وزير خارجية السودان في طهران للمرة الأولى بعد استئناف العلاقات
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
التقى وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي في طهران نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في أول زيارة لوزير خارجية السودان منذ قطع العلاقات بين البلدين عام 2016.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الزيارة تأتي في إطار التنسيق لعودة العلاقات الطبيعية واستئناف الأنشطة الدبلوماسية بين البلدين، بعد إعلان عودة العلاقات الديبلوماسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني 2016، أثناء فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ردا على اقتحام محتجين سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد شرق إيران حينها، وذلك بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، مع مجموعة مدانين آخرين، بتهمة الإرهاب.
وزير الخارجية السوداني يصل إلى طهران في أول زيارة له بعد عودة العلاقات بين إيران والسودان (الخارجية الإيرانية)ويذكر أن حكومة الرئيس السابق عمر البشير ارتبطت على مدى سنوات طويلة بعلاقات جيدة مع إيران.
وبعد استئناف العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة صينية، تشجعت الخرطوم لاستئناف علاقتها مع طهران، وذلك بعد قطيعة دامت لمدة 7 سنوات.
عودة التعاون العسكريويشير مراقبون إلى أن التغيير الأخير في توجهات السياسة الخارجية السودانية قد يكون سعيا من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان للحصول على دعم في مواجهة قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ومؤخرا، نقلت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير لها عن مسؤولين غربيين رفيعي المستوى أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات دون طيار من طراز "مهاجر 6" الإيرانية، مما يزيد من تصاعد الصراع والحرب في السودان.
ويبرز تدخل إيران في الشأن السوداني أهمية ساحل البحر الأحمر، الذي يمتد على مسافة تقدر بنحو 640 كيلومترا، حيث تتنافس دول مثل الصين وروسيا وتركيا للوصول إليه، وفقا لتقرير وكالة "بلومبيرغ".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قادة عراقيون يناورون: فرصة للانفصال عن القبضة الإيرانية
17 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في خضم التحولات الإقليمية الكبرى، بدأت مؤشرات ارتخاء قبضة إيران على كل من لبنان وسوريا تنعكس في المواقف الصريحة التي تتخذها أطراف سياسية عراقية شيعية تجاه طهران، وهي مواقف كانت إلى وقت قريب مستترة خلف التحالفات والتوافقات التاريخية. ويبدو أن لحظة ضعف إيران باتت عاملاً مشجعًا لهذه القوى على المجاهرة بآرائها دون خشية من ردود أفعال حلفاء طهران المحليين.
ووفقًا لمصادر سياسية فإن تراجع إيران عن دورها التقليدي كقوة إقليمية مهيمنة، مع تعثّرها في دعم حلفائها التقليديين مثل حزب الله في لبنان ونظام الأسد في سوريا، دفع قادة سياسيين شيعة إلى التفكير بصوت عالٍ في خياراتهم السياسية بعيدًا عن دائرة النفوذ الإيراني.
وقال مصدر سياسي إن “الزمن تغيّر، والحديث عن الاستقلالية لم يعد ترفًا بل ضرورة للتماشي مع المستجدات”.
في هذا السياق، أطلق رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي مبادرة حملت اسم “مبادرة الرافدين”، والتي تضمنت بنودًا لدعم سوريا سياسيًا وإنسانيًا، مع التركيز على تأمين استقرار المرحلة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام الأسد. وقالت تغريدة من حساب سياسي عراقي بارز على منصة “إكس”: “العبادي يخطو خطوة جريئة في دعم سوريا جديدة، هل بدأنا نشهد تحرر بغداد من ظلال طهران؟”.
اللافت في المبادرة، بحسب مراقبين، هو تجاهل البيان الصادر عن ائتلاف العبادي لدور إيران في تحقيق الاستقرار في سوريا، مما عُدّ إشارة مباشرة إلى إعادة النظر في العلاقة مع طهران. وقال تحليل نشره أحد الصحافيين العراقيين على “فيسبوك”: “هذه المبادرة تؤكد أن العراق يحاول تصحيح بوصلته نحو شراكات متوازنة بعيدًا عن سيطرة إيران”.
في المقابل، أثارت الخطوة جدلاً داخل الأوساط الشيعية العراقية نفسها.
وقال مصدر إن “هناك انقسامًا حادًا بين القوى السياسية الشيعية حول الموقف من إيران، فبينما يرى البعض أن الاستقلالية هي الحل، يتمسك آخرون بالتحالف التاريخي مع طهران، مما يعكس حجم التعقيد في المشهد العراقي”.
وأضاف أن “هناك أصواتًا شعبية باتت تُسمع في الشارع تطالب الحكومة العراقية بالخروج من دائرة التجاذبات الإقليمية والعمل على تحقيق مصالح العراقيين أولاً”.
وذكرت مواطنة عراقية تدعى أم ليث، من النجف، في تدوينة لها على “فيسبوك”: “إلى متى نبقى ورقة في أيدي الآخرين؟ نحن بحاجة إلى قيادة تفكر في العراق قبل أي شيء آخر”.
من جانبه، وصف وتحليل سياسي مبادرة العبادي بأنها تعبّر عن “رغبة عميقة في الاستقلال السياسي عن إيران، وهو أمر ينسجم مع التحولات الجارية في الإقليم، حيث بدأت هيمنة طهران تتراجع بفعل الضغوط الدولية والداخلية”.
على الجانب الآخر، يرى محللون أن هذه التحركات قد لا تخلو من مخاطر داخلية على العبادي وغيره من الشخصيات العراقية التي تسعى إلى استقلال القرار العراقي، اذ ان محاولات كسر النفوذ الإيراني قد تواجه مقاومة شرسة من أطراف ما زالت مرتبطة عضوياً بمشروع طهران الإقليمي .
يبدو أن العراق يقف اليوم على مفترق طرق حاسم، بين التمسك بالتحالفات القديمة التي قيدت حركته السياسية لعقود، وبين السعي نحو بناء سياسة أكثر استقلالية تتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts