كتب- محمد نصار:

أعلن منتدى مصر للإعلام، عن توقيع شراكة مع رابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا "FWA"، أحد أقدم الاتحادات الإعلامية والصحفية على مستوى العالم، في خطوة رائدة تهدف لتبادل الخبرات والتجارب، وتعزيز الأداء الصحفي والإعلامي.

وبحسب بيان صحفي، ووفق هذه الشراكة، اتفق الطرفان على التعاون في تنظيم ورش عمل تدريبية في الصحافة الرياضية تُقدم للصحفيين والإعلاميين في مصر والشرق الأوسط، وتشمل جوانب متنوعة من تغطية الأخبار الرياضية، ومعالجة القضايا ذات الصلة.

وكجزء من هذا الاتفاق، يحضر منتدى مصر للإعلام الحفل السنوي الذي تنطمه رابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا، خلال شهر مايو من كل عام لتقديم جائزة لاعب ولاعبة العام في كرة القدم، لتكريم اللاعبين الأكثر تأثيرًا على مدار الموسم وأصحاب الأداء الأفضل على المستوى الفني والروح الرياضية، ويشارك المنتدى باسمه وشعاره خلال هذا الحفل.

ومن جانبها، ثمّنت نهى النحاس، رئيس منتدى مصر للإعلام، هذه الشراكة بين الجانبين، مؤكدة أنها خطوة مهمة ستنعكس إيجابيًا على الأداء الصحفي والإعلامي في مجال الصحافة الرياضية، مؤكدة حرص منتدى مصر للإعلام على إنجاح الشراكة والتعاون بصورة مثمرة مع رابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا.

ومن جانبه، عبر الرئيس التنفيذي لرابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا، بول مكارثي، عن سعادته بالشراكة مع منتدى مصر للإعلام، مؤكدًا تطلعه لشراكة ناجحة يتم من خلالها تنفيذ برامج تدريبية للصحافيين الرياضيين ذوي الخبرة أو المهتمين بالمجال.

جديرٌ بالذكر أن رابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا "FWA"، كانت أعلنت عن انضمامها كشريك دولي في النسخة الثانية من منتدى مصر للإعلام، التي أُقيمت على مدار يومي 26 و27 نوفمبر الماضي في القاهرة، تحت عنوان "عالم بلا إعلام"، بحضور أكثر من 2000 صحفي وإعلامي ودارس من مصر ومختلف أنحاء العالم.

وتعتبر رابطة كتاب كرة القدم التي تأسست في إنجلترا عام 1947 "FWA"، واحدة من أقدم وأعرق الاتحادات الإعلامية والصحفية على مستوى العالم، وذات الشعبية الواسعة، حيث تضم أكثر من 850 عضوية من كبار وشباب الإعلاميين والصحفيين والنقاد الرياضيين في إنجلترا، وتهدف إلى تحسين الأداء الإعلامي والصحفي الرياضي داخل إنجلترا، وحماية حقوق ومصالح الصحفيين والإعلاميين، وتمكينهم من أداء مهامهم.

منتدى مصر للإعلام

منتدى مصر للإعلام، هو منتدى سنوي دولي انطلق بالقاهرة عام 2022 لدعم المعرفة المتطورة في مجال الإعلام وسياساته وبناء القدرات والكوادر المؤهلة، كما يعمل على تطوير بيئة العمل الإعلامي في مصر والمنطقة ويستمر طوال العام كمنصة دولية للتنمية والتطوير الإعلامي، والمنتدى مملوك لـ "ثيرتي إن" الرائدة في مجال الإعلام والاتصال الاستراتيجي.

رابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا "FWA"

تأسست رابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا عام 1947، وتديرها لجنة وطنية مكونة من 21 عضوًا من كبار الكتاب والصحفيين الرياضيين، ولديها مجموعة من الفروع الإقليمية داخل إنجلترا، وتقدم جوائزها المرموقة في حفل سنوي كل عام، منها جائزة أفضل لاعب ولاعبة في كرة القدم على مدار العام، وكذلك جائزة أفضل كاتب كرة قدم للطلاب بهدف تشجيعهم، وتخصيص برنامج لتدريب وتطوير مهارات الصحفيين الشباب، وكذلك إطلاق العديد من المبادرات والفعاليات الإعلامية والرياضية لإثراء المجال.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 منتدى مصر للإعلام طوفان الأقصى المزيد منتدى مصر للإعلام

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب

الكتاب: القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى
الكاتب: عبد العليم محمد
الناشر: الحضارة العربية للتنمية الثقافية، 2025م
عدد الصفحات: 258 صفحة.


