مخيم دير عمار الأكثر اتساعا بين مخيمات الضفة الغربية
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
أخذ اسمه من اسم القرية التي بني على أراضيها، وأسس مباشرة بعد نكبة فلسطين، وكان تأسيسه في عام 1949 فوق مساحة من الأرض تبلغ 160 دونما فوق قطعة أرض تعود ملكيتها لسكان قرية دير عمار على بعد 30 كيلومتر إلى الشمال الغربي من رام الله.
وسمي مخيم دير عمار بهذا الاسم بسبب وقوعه على جزء كبير من أراضي قرية دير عمار، والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل صالح اسمه عمار يقال بأنه عاصر النبي أيوب وكان يقوم على خدمته مع زوجة النبي أيوب، وتتمتع القرية بأصول أثرية متنوعة، ولكن في العقود الأخيرة تحولت إلى منطقة حضرية جديدة في حين تم التخلي عن المنطقة القديمة والتي يتم ترميمها أخيرا.
مدخل مخيم دير عمار.
وبلغ عدد سكان مخيم دير عمار حوالي 3000 نسمة، انخفض إلى 1696 نسمة على إثر حرب حزيران /يونيو عام 1967، وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ عدد سكانه في عام 2023 نحو 2120 نسمة.
وتنحدر أصول سكان المخيم من القرى المحتلة عام 1948 لمدن: الرملة، ويافا، واللد. والغالبية منهم يعودون إلى قرية بيت نبالا ودير طريف، وهناك أقليات يعودون إلى قرى: أبو الفضل، جمزو، الطيرة، ساكيه، يازور، وغيرها.
وتبلغ نسبة المتعلمين في المخيم 91% منهم 25% منهم حملة شهادة جامعية، وما يقارب 4% من المتعلمين حاملين لشهادات دراسات عليا. إما باقي السكان فيقومون بالعمل داخل الخط الأخضر والعمل الحرفي في المحافظات المجاورة، بالرغم إن نسبة البطالة تبلغ 23% وهي تتأثر نتيجة الاحتلال والضغوطات الممارسة من قبل الاحتلال على الشعب الفلسطيني عامة.
وفي أعقاب اتفاقيات أوسلو، أصبح المخيم واقعا تحت السيطرة المشتركة الفلسطينية الإسرائيلية، ويعتبر الأكثر اتساعا بين مخيمات الضفة الغربية، وعلى الرغم من أن هناك العديد من المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، تقع هذه بعيدا عن المخيم ويتم الوصول إليها بواسطة طرق منفصلة.
وقد جلبت إمكانية الوصول إلى أسواق العمل الإسرائيلية والمحلية الاستقرار الاقتصادي النسبي إلى المخيم.
إذ يتمتع سكانه بالأماكن العامة مثل الحدائق العامة والملاعب الرياضية، في حين أن العزلة الجغرافية النسبية تشكل صعوبة في التنقل لبعض السكان.
ومع ذلك هنالك تحديات فيما يتعلق بالصرف الصحي وجودة الشوارع، ومن أبرز المشكلات التي تواجه المخيم هي غياب شبكة الصرف الصحي ما يؤثّر سلبا على السكان من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، خصوصا وأن السكان يعتمدون على الحفر الامتصاصية التي تمتلئ وتفيض بين المنازل، ما يسبب نزاعات عائلية، ويضطر أهالي المخيم الذين يعانون من الفقر والبطالة لدفع مبالغ إضافية لضح هذه المياه إلى الوديان والأراضي الزراعية، مما يسبب تلوثا كبيرا للتربة والمياه الجوفية.
ومن المشكلات وجود شبكة مياه قديمة ومهترئة مضى على إنشاءها أكثر من 20 عاما، ما يرفع نسبة الفاقد المائي ويهدر أموالا طائلة في تصليح بعض المقاطع هنا وهناك، فيما الحل الوحيد يكمن في بناء شبكة جديدة كاملة متكاملة.
ورغم هذه المشاكل في البنية التحتية وغيرها، فقد لعب المخيم دورا كبيرا في مقاومة الاحتلال وقدم على مدى سنوات الاحتلال عشرات الشهداء والأسرى والجرحى.
قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم دير عمار غرب رام الله
وأخيرا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل الشهيد داود عبد الرازق درس، وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب درس سابقا، بدعوى تنفيذه عملية دعس، عند حاجز "مكابيم" العسكري، قرب مستوطنة "مودعين"، المقامة على أراضي بيت سيرا.
ومع وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة لم تعد في الضفة الغربية أية قرية أو مدينة أو مخيم في أمان وسكينة، فقد تمادى قطعان المستوطنين في استباحة كل مكان في الضفة الغربية وعلى امتداد مساحة فلسطين التاريخية. ومخيم دير عمار ليس استثناء.
المصادر:
ـ فارس وحسن قدومي، "اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة، لندن 2013 .
ـ أديب محمد زيادة ، دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية، دار العودة للدراسات والنشر، بيروت، 2010.
ـ مخيم دير عمار، موسوعة المخيمات الفلسطينية .
ـ مخيم دير عمار، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ـ "الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مخيم دير عمار غرب رام الله"، القاهرة الإخبارية، 25/12/2023.
ـ مخيم دير عمار، موقع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئ فلسطين (الأونروا).
ـ "اللجنة الشعبية بمخيم دير عمار: ندفع ضرائب لحكومة السلطة دون خدمات تذكر"، بوابة اللاجئين الفلسطينيين، 17/2/2022.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير فلسطين مخيم دير عمار مخيمات فلسطين مخيمات هوية مخيم دير عمار تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة مخیم دیر عمار
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يشن حملة اعتقالات خلال اقتحامه مدنا وبلدات بالضفة الغربية
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي -فجر اليوم الاثنين- حملة اعتقالات في الضفة الغربية، كما اقتحمت بلدات في المدينة المقدسة المحتلة، وترافق ذلك مع عمليات تفتيش للمنازل، واندلاع مواجهات في عدد من المناطق.
ونقلت الجزيرة عن مصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت تقوع جنوب شرقي بيت لحم وشنت حملة اعتقالات في البلدة، بالتزامن مع اقتحام بلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة.
وفي مخيم قلنديا شمالي القدس، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها للمنطقة. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة بيت عنان شمال غرب القدس، واعتقلت فلسطينيا.
وفي طوباس شمالي الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال شابا واحتجزت آخر، أثناء مرورهما عبر حاجز تياسير شرقي المحافظة.
???? آليات جيش الاحتلال تقتحم منطقة كفر عقب شمال القدس المحتلة pic.twitter.com/RNPwuO2j6q
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) December 22, 2024
من ناحية أخرى، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، مساء أمس الأحد، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية يتما، جنوب نابلس شمالي الضفة.
وخلال اليومين الماضيين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 30 فلسطينيا من الضفة، بينهم طفلان على الأقل.
إعلانويكاد لا يمر يوم دون أن تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات في مدن وبلدات الضفة، تتخللها حملات اعتقال ومداهمة وتفتيش لمنازل الفلسطينيين، إلى جانب التضييق المستمر على الحواجز العسكرية.
⬅️ شاهد..
قوات الاحتلال تعتقل شابين خلال اقتحام مدينة قلقيلية فجر اليوم pic.twitter.com/1crLpNLIiR
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 23, 2024
وبالتزامن مع حرب الإبادة في غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها القدس الشرقية مما أسفر عن 824 شهيدا ونحو 6500 جريح، ونحو 12 ألف معتقل، وفق بيانات الهيئات الفلسطينية.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل -على مرأى ومسمع من العالم كله- مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.