صحيفة الخليج:
2025-04-01@01:15:03 GMT

مساجد الإمارات.. عبادة في رحاب الاستدامة

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

مساجد الإمارات.. عبادة في رحاب الاستدامة

أبوظبي - وام
تجسد المساجد في دولة الإمارات نموذجاً ملهماً للأبنية الخضراء الصديقة للبيئة، ومنطلقاً نحو تعزيز تبني الحلول المستدامة في المستقبل. وتعد الإمارات من أبرز الدول التي تواكب مستجدات استدامة المباني بمختلف أنواعها وفيها المساجد، وذلك بفضل المبادرات الحكومية المختلفة التي تسعى لتأصيل الاستدامة في مختلف المشروعات التنموية والخدمية والسكنية، بهدف تحسين جودة الحياة، والوصول إلى الحياد الكربوني.


ويستعرض التقرير الآتي، مجموعة من المساجد في دولة الإمارات كانت السباقة عالمياً في تبني حلول الطاقة المتجددة ومعايير واشتراطات الأبنية المستدامة، ففي يناير الماضي، افتتحت مدينة مصدر، «مسجد الاستدامة» الذي يجسد نموذجاً للالتزام بأعلى معايير الاستدامة الدولية، حيث اعتمد تصميمه مفهوم التصميم السلبي، وهو تقنية معمارية تحقق أقصى قدر من كفاءة الطاقة والمياه.
وتلعب المناور والتصاميم العربية التقليدية كالمشربية دوراً مهماً في زيادة الضوء الطبيعي، كما تقلل الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس المباشرة، فيما يوفر الغلاف محكم الإغلاق حول المبنى عزلاً عالي الأداء، بالإضافة إلى المسارات المظللة بالأشجار وأجهزة الاستشعار الذكية داخل المسجد التي تتيح إدارة دقيقة للإضاءة والتهوية، وكلها عوامل تقلل الحاجة إلى التبريد المعتمد على الطاقة الكثيفة، وتنتج الألواح الشمسية الكهروضوئية المثبتة على مظلات مواقف السيارات القريبة، جزءاً من متطلبات الطاقة المتبقية للمبنى.
ويلبي تصميم المسجد الفريد جميع المتطلبات ليكون أول مسجد LEED بلاتيني في أبوظبي وهو على المسار الصحيح للحصول على ثلاث لآلئ حسب نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني «PBRS».
بدورها أعلنت دائرة الأشغال العامة بالشارقة خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي «COP28» عن مبادرة لإنشاء مسجدين صديقين للبيئة يعملان بنظام التكييف الإشعاعي، وموفران للطاقة، إضافة إلى تزويدهما بالراحة المكانية.
وستستخدم في المسجدين أنظمة تكييف بالشعاع الهوائي مما يتيح تخفيض البصمة الكربونية وتوفير استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 14% بما يعادل التخلص من 620 كيلوجراماً من غاز ثاني أكسيد الكربون ويصنف المبنى بدرجة التصنيف الفضية.
وفي دبي، يعد مسجد «خليفة التاجر» الذي افتتح عام 2014 أول مسجد صديق للبيئة في العالم الإسلامي، يتماشى تصميمه مع معايير ومواصفات الأبنية الخضراء للمنظمة الأميركية العالمية USGBC.
وتُستخدم في المسجد حلول الطاقة المتجددة التي تتمثل في تركيب أعمدة إنارة خارجية مزودة بألواح شمسية، ونظام بطاريات تخزين تعمل بالطاقة الشمسية، والألواح الشمسية لتسخين مياه الوضوء والمياه المستخدمة في سكن الإمام وملحقات المسجد بدلاً من استخدام السخانات الكهربائية.
وتساعد الحلول والتقنيات الصديقة للبيئة المستخدمة في المسجد على تخفيض معدل استهلاك الطاقة عبر استخدام مصابيح LED الموفرة للطاقة بدلاً من المصابيح العادية واستخدام نظام للتحكم بالإنارة والإغلاق بشكل تلقائي وفقاً لأوقات الصلاة، كما تساهم التقنيات الحديثة المستخدمة في التحكم بسرعة تدفق المياه للصنابير في مكان الوضوء والمغاسل، إضافة إلى معالجة فلترة المياه عبر تجميع مياه الوضوء المستعملة وتدويرها وتنقيتها لإعادة استخدامها في دورات المياه ولري النباتات.
ومن بين الحلول الأخرى المستخدمة في المسجد تقنية العزل الحراري عبر مواد بناء عازلة للأسقف والجدران الخارجية للحد من انتقال الحرارة، واستخدام الزجاج المزدوج للنوافذ والمزوّد بطبقة طلاء معدني تقلل من حجم أشعة الشمس الداخلة للمسجد.
ويعد مسجد الريان المشيد في منطقة حتّا، أول مسجد في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء، ويمتد على مساحة 1050 متراً مربعاً ويتسع إلى نحو 600 مصلٍ.
وتم تزويد منطقة انتظار السيارات في حرم المسجد، الذي تم افتتاحه في العام 2021 واستغرق بناؤه 12 شهراً، بمحطات شحن للسيارات الكهربائية، كما تتم إعادة استخدام المياه الخاصة بالوضوء في أغراض سقي المسطحات الخضراء، فيما تساهم أجهزة التهوية والتبريد في المسجد في تقليل نسبة استهلاك الطاقة، كما يساهم تصميم المسجد والاستعانة باللوحات الشمسية في تقليل نسبة الطاقة المستخدمة بنسبة 25%.
وفي رأس الخيمة، يعد مسجد السبطين أول مسجد ذكي وأخضر في الإمارة تم تصميمه وبنائه من مكونات صديقة للبيئة حسب المعايير الإماراتية والعالمية.
وتحيط بمبنى المسجد مساحات خضراء متنوعة، تقود إلى تلطيف الجو وتطوير البيئة المحيطة به، كما تم تزويده بنظام لتدوير المياه المستهلكة، والاستفادة منها في ري المزروعات.
وتعمل أنوار المسجد بالطاقة الشمسية، وتتحكم في تشغيلها «حساسات» خاصة، كما تعمل مكيفات الهواء بنظام ذكي يتحكم في برودة المسجد، في ضوء درجات حرارة فصلي الصيف والشتاء، بجانب تكييف مياه الخزانات بواسطة الطاقة الشمسية، لتنسجم حرارتها مع الفصلين.
وتحد الحساسات الذكية في قسم الوضوء من الإسراف في استهلاك المياه، وتساهم في استثمار مياه الأمطار بعد تكريرها بصورة آلية لاستخدامها في الوضوء وفي ري المساحات الخضراء.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المستخدمة فی فی المسجد أول مسجد

إقرأ أيضاً:

في «اليوم العالمي لوقف الهدر» دعوة لتفعيل الاستدامة في صناعة الأزياء

طه حسيب

في 30 مارس من كل عام، يحل اليوم الدولي للقضاء علي الهدر، وهو مبادرة أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 14 ديسمبر 2022 في دورتها السابعة والسبعين، على أن يُحتفل به سنوياً. 
 ويكمن الهدف الرئيس من هذا اليوم الدولي في استكشاف سبل خفض أكثر من ملياري طن من النفايات التي تنتجها البشرية كل عام.
وعن حجم النفايات على الصعيد العالمي ومدى تأثيرها، يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى أنه إذا وضعنا النفايات الصلبة البلدية الناتجة خلال عام واحد في حاويات شحن قياسية وصفها واحدة تلو الأخرى، سيبلغ طولها ما يعادل الالتفاف حول الكرة الأرضية 25 مرة.
ولدى المنظمة الدولية قناعة بأن استخدام الموارد الطبيعية بشكل متزايد هو العامل الرئيس لأزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث. ويلفت برنامج الأمم المتحدة للبيئة الانتباه إلى أنه من دون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيرتفع حجم النفايات الصلبة الحضرية المتولدة إلى 3.8 مليار طن سنويا بحلول عام 2050
 وتركز الأمم المتحدة هذا العام على قطاع الأزياء والمنسوجات ومخاطر الموضة علي البيئة. فعلى الصعيد العالمي، تؤدي الزيادة المتنامية في إنتاج الملابس إلى زيادة التلوّث، وتأجيج تغيّر المناخ، واستنزاف موارد طبيعية ومساحات برية. 

أخبار ذات صلة تحذير أممي من عواقب انهيار وقف إطلاق النار في غزة الإمارات ضمن أفضل 5 اقتصادات في دعم ريادة الأعمال النسائية

ينتج قطاع النسيج سنوياً ما بين 2% و8% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم، ويستخدم 215 تريليون لتر من المياه، وهو ما يعادل 86 مليون حمام سباحة أوليمبي. وتزداد أهمية صناعة الأزياء سواء الاقتصادية والاجتماعية لقيمتها البالغة 2.4 تريليون دولار، ويعمل بها 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم معظمهم من النساء، وينتج العالم 150 مليار قطعة ملابس سنوياً.
  وعن العبء البيئي الذي تشكل صناعة الأزياء، حذرت مؤسسة «إيلين مكارثر»- التي تأسست في بريطانيا عام 2010 بهدف تسريع التحول إلى الاقتصاد الدائري- من أن 500 ألف طن من الألياف الدقيقة يتم ضخها في المحيطات سنوياً جراء عمليات غسل الملابس، أي ما يعادل نفايات بحجم 50 مليار زجاجة بلاستيكية، كما أن الألياف الاصطناعية التي يتم استخدامها في 72% من الملابس كلها تستغرق ما يصل إلى 200 عام كي تتحلل.
  ورصد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» أن صناعة الأزياء تستهلك 93 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، أي ما يكفي لتلبية احتياجات 5 ملايين شخص. وحسب «الأونكتاد» تعد صناعة الأزياء ثاني أكثر الصناعات تلويثاً في العالم، وينتج عنها كمية من الألياف الدقيقة تعادل 3 ملايين برميل من النفط يتم إلقاؤها في المحيطات كل عام، كما أن صناعة الأزياء مسؤولة عن انبعاثات كربون أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين.
وبين عامي 2000 و2015، تضاعف إنتاج الملابس. وتشير التقديرات إلى أن 92 مليون طن من نفايات النسيج يتم توليدها سنوياً في جميع أنحاء العالم، بما يعادل حمولة شاحنة من الملابس التي يتم حرقها أو إرسالها إلى مدافن النفايات كل ثانية. وإنه مدفوع بالارتفاع السريع في الإنتاج والاستهلاك داخل قطاع النسيج، مما يسبب القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية الشديدة، وخاصة في الجنوب العالمي.
  ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن العديد من المصمّمين الرائدين في قطاع الأزياء بدؤوا يتبنون معايير الاستدامة. وقام عدد متزايد من علامات الأزياء وصانعي الملابس بوضع أهداف تتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة الساعي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن صناعة الأزياء، واتخذ آخرون خطوات مهمة للحدّ من التلوّث وخفض تأثيره على الطبيعة. 
 لدعم المزيد من الأعمال والمشاغل، أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة «أكاديمية غرب آسيا للأزياء المستدامة» في عام 2021. وقد قدمت حتى الآن التوجيه والتدريب لـ 150 من المصمّمين الناشئين وطلّاب معاهد الأزياء وأصحاب الأعمال الصغيرة والمنظمات غير الربحية، لمساعدتهم على صنع الملابس بطريقة أكثر استدامة. وقد وجّهت المشاركين على كيفية الحصول على أقمشة صديقة للبيئة، واستخراج الأصباغ الطبيعية من النباتات، واستخدام موارد أقل، مشيراً إلى أن مضاعفة عدد مرات ارتداء الملابس من شأنه أن يقلل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 44%.
  ويوجد العديد من المنظمات غير الحكومية المعنية بالأزياء المستدامة، مثل «فاشون ريفليوشن» و«الموضة من أجل الخير» و«ريميك أور وورلد» و«حملة الملابس النظيفة CCC»، و«منتدى الأزياء المستدام» (SFF)، وأجندة الموضة العالمية (GFA) و«مبادرة أخلاقيات الأزياء» (EFI) و«معهد المعايير الجديدة» (NSI)، بالإضافة إلى «تحالف الملابس المستدامة» الذي انطلق عام 2007 بطموح في قيادة قطاع صناعة الملابس نحو رؤية للاستدامة تستند إلى نهج مشترك لأصحاب المصلحة المتعددين لقياس الأداء وتحسينه ومشاركته. التحالف يضم الآن أكثر من 280 علامة تجارية عالمية ويضم أيضاً تجار تجزئة ومستثمرين ومنظمات غير حكومية وأكاديميين واتحادات صناعية على طول سلسلة التوريد بأكملها، وتمثل حوالي نصف صناعة الملابس والأحذية. ويلتزم التحالف بإيجاد عالم أكثر استدامة وإنصافاً وعدلاً للجميع من خلال جهود العمل الجماعي التي تتيح تأثيراً اجتماعياً وبيئياً إيجابياً على نطاق واسع.

مقالات مشابهة

  • في اجتماع بريكس.. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • خطيب صلاة العيد: تحية من أرض الكنانة إلى المرابطين حول المسجد الأقصى
  • في «اليوم العالمي لوقف الهدر» دعوة لتفعيل الاستدامة في صناعة الأزياء
  • لأول مرة.. إقامة صلاة عيد الفطر بحديقة مسجد عبد الرحيم القنائى
  • في طرابلس.. حريق في ألواح للطاقة الشمسية (فيديو)
  • الأوقاف الإسلامية بالقدس: نحو 120 ألف مصل أدوا صلاة عيد الفطر في رحاب المسجد الأقصى
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • قبلة السائحين.. مسجد الصحابة بشرم الشيخ بأجواء روحانية ورمضانية تجذب الزائرين
  • جرينلاند: الدنمارك "لا تقدر اللهجة المستخدمة" من قبل إدارة ترامب