السودان.. انقطاع الاتصالات والإنترنت بعدة مناطق وسط اتهامات متبادلة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ أبريل الماضي، شهدت عدة مناطق سودانية انقطاعا لخدمات الاتصالات والإنترنت منذ يومين.
ويتقاذف الجانبان الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك.
وأفادت مراسلة "الحرة" في بورتسودان، الاثنين، بإصدار "جهاز تنظيم الاتصالات والبريد" بيانا اتهم فيه قوات الدعم السريع بقطع خدمات الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من البلاد.
وذكرت وكالة السودان للأنباء أن "قوات الدعم السريع قامت بإيقاف العمل في مركزي بيانات شركتي (سوداني) و(MTN)، وإجبار الفنيين بشركة (زين) للاتصالات على إيقاف الخدمة عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، مهددة بإيقافها بشكل كلي".
وذكر البيان أن "المقسمات الرئيسية لتلك الشركات موجودة بوسط الخرطوم"، وأن "قوات الدعم السريع قامت باحتلالها منذ اليوم الأول للحرب منتصف أبريل الماضي".
نفي قوات الدعم السريعونفى مستشار دقلو السياسي، محمد المختار النور، مسؤولية قوات الدعم السريع عن قطع الخدمات، واتهم الجيش بقصف مواقع تقنية لشبكة الاتصالات والإنترنت.
وقال النور في حديثه لموقع "الحرة" إن "قطع الاتصالات ليس أمرا جديدا، وهي مقطوعة منذ نحو 10 أشهر عن مناطق في دارفور وكردفان بتوجيهات من الجيش لشركات الاتصالات".
وأضاف أن "هذا القطع الجديد في بعض مناطق السودان تم بواسطة الجيش عبر قصفه لمواقع تعود لشبكة الاتصالات بمنطقة نيالا والخرطوم، مما أدى لتعطل الشبكات الرئيسية".
وأشار إلى أن "قوات الدعم السريع موجودة منذ أكثر من 9 أشهر في المناطق التي توجد بها مقرات الشركات، ولو أرادت قطع الاتصالات والإنترنت لفعلت ذلك منذ اليوم الأول للحرب"، لافتا إلى أن "شركات الاتصالات لم تذكر أن قوات الدعم السريع قطعت الاتصالات، وأرجعت ذلك إلى أعطال فنية"، على حد تعبيره.
بيانات الشركاتوأصدرت شركة "أم تي أن" تنويها لعملائها، السبت، جاء فيه "نأسف لانقطاع جميع الخدمات لظروف خارجة عن إرادتنا.. ونحن إذ نعتذر مما يسببه هذا الانقطاع من إزعاج، نؤكد لكم سعينا لاستعادة الخدمة في أسرع وقت، وسيتم إعلامكم بعودة الخدمة".
من جانبها أصدرت شركة "سوداني" تنويها أيضا لمشتركيها، السبت، جاء فيه "نعتذر عن انقطاع الشبكة حاليا، يعمل فريقنا بأقصى جهده لإرجاع الخدمة في أقرب وقت لضمان اتصالكم وتواصلكم. شكرا لتفهمكم وصبركم".
ولم يصدر عن شركة زين أي تعليق بخصوص انقطاع الخدمات، فيما لم يرد ببياني أم تي أن وسوداني أي ذكر لأعطال فنية مثلما قال النور.
وتواصل موقع "الحرة" مع المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، للتعليق على هذه الاتهامات لكنه لم يرد على الأسئلة حتى تاريخ نشر هذه المادة.
نظرة مختلفةوفي موقف مغاير لمستشار دقلو السياسي، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، اللواء ركن أمين إسماعيل مجذوب، أن قوات الدعم السريع هي من قامت بالقطع الجديد للاتصالات والإنترنت في بعض المناطق، للضغط من أجل إعادة الخدمات للمناطق التي تسيطر عليها (في كردفان ودارفور).
