أطراف الاقتتال راح ضحاياها مئات القتلى والجرحى.
وفي السياق كشف موظف بشركة (زين) في تسجيل صوتي متداول على مواقع التواصل الإجتماعي عن ملابسات قطع خدمة الاتصالات والانترنت عن مناطق واسعة بالسودان .
وأكد الموظف قطع قوات الدعم السريع لخدمة شركتي (سوداني) و(أم تي ان) بالمحطات الرئيسية بالعاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع طالبت شركة زين بإرجاع الخدمة لدارفور خلال 24 ساعة.
وأوضح أن الشركة دخلت معهم في مفاوضات لإقناعهم بصعوبة توصيل الخدمة لإقليم دارفور في الوقت الراهن نتيجة تلف الألياف الضوئية في المحطات الخلوية وصعوبة تحرك فرق الصيانة في ظل تدهور الوضع الأمني .
وأشار الموظف إلى أن قوات الدعم السريع وافقت علي عدم قطع الخدمة من شركة (زين) بشرط قطع الإتصالات من مدينة بورتسودان التي تشهد حاليا قطع للخدمة.
الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع شركات الاتصالات مدينة الأبيض ولاية شمال كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع شركات الاتصالات مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت لشبکات الاتصالات مدینة الأبیض
إقرأ أيضاً:
تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟
منذ تحوله من الدفاع إلى الهجوم قبل 6 أشهر، استمر الجيش السوداني في تقدم ميداني على حساب قوات الدعم السريع واستعاد السيطرة على وسط البلاد وجنوبها الشرقي واقترب من تحرير الخرطوم.
ويتوقع مراقبون تركيز قيادة الدعم السريع على إقليمي دارفور وكردفان لضمان وجودها العسكري والسياسي في أي تسوية محتملة، واستمرار الدعم من قوى إقليمية وتجنب الانهيار.
ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب، في منتصف أبريل/نيسان 2023، ظلت قوات الدعم السريع تسيطر على غالب ولاية الخرطوم، قبل أن تتمدد في 4 من ولايات دارفور الخمس، وولايتي الجزيرة وسنار ومواقع في ولاية النيل الأزرق وشمال ولاية النيل الأبيض.
هجوم شامل
وظل الجيش، نحو 17 شهرا، في حالة دفاع عن مواقعه العسكرية الرئيسية، وتدريب قوات جديدة واستنفار المتطوعين والحصول على أسلحة نوعية بعد تعزير علاقاته مع قوى إقليمية ودولية، مما مكنه من إعادة بناء قدراته العسكرية.
ومند 26 سبتمبر/أيلول الماضي، تحول الجيش من الدفاع إلى الهجوم الشامل، وأطلق عملية الجسور بعبوره جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفاية التي تربط أم درمان مع الخرطوم والخرطوم بحري، واستعاد السيطرة على مواقع إستراتيجية في العاصمة.
وكانت معركة جبل موية في ولاية سنار، التي حولته قوات الدعم السريع إلى قاعدة لوجيستية، نقطة تحول للجيش وفتحت الباب أمام إعادة السيطرة على ولايتي الجزيرة وسنار، وأطراف ولاية النيل الأزرق، ثم شمال النيل الأبيض.
وفي ولاية الخرطوم خسرت الدعم السريع مصفاة الجيلي لتكرير النفط التي تحيط بها مقار عسكرية مهمة، وتبع ذلك تقهقرها من محليتي الخرطوم بحري وشرق النيل وغالب جسور العاصمة العشرة، وقبلها محلية أم درمان ومعظم محلية أم بدة.
ونقل الجيش عملياته مؤخرا من الشرق إلى غرب النيل ونزع قوات الدعم السريع من القصر الجمهوري ومجمع الوزارات والمؤسسات والمصارف، والسوق العربي أكبر أسواق العاصمة وأعرقها، ومنطقة الخرطوم المركزية بوسط العاصمة ومنطقة مقرن النيلين وجزيرة توتي.
وفي غرب وسط البلاد، استعاد الجيش السيطرة على مدينتي أم روابة والرهد بولاية شمال كردفان، وفك الحصار عن الأبيض حاضرة الولاية، ويزحف لتحرير شمالها الذي لا تزال تنتشر فيه قوات الدعم السريع.
خسائر فادحة
وبإقليم دارفور صمد الجيش، والقوات المشتركة للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه، أمام أكثر من 180 هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وكبدها خسائر فادحة في محور الصحراء ودمر قاعدة الزرق الإستراتيجية، وضيق الخناق على الإمداد العسكري الذي يعبر عبر الأراضي الليبية.
وكشفت مصادر عسكرية للجزيرة نت أن هذه القوات باتت على قناعة بأنها فقدت ولاية الخرطوم ولم يعد لديها ما تدافع عنه، لكنها تحاول تأخير سيطرة الجيش على ما تبقى من العاصمة لتقديرها أن القوات الكبيرة في وسط البلاد والخرطوم ستتفرغ للزحف غربا نحو إقليمي كردفان ودارفور لطردها من المواقع التي تنتشر فيها.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، إن قوات الدعم السريع كانت تخطط لإعلان الحكومة الموازية من داخل القصر الجمهوري، وبعث قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" أحد مستشاريه مع مجموعة أخرى لهذا الغرض وظل يحرض قواته على القتال عن القصر ومنطقة المقرن بغرب الخرطوم في خطابه الأخير قبل 5 أيام من خسارته القصر.
وحسب المصادر ذاتها، فإن قيادة الدعم السريع تسعى إلى الدفاع عن مناطق سيطرتها في ولايات دارفور من خارج الإقليم عبر تعزيز وجودها العسكري في ولايتي غرب كردفان وشمالها، وتفعيل تحالفها مع قائد الحركة الشعبية -شمال عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان، والسعي لإحداث فرقعة إعلامية عبر هجمات انتحارية في شمال البلاد انطلاقا من شمال دارفور.
من جانبه، قال فولكر بيرتس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، إن النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققها الجيش السوداني سوف "ترغم قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى معقلها في إقليم دارفور غرب البلاد". وأوضح في تصريح لوكالة أسوشيتد برس "لقد حقق الجيش نصرا مهما وكبيرا في الخرطوم، عسكريا وسياسيا، وسيقوم قريبا بتطهير العاصمة والمناطق المحيطة بها من الدعم السريع".
ولكن التقدم لا يعني نهاية الحرب حيث تسيطر هذه القوات على أراض في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى.
وأضاف بيرتس "ستقتصر قوات الدعم السريع إلى حد كبير على دارفور. سنعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الـ21″، في إشارة إلى الصراع بين الجماعات المتمردة وحكومة الخرطوم، في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
كرّ وفرّ
بدوره، يرجح الباحث والخبير العسكري سالم عبد الله أن فقدان قوات الدعم السريع وسط السودان، سيدفعها إلى الاستماتة في الدفاع عن مواقعها في ولايات كردفان ودارفور لضمان بقائها في المشهد السياسي والعسكري، وخلق استقرار في مناطق سيطرتها لتشكيل حكومة موازية مع حلفائها الجدد يتيح لها تقديم نفسها في صورة جديدة بعد ما ارتكبته من انتهاكات في ولايات وسط البلاد.
ووفقا لحديث الخبير للجزيرة نت، فإن معلومات تفيد بأن هذه القوات "استقدمت خلال الأسابيع الماضية مقاتلين تابعين لها كانوا في اليمن وليبيا ومرتزقة جددا للزج بهم في الحرب للسيطرة على الفاشر".
وبرأيه، فإن الدعم السريع تسعى بهذه الخطوة إلى ضخ روح جديدة بعد تدمير قوتها الصلبة خلال معارك ولاية الخرطوم، وضمان استمرار الدعم العسكري الخارجي، وتجنيب قيادتها تحميلها مسؤولية أخطاء الفترة السابقة، و"دائما يدفع القادة ثمنا غاليا وربما يفقدون حياتهم في حال خسروا الحروب".
من جهته، يقول مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع للجزيرة نت إن "الحرب كر وفر، وإنهم خسروا معارك ولم يخسروا الحرب".
ويوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنهم لا يزالون يحتفظون بمكاسب عسكرية في وسط السودان وغربه وستكون هناك مفاجآت خلال الفترة المقبلة.