شراكة اقتصادية واستثمارية متينة رسمتها سلطنة عمان ودولة الكويت
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
علاقات أخوية وطيدة رسمتها سلطنة عمان ودولة الكويت في مختلف مجالات الحياة، عززت فيما بينها شراكة اقتصادية واستثمارية متينة، ليبلغ حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس الماضية قيمة تجاوزت مليارًا و600 مليون ريال عماني، وقفزة بتسجيل تبادل تجاري بلغ 789.2 مليون ريال عماني حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي، مقارنة بعام 2022 الذي سجل 281.
وفعّلت اللجنة العمانية الكويتية أدوارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لتناقش العديد من الجوانب التي تخدم المصلحة العامة بين البلدين، كما تسعى لمعالجة القصايا الإقليمية بما يخدم مصلحة المنطقة وفض النزاعات الحاصلة بالأدوات الإيجابية، وخلال العام الفائت خرجت اللجنة العُمانية الكويتية المشتركة ببيان مشترك أكدتا التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي بما يضمن تطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. مع مواصلة تنمية المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والعلمية، كما تسعى اللجنة لتسهيل توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، بما ينهض بالاستثمارات والأعمال والمناشط المختلفة.
تكامل القطاعات والأنشطة
وجاء إنشاء اللجنة العُمانية الكويتية المشتركة عام 2003م؛ لسعى إلى ترجمة جهود حكومتي البلدين في جميع المجالات، بما يحقق التكامل في مختلف القطاعات والأنشطة، والرخاء والعيشة الكريمة لأبناء الشعبين، كما تسعى اللجنة لزيادة تبادل الخبرات والتجارب التي ترفع من مستوى الموارد البشرية وتواكب التقنيات المتقدمة بين البلدين.
وعقد اجتماع للجنة شهر مارس من العام الفائت في مسقط، أكدت خلاله اللجنة العمانية الكويتية المشتركة في بيان لها أن "جوّ روح المودة والإخاء يجسّد الروابط التاريخية العميقة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت وما يربطهما وشعبيهما الشقيقين من وشائج القرابة والصلات الحميمة، وفي ظل التوجيهات السامية للقيادتين، استعرض الجانبان علاقات التعاون الثنائي المتميزة بين البلدين، وعبّرا عن ارتياحهما البالغ للمستوى العالي الذي وصلت إليه تلك العلاقات في كافة المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والمالية، والتعاون في مجال الطاقة والنقل والاتصالات والتكنولوجيا والتعليم العالي والبحث العلمي، والتعاون في مجال الزراعة والثروة السمكية والعمل وغيرها من المجالات.. وأكد الجانبان التزامهما الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والعلمي والتقني، وذلك في سبيل تحقيق مصالح الشعبين وفتح آفاق جديدة للتعاون بلوغًا لتطلعات قيادتي البلدين وطموحات الشعبين الشقيقين.
كما ناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجاءت وجهات نظرهما متطابقة حيالها، حيث أكدا على دعمهما الكامل لكافة الجهود والمساعي الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، وعلى ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية واحترام سيادة واستقلال الدول والالتزام بقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية".
تعزيز القيمة المضافة
وأشار سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان لـ"عمان"قائلا: إن افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة نقلة نوعية نحو المستقبل الواعد الذي تستشرفه ولاية الدقم والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث إن هذا المشروع العملاق يستكمل نهج سلطنة عمان في تعزيز القيمة المضافة من ثروات النفط والغاز من خلال تحويل النفط الخام إلى منتجات وقود ومواد بتروكيماوية ورفع صادرات سلطنة عمان من هذه المواد وبما يعزز الصادرات العمانية وميزان المدفوعات.
وهذا المشروع يعد أحد مظاهر عمق علاقات الأخوة بين الشعبين العماني والكويتي الشقيقين، خاصة وأنه يعد من أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة، الأمر الذي يعكس تنوعا في التبادل الاستثماري بين سلطنة عمان ودولة الكويت ويفتح المجال أمام تعزيز الاستثمارات في قطاعات مختلفة، حيث إن الاستثمارات الكويتية في سلطنة عمان بلغت حتى الربع الثالث من عام 2023م 922.3 مليون ريال عماني، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 789.2 مليون ريال عماني حتى نهاية نوفمبر 2023م، وهناك تعاون واستثمارات في قطاعات متعددة، كما أن القطاع الخاص العماني والكويتي يتطلعان إلى عقد المزيد من الشراكات من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة وهو ما تتفق عليه رؤيتا عمان والكويت.