خطة الإصلاح القضائي في إسرائيل

يعد صعود اليمين الديني القومي المتطرف بمثابة النسخة الثانية من المشروع الصهيوني ومركزية الأسطورة الدينية في تكوينه، يحمل هذا اليمين الديني القومي في جعبته مشروع انقلابي قضائي، بزعم استعادة التوازن بين السلطات الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، والحد من تغول السلطة القضائية، وتعرف هذه الخطة أي خطة الإصلاح القضائي ياريف ليفين، وزير العدل في الحكومة الإسرائيلية المنتمي لتكتل الليكود، وذلك باعتباره مهندس هذه الخطة الذي قام بصياغة بنودها وأعد مشروعها القوانين التي تضعها موضع التنفيذ، للوصول إلى الدولة العميقة في إسرائيل من قبل اليمين الديني والقومي واليمين الجديد في إسرائيل، من وجهة نظر هذا التيار في المحكمة العليا، والنظام القانوني الإسرائيلي، والاعلام والثقافة، واعتبار هذه المؤسسات من صنع اليسار العمالي وتخدم مصالحه، ولا تخدم مصالح اليمين العقائدية والدينية والسياسية، وساهم في هذه الخطة لوبي يسمى كوهيلت ومعهد الأبحاث التابع له الذي يموله أثرياء من الأمريكيين اليمنيين، واستثمروا فيها عشرات الملايين من الدولارات.

خصص الكاتب الفصل الرابع لطوفان الأقصى والمقاومة، والنسخة الثانية من المشروع الصهيوني، طوفان الأقصى والحرب العالمية الثالثة في غزة، إسرائيل عندما يصبح الإرهاب الطريق لإقامتها وضرورة بقائها، حرب المفاهيم الإسرائيلية نزع إنسانية الفلسطينيين، هندسة ديموغرافية، حل الدولتين نشأة الفكرة، الصعوبات قبل وبعد حرب غزة، اليوم التالي للحرب في إسرائيل.

طوفان الأقصى تحول استراتيجي

كشف طوفان الأقصى عن هشاشة المؤسسة الأمنية، والعسكرية، والاستخباراتية الإسرائيلية وقابليتها للاختراق والارتباك والشلل، إذ تمكن عدد محدد من بضع مئات من مقاتلي حماس والمقاومة الفلسطينية من اختراق السياج الحدودي، والسيطرة التامة لبضع ساعات على المستوطنات والمقار الأمنية والعسكرية، وأبطلت بنية الإنذار المبكر والرادات وعمل الوحدة الاستخباراتية المكلفة بمراقبة ما يحدث في القطاع ليل نهار على مدار أربع وعشرين ساعة، وهي الوحدة المعروفة  8200 (ص181).

بين كلمات غسان كنفاني وبين طريق المقاومة الذي اختاره السنوار صلة لا تنقطع، حيث اعتبرت إسرائيل أن كلمات كنفاني زاخرة بالقوة والتأثير والخطر عليها، تماماً كطريق المقاومة بالسلاح الذي تبناه السنوار والدليل على ذلك ان العدو لم يفرق بين صاحب الكلمات وبين حامل السلاح والمقاوم، فكلاهما خطر عليه وكلاهما أسلحة حادة تساهم إن آجلاً أم عاجلاً في تقويض روايته وكيانهدأب المحللون والمعلقون الاستراتيجيون الغربيون بعد عملية طوفان الأقصى على توصيف هذه العملية بـ (ببرل هابر) أثناء الحرب العالمية الثانية ضد الأسطول الأمريكي من الطائرات اليابانية، أو 11 سبتمبر عام 2001م، ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومراكز التجارة العالمية والبنتاجون، ولكن حال التوصيف هذا بعيد عن الدقة والموضوعية، ومنحاز لإسرائيل قصداً وعمداً، لأن وراءها توصيفات يتم ترويجها ضد المقاومة الفلسطينية، فمن ناحية يضع توصيف طوفان الأقصى ببيرل هاربر الإسرائيلية المقاومة، وحركة حماس على قدم المساواة مع الفاشية العسكرية اليابانية، والتوصيف الثاني يصف طوفان الأقصى بهجمات 11 سبتمبر عام 2001م، يستهدف الربط بين المقاومة وحماس وبين الإرهاب، واعتبارهما تنظيمات إرهابية وينفي طابع المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ويفتح الباب أمام الدعاية الإسرائيلية لدعشنة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.

