«صاغة مصر».. كتاب يرصد نشأة وتطور صناعة الذهب
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
بأسلوبٍ سلس والاستشهاد بمصادر ومراجع مهمة تأتى صفحات الكتاب الممتع «صاغة مصر.. النشأة وتطورها التاريخي» (دار المحرر، 2024) للكاتب وليد فاروق علي، لتتناول تاريخ صناعة الذهب في مصر مرورًا بالنشأة وتطورات هذه الصناعة، مع التركيز على الصاغة باعتبارهم صناع وبائعي المعدن الأصفر النفيس.
يُقدِّم الكاتب على مدار صفحات الكتاب (330 صفحة) كمًا وافرًا من المعلومات حول الاستثمار في الذهب وحجم تجارته في مصر وتاريخ عائلاته وسر صنعته وظاهرة غشه وغيرها الكثير.
يتناول الكتاب صناعة الذهب خلال نحو 100 عام مضت، ويُقدِّم معلومات وافية حول تاريخ الدمغة في مصر، وتاريخ عائلات اليهود في صناعة الذهب (مسعودة، السرجانية، غالي، عباسي، الخرساني، آغا زادة، واصف إرساني، عليش، نصار، عبد الباقي البكري، الجلا، سليمة، بايوكي) ولغاتهم السرية، وأهم الحلي التي ارتدتها المرأة المصرية خلال القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.
ولعل من أهم فصول الكتاب هو الفصل الخامس، الذي يحمل عنوان «عائلات وجواهرجية مصر»، ويحكي فيه كيف ارتبطت صناعة الذهب في مصر بعائلات توارثت المهنة، وهلّمت فنونها وأسرارها لأبنائها على مدار عقود، امتدت جذور بعضها من أواخر القرن الثامن عشر، مثل عائلة السرجانية، وأخرى من بداية القرن التاسع عشر مثل عائلة شفيقة غالي وعائلة عباسي، وغيرهم من بداية القرن التاسع عشر، مثل عائلة الخرسانية، وعائلة آغا زادة، وعائلة عليش، وغيرها من التجار، والصواغ، وأصحاب المهن المُكملة لها.
يقول المؤلف في كتابه إن الفترة بين الحرب العالمية الأولى والثانية شهدت حركة ازدهار وتطور، نتيجة وجود الإيطاليين والأرمن الذين أثروا الصناعة المصرية بموهبتهم وفنونهم ومعهم انتشرت الورش الصغيرة، حتى قامت ثورة 1952، وتم إجلاء الأجانب عن مصر ليعودوا إلى بلادهم، فتركوا محالهم لتنتقل إلى المصريين العاملين بالورش، ومن بعدها تحولت الصناعة إلى عائلات، كل عائلة تورث الصنعة وفنونها وأسرارها لأبنائها. ارتكزت تجارة الذهب في منطقة الصاغة في مصر القديمة، التي تعد أشهر مركز في الشرق الأوسط لإنتاج وتجارة المجوهرات، وتستحوذ الصاغة حاليًا على نحو 70% من إجمالي تشغيل المجوهرات وإنتاجها في مصر (ص 97).
مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأت موجة من هجرة الأرمن إلى مصر، خلال حُكم الخديو إسماعيل، نتيجة الاضطهاد والإبادة الجماعية التي تعرّضوا لها من الإمبراطورية العثمانية. وانتقل عددٌ كبير من الصياغ الأرمن المهرة والحرفيين إلى مصر، وبرزت عائلات أرمنية احتكرت المهنة مثل كيفوركيان وبندريان وموجيان، عريفيان، ما أدى لإحكام سيطرتهم على سوق الذهب في مصر لأكثر من 10 أعوام.
ويعد عاما 1912 و1913 من أكثر الأعوام تأثيرًا في تاريخ الصاغة، إذ شهدت حربًا من اليهود ضد الأرمن لمحاولة اليهود استعادة السيطرة على الصاغة مرة أخرى. تضمنت محاولة استعادة اليهود للسيطرة على الصاغة، ابتكار منتجات جديدة وإغراق السوق بالمصنوعات اليهودية، وتأسيس ورش وشركات وعلامات تجارية جديدة وإحكام السيطرة على خان أبو طاقية، فضلًا عن التقرب لأسرة عباس الثاني.
إلا أن الحرب بين اليهود والأرمن لم تستمر طويلًا، بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1914، وإعلان بريطانيا حظر بيع الذهب داخل دول الحلفاء، ما جعل سوق الذهب المنفذ الوحيد لكثير من الجنود الموجودين على أرض مصر، إذ إنها لم تكن مشمولة بقرار الحظر، كما دخل اليهود مع الحكومة البريطانية في سباق لاكتناز ذهب المصريين وتحويله إلى سبائك (ص 102).
افتتح اليهود سوقًا جديدًا للذهب القشرة من خلال تحالف يجمع بين عائلتي داود الناسي وعائلة الخواجة ليتو مراد، فتأسست شركات جديدة من بينها علامة «الجمل» عام 1912، وتقع في 7 شارع خان أبو طاقية بمنطقة الصاغة في الحسين، كما أنشئت شركة «السمكة» عام 1913 في شارع الموسكي بالجمالية، وتأسست شركة «الظرافة» في عام 1918، وكانت الورشة في شارع المقاصيص بالصاغة وفروعها بالموسكي والعقادين في مصر، وفي سوق الخيط بالإسكندرية (د.علي زين العابدين، المصاغ الشعبي في مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1974).
