أخذ اسمه من اسم القرية التي بني على أراضيها، وأسس مباشرة بعد نكبة فلسطين، وكان تأسيسه في عام 1949 فوق مساحة من الأرض تبلغ 160 دونما فوق قطعة أرض تعود ملكيتها لسكان قرية دير عمار على بعد 30 كيلومترا  إلى الشمال الغربي من رام الله.

وسمي مخيم دير عمار بهذا الاسم بسبب وقوعه على جزء كبير من أراضي قرية دير عمار، والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل صالح اسمه عمار يقال بأنه عاصر النبي أيوب وكان يقوم على خدمته مع زوجة النبي أيوب، وتتمتع القرية بأصول أثرية متنوعة، ولكن في العقود الأخيرة تحولت إلى منطقة حضرية جديدة في حين تم التخلي عن المنطقة القديمة والتي يتم ترميمها أخيرا.




                                                    مدخل مخيم دير عمار

وبلغ عدد سكان مخيم دير عمار حوالي 3000 نسمة، انخفض إلى 1696 نسمة على إثر حرب حزيران/يونيو عام 1967، وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ عدد سكانه في عام 2023 نحو 2120 نسمة.

وتنحدر أصول سكان المخيم من القرى المحتلة عام 1948 لمدن: الرملة، ويافا، واللد. والغالبية منهم يعودون إلى قرية بيت نبالا ودير طريف، وهناك أقليات يعودون إلى قرى: أبو الفضل، جمزو، الطيرة، ساكيه، يازور، وغيرها.

وتبلغ نسبة المتعلمين في المخيم 91% منهم 25% منهم حملة شهادة جامعية، وما يقارب الـ4% من المتعلمين حاملين لشهادات دراسات عليا. أما باقي السكان فيقومون بالعمل داخل الخط الأخضر والعمل الحرفي في المحافظات المجاورة، بالرغم من أن نسبة البطالة تبلغ 23% وهي تتأثر نتيجة الاحتلال والضغوطات الممارسة من قبل الاحتلال على الشعب الفلسطيني عامة.

وفي أعقاب اتفاقيات أوسلو، أصبح المخيم واقعا تحت السيطرة المشتركة الفلسطينية الإسرائيلية، ويعتبر الأكثر اتساعا بين مخيمات الضفة الغربية، وعلى الرغم من أن هناك العديد من المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، فإن هذه تقع بعيدا عن المخيم ويتم الوصول إليها بواسطة طرق منفصلة.

يتمتع سكانه بالأماكن العامة مثل الحدائق العامة والملاعب الرياضية، في حين أن العزلة الجغرافية النسبية تشكل صعوبة في التنقل لبعض السكان.

ومع ذلك فإن هنالك تحديات في ما يتعلق بالصرف الصحي وجودة الشوارع، ومن أبرز المشكلات التي تواجه المخيم هي غياب شبكة الصرف الصحي ما يؤثّر سلبا على السكان من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، خصوصا أن السكان يعتمدون على الحفر الامتصاصية التي تمتلئ وتفيض بين المنازل، ما يسبب نزاعات عائلية، ويضطر أهالي المخيم الذين يعانون من الفقر والبطالة لدفع مبالغ إضافية لضح هذه المياه إلى الوديان والأراضي الزراعية، ما يسبب تلوثا كبيرا للتربة والمياه الجوفية.

ومن المشكلات وجود شبكة مياه قديمة ومهترئة مضى على إنشائها أكثر من 20 عاما، ما يرفع نسبة الفاقد المائي ويهدر أموالا طائلة في تصليح بعض المقاطع هنا وهناك، فيما الحل الوحيد يكمن في بناء شبكة جديدة كاملة متكاملة.

ورغم هذه المشاكل في البنية التحتية وغيرها، فقد لعب المخيم دورا كبيرا في مقاومة الاحتلال وقدم على مدى سنوات الاحتلال عشرات الشهداء والأسرى والجرحى.


                               قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم دير عمار غرب رام الله

وأخيرا، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل الشهيد داود عبد الرازق درس، وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب درس سابقا، بدعوى تنفيذه عملية دعس، عند حاجز "مكابيم" العسكري، قرب مستوطنة "مودعين"، المقامة على أراضي بيت سيرا.

ومع وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة لم تعد في الضفة الغربية أية قرية أو مدينة أو مخيم في أمان وسكينة، فقد تمادى قطعان المستوطنين في استباحة كل مكان في الضفة الغربية وعلى امتداد مساحة فلسطين التاريخية. ومخيم دير عمار ليس استثناء.

المصادر:

ـ فارس وحسن قدومي، "اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة، لندن 2013 .
ـ أديب محمد زيادة ، دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية، دار العودة للدراسات والنشر، بيروت، 2010. 
ـ مخيم دير عمار، موسوعة المخيمات الفلسطينية .
ـ مخيم دير عمار، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ـ "الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مخيم دير عمار غرب رام الله"، القاهرة الإخبارية،  25/12/2023.
ـ مخيم دير عمار، موقع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئ فلسطين (الأونروا).
ـ "اللجنة الشعبية بمخيم دير عمار: ندفع ضرائب لحكومة السلطة دون خدمات تذكر"، بوابة اللاجئين الفلسطينيين، 17/2/2022.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير فلسطين مخيم دير عمار مخيمات فلسطين مخيمات هوية مخيم دير عمار تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة مخیم دیر عمار

إقرأ أيضاً:

استشهاد 10 فلسطينيين بقطاع غزة .. والحصيلة تتخطى 38 ألف شهيد

غزة القدس "وكالات": استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب آخرون إثر تجدد قصف قوات الاحتلال لأنحاء متفرقة بقطاع غزة، لليوم الـ272 للعدوان الإسرائيلي وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا. وذكرت الوكالة الفلسطينية أن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا إثر استهداف طائرات الاحتلال تجمعات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما استشهد ثلاثة آخرون في قصف استهدف أحد المنازل بحي الدرج بمدينة غزة وتزامن مع قصف قوات احتلال شقة سكنية بحي التفاح أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين. وفي وسط قطاع غزة، أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف باتجاه المنطقة الشمالية الغربية من مخيم النصيرات، والمناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، ومخيم يبنا ومحيط دوار العودة وسط مدينة رفح، كما شهدت مدينة دير البلح تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال "الكواد كابتر". يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على قطاع غزة، برًّا وبحرًا وجوًّا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 37953 فلسطينيًّا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 87266 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع

شرعنة 3 بؤر استيطانية

أضفت إسرائيل شرعية على ثلاث بؤر استيطانية عشوائية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت منظمة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاحتلال اليوم.

وقالت المنظمة في بيان إن مجلس التخطيط الأعلى المسؤول عن البناء الإسرائيلي في الضفة الغربية وافق "على توسيع المستوطنات في قلب الضفة الغربية وإضفاء شرعية على ثلاث بؤر استيطانية هي محانيه غادي، وجفعات حنان وكيديم عرافا"، موضحة أن هذه البؤر "أحياء (تابعة) لمستوطنات قائمة".

وجميع المستوطنات غير قانونية بالنسبة الى الامم المتحدة.

واقيمت البؤر الاستيطانية العشوائية من دون ان تجيزها اسرائيل التي تحتل الضفة الغربية منذ 1967.

واضافت منظمة السلام الآن أن مجلس التخطيط الاعلى وافق على 5295 وحدة استيطانية.

وعلقت ان "حكومتنا تواصل تغيير قواعد اللعبة في الضفة الغربية المحتلة عبر التسبب بضرر لا يمكن إصلاحه".

واعتبرت ان "حكومة الضم هذه تقوض في شكل خطير امن ومستقبل الاسرائيليين والفلسطينيين، وكلفة انعدام الوعي ستدفعها الاجيال المقبلة. علينا إسقاط هذه الحكومة قبل ان يفوت الاوان".

واقيمت عشرات البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية المحتلة، اضافة الى المستوطنات التي سمحت بها السلطات الاسرائيلية.

ويقيم نحو 490 الف اسرائيلي في الضفة الغربية داخل مستوطنات وسط ثلاثة ملايين فلسطيني.

واندلعت مواجهات الاربعاء بين مستوطنين ومئات من عناصر الشرطة والجنود الاسرائيليين كانوا يقومون بتفكيك بؤرة استيطانية شمال القدس، بحسب مسؤول اسرائيلي.

ويأتي الاعلان بشأن المستوطنات على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس.

أطنان النفايات

أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن أطنانًا من النفايات باتت تحاصر أماكن خيام النازحين الفلسطينيين في مناطق واسعة من قطاع غزة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتسرب مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض المعوية والجلدية. ووضحت الوكالة الأممية في تقرير لها أنه مع تناقص المساحات الآمنة التي يمكن للنازحين نصب خيامهم فيها والإقامة بها وسط القطاع، صارت النفايات ومياه الصرف الصحي تحاصرهم في خيامهم مشيرة إلى أن ذلك لا يقتصر على انتشار الروائح الكريهة فحسب، بل يؤدي إلى زيادة الأمراض والآفات مثل الفئران والجرذان والبعوض التي تزيد من انتشار الأمراض. وكشفت الأونروا أن جيش الاحتلال يمنع موظفي الوكالة من الوصول إلى مكبات النفايات، في الوقت الذي تقوم فيه بتدمير العديد من مراكز الصرف الصحي التابعة لوكالة الأونروا والآليات والشاحنات الخاصة بالتخلص من النفايات، ويأتي ذلك في ظل فقدان بعض الأدوية التي تسهم في علاج الأمراض الجلدية والمعوية المنتشرة. كما يشكو النازحون من انعدام وسائل وأدوات التنظيف والنظافة الشخصية، في ظل شح المياه التي تفاقم هذه الأزمة.

إرتفاع الحصيلة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 38 ألفا و11 قتيلا، إلى جانب87 ألفا و445 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي اليوم:" ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 58 شهيدا و179 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".

وأضافت أنه في "اليوم الـ 272 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

( د ب أ ) هـ خ/زم 2024/7/4

مقالات مشابهة

  • 7 شهداء في جنين والمقاومة تتوعد بالتصعيد في الضفة الغربية
  • استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم جنين
  •  تصاعد محاولات المستوطنين الاستيلاء على "نبع غزال" بالأغوار الفلسطينية
  • الاحتلال الإسرائيلي يُشرعن ثلاث بؤر استيطانية بالضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يُشرعن ثلاثة بؤر استيطانية بالضفة الغربية
  • تصاعد محاولات المستوطنين الاستيلاء على نبع غزال بالأغوار الفلسطينية
  • استشهاد 10 فلسطينيين بقطاع غزة .. والحصيلة تتخطى 38 ألف شهيد
  • قوات الاحتلال تعتقل 7 فلسطينيين في الضفة الغربية
  • الاحتلال يعتقل شابًا فلسطينيًّا من سلفيت
  • 4 شهداء في غارة جوية للاحتلال على الضفة الغربية