سواليف:
2024-11-22@15:27:58 GMT

الهمة المعنوية سوف تعمل على احياء وتحرير فلسطين

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

الهمة المعنوية سوف تعمل على احياء و #تحرير_فلسطين

بقلم : المهندس محمود ” محمد خير” عبيد

ان الأحداث التي تقوم منذ 120 يوما” على ارض #فلسطين ايقونة مشرقنا الطاهرة وعلى ارض #غزة العزة غزة هاشم حيث يوارى جد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف و الذي نسب اليه الهاشميون على مر التاريخ حتى يومنا هذا, غزة التي تشع بالشموخ, العنفوان, الكرامة والسمو والشرف و التي ضربت مثل للعالم اجمع كيف يكون التصدي لمغتصب الأوطان و كيف يكون الأيمان بقضية عادلة و بوطن و ارض عزيزة, هذا الصمود لا يسجل فضل به لأحد على حساب احد سوى لأبناء فلسطين المقاومة على مدى سبعة عقود من شمالها الى جنوبها من نهرها الى بحرها هذا الشعب الذي ابى الا ان يدفع مهر حريته وتحرير ارضه من دمائه الشريفة الطاهرة, فكل انسان فلسطيني حر مؤمن بوطنه و ارضه و قضيته ولا يعمل على التنسيق مع الصهاينة المحتلين المغتصبين لأيقونة المحبة و السلام و الطهارة و متمسك بارضه و بحقه على ان يعيش حرا” على ارض فلسطين الطاهرة و غزة العزة قام بواجبه على اكمل وجه و ما زال يقوم حيث دمائهم و ارواحهم أصبحت رخيصة امام قضيتهم و حرية ارضهم و وطنهم و عزتهم و كرامتهم, فالمقاومة بكافة فصائلها واطيافها وكافة معتقداتها الدينية و الفكرية و العقائدية ليست حكرا” على فصيل على حساب فصيل اخر, قامت و ما زالت تقوم بمجهود جبار سوف يسجله التاريخ لها تجاوزت من خلاله الكثير من الجيوش و القيادات الإقليمية المصطنعة المؤمنة بمناصبها وكراسيها التي ولاها عليها و دعم وجودها الاستعمار بحيث اصبحوا صهاينة اكثر من الصهاينة انفسهم على حساب الكرامة التي فقدوها تحت اقدام اسيادهم من المستعمرين الصهاينة وعندما سقطوا من حسابات شعوبهم ومنذ ان اصبحت السلطة و الكراسي قبلتهم على حساب الشعوب والأوطان والعزة والكرامة, هؤلاء الذين قاموا بايداع المليارات ان لم يكن التريليونات في مصارف الذل و الهوان والخذلان و قبضوا عمولات الأسلحة الفاسدة التي اثقلوا بأثمانها على كاهل شعوبهم تحت شعار تحرير الأرض من اسيادهم واولياء نعمتهم الصهاينة و قاموا بإنعاش اقتصادات الدول الاستعمارية التي زودت الأوطان الذليلة بالأسلحة الفاسدة من خلال تمويل مصانع اسلحتهم و حمايتها من افلاس باروناتها و مافياتها والأغلاق وعملت على تشغيل الالاف من ابناء الدول المستعمرة تحت غطاء شراء الأسلحة من اجل تحرير فلسطين في حين لو استثمرت الأموال التي استثمرت في شراء الأسلحة على مدى مائة عام لأنشآنا مئات المصانع ان لم يكن الألاف و لما استطاع احد من احتلال فلسطين, لقد علمتنا طوفان الأقصى ان من يحكم هذه الأمة ما هم الا دمى و ما هم الا صنيعة الصهاينة الذين اوجدوا الكيان الصهيوني على ارض فلسطين الطاهرة و زوال الكيان الصهيوني من على ارض فلسطين يعني زوالهم, فوجود الكيان الصهيوني مرهون بوجود هذه الدمى على كراسي الحكم, فالرجال الرجال هم من يقاوموا الكيان الغاصب لأرض الطهارة و السلام, ارض الأنبياء و الرسل, ارض فلسطين حيث هم القابعين على ارض ايقونة المشرق و التي هي جزء لا يتجزأ من ارض بلاد الحضارة و الثقافة و الفكر ارض بلاد الشام, فالقدس و عمان و دمشق و بيروت و بغداد هم مهد الحضارات و ما حولهم كانوا و ما زالوا ارض كفر و جهل و خيانات و دسائس و غدر منذ ان ارسل الله سيدنا محمد الى هذه الرقعة من الأرض, فأحفاد من غدروا و عذبوا و اساؤوا الى رسول الله محمد هم من يقومون بخيانة و غدر فلسطين و المشرق, ففلسطين كانت و ما زالت و ستبقى مشرقية حرة بشعبها الحر و ستظل وجهة كل من يبحث عن العزة و الكرامة و الحضارة و الثقافة و مهد الأنبياء.

