كريم خالد عبد العزيز يكتب: حلاوة البدايات وآلام النهايات
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
دائما نحول أي حدث أو تاريخ جديد في حياتنا إلى بداية جديدة .... سواء عام جديد ، شهر جديد ، يوم جديد أو حتى لقاء عاطفي جديد .... لا شك أن البدايات لها حلاوة ولذة خاصة وذلك لأن الحماس يكون في أوج حالته والشغف يكون في أعلى درجاته .... لذلك علينا أن نستثمر هذه الفترة من حياتنا لنستفيد فيما هو قادم ولا ينتهي كل ما نبدأه في لمح البصر.
البدايات تكون دائما أجمل من الاعتياد على وضع ثابت ، ودائما ما يكون الحماس والشغف موجودان بقوة في جميع البدايات الجديدة .... ذلك لأن السعادة مرتبطة في حياتنا بالتجديد ، نسعد دائما بتغيير الحال للأفضل أو حتى من كسر الروتين ، نفرح بالمفاجأت السارة التي تميز يومنا وتغير من تقليديته .... لذلك تكون هناك حلاوة خاصة للبدايات وسرعان ما يخفت شعورنا بالحماس والشغف حتى نعتاد على الوضع الجديد الذي يتحول إلى وضع قديم ، ثم نمل من ذلك الاعتياد والتكرار .... هذا الحال يكون في أي شيء جديد خاصة في علاقات الحب العاطفية ، التي تبدأ بحماس ولهفة في أولها ثم تنتهي بصدمة أو تستمر بزواج وتتحول إلى إعتياد .... لهفة اللقاء والشغف في البداية يكون أجمل بكثير من الإعتياد الممل .. مشاعرنا لا تتغير وإنما حماسنا الذي يقل حتى يتلاشى.
لذلك علينا أن نستثمر فترة البدايات هذه جيدا لضمان الاستقرار والاستمرارية الناجحة فيما هو قادم .. من خلال المصارحة وعدم التزين أو التكلف أو التصنع ، أن يبوح كل طرف بما عنده للآخر بكل صدق وشفافية دون إظهار أجمل ما عنده وإخفاء نقاط ضعفه ، لأن إظهار الجانب الإيجابي فقط سيزيد من الحماس والإبهار في أول الأمر وسرعان ما ينتهي كل هذا عندما تظهر الحقائق واحدة تلو الأخرى .... أن يتحدث كل طرف عن نقاطه السلبية دون الخجل من إظهار الجانب المظلم أو الضعيف .. سبب رئيسي في فشل العلاقات وتحول البدايات السعيدة إلى نهايات حزينة هو الخداع بدون قصد وهو أن نخفي كل ما نكرهه في أنفسنا وكل ما لا نريد إظهاره من جوانب حياتنا خشية خسارة الطرف الأخر .... مع أن تلك المصارحة قد تكون سبب رئيسي في الاستمرارية وزيادة التعاطف والمساندة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
«السيسي» محذرا من حرب غزة: أي صراع عسكري قد يخرج عن السيطرة نتيجة أخطاء في التقدير
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن لمصر دائما دورا إيجابيا، يستهدف تهدئة الصراعات و"إطفاء الحرائق"، موضحا أن هدف مصر وما يزال أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، "وهو أمر ثابت لم يتغير".
وقال السيد رئيس الجمهورية - خلال زيارته التفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية اليوم، الجمعة، "حذرنا من استمرار الصراع لأن أي صراع عسكري، يمكن أن يخرج عن السيطرة، نتيجة عمل القوات والحسابات التي يمكن أن تحدث بها أخطاء في التقدير، مما يترتب عليه قرارات خاطئة".
وشدد على أن مصر - دائما - تميل إلى خيار السلام، مشيرا إلى أن الأموال التي تنفق في الحروب، يمكن - بدلا من ذلك - أن تنفق في البناء والتعمير والتنمية، وتابع قائلا: من "يكسب" في الحرب، فإن حجم الإنفاق الذي يقوم به، لكي يصل إلى هذا "المكسب"، يكون له تأثير كبير جدا على اقتصاده.
وأشار إلى أن مصر، أول دولة أبرمت "اتفاقية السلام" عام 1979، "ولنا تجربة رائعة في ذلك الوقت، فحينها لم يكن أي طرف يتحدث عن سلام أو اتفاقية للسلام، إلى أن طرح الرئيس الراحل أنور السادات، قضية السلام، لتكون محل نقاش كبيرا، وهو ما أحدث آثارا كبيرة جدا في ذلك الوقت، وبالتالي، فإن مصر دائما ما تميل إلى خيار السلام.
كما أكد رئيس الجمهورية أن مصر تبذل جهدا كبيرا خلال المرحلة الحالية، امتدادا للمراحل السابقة، لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات.
ولفت إلى أن مصر - خلال الفترة الماضية - كان لها طرح فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة، رغم ما وقع من دمار كبير، "وقمنا بتجهيز هذا التصور بالتنسيق مع أشقائنا العرب، وقد عملت في هذا الموضوع جميع مؤسسات الدولة من وزارة التعليم العالي والإسكان والهيئة الهندسية، من أجل الخروج بوثيقة متكاملة على مختلف الأصعدة، لاسيما الصعيد الفني، لتكون قابلة للتنفيذ إذا ما أتيحت الفرصة لذلك".
وأضاف أنه جرت خلال القمة العربية غير العادية قبل أيام مناقشة هذا الموضوع، لتصبح هذه الخطة، "خطة عربية"، بعدما أقرتها الدول العربية كلها خلال القمة التي استضافتها مصر لبحث إعادة اعمار غزة.
إلى ذلك، أكد ر ئيس الجمهورية، حرصه على زيارة الأكاديمية العسكرية المصرية، للاطمئنان على طلابها وتهنئتهم بمناسبة شهر رمضان المبارك، وطمأنتهم على الأوضاع في البلاد والمنطقة، لافتا إلى أن مدير الأكاديمية يطلعه - دائما وبشكل دوري وأحيانا يومي - على تطور العملية التعليمية والتدريبية في الأكاديمية.. وقال إنه كان يتحدث مع "مثلث القيادة".
وأشار إلى أن التطور سمة من سمات العصر، ولا يجب أن يعتقد أحد أن "الموجود" هو الأفضل، وأنه سيستمر على ما هو عليه، ربما يكون ذلك هو الأفضل حاليا لكنه يجب أن يتطور ليصبح أفضل.