مساجد الإمارات.. عبادة في رحاب الاستدامة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
أبوظبي - وام
تجسد المساجد في دولة الإمارات نموذجاً ملهماً للأبنية الخضراء الصديقة للبيئة، ومنطلقاً نحو تعزيز تبني الحلول المستدامة في المستقبل. وتعد الإمارات من أبرز الدول التي تواكب مستجدات استدامة المباني بمختلف أنواعها وفيها المساجد، وذلك بفضل المبادرات الحكومية المختلفة التي تسعى لتأصيل الاستدامة في مختلف المشروعات التنموية والخدمية والسكنية، بهدف تحسين جودة الحياة، والوصول إلى الحياد الكربوني.
ويستعرض التقرير الآتي، مجموعة من المساجد في دولة الإمارات كانت السباقة عالمياً في تبني حلول الطاقة المتجددة ومعايير واشتراطات الأبنية المستدامة، ففي يناير الماضي، افتتحت مدينة مصدر، «مسجد الاستدامة» الذي يجسد نموذجاً للالتزام بأعلى معايير الاستدامة الدولية، حيث اعتمد تصميمه مفهوم التصميم السلبي، وهو تقنية معمارية تحقق أقصى قدر من كفاءة الطاقة والمياه.
وتلعب المناور والتصاميم العربية التقليدية كالمشربية دوراً مهماً في زيادة الضوء الطبيعي، كما تقلل الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس المباشرة، فيما يوفر الغلاف محكم الإغلاق حول المبنى عزلاً عالي الأداء، بالإضافة إلى المسارات المظللة بالأشجار وأجهزة الاستشعار الذكية داخل المسجد التي تتيح إدارة دقيقة للإضاءة والتهوية، وكلها عوامل تقلل الحاجة إلى التبريد المعتمد على الطاقة الكثيفة، وتنتج الألواح الشمسية الكهروضوئية المثبتة على مظلات مواقف السيارات القريبة، جزءاً من متطلبات الطاقة المتبقية للمبنى.
ويلبي تصميم المسجد الفريد جميع المتطلبات ليكون أول مسجد LEED بلاتيني في أبوظبي وهو على المسار الصحيح للحصول على ثلاث لآلئ حسب نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني «PBRS».
بدورها أعلنت دائرة الأشغال العامة بالشارقة خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي «COP28» عن مبادرة لإنشاء مسجدين صديقين للبيئة يعملان بنظام التكييف الإشعاعي، وموفران للطاقة، إضافة إلى تزويدهما بالراحة المكانية.
وستستخدم في المسجدين أنظمة تكييف بالشعاع الهوائي مما يتيح تخفيض البصمة الكربونية وتوفير استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 14% بما يعادل التخلص من 620 كيلوجراماً من غاز ثاني أكسيد الكربون ويصنف المبنى بدرجة التصنيف الفضية.
وفي دبي، يعد مسجد «خليفة التاجر» الذي افتتح عام 2014 أول مسجد صديق للبيئة في العالم الإسلامي، يتماشى تصميمه مع معايير ومواصفات الأبنية الخضراء للمنظمة الأميركية العالمية USGBC.
وتُستخدم في المسجد حلول الطاقة المتجددة التي تتمثل في تركيب أعمدة إنارة خارجية مزودة بألواح شمسية، ونظام بطاريات تخزين تعمل بالطاقة الشمسية، والألواح الشمسية لتسخين مياه الوضوء والمياه المستخدمة في سكن الإمام وملحقات المسجد بدلاً من استخدام السخانات الكهربائية.
وتساعد الحلول والتقنيات الصديقة للبيئة المستخدمة في المسجد على تخفيض معدل استهلاك الطاقة عبر استخدام مصابيح LED الموفرة للطاقة بدلاً من المصابيح العادية واستخدام نظام للتحكم بالإنارة والإغلاق بشكل تلقائي وفقاً لأوقات الصلاة، كما تساهم التقنيات الحديثة المستخدمة في التحكم بسرعة تدفق المياه للصنابير في مكان الوضوء والمغاسل، إضافة إلى معالجة فلترة المياه عبر تجميع مياه الوضوء المستعملة وتدويرها وتنقيتها لإعادة استخدامها في دورات المياه ولري النباتات.