لكن أولئك المحللين تناسوا أن دولة الاحتلال أقيمت على الإرهاب المنظم، وأن استمرار بقائها مرهون باستمرار التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، فهو طريق تأمين وجودها وبقاءها، فلم تتوان إسرائيل عن الضرب بعرض الحائط لكافة المواثيق الدولية والقانون الدولي والقانون الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون النزاعات المسلحة، حينما قامت بتغيير المعالم الديمغرافية في الأراضي المحتلة عام 1967م، وتكثيف الاستيطان والمستوطنات ليصل عدد المستوطنين في الضفة ما يفوق 750 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس (ص196 ).

حرب المفاهيم الإسرائيلية.. نزع إنسانية الفلسطينيين.

برعت إسرائيل في استخدام المصطلحات والمفاهيم الإسرائيلية للتغطية على جرائمها من قتل جماعي وابادة للنساء والأطفال والشيوخ، من خلال تبرير تلك العمليات وتسويغ قبولها لدى الرأي العام العالمي، وكسب الأنصار والمؤيدين في الساحة الدولية لكل إجرامها، من خلال جيش من الإعلاميين والدبلوماسية الإسرائيلية التي تهدف لنزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، ونزع المشروعية عن نضاله الوطني التحرري، فكل ما جرى من وجهة نظرهم عام 1948م، من تطهير عرقي بطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من ديارهم مجرد معركة استقلال، وتحرير أرض إسرائيل من أصحابها، وما المقاومة الفلسطينية الشعبية والمسلحة  لكل ذلك سوى إرهاب بما فيها الدعوة للمقاطعة الاقتصادية لإسرائيل، والجدار العنصري الذي بنته على حدود الضفة الغربية والقدس وفق المصطلحات الإسرائيلية جدار أمني وسياج  أمني، في حين أنه جدار فصل عنصري مقيت باعتراف محكمة العدل الدولية، حتى في حرب طوفان الأقصى وصف الشعب الفلسطيني بحرب كلامية ونفسية، فالفلسطينيون حيوانات وفق تعبير جالانت، والحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني، ولكن الشعب الفلسطيني خبر هذا التزييف والكذب وصناعته عبر العقود ومهما أمعنت المؤسسة الصهيونية الإسرائيلية في تغطية أهدافها وتزيينها بالكلمات فإن الشعب الفلسطيني يعرف الحقيقة، ولا يكتفي بالمعرفة فحسب بل يحاول تعزيزها بالمقاومة(ص201)

هندسة ديموغرافية.. آثار العدوان على غزة

ظل الهدف الإسرائيلي للمشروع الصهيوني السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية وأقل عدد من الفلسطينيين، يشغل الساسة الإسرائيليون وفق الهاجس الديمغرافي الذي لم يفارق الأجندة الإسرائيلية مع كل عدوان ترتكبه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، لإحداث تهجير قسري للسكان وتصحيح الخطأ الذي ارتكب عام 1948م، ببقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وتهجيره داخلياً، وفي حرب طوفان الأقصى تمثل الهدف الديمغرافي للعدوان في القيام بعملية هندسة ديمغرافية في الهرم السكاني لقطاع غزة، والمعروف بقاعدته الشابة، التي قدرت بنحو 70% من اجمالي عدد سكان قطاع غزة البالغ 2.2 مليون نسمة، لكي يتحقق هذا الهدف استهدف العدوان قتل النساء والأطفال، فالنساء مصدر الخصوبة والنمو السكاني والانجاب أما الأطفال فهم مقاومة الغد . ص205))

ناقش الفصل الخامس تغيير جغرافية الإقليم، بين المقاومة والأوهام الإسرائيلية ومعادلة القوة والحق..، الضفة الغربية وتحولات الأمن الإسرائيلي، غزة ولبنان بين الفصل والربط، السنوار وكنفاني..

