لماذا تتردد الصين في بناء خط أنابيب غاز جديد من روسيا؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
سجّلت إمدادات الغاز الروسي إلى الصين أرقاما قياسية جديدة منذ بداية العام، ويتوقع الخبراء تجاوز خط أنابيب "قوة سيبيريا" أهداف نمو الصادرات المخطط له لهذا العام، حسبما ذكرت صحيفة فزغلياد الروسية.
وذكر تقرير للصحيفة أن شركة "غازبروم" حدثت سجل إمداداتها للصين 4 مرات في شهر واحد. وقد سجلت عمليات التسليم اليومية عبر خط أنابيب "قوة سيبيريا" في الأول والثالث و12 و31 يناير/كانون الثاني 2024 أرقاما قياسية تاريخية.
وفي العام الماضي، زادت الإمدادات عبر هذا الخط مرة ونصف من 15.4 مليار متر مكعب إلى 22.7 مليار متر مكعب، وفي الفترة نفسها سجّلت شركة "غازبروم" أيضا أرقاما قياسية في حجم العرض بشكل متكرر.
وبحسب خطة هذا العام، يجب أن تنمو الصادرات إلى 30 مليار متر مكعب، لكن الخبراء يتوقعون المزيد.
وقال أﻟﻜسي غروموف ﻧﺎﺋﺐ المدﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻘﺴم اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ "سنحاول المضي قدما في الآجال المحددة هذا العام، وبحلول نهاية هذا العام سنحقق رقما قياسيا آخر، ونصل إلى ما بين 32 و33 مليار متر مكعب"، ومن المتوقع أن يصل خط أنابيب "قوة سيبيريا" إلى طاقته البالغة 38 مليار متر مكعب سنويًا في عام 2025.
وبالنظر إلى خسارة سوق المبيعات الأوروبية، من المفيد لشركة "غازبروم" والميزانية الروسية زيادة الإمدادات إلى حد أقصى يبلغ 38 مليار متر مكعب هذا العام، ومع ذلك من المستبعد العام الحالي.
وأضاف غروموف "لماذا لا نستطيع توريد المزيد من الغاز على طول هذا الطريق؟ أولا، ثمة عملية تكنولوجية معينة لزيادة إمدادات الغاز من الحقول. ثانيا، هناك خطة لتجهيز الحقول نفسها المرتبطة بخط أنابيب الغاز التابع لشبكة قوة سيبيريا. وعلى عكس قوة سيبيريا 2، يعتمد خط أنابيب قوة سيبيريا على حقول جديدة".
أرقام قياسيةونقلت فزغلياد عن الخبير في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية وخبير الصندوق الوطني لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، قوله "ثمة فرصة للحصول على المزيد من الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا.. فنحن ننتج المزيد، وتتزايد الطاقة الإنتاجية لخط قوة سيبيريا. ومن ناحية أخرى، بدأت الصين تستهلك كميات أكبر من الغاز مقارنة بالعام الماضي. في يناير/كانون الثاني الماضي أصبح سعر الغاز الروسي مغريا للصين، لأنه بموجب العقد المبرم مع الصين، يرتبط سعر الغاز بتكلفة النفط والمنتجات النفطية في السوق الآسيوية بفارق 9 أشهر. وقبل هذه المدة كان ثمة انخفاض في أسعار الغاز، مما ينعكس على تكلفة الغاز في الوقت الراهن".
من جهته يقول غروموف "تستقبل الصين غازنا عبر خط أنابيب الغاز قوة سيبيريا بأسعار مناسبة للغاية. وربما يكون هذا هو أرخص مصدر لأنابيب الغاز إلى الصين في الوقت الحالي، وكان كذلك في عام 2023. ووفقا لتقديراتنا، تم بيع الغاز عبر خط قوة سيبيريا نهاية العام الماضي بمتوسط سعر أقل من 300 دولار لكل ألف متر مكعب. وكان هذا أرخص من إمدادات نفس خط أنابيب الغاز في آسيا الوسطى بسعر يتراوح بين 350 إلى 370 دولارا لكل ألف متر مكعب. لذلك، تقدمت الصين بطلب إلى إدارة شركة غازبروم لزيادة ضخ الغاز من خلال خط أنابيب الغاز قوة سيبيريا، قدر الإمكان من الناحية الفنية".