استهدفت منتجات الذهب القشرة طبقات الشعب غير القادرة على شراء الذهب، خاصة أهل الريف والحضر، نظرًا لرخص ثمنها، إذ كانت تُصنع من النحاس وتُطلى بطبقة سميكة من الذهب، وكانت تضاهي في أشكالها وجودتها المشغولات الذهبية المتداولة في الأسواق، فكان يصنع منها الحلق المخرطة بأنواعه، والحلق الشفتيشي، والكردان والغوايش والخواتم (ص 103).
امتلكت كل من الشركات الثلاث مجموعة كبيرة من معارض البيع بالتجزئة، في جميع محافظات الجمهورية، بلغت 300 منفذ وتوكيل، كما ضمت كل منها صياغًا مهرة وحرفيين، وركز اليهود على طرح كميات كبيرة من المصاغ الشعبي من الذهب عيار 21.
أصبح اليهود هم التكتل الأكبر والأقوى في الصاغة المصرية، ونجحوا في إحكام سيطرتهم على سوق المصاغ الشعبي، ومصاغات الطبقة الوسطى، واحتكروا أكثر من ثلثي السوق، والثلث الأخير في يد المسلمين والأقباط والأرمن والنوبيين، ولكن سيطرتهم على السوق كانت قصيرة بفعل تنازع العائلات اليهودية مع بعضهم بعضًا للاستحواذ على السوق.
بعد قرار الحكومة المصرية بتأميم الشركات الثلاث عام 1961، وضمها في شركة واحدة سميت الشركة المصرية لتجارة المعادن «سيجال»، وهي إحدى شركات القطاع العام المصري، ثم تحولت بعد ذلك إلى شركة الوادي للمعادن والمصوغات، إحدى شركات المؤسسة المصرية العامة لتجارة الجملة، تعرّض المصنع لحالة من التدهور، نتيجة عدم التطوير، وتم إيقاف نشاط إنتاج الشركة في الصياغة وإنتاج الذهب القشرة، وتقع الشركة في 10 شارع شامبليون، وسط البلد - القاهرة (ص 103).
يبقى القول إن مؤلف الكتاب، وليد فاروق علي، يعد أحد أبرز الكُتَّاب الذين يركزون على الذهب والصاغة في مصر، حيث كان قد أصدر من قبل كتاب «أساور من ذهب: حكايات وأسرار سوق الذهب في مصر».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القرن التاسع عشر الذهب فی مصر صناعة الذهب
إقرأ أيضاً:
عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم السبت 21-12-2024 في محافظة قنا
شهدت أسعار الذهب في محافظة قنا، ثباتا في الأسعار، اليوم السبت، لدى كبار الصاغة.
وتنشر بوابة “الفجر” أسعار الذهب اليوم، في مراكز محافظة قنا.
وجاءت أسعار الذهب كالتالي:
الوحدات السعر بالجنيه
سعر الذهب عيار 24 4،303 جنيه
سعر الذهب عيار 22 3،944 جنيه
سعر الذهب عيار 21 3،765 جنيه
سعر الذهب عيار 18 3،227 جنيه
سعر الذهب عيار 14 2،510 جنيه
سعر الذهب عيار 12 2،152 جنيه
سعر الجنيه الذهب 30،120 جنيه
سعر أونصة الذهب 133،823.30 جنيه
سعر كيلو الذهب 4،303،000 جنيه
كما تباين اليوم أسعار الذهب لعيار 21 داخل محال الصاغة، في محافظات الجمهورية بزيادة نسبية بسبب زيادة الطلب على الذهب، إضافة إلى ارتفاع في سعر الدولار.
أسعار الذهب اليوم
الوحدات السعر بالجنيه
سعر الذهب عيار 24 4،303 جنيه
سعر الذهب عيار 22 3،944 جنيه
سعر الذهب عيار 21 3،765 جنيه
سعر الذهب عيار 18 3،227 جنيه
سعر الذهب عيار 14 2،510 جنيه
سعر الذهب عيار 12 2،152 جنيه
سعر الجنيه الذهب 30،120 جنيه
سعر أونصة الذهب 133،823.30 جنيه
سعر كيلو الذهب 4،303،000 جنيه
سعر المصنعية والدمغة
كما نعرض متوسط سعر المصنعية والدمغة في محلات الصاغة، والتي تتراوح بين 80 إلى 120 جنيهًا، وسيتم تحديث الأسعار في أسواق الصاغة أو تغيرات أسعار المعدن الأصفر في مصر أو فى حالة حدوث أي تغير في أسعار الذهب العالمية بصورة فورية.
أسباب عدم استقرار أسعار الذهب
1. ارتفاع أسعار السلع والخدمات: شهدت العديد من السلع والخدمات ارتفاعًا في أسعارها مع بداية العام الجديد، وتوقعات بزيادة التضخم بعد انخفاضه في الأشهر السابقة.
2. قيود تعامل البنوك بالنقد الأجنبي: قامت بعض البنوك بإيقاف تعاملاتها بالنقد الأجنبي خارج مصر من خلال البطاقات البنكية بسبب نقص الدولار، وتقليص عدد البنوك الأخرى حد الاستخدام الشهري إلى 50 دولارًا.
3. عدم انتظام حركة الصاغة وتسعير الذهب: تشهد حركة الصاغة وتسعير الذهب عدم انتظامًا، وتم تداول أخبار عن تراجع المعروض من الذهب الخام وانخفاض توفره في الأسواق.
4. محادثات مستمرة مع صندوق النقد الدولي: تجري الحكومة المصرية محادثات مستمرة مع صندوق النقد الدولي بشأن زيادة قيمة القرض المقدم لمصر، والتي قد تصل إلى 6 مليارات دولار، بالإضافة إلى مراجعة صندوق النقد الدولي وصرف الشرائح الثانية والثالثة من القرض.
5. زيادة في الطلب على السبائك والعملات الذهب: شهدت مصر زيادة واضحة في الطلب على السبائك والعملات الذهبية.