صحيفة الاتحاد:
2024-12-22@04:52:23 GMT

تقنية جديدة تنجح في علاج اضطراب نفسي

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

بعدما كان الوسواس القهري يتحكّم بحياة آمبر بيرسون التي كانت تغسل يديها حتى تنزفا أو تعيد التحقق مرات عدة من أنّ النوافذ مغلقة أو تتناول الطعام بمفردها خوفاً من الإصابة بأي عدوى، باتت هذه التصرفات مجرّد ذكريات لها بفضل غرسة دماغية تُعدّ ثورية في معالجة هذا الاضطراب النفسي.
وهذه المرأة الأميركية، البالغة 34 عاماً، هي أول شخص يُزَوَّد بجهاز صغير مماثل بالحجم لضمادة صغيرة، في الجزء الخلفي من دماغها، مما قلّص اضطرابات الوسواس القهري ونوبات الصرع التي كانت تعانيها.


يمثل هذا الجهاز تقدّماً علمياً واعداً غيّر حياة المريضة بشكل جذري.
في حديث صحفي، تقول بيرسون، التي تقيم في ولاية أوريغون غرب الولايات المتحدة "تحسّنت حياتي اليومية وبتّ حاضرة فيها، وهذا أمر مذهل"، مضيفةً "قبل ذلك، كنت محاصرة باستمرار داخل ذهني ومنشغلة في هواجسي".

وقد تستهلك اضطرابات الوسواس القهري الحاد ما يصل إلى "ثماني أو تسع ساعات" من يومها، مما يتسبب في عزلتها اجتماعيا.
وكانت، قبل الخلود إلى النوم، تتأكد من أنّ الأبواب والنوافذ مغلقة، وتمديدات الغاز غير مشغّلة والكهرباء مفصولة عن الأجهزة.
وخشية الإصابة بأي عدوى، كانت تستحم في كل مرة تهتم بقطتها، وكانت تغسل يديها جيداً لدرجة أن تصبح مفاصلها جافة وتنزف. وغالباً ما كانت تفضّل تناول الطعام بمفردها لا مع أفراد عائلتها أو أصدقائها.
وبعدما خضعت لعملية الغرسة، باتت اضطرابات الوسواس القهري تأخذ نحو ثلاثين دقيقة فقط من يومها.
- نبض كهربائي
ترسل الغرسة، التي يبلغ قطرها 32 ملم، نبضا كهربائيا عندما ترصد ردود أفعال غير طبيعية في دماغ المريض لاستعادة الأداء الطبيعي.
وتُستخدم هذه التقنية التي تسمى التحفيز العميق للدماغ، منذ أكثر من 30 سنة لعلاج الصرع.
لكن دورها في الحد من اضطرابات الوسواس القهري كان لا يزال غير مفهوم بشكل جيد ويقتصر على الأبحاث التجريبية، حتى الجراحة المبتكرة التي أجراها أطباء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم عام 2019 لبيرسون.

جراح الأعصاب أحمد رسلان مع المريضة أخبار ذات صلة ماسك يعلن نجاح زرع شريحة دماغية في أول إنسان

وخضعت المرأة لعملية زرع "جهاز للوسواس القهري والصرع، وهو الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج هذين المرضين" في الوقت نفسه، على ما يؤكد جراح الأعصاب أحمد رسلان الذي لا يزال مندهشا من نتائج مريضته.
تجدر الإشارة إلى أنّ بيرسون هي مَن اقترحت الفكرة على الفريق الطبي.
ورغم استئصال قسم من دماغها بسبب إصابتها بالصرع الدائم، لا تزال بيرسون تعاني من نوبات عنيفة لدرجة أنّ إحداها تسببت لها بسكتة قلبية، مما جعل الأطباء يرغبون في زرع غرسة لها لمحاربة هذا المرض المقاوم.
فقالت لهم "بما أنكم ستدخلون إلى دماغي لتضعوا قطبا كهربائيا وبما أنني مصابة أيضاً باضطراب الوسواس القهري، هل يمكنكم غرس قطب يساعدني في التغلب على هذا الاضطراب النفسي؟". يقول رسلان "لحسن الحظ، أخذنا هذا الاقتراح على محمل الجد".

ولتصميم الجهاز، راقب الأطباء نشاط دماغها، من خلال إعطائها مثلاً مأكولات بحرية، وهي أحد أنواع الأطعمة التي تسبب لها التوتر. وقد أتاح لهم ذلك تحديد "العلامات الكهربائية" المرتبطة بالوسواس القهري.
- أمل
يقول رسلان إن الغرسة مبرمجة "لإحداث تحفيز فقط عندما ترصد هذه الإشارة". وفيما يعالج أحد البرامج الصرع يتولى الآخر معالجة اضطرابات الوسواس القهري.
وانتظرت بيرسون ثمانية أشهر قبل أن تلاحظ التغييرات الأولى في تصرّفاتها.
وتقول "بتّ سعيدة مجددا ومتحمسة للخروج والعيش حياة طبيعية والتواجد مع أصدقائي وعائلتي الذين انقطعت عنهم لسنوات".

وحظيت هذه العملية بإشادة في مجلة علمية. وتجرى حاليا دراسة في جامعة بنسلفانيا لمعرفة كيف يمكن تطبيق هذه التقنية على مرضى آخرين، بحسب رسلان.
تشكل العملية مصدر أمل في الولايات المتحدة حيث تطال اضطرابات الوسواس القهري نحو مليونين ونصف مليون شخص.
وتحظى الغرسات الدماغية عموماً باهتمام متزايد.
فقد أعلنت شركة "نيورالينك" أنها نجحت في إجراء أول عملية زرع شريحة دماغية لمريض. وتشير الشركة الناشئة إلى رغبتها في استخدام هذه الشريحة لتتيح للبشر التواصل مع أجهزة الكمبيوتر، ولكنها تسعى أيضا إلى جعل المصابين بالشلل يعاودون المشي والمكفوفين يستعيدون النظر.

المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الوسواس القهري الدماغ الدماغ البشري اضطراب نفسي

إقرأ أيضاً:

تقرير رسمي: 170 مشردًا في مدينة ذمار يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة

كشف تقرير حكومي عن وجود أكثر من 170 مشردًا في مدينة ذمار، يعيشون ظروفًا صعبة، السواد الأعظم منهم يعانون من " اضطرابات نفسية".

 

ووفقًا للتقرير الذي أعده مكتب الشؤون الاجتماعية بمحافظة ذمار - 100 كم جنوب صنعاء - - واطلع عليه "الموقع بوست" - فإن عدد المشردين الذين يعيشون في شوارع وأحياء مدينة ذمار دون مأوى وصل إلى 172 مشردًا، بينهم أربع نساء. جميعهم من الفئات العمرية الكبيرة (فوق سن الخمسين عامًا)، ويعاني جزء كبير منهم من اضطرابات نفسية، حيث تخلى عنهم أقرباؤهم.

 

كما أشار التقرير الى وجود القليل من كبار السن الذين لا يملكون مأوى أو صلات قرابة في المدينة، ما أجبرهم على العيش في الشارع لسنوات، معتمدين على ما يقدمه السكان أو فاعلو الخير.

 

وحذر التقرير من انتشار الأمراض بين المشردين بسبب قلة النظافة، ونقص الطعام، والبرد الشديد الذي تشهده مدينة ذمار، حيث تصل درجات الحرارة إلى درجتين تحت الصفر. ولفت التقرير إلى "غياب الاهتمام بهم"، ما يزيد من تفاقم معاناتهم.


مقالات مشابهة

  • تقرير رسمي: 170 مشردًا في مدينة ذمار يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة
  • انقطاع النفس.. أكثر أمراض اضطرابات النوم شيوعاً في عمان
  • أفضل علاج شرعي للوسواس القهري ..دار الإفتاء تكشف عنه
  • تفاصيل جديدة بشأن الجروح التي ظهرت على وجه غوارديولا
  • بدون جراحة.. حسام موافي يكشف تقنية طبية ثورية فى علاج أمراض القلب |فيديو
  • الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
  • نصائح للأمهات للتعامل مع الطفل المصاب بالوسواس القهري
  • ما هي طرق علاج الحرقان للحامل والمأكولات التي ينصح الابتعاد عنه؟
  • عميدة معهد التمريض بجامعة الأزهر تكشف أعراض الوسواس القهري وتأثيراته
  • انقطاع التنفس أثناء النوم يغير أجزاء في الدماغ