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجموعة غازبروم الروسية العملاقة، أليكسي ميلر، قوله إنه من الغريب عدم توقيع شركة غازبروم والصين عقدا لتوريد الغاز عبر خط أنابيب الغاز الجديد "قوة سيبيريا 2" بحيث يلتزم الصينيون الصمت بشأن هذا المشروع.
من جانبها، أعلنت منغوليا، التي سيمر عبرها خط الأنابيب، رسميا أن المفاوضات حول المشروع ما زالت مستمرة، وقيل سابقا إن بناء خط أنابيب الغاز ينبغي أن يبدأ في عام 2024، وهو يتطلب توقيع عقد تجاري من دونه لن ينجز أحد شيئا.
لكن غروموف يشكك في إمكانية توقيع مثل هذا الاتفاق في النصف الأول من هذا العام، لأن رئيس شركة غازبروم، أليكسي ميلر أكد في نهاية العام عزمه على زيادة إمدادات الغاز إلى الصين من خلال مشروع قوة سيبيريا والشرق الأقصى، من دون ذكر مشروع "قوة سيبيريا 2".
أما يوشكوف فيقول "لا يمكن للطرفين الاتفاق على السعر. وتعتقد الصين أنه كلما طال انتظار الخط الجديد، كانت الأمور أسوأ بالنسبة لشركة غازبروم، مما يعني أنها ستكون أكثر استيعابا للسعر".
وعاد غروموف ليقول "(قوة سيبيريا 2)، على النقيض من (قوة سيبيريا)، لا تشكل أولوية قوية بالنسبة للصين لعدة أسباب. يصل خط قوة سيبيريا وممر الشرق الأقصى إلى الجزء الشمالي الشرقي من الصين، حيث لا يوجد بديل لإمدادات خطوط الأنابيب الروسية".
ورغم أن الصين تحصل على الغاز من آسيا الوسطى بسعر يتراوح بين 350 و370 دولارا لكل ألف متر مكعب مقابل 300 دولار للغاز الروسي عبر خط "قوة سيبيريا"، فإن الصين تتمتع بدخل نقدي إضافي من المشاريع في آسيا الوسطى.
وقال "الصين لا تشتري غاز آسيا الوسطى، بل تشارك، كذلك، في مشاريع إنتاجه في هذه البلدان، في تركمانستان مثلا. علاوة على ذلك، تم بناء نظام خطوط الأنابيب بأموال القروض الصينية. لذلك، لا تزال الصين تتلقى مدفوعات القروض من دول آسيا الوسطى على شكل واردات من الغاز. أما المشروع الروسي، فيقوم فقط على بيع وشراء الغاز".
طلب طويل الأمدبالإضافة إلى ذلك، يتطلب مشروع "قوة سيبيريا 2" من الصين الاستثمار في البنية التحتية على أراضيها، مع ضرورة إدراك أنه سيكون لديها طلب طويل الأجل على هذا الغاز، الذي سيبدأ بالتدفق إلى أراضيها في موعد لا يتجاوز عام 2030.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأحداث السياسية قد تسرع من توقيع العقد بين شركة غازبروم والصين بشأن خط أنابيب جديد للغاز، مع العلم أن مشاكل الشحن في البحر الأحمر، بسبب تصاعد الصراع في الشرق الأوسط أو اشتداد المواجهة التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يمكن أن تؤدي إلى انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خط أنابیب الغاز ملیار متر مکعب إمدادات الغاز شرکة غازبروم قوة سیبیریا 2 آسیا الوسطى إلى الصین هذا العام من الغاز عبر خط
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: نجحنا في بناء بنية تحتية متطورة بالدواء بقدرات وطنية وإمكانات كبيرة للقطاعين العام والخاص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، احتفالية هيئة الدواء المصرية، التي تقام بالمتحف المصري الكبير، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة حصول الهيئة على اعتماد منظمة الصحة العالمية "مستوى النُضج الثالث" في مجال الدواء، وذلك بحضور الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية.
كما شارك في الاحتفالية كل من الدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والمهندس/ عادل النجار، محافظ الجيزة، والدكتو أدهم إسماعيل، مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، وعددٍ من السفراء وكبار المسئولين، ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، ورؤساء عدد من الهيئات الحكومية، ونقيب الأطباء، ونقيب الأطباء البيطريين، وشركاء الصناعة في هذا القطاع، وقيادات هيئة الدواء المصرية.
في مستهل كلمته، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالحضور في هذا الحدث الهام، والذي يأتي في سياق إنجاز وطني تاريخي حققته مصر مُمثلةً في هيئة الدواء المصرية، بحصولها على اعتماد منظمة الصحة العالمية لمستوي النضج الثالث في الرقابة على الأدوية.
وأضاف رئيس الوزراء، هذا الإنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة، التي لم تدخر جهدًا في تطوير منظومة رقابية مُتكاملة وفقاً لأعلي المعايير الدولية، مما عزز مكانة مصر إقليمياً وعالمياً كمرجع موثوق به في هذا المجال الحيوي.
وتابع قائلاً: نجحنا في بناء بنية تحتية متطورة في قطاع الدواء، تعتمد على قدرات وطنية هائلة وإمكانات كبيرة للقطاعين العام والخاص، ذلك القطاع الذي يُعد شريكًا رئيسيًا في قيادة القطاع الدوائي، وبفضل هذه الجهود استطاعت مصر تصدير ما قيمته مليار دولار من المستحضرات الطبية خلال العام المالي الماضي، ونطمح إلى مُضاعفة هذا الرقم ليصل إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز صادراتنا من الأدوية التي تُصدر بالفعل لأكثر من 147 دولة حول العالم.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تواصل عملها الجاد لتوطين صناعة الدواء، خاصةً الأدوية المُتطورة مثل أدوية الأورام والأنسولين، بما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الدوائي المصري، مُضيفاً أن الحكومة تسعى أيضاً إلى دعم التعاون مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين لنقل التكنولوجيا المُتقدمة، وتطوير كوادر مصرية قادرة على الابتكار والريادة في هذا المجال.
على صعيد توافر الأدوية، أشار مدبولي خلال كلمته، إلى أن الحكومة تبعث برسالة طمأنة واضحة للشعب المصري، مؤكدًا الحرص على المُتابعة الدورية لتأمين مخزون استراتيجي من الأدوية والمُستلزمات الطبية، وضمان استدامة توافرها بجودة عالية.
ولفت إلى أن جهود هيئة الدواء المصرية تأتي في هذا السياق عبر ضمان توافر المواد الخام والمستحضرات الطبية ومتابعة العمليات الإنتاجية والاستيرادية، فضلاً عن إطلاق حملات تفتيشية مُستمرة لمكافحة الممارسات الخاطئة في السوق الدوائية، مؤكدا أن الحكومة مُلتزمة بمواصلة هذه الجهود لضمان توفير احتياجات المواطنين، مع تعزيز قدراتنا التصديرية بما يدعم الاقتصاد الوطني.
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس الوزراء عن تقديم خالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رؤيته ودعمه المستمر للقطاعين الدوائي والطبي، كما وجه الشكر لجميع شركائنا من القطاعين الحكومي والخاص على إسهاماتهم القيمة وما يبذلونه من جهود لتحقيق المزيد من الإنجازات لصالح مصرنا الغالية وشعبها العظيم.