لقد قالها الكثيرون من اخوتنا و أبنائنا المشرقيون في الداخل المشرقي الفلسطيني نحن لسنا بحاجة لأموالكم ولا لاسلحتكم نعلم حجم الضغوطات السياسية و الأمنية و الاجتماعية و الإملاءات من اسيادكم القابعة فوق صدوركم و التي لا تقل حملا” عن ما نعانيه نحن الرازحين تحت الاحتلال من أولياء نعمتكم من الصهاينة الغاصبين لأرضنا و ليس لكرامتنا في الداخل الفلسطيني فجميعنا نرزح تحت احتلال مع فرق بمسمى المحتل انتم تحت احتلال الديكتاتوريين, الخونة عملاء الصهاينة من ابناء جلدتكم و نحن احتلال صهيوني غاشم لأرضنا الطاهرة ليس لديه اي رادع من استباحة الارض و النفس و الانقضاض على ارواحنا لترتقي انفسنا و تعود الى بارئها, من عدو يعمل على تشويه التاريخ ويصب جل عنصريته و حقده و مشاكله النفسية على ارضنا الطاهرة و شعبها الأصيل, فعقدة الصهاينة انهم كانوا و ما زالوا منبوذين من كل شعوب الأرض على مر التاريخ و القوى العظمى وجدت ملاذا” للتخلص منهم بان اسكنتهم الأرض الطاهرة فلسطين ووجدت من يتبرع بما لا يملك ممن يطلق عليهم زعماء الذل و حكام الهوان الذين حكموا هذه الرقعة الجغرافية من الأرض بعد زوال الحكم العثماني ممن اوجدهم الكيان الصهيوني المستعمر ووضعهم اوصياء على مقدراتنا, ويقومون بدعم هذه الزمرة من الحكام سياسيا” و اقتصاديا” و قتاليا” حتى لا يشهدوا هجرة معاكسة للصهاينة من ارض فلسطين و يعودوا للدول التي تخلصوا منهم فخرافة انهم شعب الله المختار ما هي الا كذبة فعندما جاء سيدنا موسى برسالته السماوية و اتبعه بني اسرائيل لم يكن هناك مومنين غيرهم فسموا شعب الله المختار و لكن بعدما جاء المسيح عيسى بن مريم و سيدنا محمد عليهما السلام و امنوا بهم اتباعهم لم يعودوا شعب الله المختار بحيث اصبح كل مؤمن بالله هو مفضل عند الله عز وجل بالتزامه و محبته و عطاءه.
ان الشعب الفلسطيني الصامد كل ما يرجوه من الشرفاء و يتمناه منهم ان يدعموه معنويا” من خلال نشر الحقيقة لأكبر عدد من البشر الذين يقيمون على هذه الأرض وايصال قضيتهم الى الجميع فالحقيقة و الكلمة اذا ما تم استثمارها بالطريق الصحيح تصبح اقوى من الصاروخ و الرصاصة و على الجميع ان يستمر بالعزيمة التي قامت خلال طوفان الأقصى فالمحتل ما زال مستمر بتضيقه على ابناء فلسطين و يعمل على إبادة أبناء غزة لتطويعهم اقتصاديا” و امنيا” و جغرافيا” لمصالحهه و مصالح اتباعهم من القوى الكبرى و ها هو ما زال يتعدى على حرمات المقدسات و المنازل و لن يثنيه عن ذلك سوى تعريته امام الجميع ليعلم دافع الضرائب في الغرب ان الضرائب التي يدفعها تساهم في قتل طفل بريء و تشريد اسرة, علينا ان نقف بجانب اهلنا في فلسطين و في غزة العزة بكل ما اوتينا من عزيمة بشكل ملموس معنويا و اعلاميا” و على شبكات التواصل الأجتماعي و هو اقل الأيمان فطوفان الأقصى لم و لن ينتهي الا بتحرير فلسطين المشرقية من شمالها الى جنوبها من البحر الى النهر حتى تعود منارة المشرق و ايقونته بشموخها و عزتها و كرامتها, لقد استلمتها اجيالنا محتلة و سنسلمها الى الأجيال القادمة محررة شامخة منتصرة بأذن الله و سوف يكون تحريرها بداية لدفن مخطط سايكس بيكو و عملاءه وخونته وصبيته وعودة المشرق و بلاد الشام رقعة جغرافية واحدة يسكنها شعب واحد و عرق واحد وامة واحدة و قومية مشرقية واحدة قوية بنسيجها الفسيفسائي المتمثل بالعقائد و الأديان المختلفة التي كونت هذه المشرق الشامخ على مر التاريخ.

مقالات ذات صلة المركز الوطني للمناهج مكانك سر!! 2024/02/05

في هذه الظروف الحالكة و ما يعانيه أهلنا الصامدين في فلسطين الكرامة و الصمود من وطأة الاحتلال و العدوان الغاشم على الأرض الفلسطينية و المقدسات فارض فلسطين هي ارض كل حر شريف يعيش على ثرى هذا المشرق الطيب المعطاء باختلاف معتقداته و أفكاره و ايمانه, فهذه الأرض الطاهرة من اقصى شمال سوريا الى اقصى جنوب الأردن مرورا” بدمشق, بيروت, القدس, بغداد و عمان سوف تنبت هذه الأرض كل يوم الاف الأحرار و مقدسات فلسطين هي مقدساتنا كمسلمين و مسيحيين و يهود, وشعب فلسطين هم جزء منا كشعوب مشرقية و ارضها جزء من ارضنا ووجعهم هو وجعنا, ان ما نقوم بتقديمه من دعم و تعرية لجرائم الصهاينة و حلفائهم من خلال شبكات التواصل الأجتماعي خلال طوفان الأقصى لن يعادل كم الصواريخ التي سقطت على غزة العزة و عدد من فقدنا من اخوتنا و احبتنا و أطفالنا و نسائنا ممن ارتقوا الى السماء شهداء و لكن استطاعت شبكات التواصل الأجتماعي ان تعمل على إعادة قضية مشرقنا القضية الفلسطينية الى الواجهة و تعمل على تعرية كافة المنافقين, المرائين ممن كانوا يتاجروا باسم قضية فلسطين ممن يعتلون المناصب و تاجروا بقضيتنا على مدى 75 عاما” باسم كذبة اسمها العروبة متناسين ان المشرقيون لسانهم عربي و لكن انتمائهم على مر التاريخ مشرقي بلاد الحضارات فمن مشرقنا مر البيزنطيين و الكنعانيين و الفنيقين و الروم قبل ان يكون للأعراب وجود على هذه الأرض الطاهرة حيث سكنوها لأن شعوبها كانت و ما زالت و ستبقى رمز للحضارة و الفكر و الثقافة, ان طوفان الأقصى ايقظ العالم الى ان هناك قضية عمرها سبعة عقود منسية من ذاكرة العالم و لكن لم و لن تنسى من ذاكرة ابناء المشرق بشكل عام و ابناء فلسطين الأبية بشكل خاص حتى يعود الحق لأبنائه فوقوف العالم بجانب قضية المشرق الأولى اعاد احياء القضية التي ذهبت في سبات عميق لأن هناك منتفعين من سباتها و قبضوا ثمن هذا السبات بانهم اليوم ما زالوا يعتلون كراسي الذل و الخيانة و الهوان متناسين ان من سبقوهم ذهبوا الى مزبلة التاريخ و انهم اليوم يقبعون على كراسيهم التي سيورثوها الى ابنائهم و احفادهم و لكن سيرتهم سوف توارى في روث افعالهم هذا هو وعد الصهيونية و لكن اين هم من وعد الله.