استثمارات واعدة
كما أن بدء التشغيل الرسمي لهذا المشروع له انعكاس إيجابي على بقية المشاريع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وبشكل خاص المشاريع المرتبطة بقطاع الخدمات اللوجستية، نظرا لأنه سيرفع من حجم العمل في ميناء الدقم لتصدير منتجات المصفاة، بالإضافة إلى قطاعات أخرى متعلقة بالخدمات، كما أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تستشرف استثمارات واعدة جديدة تتركز في قطاعات الحديد والصلب والبتروكيماويات والصناعات النظيفة.
كذلك فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أخذت زمام الريادة مع التوجه العالمي نحو الاستدامة في الطاقة، لتبدأ مشاريع واعدة في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر مع طموح نحو التصدير من خلال ميناء الدقم.
وتستقطب المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أيضا استثمارات في القطاع السياحي مع الاتجاه لتعزيز تواجدها كوجهة سياحية وترفيهية متميزة، جنبا إلى جنب مع التأسيس لنمط حياة متطور من حيث البنية الأساسية وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير مراكز الترفيه بالواجهة البحرية، الأمر الذي يستقطب المستثمرين والشركات المهتمة بالمشاركة في تطوير المنطقة.
كذلك فإن تخصيص منطقة خاصة بالذكاء الصناعي يستقطب استثمارات في بناء البنية الأساسية اللازمة لتصبح المنطقة محورا للابتكار والإبداع في مجال الذكاء الصناعي، الأمر الذي يمثل فرصا واعدة للمؤسسات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادیة الخاصة بالدقم ملیون ریال عمانی ودولة الکویت استثمارات فی بین البلدین سلطنة عمان کما أن
إقرأ أيضاً:
تحضيرات مكثفة وطموحات كبيرة لمنتخب القوى في الألعاب الشاطئية
نظم الاتحاد العماني لألعاب القوى سلسلة من تجارب الأداء لاختيار أفضل اللاعبين والمواهب الرياضية، وذلك استعدادًا للاستحقاقات الدولية القادمة، وأقربها دورة الألعاب الشاطئية الثالثة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي ستحتضنها سلطنة عمان خلال الفترة من 5 إلى 11 أبريل المقبل في محافظة مسقط.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الاتحاد العماني لتطوير مستوى ألعاب القوى في سلطنة عمان وتعزيز حضورها في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، وشملت تجارب الأداء عدة مسابقات، حيث تم التركيز على اختيار العناصر الأكثر جاهزية لتمثيل سلطنة عمان في هذا الحدث الرياضي الكبير، وقد شهدت هذه التجارب منافسة قوية بين الرياضيين، وسط متابعة دقيقة من قبل الجهاز الفني والإداري للاتحاد، بهدف تقييم مستويات اللاعبين وانتقاء الأفضل منهم.
جاهزية عالية
وفي هذا السياق، أكد الدكتور وائل رمضان، المنسق الفني في الاتحاد العماني لألعاب القوى، أن لاعبي المنتخبات الوطنية في أفضل حالاتهم الفنية في الوقت الحالي، معربًا عن ثقته في قدرتهم على تحقيق ميداليات ذهبية خلال الدورة الشاطئية الخليجية، ونحن نتابع عن كثب جاهزية اللاعبين، وقد أظهرت تجارب الأداء مستوى مميزًا من الاستعداد البدني والذهني، مما يمنحنا ثقة كبيرة في قدرتهم على المنافسة على المراكز الأولى، سنشارك في عدة سباقات، أبرزها الوثب الطويل، والوثب الثلاثي، والوثب العالي، وسباق تتابع 60 مترا، وسباق الميل، الذي يُعد إضافة جديدة إلى البطولات الشاطئية، كما أننا سنشارك في جميع هذه السباقات بفئتي الذكور والإناث، وهو ما يعكس مدى جاهزية منتخباتنا الوطنية لهذه المنافسات المهمة.