ومن بين الحلول الأخرى المستخدمة في المسجد تقنية العزل الحراري عبر مواد بناء عازلة للأسقف والجدران الخارجية للحد من انتقال الحرارة، واستخدام الزجاج المزدوج للنوافذ والمزوّد بطبقة طلاء معدني تقلل من حجم أشعة الشمس الداخلة للمسجد.
ويعد مسجد الريان المشيد في منطقة حتّا، أول مسجد في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء، ويمتد على مساحة 1050 متراً مربعاً ويتسع إلى نحو 600 مصلٍ.
وتم تزويد منطقة انتظار السيارات في حرم المسجد، الذي تم افتتاحه في العام 2021 واستغرق بناؤه 12 شهراً، بمحطات شحن للسيارات الكهربائية، كما تتم إعادة استخدام المياه الخاصة بالوضوء في أغراض سقي المسطحات الخضراء، فيما تساهم أجهزة التهوية والتبريد في المسجد في تقليل نسبة استهلاك الطاقة، كما يساهم تصميم المسجد والاستعانة باللوحات الشمسية في تقليل نسبة الطاقة المستخدمة بنسبة 25%.
وفي رأس الخيمة، يعد مسجد السبطين أول مسجد ذكي وأخضر في الإمارة تم تصميمه وبنائه من مكونات صديقة للبيئة حسب المعايير الإماراتية والعالمية.
وتحيط بمبنى المسجد مساحات خضراء متنوعة، تقود إلى تلطيف الجو وتطوير البيئة المحيطة به، كما تم تزويده بنظام لتدوير المياه المستهلكة، والاستفادة منها في ري المزروعات.
وتعمل أنوار المسجد بالطاقة الشمسية، وتتحكم في تشغيلها «حساسات» خاصة، كما تعمل مكيفات الهواء بنظام ذكي يتحكم في برودة المسجد، في ضوء درجات حرارة فصلي الصيف والشتاء، بجانب تكييف مياه الخزانات بواسطة الطاقة الشمسية، لتنسجم حرارتها مع الفصلين.
وتحد الحساسات الذكية في قسم الوضوء من الإسراف في استهلاك المياه، وتساهم في استثمار مياه الأمطار بعد تكريرها بصورة آلية لاستخدامها في الوضوء وفي ري المساحات الخضراء.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المستخدمة فی فی المسجد أول مسجد
إقرأ أيضاً:
إنشاء مشروع صناعي للألواح الشمسية بين العربية للتصنيع والكهرباء
شهد اللواء أ.ح مهندس مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، ودكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، توقيع عقد إنشاء مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية بين الشركة العربية للطاقة المتجددة التابعة للهيئة، وشركة صن شاين برو Sunshine Pro السويدية.
شارك بالحضور , اللواء مهندس عبد الرحمن عبد العظيم عثمان مدير عام الهيئة العربية للتصنيع، ومهندسة "غادة الجندي " المدير التنفيذي للشركة العربية للطاقة المتجددة التابعة للهيئة، ودكتور يحيى متيني رئيس مجلس إدارة شركة صن شاين برو Sunshine Proالسويدية، ووفد من " الإتحاد العربي للطاقة البديلة و الإقتصاد الأخضر " برئاسة دكتور "عصام شيخ الأرض" (الأمين العام للإتحاد العربي للطاقة البديلة والإقتصاد الأخضر ).
يأتي هذا العقد في إطار الخطوات الناجحة والمستمرة, التي تقوم بها الهيئة العربية للتصنيع لتوطين التكنولوجيا وزيادة نسب التصنيع المحلي, وتصنيع ما يتم استيراده حاليا وجذب الاستثمارات بالشراكة مع كبري الشركات العالمية.
كما أن هذا التعاقد على تصنيع الألواح الشمسية يتم فى إطار التنسيق الدائم بين الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة"، والخطوات الناجحة والمستمرة, التي تقوم بها الهيئة لتوطين التكنولوجيا وزيادة نسب التصنيع المحلي, وتصنيع ما يتم استيراده وجذب الإستثمارات بالشراكة مع كبري الشركات العالمية، وفى ضوء الخطة العاجلة لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بزيادة قدرات الطاقات الجديدة والمتجددة وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الكربونية، بالتعاون والشراكة مع القطاع الخاص ودعم الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية تماشيا ورؤية الدولة الداعمة والمساندة لدور القطاع الخاص فى خطة التنمية المستدامة والتى تعد الطاقة النظيفة احد أهم دعائمها.
