من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟، أمر شائع بين رواد المواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، فـ من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟، وكم مرة انشق صدر النبي محمد؟ وكيف تمت تهيئة النبي للإسراء والمعراج؟
من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ضمن حديثه عن شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم: في التراث الإسلامي أشياء تُفهم هذا المعنى، هل يمكن لأحد أن يرحم إبليس؟ روي أن موسى عليه السلام لقيه إبليس فقال له : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما ،وأنا خلق من خلق الله أذنبت وأريد أن أتوب ،فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي.
وبين أن شق الصدر الشريف لسيد الخلق ﷺ مرتين مرة وهو في بني سعد عند مرضعته حليمة ، ومرة قبل الإسراء ، –وقيل أن شق الصدر وقع ثلاث مرات؛ المرة الثالثة عند المبعث ،عن ميسرة أنه قال له متى وجبت لك النبوة يا رسول الله ؟ فقال: وآدم مجندل في طينته -.
وأضاف: شق الصدر يتكلم عنه علماء المسلمين بأنه تهيئة لهذا الطفل الوليد ليتحمل الجهد البليغ الذي عليه، فقد كان قيام الليل فرضًا عليه وليس نافلة كما هو في حقنا، وفي الصيام الذي كان يصومه حتى إنه كان يصل بين يومين ويقول: «إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني» ، ورحلة الإسراء والمعراج مجهدة للغاية، لأن طبقات الجو فيها ضغط، وهذا الضغط المفروض إن الجسم البشري لا يتحمله ، فكيف يتحمل هذا؟ ثم في الوحي كان إذا نزل عليه الوحي وهو على دابة -جمل قوي-، الجمل ينخ من ما يحدث في جسده من تلقّي الوحي، إذًا هذه عملية مجهدة للغاية، ولذلك كان شق الصدر.
وأضاف: في بعض الروايات أن شق الصدر كان هدفه نزع نصيب الشيطان من قلبه، والناس تفهم هذه العبارة على ظاهرها كأن قلب رسول الله فيه جزء مثل ما هو موجود عندنا يعني تسمع للشيطان وكذا إلى آخره، لكن أهل الله قالوا : لا ليس معناها هكذا لأن قلبه كله رحمة، وهذا هو الجزء من الرحمة الذي كان يخص الشيطان، يعني لو لم يتم نزع هذا الجزء كان الرسول سيرحم الشيطان، فأخرج الله من قلبه الرحمة لمن لم يرحمه الله سبحانه وتعالى، لأن الله الحكيم لم يرحم إبليس بعد كل طغيانه هذا.
وشدد: لا فائدة {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34] إذًا سيدنا النبي ﷺ بقلبه الرحيم كان ممكن يحصل معه هكذا فنزعوا له نصيب رحمته لإبليس ، فبقى كل قلبه رحمة باستثناء ما يخص إبليس فكان كاملًا مكمّلًا.
وأكمل: فشق الصدر له فوائد كثيرة، منها طهارته ﷺ ظاهرًا وباطنا، فكان ﷺ طاهرًا بكله ؛ عرقه طاهر، ودمعه طاهر، ودمه طاهر، كله طاهر، وهكذا كان شأن الأنبياء.
تهيئة النبي للإسراء والمعراجحدثت مرة أخرى تهيئة لسيدنا النبي ﷺ لهذا الحدث الجلل الإسراء والمعراج ؛ لأنه سيخترق السماء، واختراق السماء لا يتناسب مع الجسد البشري، فلابد من إعداد خاص، وسيرقى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى البيت المعمور، ثم إلى العرش.
وهذا شيء لا يتحمله البشر المعتاد قبل التهيئة، فكان لابد من تهيئة ذلك الجسد الشريف لهذا الحدث الجلل.
فحدث حادث آخر لشق الصدر، فجاءت الملائكة، وشقت صدره الشريف، مثل ما حدث له وهو صغير؛ تهيئةً لتنزل الوحي وللنبوة.
واختتم قائلا: «الناس الماديون يقولون لا أحد يستطيع أن يرقى في مراقي ومعارج السماء بهذا الجسم ، يجب أن يلبس أشياء تقيه الضغط، وهناك مرض اسمه "مرض الصندوق"؛مرض الصندوق أن تعرق دمًا، وهذا يأتي عندما تصعد في السماء بدون تهيؤ، وبدون لبس مخصوص، فيحصل مرض الصندوق. فكان ولابد أن يتهيأ هذا الجسم الشريف الْمُنِيف لهذه الرحلة العجيبة التي تحتاج إلى مزيد استعداد».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوبة الدكتور علي جمعة
إقرأ أيضاً:
جمعة: محبةُ آل بيت ركنٌ من أركان الإيمان وزيارتهم من أعظم القُرُبات
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن حبَّ الله ورسوله وأهل بيت النبي ﷺ من أركان الإيمان التي لا يُسامح فيها رسول الله ﷺ، مستدلًّا بقول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، مشيرًا إلى أن المودة في القربى هي وصية نبوية عظيمة تعبّر عن عمق الصلة بين الإيمان ومحبة آل بيت النبي ﷺ.
محبةُ آل بيتوأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن النبي ﷺ قال كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبّوني لحب الله، وأحبّوا أهل بيتي لحبي»، مؤكدًا أن هذا الحديث الشريف يوضح العلاقة المتكاملة بين محبة الله، ومحبة النبي، ومحبة أهل بيته، فكلّها سلاسل مترابطة في طريق الإيمان.
وأضاف أن النبي ﷺ قال – كما أخرجه الترمذي –: «يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»، موضحًا أن لفظ "عترتي" هو الثابت في كتب الحديث المعتمدة، وأن النبي ﷺ أوصى بأهل بيته وذكّر الأمة بهم في أكثر من موضع، قائلاً في حديث آخر: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يُوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، ثم قال ثلاث مرات: «أذكّركم الله في أهل بيتي».
وأشار الدكتور علي جمعة إلى ما ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، حين سُئل عن أهل بيت النبي ﷺ فقال: إن نساءه من أهل بيته، لكن المقصودين بالتحريم من الصدقة هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، موضحًا أن هؤلاء هم الذين خصهم النبي ﷺ بالمكانة الرفيعة والحرمة بعده.
محبة آل بيت النبيوبيّن عضو هيئة كبار العلماء أن محبة آل بيت النبي ﷺ تنبع من محبة رسول الله نفسه، وأنها علامة على صدق الإيمان وحسن الاتباع، مشددًا على أن مكانة أهل البيت في قلب المسلم نابعة من عمق الحب لرسول الله ﷺ، الذي كان سبب الرحمة والهداية للعالمين. وأضاف: “المبالغة لا تكون في المحبة، وإنما في الاعتقاد؛ فطالما أن المسلم سليم العقيدة فلا حرج عليه في حب النبي ﷺ وأهل بيته الكرام”.
وأكد جمعة أن المسلم يعتقد أن الأنبياء معصومون، أما غيرهم من العترة الطاهرة والصحابة الكرام فليسوا بمعصومين، لكن الله يحفظهم ببركة صلاحهم وإخلاصهم، مبينًا أن حب آل البيت درجات يرزقها الله لمن أحبّه، وكلما زاد حب المسلم لهم ارتقى في مراتب الصالحين، لأن حب أهل البيت علامة على حب النبي ﷺ، وحب النبي ﷺ دليل على حب الله سبحانه وتعالى.
وأضاف أن زيارة آل بيت النبي ﷺ من أعظم القُرُبات وأرجى الطاعات قبولًا عند الله، لأن فيها برًّا وصلة لرسول الله ﷺ، مستشهدًا بقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. وأوضح أن زيارة قبورهم آكد من زيارة قبور الأقارب، لأنهم امتداد للنور النبوي الشريف، ولأن في مودتهم امتثالًا لأمر الله ورسوله.
واستشهد الدكتور علي جمعة بما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله ﷺ أحب إليَّ أن أصل من قرابتي»، وبقوله أيضًا: «ارقبوا سيدنا محمدًا ﷺ في أهل بيته»، مؤكدًا أن الصحابة الكرام كانوا يدركون مكانة آل البيت وعظيم حقهم.