وأضاف: هذه البطولة تُعد فرصة مثالية للمنتخب الوطني لاستعراض إمكانياته في مجال ألعاب القوى الشاطئية، خاصةً مع استضافة سلطنة عمان لهذا الحدث الخليجي المهم، ونحن نعمل على تجهيز اللاعبين بأفضل الطرق الممكنة، حيث سيتم عقب اعتماد القائمة النهائية للمنتخبات تنظيم معسكر داخلي للإعداد للبطولة، وسنحرص على أن يتدرب اللاعبون في نفس الملاعب وباستخدام نفس الأدوات التي ستُعتمد في البطولة، بهدف محاكاة الظروف البيئية التي ستخوض فيها المنتخبات المنافسات الرسمية، هذه الاستراتيجية ستساهم بشكل كبير في رفع مستوى الجاهزية البدنية والنفسية للاعبين.
مستوى جيد في التجارب
من جانبه، أكد المدرب الوطني حمود الدلهمي أن مستوى اللاعبين واللاعبات في تطور ملحوظ مع بداية الموسم الرياضي، مشيرًا إلى أن كل مدرب في الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية وضع خطة متكاملة لضمان أن يكون اللاعبون في أفضل حالاتهم الفنية والبدنية خلال شهري أبريل ومايو، استعدادًا للمشاركة في البطولات القادمة.
وقال الدلهمي: نحن راضون عن التقدم الذي أحرزه اللاعبون في تجارب الأداء، حيث أظهروا مستوى جيدًا يعكس التحضير الجيد للموسم، وكل مدرب وضع استراتيجيته التدريبية بهدف الوصول باللاعبين إلى أقصى درجات الجاهزية قبل خوض المنافسات، والاختبارات التي أجريت تهدف إلى انتقاء العناصر الأكثر قدرة على المنافسة في بطولة الألعاب الشاطئية الخليجية، والتي ستقام على أرض سلطنة عمان.
وأضاف الدلهمي: طموحاتنا كبيرة في هذه البطولة، ونظرًا لأنها ستُقام على أرضنا، فإننا مطالبون بتقديم أفضل ما لدينا لتحقيق نتائج إيجابية تعكس تطور رياضة ألعاب القوى في سلطنة عمان، واللاعبون يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولهذا فإن استعداداتهم تجري على قدم وساق لضمان تقديم أداء قوي.
وأشار الدلهمي إلى أن هذه النسخة من البطولة تشهد دخول أسماء جديدة في صفوف المنتخب الوطني لأول مرة، وهو ما يعكس جهود الاتحاد العماني لألعاب القوى في اكتشاف المواهب الجديدة وإعطائها فرصة للظهور على الساحة الرياضية.
وأوضح: نبحث دائمًا عن إدخال عناصر جديدة في المنتخب، حيث نرغب في بناء قاعدة قوية من الرياضيين القادرين على المنافسة في مختلف البطولات، وهذا النهج سيساعد على ضمان استمرارية تحقيق الإنجازات على المدى الطويل، جميع المشاركين الذين تم اختيارهم في تجارب الأداء سيشاركون في سباق 60 مترا وسباق تتابع 60 مترا، وهما من السباقات التي تتطلب مهارات خاصة مثل قوة الانطلاقة، والسرعة الفائقة، والتركيز الذهني العالي، والاستعداد النفسي القوي، نظرًا لأنهما من السباقات القصيرة التي تعتمد على السرعة والجهد البدني في لحظات قليلة.
وختم الدلهمي حديثه قائلًا: نأمل أن تكون هذه البطولة نقطة انطلاقة قوية نحو تحقيق إنجازات دولية في المسابقات الشاطئية، خاصة مع ازدياد الاهتمام بهذه الفئة من البطولات على المستوى العالمي، ونعمل على توفير أفضل الظروف للاعبين لضمان تحقيق نتائج مشرفة تعكس تطور الرياضة العمانية، وتؤكد قدرتها على منافسة أقوى الفرق الخليجية، سنخوض هذه المنافسات بكل جاهزية وطموحات عالية للخروج بنتائج طيبة ومُشرّفة لسلطنة عمان، في ظل هذه الاستعدادات المكثفة، يُتوقع أن يكون المنتخب الوطني أحد الفرق البارزة في البطولة، مع سعيه لتحقيق ميداليات ذهبية تعكس جهوده في تطوير ألعاب القوى الشاطئية في سلطنة عمان، وتعزز مكانته كواحد من الفرق الخليجية الرائدة والمميزة في هذا المجال الرياضي