يجب علينا الأبقاء على الزخم الذي بدأ مع طوفان الأقصى والأبقاء على قضية المشرق حية بعيدا” عما يسمى قوميات زائفة في وجدان العالم الحر وعلينا تعرية كافة المتواطئين مع الصهاينة عالميا” واقليميا” لأنه كما لدينا شعوب مغيبة هناك في العالم ايضا” شعوب مغيبة لا تعلم ان أبناء جلدتهم يبادوا ويقتلون بأموال نفطهم الأسود من سواد وجوههم إضافة الى أموال دافعي الضرائب في الغرب التي تجبى منهم وتستثمر في دعم الصهيونية من اجل احتلال الأرض وابادة شعوب وتدمير حضارات. اضافة الى ان الدعم النفسي والمعنوي يمنح القدرة والقوة لاخوتنا في الداخل الأبقاء على زخم المقاومة والأنتفاضة.

حمى الله مشرقنا و فك اسر فلسطينا و فرج كرب غزة العزة .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحرير فلسطين فلسطين غزة الکیان الصهیونی على مر التاریخ طوفان الأقصى ارض فلسطین غزة العزة هذه الأرض تعمل على على حساب على ارض من خلال

إقرأ أيضاً:

جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين

عندما كانت إسرائيل تغزو بيروت عام 1982، تابعت المجموعات الثورية الفلسطينية والعربية نهجها في ملاحقة العدو خارج حدود المواجهة، ناقلة المعركة إلى قلب أوروبا. من بين تلك العمليات، اغتيل "رجل موساد ودبلوماسي" أميركي في باريس، ووُجّهت أصابع الاتهام إلى اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، الذي يقبع في السجون الفرنسية منذ 4 عقود بتهمة قيادة الفصائل الثورية اللبنانية المدافعة عن فلسطين، وبذلك يكون أقدم سجين سياسي في أوروبا.

كانت العملية امتدادا لمرحلة "وراء العدو في كل مكان" التي اختصرتها روايات الأديب الفلسطيني غسان كنفاني (عكا 1936، بيروت 1972) وجسّدتها المجموعات الثورية بقيادة المناضل وديع حداد (صفد 1927، ألمانيا الشرقية 1978)، فحوّلت العالم إلى ميدان مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، واستقطبت مقاتلين عربا، ورفاقا من اليابان وأوروبا وأميركا اللاتينية، واضعة فلسطين على خريطة النضال الأممي.

"مناضل ولست مجرما"

وعادت قضية المناضل الأممي جورج عبد الله إلى الواجهة مجددا مثلما كانت عام 2013، مع توالي الأخبار عن قرب الإفراج عنه بعد قرار محكمة فرنسية بذلك. إلا أن الادعاء الفرنسي، أعلن قبل أيام عزمه استئناف القرار. وفي حال أفرج عنه، يكون عبد الله قد أمضى أكثر من 20 عاما في السجون الفرنسية بعد انتهاء محكوميته، وسط رفض السلطات القضائية المتكرر إخلاء سبيله.

وأمام القضاة، وقف الرجل ذو اللحية الكثّة والنظرة الواثقة مطالبا بحريته للمرة الـ11، قائلا بثبات: "أنا مناضل ولست مجرما"، مؤكدا أن اختياره هذا الطريق كان "ردا على انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين"، وبأن ما فعله: مقاومة.

فهو المولود في الثاني من أبريل/نيسان 1951 في قرية القبيات شمال لبنان لعائلة مسيحية مارونية، وقد شهد في مطلع شبابه "نكسة" 1967، حيث ساهمت "هزيمة حزيران" في تشكيل وعي جيل بأكمله تجاه قضايا التحرر والمقاومة.

عبد الله اشتهر بعبارة "أنا مناضل ولست مجرما" وأكمل عقوبة السجن المؤبد عام 1999 (غيتي)

وفي سن مبكرة، انضم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، واختار طريق النضال والمقاومة. وبعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن (1970)، أصبحت بيروت معقلا للثوار والمقاومين، فكانت نقطة تحول حاسمة في مسار حياته، حيث كانت العاصمة اللبنانية مركزا يعجّ بالحركات الثورية، مما كان له الأثر الكبير في تشكيل قناعاته السياسية.

انضم عبد الله لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الراحل جورج حبش، بعد إصابته في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978 (عملية الليطاني). ومع أفراد من عائلته ورفاقه، أسس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وبين عامي 1981 و1982، نفذت المجموعة هجمات في أوروبا، أسفرت بعضها عن سقوط قتلى في فرنسا، في إطار دعم القضية الفلسطينية والكفاح ضد الاحتلال.

موت المعلم وولادة المقاتل

وبدأ جورج حياته المهنية معلما في مدرسة بمنطقة أكروم بعكار، وفي مقالة وردت بموقع يتبع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، تروي بدايات جورج وتكشف عن ارتباطه المبكر بالفدائيين الفلسطينيين، يقول كاتبها إن "ابن القبيات" كان يعرّف نفسه بأنه "كادح وليس من البَكَوات"، مستنكرا الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وتستعرض المقالة المراحل الأولى لجورج عبد الله ضمن الثورة الفلسطينية، مبينة تأثره بحياة "المخيمات" في لبنان، وكيف كان يجول أزقة مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، مستخدما دراجته النارية، ليوزع مجلة "الآداب" على المهتمين.

وبعد إنهائه الدورات التثقيفية، انضم عبد الله إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رسميا، ثم انتقل من الشمال إلى منطقة "الجبل" في "مهمة جهادية"، وكان من المفترض أن يعود بعد شهر إلى الشمال، لكنه اختار البقاء، معلنا بذلك نهاية مرحلة "جورج المعلم" وولادة "جورج المقاتل". ومن ثم، أصبح جزءا من الجناح العسكري للجبهة الشعبية، لتصبح الأراضي اللبنانية كلها ساحة قتاله.

جورج عبد الله أمام المحكمة الفرنسية عام 1986 (غيتي)

وخدم عبد الله في الجنوب، والبقاع، والجبل، وبيروت -بحسب المقالة- لكن بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي عقدته منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي قبيل اجتياح بيروت عام 1982، انفصل عبد الله عن الجبهة، رافضا التهدئة مع العدو، واتخذ مسارا خاصا به، متأثرا بوديع حداد، وخصوصا بمقولته الشهيرة "وراء العدو في كل مكان"، وانقطعت أخباره إلى حين سماع خبر اعتقاله في فرنسا.

جوازات سفر واعتقال

يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 1984، دخل جورج عبد لله مركزا للشرطة في ليون الفرنسية، طالبا الحماية من ملاحقة الموساد الإسرائيلي له. حينها كان يحمل جواز سفر جزائري، بعد أن استخدم جوازات سفر أخرى من مالطا والمغرب واليمن للعبور إلى يوغوسلافيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا وقبرص.

لكن الأجهزة الأمنية الفرنسية سرعان ما أدركت أن الرجل الذي يجيد اللغة الفرنسية ليس سائحا وإنما هو عبد القادر السعدي، وهو الاسم الحركي لجورج عبد الله.

وعثر في إحدى شققه في باريس على أسلحة بينها بنادق رشاشة وأجهزة إرسال واستقبال.

وافقت محكمة فرنسية الأسبوع الماضي على طلب الإفراج عن جورج عبد الله (غيتي)

وفي حوار مع صحيفة "لاديباش" الفرنسية، تحدث إيف بوني، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الفرنسي، عن تفاصيل اعتقال جورج إبراهيم عبد الله عام 1984، قائلا: "لم نكن نعلم هويته"، وخلال التحقيق "زعم انتماءه إلى جهاز أمن منظمة التحرير الفلسطينية ووجّه تهديدات للمحققين".

وأضاف بوني أنه لجأ إلى الإسرائيليين للحصول على المساعدة، مما قاد إلى اكتشاف هوية قائد الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة ماركسية مدافعة عن فلسطين. ومع ذلك، أكد بوني أن الأدلة ضد عبد الله لم تكن قوية، إذ اقتصرت تهم بتزوير الوثائق وحيازة أسلحة ومواد متفجرة.