في هذا الإطار، أعرب اللواء أ.ح مهندس "مختار عبد اللطيف" رئيس الهيئة العربية للتصنيع عن تقديره واعتزازه بهذا التعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ودعمها لكافة أوجه التعاون المشترك ، مع شركة صن شاين برو Sunshine Proالسويدية، مؤكدا اهتمام العربية للتصنيع بتعظيم شعار (صنع في مصر) .
وأوضح أن مجالات التعاون المتفق عليها تتضمن إنشاء مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية أوتوماتيك, من خلال تأسيس خط إنتاج حديث بمواصفات ومعايير جودة عالمية بقدرة (1) جيجا وات سنوياً تحت مسمي "مصنع الطاقة العربي السويدي ASEF بتكنولوجيا N type, منوها أن هذه نقطة انطلاقة لتعزيز التعاون مستقبلا في مشروعات استثمارية متنوعة.
وذكر أن الهيئة العربية للتصنيع تتطلع لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع شركة Sun Shine Pro السويدية, لتطوير حلول متكاملة ذكية في مجالات التصميم والتصنيع, لمشروعات الطاقة المتجددة لتلبية الإحتياجات المتزايدة للسوق المحلي, فضلا عن المشاركة في المشروعات بالدول الأفريقية والعربية والسوق العالمي بأسعار تنافسية لمنتجات مشتركة وفقا لمعايير الجودة العالمية.
وفي سياق متصل، أكد اللواء أ.ح مهندس "مختار عبد اللطيف" أن الهيئة العربية للتصنيع لديها خطة طموحة لتلبية كافة احتياجات السوق المحلي والأفريقي في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، بل والدخول في المنافسة العالمية مستقبلا، مشيرا إلي تعزيز قدراتنا التصنيعية وخطوط الإنتاج بكافة نظم التصنيع الرقمية الحديثة حتى نحصل على ألواح شمسية فائقة الجودة تسمح لنا بالمنافسة في السوق العالمي.
من جانبه، أكد الدكتور "محمود عصمت" التنسيق الدائم والتعاون مع كافة الجهات لدعم خطة قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة واستراتيجية العمل للتحول نحو الطاقة النظيفة، موضحا الأسراع فى الخطوات التنفيذية للمشروعات الجارى تنفيذها لزيادة القدرات المضافة من الطاقات المتجددة على الشبكة القومية للكهرباء، مؤكدا أن القطاع الخاص شريك رئيسي فى مشروعات الطاقة المتجددة، وأن الوزارة تعمل على فتح المجال أمامه، وتقديم مايلزم من دعم لزيادة مشاركة الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية فى مشروعات الطاقة النظيفة، وكذلك توطين صناعة المهمات الخاصة بها، والتى من بينها الخلايا الشمسية، مضيفا أن هناك خطة عاجلة لتحسين جودة واستقرار التغذية الكهربائية والاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض إنبعاثات الكربون وتنويع مصادر الطاقة وخفض استهلاك الوقود التقليدي فى اطار رؤية التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة.
بدوره أعرب دكتور "يحيى متيني" رئيس مجلس إدارة شركة صن شاين برو Sunshine Proالسويدية عن تقديره لهذا التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع ،ذات الدور التاريخي الرائد الذي نفخر به في كافة مجالات الصناعة منذ تأسيسها، معربا عن تطلعه لتوطين التكنولوجيا ، والعمل علي تنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة لتلبية كافة احتياجات السوق المصري المحلي والدول العربية والأفريقية والعمل علي فتح منافذ جديدة للتصدير للسوق العالمي ,مؤكدا أن هذا التعاون سيمثل إضافة كبيرة للإقتصاد المصري , وخصوصا أننا سنعمل علي تصميم وتنفيذ مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية أوتوماتيك , وبالقدرات التصنيعية الوطنية بالهيئة العربية للتصنيع, وفقا لأحدث معايير الجودة العالمية.