وقال مجذوب في حديثه لموقع "الحرة" إنه "من الواضح أن الخلافات الأخيرة بين جهاز تنظيم الاتصالات والبريد، وبين شركات الاتصالات وقوات الدعم السريع، التي تسيطر على المشغل الخاص بتنظيم الاتصالات، يرجع إلى مطالبة عناصر الدعم السريع بإمداد الاتصالات إلى مناطق دارفور".
وأضاف "بتقديري أن الاتصالات تعطلت (في دارفور) بسبب عدم توفير الأمن وانقطاع خطوط (كابلات) الفايبر أوبتكس في تلك المناطق، وبالتالي قوات الدعم السريع ترى أنها مستهدفة بقطع الاتصالات، وطالبت الشركات بإمداد الاتصالات إلى دارفور وإدامتها، وهددت بتعطيل عمل الشركات في حال لم يحدث ذلك".
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني إلى وجود فرضية مفادها أن "القوات المسلحة تقطع أحيانا شبكات الاتصالات والإنترنت لأسباب عسكرية وأمنية أثناء تنفيذ بعض العمليات، ولكن القطع الجديد الآن تم بمناطق آمنة ولا يوجد بها عمليات، مما ينفي هذه الفرضية، ويؤكد الفرضية الأولى بأن الدعم السريع مسؤول عن تهديد الشركات"، وهو الأمر الذي أكد النور عدم صحته.
ولفت مجذوب إلى أن قطع الإنترنت والاتصالات عن السكان يعتبر جريمة، لأن التواصل والحصول على المعلومات وإرسالها من حقوق الإنسان المشروعة في العصر الرقمي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاتصالات والإنترنت قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان: الدعم السريع تمهل المسلحين داخل مدينة الفاشر 48 ساعة للتسليم
قوات الدعم السريع دعت المقاتلين إلى الإسراع بوضع السلاح والتسليم الفوري، محذرةً من أنها ستتعامل بحزم مع أي مسلحين يبقون داخل المدينة بعد انقضاء المهلة.
الفاشر: التغيير
أمهلت قوات الدعم السريع، جميع المسلحين والمقاتلين داخل مدينة الفاشر 48 ساعة لتسليم أنفسهم ومغادرة المدينة، مع ضمان حسن معاملتهم وإطلاق سراحهم فورًا.
وأكدت القوات في بيان صادر عن الناطق باسمها اليوم الإثنين، أن غالبية المسلحين ينتمون إلى الفئات المهمشة، ممن دفعتهم الظروف للقتال بالوكالة لصالح ما وصفته بـ”عصابة الحركة الإسلامية الإرهابية”.
ودعت القوات المقاتلين إلى الإسراع بوضع السلاح والتسليم الفوري، محذرةً من أنها ستتعامل بحزم مع أي مسلحين يبقون داخل المدينة بعد انقضاء المهلة، مشددة على أن “لا عذر لمن أنذر”.
تأتي مهلة قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر وسط تصاعد التوترات في إطار الصراع العسكري المستمر في السودان منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وأدى هذا الصراع إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في العديد من المدن السودانية، بما في ذلك الفاشر، التي شهدت مواجهات عنيفة بين الطرفين.
تعد مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، إحدى المدن الرئيسية التي عانت من تداعيات هذا الصراع، حيث شهدت اشتباكات واسعة النطاق وارتفاعًا في عدد الضحايا المدنيين.
وتُبرز هذه المهلة محاولات قوات الدعم السريع لتعزيز سيطرتها على المناطق التي تسيطر عليها، في ظل الاتهامات المتبادلة بينها وبين الجيش السوداني.
الصراع الدائر أثر بشكل كبير على البنية التحتية، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليمية، وأسفر عن نزوح مئات الآلاف من السكان، فيما تواصل الأطراف المتحاربة استقطاب الدعم من جهات داخلية وخارجية لتحقيق مكاسب عسكرية.
الوسومإقليم دارفور القوات المشتركة قوات الدعم السريع مدينة الفاشر