كان جورج على صلة بسوريا آنذاك، بحسب التحقيق، كذلك على تواصل مع حركات وشخصيات صُنّفت "إرهابية"، مثل تنظيم "العمل المباشر" في فرنسا، و"الألوية الحمراء" في إيطاليا، إضافة إلى علاقته بكارلوس الفنزويلي وفصيل الجيش الأحمر في ألمانيا.

مقاتل عربي لا يندم

في عام 1986، أصدرت محكمة ليون حكما بالسجن لمدة 4 سنوات على جورج عبد الله بتهم "التآمر الإجرامي وحيازة أسلحة ومواد متفجرة". وفي العام التالي، مثل أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، إذ وُجهت إليه تهم بالتواطؤ في اغتيال الأميركي تشارلز راي "ورجل الموساد" ياكوف بارسيمينتوف في 1982، بالإضافة إلى محاولة اغتيال ثالثة في 1984.

وبينما تمسك عبد الله بنفي التهم، قال إنه "مجرد مقاتل عربي"، أصدر القضاء حكما بالسجن المؤبد رغم أن النائب العام كان قد طالب بعقوبة أقل، تصل إلى 10 سنوات.

عبد الله اتهم بقيادة "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية" المناصرة لفلسطين (الفرنسية)

في مذكراته، أشار المحامي جورج كيجمان إلى أن عبد الله "أهان الجميع" في المحكمة، ووصفهم بـ"الخنازير والإمبرياليين القذرين"، مما استدعى طرده من القاعة. ورأى محاميه السابق جاك فيرجيس في الحكم "إعلان حرب"، مما دفع إلى تشكيل لجنة دعم فورية تطالب بالإفراج عنه فورا.

ومنذ عام 1999، عندما أصبح مؤهلا لإطلاق سراحه، وتم رفض جميع طلبات عبد الله للإفراج عنه، باستثناء طلب واحد، كان مشروطا بترحيله، وهو ما لم ينفذه وزير الفرنسي الداخلية آنذاك، مانويل فالس.

في عام 2022، قال محاميه جان لويس شالانسيه في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: "إنه في حالة فكرية جيدة. لا يزال متمسكا بمواقفه، ويواصل القراءة بشكل مكثف، ويبقى مطلعا على الأحداث في الشرق الأوسط".

ويرى محامو ومؤيدو جورج عبد الله أن استمرار احتجازه هو نتيجة لتأثيرات سياسية ودولية خارجية. في عام 2013، صادقت المحكمة الفرنسية على إطلاق سراحه بشروط، كان من بينها ترحيله إلى لبنان. لكن، رغم هذا القرار، "تدخلت سفارتا الولايات المتحدة وإسرائيل في مجريات القضية"، مما أثّر بشكل كبير على سير المحاكمة وأدى إلى تراجع السلطات الفرنسية عن قرارها. هذه التدخلات، وفقا لمحاميه، تُعتبر جزءا من حملة سياسية منسقة تهدف إلى إبقاء عبد الله في السجون الفرنسية.

أنصار جورج عبد الله يتظاهرون خارج سجن لانيميزان الفرنسي  (الفرنسية) خيانة فرنسية

ردت الفصائل الثورية اللبنانية على اعتقال جورج عبد الله بخطف مدير المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس، جيل سيدني بيرول، مطالبة بصفقة تبادل، وتم التوصل إلى اتفاق لتحرير بيرول وعبد الله، إلا أن فرنسا أخلفت وعدها وأبقته في السجن.

يروي إيف بوني، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الفرنسي لصحيفة "لا ديباش" تلك اللحظة، قائلا: "كنت خارج البلاد حين طلبت باريس مني العودة بسرعة للتفاوض على تبادل الأسرى. في ذلك الوقت، كان عبد الله متهما بمخالفات بسيطة، ولم يكن هناك ما يثبت تورطه في أي جريمة كبيرة. فوافقت على الصفقة دون أي اعتراض من وزارة الداخلية".

جورج عبد الله أمضى 15 عاما من حياته في ميادين المقاومة و40 عاما في السجون الفرنسية دفاعا عن فلسطين (رويترز)

يضيف بوني، "ما لبثت الأمور أن تغيرت فجأة. ففي الوقت الذي تم فيه تحرير بيرول، أخبروني أنهم اكتشفوا في أحد مخابئ الفصائل الثورية اللبنانية السلاح الذي استخدم في قتل تشارلز راي وياكوف بارسيمينتوف. هذا الاكتشاف غيّر مسار القضية تماما، وتجاهلت العدالة الاتفاق الذي أبرمته. قالوا لي ببساطة: حكمه قد صدر".

ويختتم بوني حديثه: "شعرت بخيبة أمل شديدة. لقد قدمت وعدا إلى الذين بذلوا جهودا في هذه القضية، ولكن السلطات السياسية تركتني أواجه الموقف وحدي".

غزة لن ترفع راية الاستسلام

"لن تحمل غزة أبدا راية الاستسلام… ولن تتمكن الصهيونية أو أي قوة إجرامية أخرى من كسر إرادة المقاومة فيها"، بهذه الكلمات عبر المعتقل جورج عبد الله في رسالته التضامنية مع الشعب الفلسطيني، الذي يواجه حرب إبادة في غزة والضفة الغربية. البيان أُلقي خلال مظاهرة نظمت في مرسيليا الفرنسية بتاريخ 25 فبراير/شباط الماضي، حيث عبّر المحتجون عن دعمهم لصمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال.

وأشار عبد الله في رسالته إلى أنه "لا ينبغي أن ننسى أبدا أن جذور النضال الفلسطيني انبثقت من أعماق مخيمات اللاجئين في غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان.. هذه المقاومة تحمل وعد التحرر وتصون إرث الفدائيين".

يرى أنصاره في العالم أنه رمز حي للنضال والمقاومة، فهو الذي اعتبرته الكاتبة الفرنسية آني إرنو، الحائزة جائزة نوبل للآداب عام 2022، "ضحية قضاء الدولة الذي يلحق العار بفرنسا". كما يعتقد إيف بوني أن الاستمرار باعتقاله يعد "انتقاما سياسيا"، وأنه قد يكون له الحق في اعتبار ما فعلته الفصائل الثورية اللبنانية "مقاومة"، لأنها جاءت في أعقاب مجزرة صبرا وشتيلا، داعيا إلى إنصافه.

جورج لا يزال في سجون فرنسا رغم مرور 20 عاما على انتهاء مدة محكوميته (وسائل التواصل)

خلال 73 عاما من حياته، أمضى جورج عبد الله 15 عاما في ميادين المقاومة و40 عاما في السجون، ثابتا على قناعاته. وفي زنزانته، يعلّق صورة مكتوب عليها "اقترب اللقاء يا فلسطين"، متمسكا بالقضية التي كانت وستظل بوصلة نضاله دون اعتذار أو ندم، بل ويرى أن إطلاق سراحه "أمام الإبادة التي يرتكبها الإسرائيليون والأميركيون" في غزة، "مجرد تفصيل".

تجسد قضية جورج عبد الله الذي حمل رقم (N° 2388/A221) في سجن لانيميزان رمزا لظلم فرنسا ضد مناضل تعتقله منذ 40 عاما، وقد يبقى حتى وفاته ما لم يطلق سراحه في ديسمبر/كانون الأول المقبل كما أمرت المحكمة، رغم استحقاقه الحرية منذ عام 1999.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • قرار رسمي لمعاقبة المجرمين الصهاينة
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • ندوة ثقافية توعوية بالحديدة احياء للذكرى السنوية للشهيد
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • خلال زيارة مسؤول أوروبي كبير لـ”الأردنية”.. طلاب في رسالة: توقفوا عن التواطؤ وحاكموا الاحتلال
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • أمين الفتوى: قطع صلة الرحم فساد فى الأرض
  • صوت الأزهر تخصص عددها الجديد عن تورط الصهاينة في سرقة مساعدات غزة
  • محمود الهواري: التدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض وليس الصلاة في المسجد فقط