بين الرصاص والكلمات، معادلة القوة والحق، في الصراع العربي الإٍسرائيلي

حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة والمرشحة للاستمرار بسبب غياب أي نوايا إسرائيلية على انهائها، لا تقتصر أهدافها على غزة و جغرافيتها الضيقة، بل تمتد إلى الإقليم كله، بهدف اخضاع الإقليم والقوى الفاعلة فيه لسطوة القوة الإسرائيلية، وتأكيد التفوق الإسرائيلي المدعوم أمريكياً وغربياً، بأحدث المعدات واللوجستيات الاستخباراتية والأمنية يضيف الكاتب هنا: " عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وجهت ضربة قوية لعناصر الأمن الإسرائيلي والاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة الشعب الفلسطيني والمحيط الإقليمي، التي تمثلت في توفر العناصر الأربعة التي تعتمد عليها هذه الاستراتيجية؛ أي الردع والإنذار المبكر والدفاع والحسم التي تمت صياغتها وفق افتراضات وضعها المنظرون الاستراتيجيون الإسرائيليون؛ أولها: ضيق مساحة إسرائيل جغرافياً، ثانيها: أن إسرائيل دولة يهودية وتستهدف جلب اليهود من كل بقاع الأرض للحياة فيها، ثالثها: افتراض ان إسرائيل تعيش في محيط معاد يكن لها الكراهية ومعاد للسامية، وأن الاتفاقيات التي عقدت معها للسلام لم تتمكن من محاصرة وتقليص هذه الكراهية، وبطبيعة الحال فإن إسرائيل بسلوكها وجرائمها وعدوانها قد غذت القسط الأكبر من هذه الكراهية.

برعت إسرائيل في استخدام المصطلحات والمفاهيم الإسرائيلية للتغطية على جرائمها من قتل جماعي وابادة للنساء والأطفال والشيوخ، من خلال تبرير تلك العمليات وتسويغ قبولها لدى الرأي العام العالمي، وكسب الأنصار والمؤيدين في الساحة الدولية لكل إجرامها، من خلال جيش من الإعلاميين والدبلوماسية الإسرائيلية التي تهدف لنزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، ونزع المشروعية عن نضاله الوطني التحرري،يؤكد الكاتب أن عنصر الردع كان الأكثر تضرراً وإثارة للجدل، فالأصل في الردع في العلاقات الدولية هو منع الخصم، من القيام بعمل يضر بمصالح صاحب قوة الردع، وقد أثبت طوفان الأقصى هشاشة الردع الإسرائيلي، وقابليته للاختراق على نحو مفجع لإسرائيل، وكل ما تفخر به من تكنولوجيا استخباراتية وأمنية واستباقية؛ نتيجة لذلك يركز الجدل حول الأمن الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر على تقليص الاعتماد على مفهوم الردع والانذار المبكر، وضرورة الاعتماد على مفهوم المنع الاستباقي أي استخدام القوة لمنع التهديد مبكراً بدلاً من انتظار وقوعه(ص230).

غزة ولبنان بين الفصل والربط:

روج بنيامين نتنياهو قبل السابع من أكتوبر عام 2023م، لمقاربة سياسة استراتيجية في اعتبار أن إيران وحزب الله هما الخطر الوجودي على إسرائيل، في حين أن حركة حماس لا تمثل تهديداً لوجود إسرائيل، إلا أن السابع من أكتوبر أثبت خطأ هذه المقاربة نظريا وعملياً ووجهت الانتقادات الحادة لنتنياهو باعتبار أن هذه المقاربة تمثل السبب الأول في الفشل الاستخباراتي والأمني والعسكري الإسرائيلي في مواجهة طوفان الأقصى، لكن عودة نتنياهو إلى هذه المقاربة بعد ما يقرب من عام على الحرب ارتكزت إلى أن حرب الاسناد والمشاغلة التي بدأها حزب الله ضد إسرائيل لتخفيف الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية منذ الثامن من أكتوبر 2008م، قد أسهمت في ابطاء تحقيق الأهداف الإسرائيلية في غزة، وعمقت الربط بين جبهة غزة وجبهة الشمال، وأن ربط وقف اطلاق النار في الجبهة الشمالية يرتبط بوقف حرب الإبادة في غزة؛ لذلك جاءت الضربة لحزب الله بتفجير أجهزة البيجر والوكي توكي، ومن ثم ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال القادة والكوادر العسكرية لحزب الله لإجبار حزب الله على قبول الفصل بين جبهة غزة، وجبهة الشمال، ووقف حرب الإسناد لغزة، وسحب مقاتلي حزب الله لعدة كيلو مترات بعيداً عن المستوطنات الإسرائيلية تطبيقا لقرار 1701.(ص234).

