علاقات أخوية وطيدة رسمتها سلطنة عمان ودولة الكويت في مختلف مجالات الحياة، عززت فيما بينها شراكة اقتصادية واستثمارية متينة، ليبلغ حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس الماضية قيمة تجاوزت مليارًا و600 مليون ريال عماني، وقفزة بتسجيل تبادل تجاري بلغ 789.2 مليون ريال عماني حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي، مقارنة بعام 2022 الذي سجل 281.

8 مليون ريال عماني. وبلغ عدد الشركات الاستثمارية الكويتية في سلطنة عمان 122 شركة، منها شركات قطاع الصناعة الأعلى بـ46 شركة تليها شركات الخدمات بـ 24 شركة.

وفعّلت اللجنة العمانية الكويتية أدوارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لتناقش العديد من الجوانب التي تخدم المصلحة العامة بين البلدين، كما تسعى لمعالجة القصايا الإقليمية بما يخدم مصلحة المنطقة وفض النزاعات الحاصلة بالأدوات الإيجابية، وخلال العام الفائت خرجت اللجنة العُمانية الكويتية المشتركة ببيان مشترك أكدتا التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي بما يضمن تطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. مع مواصلة تنمية المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والعلمية، كما تسعى اللجنة لتسهيل توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، بما ينهض بالاستثمارات والأعمال والمناشط المختلفة.

تكامل القطاعات والأنشطة

وجاء إنشاء اللجنة العُمانية الكويتية المشتركة عام 2003م؛ لسعى إلى ترجمة جهود حكومتي البلدين في جميع المجالات، بما يحقق التكامل في مختلف القطاعات والأنشطة، والرخاء والعيشة الكريمة لأبناء الشعبين، كما تسعى اللجنة لزيادة تبادل الخبرات والتجارب التي ترفع من مستوى الموارد البشرية وتواكب التقنيات المتقدمة بين البلدين.

وعقد اجتماع للجنة شهر مارس من العام الفائت في مسقط، أكدت خلاله اللجنة العمانية الكويتية المشتركة في بيان لها أن "جوّ روح المودة والإخاء يجسّد الروابط التاريخية العميقة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت وما يربطهما وشعبيهما الشقيقين من وشائج القرابة والصلات الحميمة، وفي ظل التوجيهات السامية للقيادتين، استعرض الجانبان علاقات التعاون الثنائي المتميزة بين البلدين، وعبّرا عن ارتياحهما البالغ للمستوى العالي الذي وصلت إليه تلك العلاقات في كافة المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والمالية، والتعاون في مجال الطاقة والنقل والاتصالات والتكنولوجيا والتعليم العالي والبحث العلمي، والتعاون في مجال الزراعة والثروة السمكية والعمل وغيرها من المجالات.. وأكد الجانبان التزامهما الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والعلمي والتقني، وذلك في سبيل تحقيق مصالح الشعبين وفتح آفاق جديدة للتعاون بلوغًا لتطلعات قيادتي البلدين وطموحات الشعبين الشقيقين.

كما ناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجاءت وجهات نظرهما متطابقة حيالها، حيث أكدا على دعمهما الكامل لكافة الجهود والمساعي الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، وعلى ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية واحترام سيادة واستقلال الدول والالتزام بقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية".

تعزيز القيمة المضافة

وأشار سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان لـ"عمان"قائلا: إن افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة نقلة نوعية نحو المستقبل الواعد الذي تستشرفه ولاية الدقم والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث إن هذا المشروع العملاق يستكمل نهج سلطنة عمان في تعزيز القيمة المضافة من ثروات النفط والغاز من خلال تحويل النفط الخام إلى منتجات وقود ومواد بتروكيماوية ورفع صادرات سلطنة عمان من هذه المواد وبما يعزز الصادرات العمانية وميزان المدفوعات.

وهذا المشروع يعد أحد مظاهر عمق علاقات الأخوة بين الشعبين العماني والكويتي الشقيقين، خاصة وأنه يعد من أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة، الأمر الذي يعكس تنوعا في التبادل الاستثماري بين سلطنة عمان ودولة الكويت ويفتح المجال أمام تعزيز الاستثمارات في قطاعات مختلفة، حيث إن الاستثمارات الكويتية في سلطنة عمان بلغت حتى الربع الثالث من عام 2023م 922.3 مليون ريال عماني، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 789.2 مليون ريال عماني حتى نهاية نوفمبر 2023م، وهناك تعاون واستثمارات في قطاعات متعددة، كما أن القطاع الخاص العماني والكويتي يتطلعان إلى عقد المزيد من الشراكات من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة وهو ما تتفق عليه رؤيتا عمان والكويت.

استثمارات واعدة

كما أن بدء التشغيل الرسمي لهذا المشروع له انعكاس إيجابي على بقية المشاريع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وبشكل خاص المشاريع المرتبطة بقطاع الخدمات اللوجستية، نظرا لأنه سيرفع من حجم العمل في ميناء الدقم لتصدير منتجات المصفاة، بالإضافة إلى قطاعات أخرى متعلقة بالخدمات، كما أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تستشرف استثمارات واعدة جديدة تتركز في قطاعات الحديد والصلب والبتروكيماويات والصناعات النظيفة.

كذلك فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أخذت زمام الريادة مع التوجه العالمي نحو الاستدامة في الطاقة، لتبدأ مشاريع واعدة في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر مع طموح نحو التصدير من خلال ميناء الدقم.

وتستقطب المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أيضا استثمارات في القطاع السياحي مع الاتجاه لتعزيز تواجدها كوجهة سياحية وترفيهية متميزة، جنبا إلى جنب مع التأسيس لنمط حياة متطور من حيث البنية الأساسية وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير مراكز الترفيه بالواجهة البحرية، الأمر الذي يستقطب المستثمرين والشركات المهتمة بالمشاركة في تطوير المنطقة.

كذلك فإن تخصيص منطقة خاصة بالذكاء الصناعي يستقطب استثمارات في بناء البنية الأساسية اللازمة لتصبح المنطقة محورا للابتكار والإبداع في مجال الذكاء الصناعي، الأمر الذي يمثل فرصا واعدة للمؤسسات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادیة الخاصة بالدقم ملیون ریال عمانی ودولة الکویت استثمارات فی بین البلدین سلطنة عمان کما أن

إقرأ أيضاً:

«ليالي مسقط»

مهرجان «ليالي مسقط» الذي تنظمه بلدية مسقط، في نسخته الـ «27» يمثل إضافة أساسية لمناشط الشتاء فـي سلطنة عمان كونه إحدى الركائز الاقتصادية والسياحية والترفـيهية والاجتماعية وفرصة للعائلات والشباب للاستمتاع بما يحويه من فعاليات مدرجة فـي 7 مواقع مختلفة فـي محافظة مسقط هذا العام. ولأنها مناسبة سنوية يبذل عليها الكثير من الجهد والمال من قبل المنظمين والفرق المشاركة من الداخل والخارج، فإن «ليالي مسقط» يعد موردًا اقتصاديًا مهمًا قبل كل شيء، وهذا المورد ينتظره العديد من المهتمين باستغلاله في تقديم الخدمات المتنوعة من أغذية وترفـيه ومسابقات رياضية وفعاليات ذات عائد مالي. لذلك فالتطلع بأن يكون هذا المهرجان جاذبًا، ليس محليًا وحسب بل وخارجيًا أيضا، كما هو من حراك فـي مهرجان خريف صلالة، فالمدة الزمنية تحتاج إلى مراجعة خاصة أن الشتاء ممتد إلى بدايات شهر مارس، كما يبدأ منذ منتصف نوفمبر، هذا إذا أردنا أن تكون فترته الزمنية أطول من المقرر له فـي حدود الشهر من 23 ديسمبر إلى21 يناير القادم. وذلك لأسباب عدة وهي إتاحة الفرصة للراغبين من الداخل والخارج ليتوفر لهم وقت أطول لزيارته أكثر من مرة فـي مواقعه المختلفة، ثم إن زيادة الوقت تعطي فرصة أكبر لمقدمي الخدمات لتحقيق عوائد أفضل تضمن مشاركتهم فـي السنوات القادمة وتشجيع آخرين من خارج سلطنة عمان أيضا على تقديم مثل تلك الخدمات المتميزة، وأيضا تحقق الجهة المنظمة عوائد تساعد على تغطية تكلفة إقامة المهرجان وتدفع إلى مزيد من التطوير فـي المرات القادمة؛ لتحقيق مهرجان يكون إحدى المحطات المهمة فـي خريطة برامج المنطقة كما هو الحال فـي بعض دول مجلس التعاون. لدينا فـي سلطنة عمان إرث زاخر من التراث ومواقع سياحية وفعاليات متميزة وأنشطة وبرامج زاخرة يمكن إضافتها للفئات العمرية وكوادر من المنظمين قادرة على التنفـيذ ووصول سالك للزائرين لمسقط برا أو جوا لمن يرغبون زيارة «ليالي مسقط» وقطاع خاص يستطيع المشاركة فـي إنجاح الفعاليات، كما أن المشاركة من القطاعات الأخرى من مؤسسات الدولة يمكنها أن تشكل فارقًا فـي نجاحه والتي تتشارك مع بلدية مسقط فـي الأهداف والرؤى، والأمر الآخر نحتاج إلى المزيد من الفعاليات من أمثال المؤتمرات الدولية والفعاليات ذات الثقل التي تستقطب الأضواء إلى جانب البرامج الحالية والاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول التي تشكل إضافة مهمة وسمعة للمهرجان من خلال التنوع. كل هذه المعطيات تستطيع أن ترفع من مستوى الإقبال على المهرجان الذي رسخ مفهوم صناعة السياحة والترفـيه الداخلي منذ عقود فـي سلطنة عمان وكانت بلدية مسقط هي من قادت هذا الحراك الذي أوجد هذا المفهوم الذي أصبح إقليميا ودوليا، وانطلقت المحافظات قبل سنوات لتطبيقه فـي مواسم مختلفة من السنة كونه يمثل علامة فارقة فـي برامجها كمهرجان صحار وبدية ومسندم والظاهرة والبريمي.

مقالات مشابهة

  • الكويت واليابان تتفقان على شراكة إستراتيجية شاملة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات
  • السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة
  • «ليالي مسقط»
  • بحث التعاون في مجال السياسات الاقتصادية بين سلطنة عمان والكويت
  • الكويت والهند تتفقان في بيان مشترك على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية
  • سلطنة عمان والبحرين.. روابط تاريخية متينة ومرحلة واعدة من التعاون المثمر
  • إطلاق أول وثيقة تأمين مخصصة للرياضات الجوية
  • لجنة الرياضات القتالية تناقش أنشطة وخطط المرحلة المقبلة
  • سلطنة عمان وأنجولا تؤكدان تعزيز الشراكة في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية
  • سلطنة عمان وجمهورية بيلاروس تسعيان لتطوير الشراكة بالمجالات الاقتصادية