يقول الكاتب:" يربط غزة والمقاومة في لبنان تشابهات بنائية في العمق والجوهر، فكلتاهما يمثلان قلعتين للمقاومة في وجه التوسع والعدوانية الإسرائيلية، كما أن لكليهما صولات وجولات وتاريخاً من المقاومة الباسلة في لبنان وغزة، وتشترك كلتاهما في حمل الاحتلال الإسرائيلي على الرحيل؛ بسبب المقاومة الضاربة في كل منهما، هذه دروس لا يمكن تجاهلها وروابط لا يمكن فصلها".

السنوار وكنفاني بين الرصاص والكلمات:

الشهداء يخاطب بعضهم بعضاً، السابقون منهم يخاطبون اللاحقين، فغسان كنفاني الذي اغتالته إسرائيل بقرار من جولد مائير عام 1972م، بعبوة ناسفة وضعت تحت سيارته، تحدث سابقاً عن الشهادة "احذروا الموت الطبيعي" ولا تموتوا إلا تحت زخات الرصاص" وتسقط الأجساد لا الفكرة"، ولا عذراً لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها"، وكأنه يخاطب السنوار رغم فارق الزمن والتاريخ، حيث حرص على أن يموت مقاتلاً مقاوماً مشتبكاً، وليس مختبئاً أو متحصناً، بالأسرى كما زعمت الرواية الإسرائيلية التي تم تعميمها على العالم شرقا وغرباً، رفض السنوار وعلى نهج غسان كنفاني الموت الطبيعي، وتمسك بفكرة المقاومة عندما أدركها، ولم يتخل عنها حتى الرمق الأخير، ورسم بصورة استشهاده ألف حقيقة مسحت كل الدعاية الإسرائيلية التي حاولت تشويهه.

"بين كلمات غسان كنفاني وبين طريق المقاومة الذي اختاره السنوار صلة لا تنقطع، حيث اعتبرت إسرائيل أن كلمات كنفاني زاخرة بالقوة والتأثير والخطر عليها، تماماً كطريق المقاومة بالسلاح الذي تبناه السنوار والدليل على ذلك ان العدو لم يفرق بين صاحب الكلمات وبين حامل السلاح والمقاوم، فكلاهما خطر عليه وكلاهما أسلحة حادة تساهم إن آجلاً أم عاجلاً في تقويض روايته وكيانه"، (ص240).

إقرأ أيضا: من صفقة القرن إلى ملائكية الاحتلال.. قراءة في تهديدات التصفية.. كتاب جديد

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي رئيس الوزراء الهندي
  • وزير الخارجية الإيطالي: مصر شريك مهم لإيطاليا في قطاع الطاقة المتجددة
  • الإمارات شريك تجاري مهم للسويد ومقر لـ 250 شركة
  • كتاب وقهوة.. ولفة فلافل
  • المشاط: البنك الدولي شريك المعرفة للحكومة في إعداد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية
  • وزيرة البيئة: اليونيدو شريك أساسي في تحقيق التحول الاخضر بـ مصر
  • وزيرة البيئة: اليونيدو شريك أساسي في تحقيق التحول الأخضر في مصر
  • من قلب البرلمان.. عبد العاطي: الخارجية شريك في صون الحقوق وخدمة المصريين
  • الرئيس اليمني: مواجهة الحوثي تبدأ من الداخل.. ودور الشرعية شريك لا غنى عنه
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب