من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟، أمر شائع بين رواد المواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، فـ من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟، وكم مرة انشق صدر النبي محمد؟ وكيف تمت تهيئة النبي للإسراء والمعراج؟

من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب منه التوبة؟

وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ضمن حديثه عن شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم: في التراث الإسلامي أشياء تُفهم هذا المعنى، هل يمكن لأحد أن يرحم إبليس؟ روي أن موسى عليه السلام لقيه إبليس فقال له : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما ،وأنا خلق من خلق الله أذنبت وأريد أن أتوب ،فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي.

فقال موسى : نعم. فلما صعد موسى الجبل وكلم ربه عز وجل وأراد النزول قال له ربه : أد الأمانة. فقال موسى : يا رب عبدك إبليس يريد أن تتوب عليه .فأوحى الله تعالى إلى موسى : يا موسى قد قضيت حاجتك ، مره أن يسجد لقبر آدم حتى يتاب عليه. فلقي موسى إبليس فقال له : قد قضيت حاجتك ، أمرت أن تسجد لقبر آدم حتى يتاب عليك. فغضب واستكبر وقال : لم أسجد له حيا أسجد له ميتا. [إحياء علوم الدين]

وبين أن شق الصدر الشريف لسيد الخلق ﷺ مرتين مرة وهو في بني سعد عند مرضعته حليمة ، ومرة قبل الإسراء ، –وقيل أن شق الصدر وقع ثلاث مرات؛ المرة الثالثة عند المبعث ،عن ميسرة أنه قال له متى وجبت لك النبوة يا رسول الله ؟ فقال: وآدم مجندل في طينته -.

ما الفرق بين التوبة والاستغفار ؟ دار الإفتاء تجيب أريد التوبة وفتح صفحة جديدة مع الله فماذا أفعل.. أزهري يوضح

وأضاف: شق الصدر يتكلم عنه علماء المسلمين بأنه تهيئة لهذا الطفل الوليد ليتحمل الجهد البليغ الذي عليه، فقد كان قيام الليل فرضًا عليه وليس نافلة كما هو في حقنا، وفي الصيام الذي كان يصومه حتى إنه كان يصل بين يومين ويقول: «إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني» ، ورحلة الإسراء والمعراج مجهدة للغاية، لأن طبقات الجو فيها ضغط، وهذا الضغط المفروض إن الجسم البشري لا يتحمله ، فكيف يتحمل هذا؟ ثم في الوحي كان إذا نزل عليه الوحي وهو على دابة -جمل قوي-، الجمل ينخ من ما يحدث في جسده من تلقّي الوحي، إذًا هذه عملية مجهدة للغاية، ولذلك كان شق الصدر.

وأضاف: في بعض الروايات أن شق الصدر كان هدفه نزع نصيب الشيطان من قلبه، والناس تفهم هذه العبارة على ظاهرها كأن قلب رسول الله فيه جزء مثل ما هو موجود عندنا يعني تسمع للشيطان وكذا إلى آخره، لكن أهل الله قالوا : لا ليس معناها هكذا لأن قلبه كله رحمة، وهذا هو الجزء من الرحمة الذي كان يخص الشيطان، يعني لو لم يتم نزع هذا الجزء كان الرسول سيرحم الشيطان، فأخرج الله من قلبه الرحمة لمن لم يرحمه الله سبحانه وتعالى، لأن الله الحكيم لم يرحم إبليس بعد كل طغيانه هذا.

وشدد: لا فائدة {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34] إذًا سيدنا النبي ﷺ بقلبه الرحيم كان ممكن يحصل معه هكذا فنزعوا له نصيب رحمته لإبليس ، فبقى كل قلبه رحمة باستثناء ما يخص إبليس فكان كاملًا مكمّلًا.

وأكمل: فشق الصدر له فوائد كثيرة، منها طهارته ﷺ ظاهرًا وباطنا، فكان ﷺ طاهرًا بكله ؛ عرقه طاهر، ودمعه طاهر، ودمه طاهر، كله طاهر، وهكذا كان شأن الأنبياء.

تهيئة النبي للإسراء والمعراج

حدثت مرة أخرى تهيئة لسيدنا النبي ﷺ لهذا الحدث الجلل الإسراء والمعراج ؛ لأنه سيخترق السماء، واختراق السماء لا يتناسب مع الجسد البشري، فلابد من إعداد خاص، وسيرقى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى البيت المعمور، ثم إلى العرش.

وهذا شيء لا يتحمله البشر المعتاد قبل التهيئة، فكان لابد من تهيئة ذلك الجسد الشريف لهذا الحدث الجلل.

فحدث حادث آخر لشق الصدر، فجاءت الملائكة، وشقت صدره الشريف، مثل ما حدث له وهو صغير؛ تهيئةً لتنزل الوحي وللنبوة.

واختتم قائلا: «الناس الماديون يقولون لا أحد يستطيع أن يرقى في مراقي ومعارج السماء بهذا الجسم ، يجب أن يلبس أشياء تقيه الضغط، وهناك مرض اسمه "مرض الصندوق"؛مرض الصندوق أن تعرق دمًا، وهذا يأتي عندما تصعد في السماء بدون تهيؤ، وبدون لبس مخصوص، فيحصل مرض الصندوق. فكان ولابد أن يتهيأ هذا الجسم الشريف الْمُنِيف لهذه الرحلة العجيبة التي تحتاج إلى مزيد استعداد».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التوبة الدكتور علي جمعة

إقرأ أيضاً:

دق الصدر.. «توقعا للذكر الجميل»

كثير من الناس يقتّرونَ على أنفسهم في مساحة الحرية المتاحة لهم، وهم بذلك يعادون أنفسهم؛ أكثر من التصالح معها، ويتحملون تبعات هم في غنى عنها، فالتبني لأفعال وممارسات بالإنابة عن الآخرين، أو لأجل «خاطرهم» ليس أمرا هينا؛ إطلاقا؛ ولا أتصور أنه من الحكمة أن يضع أحدنا مكان الآخر في القيام بخدمة ما، دون أن يشعرنا الآخر بأنه يحتاج منا ذلك بصورة مباشرة، بل في ذلك حمل معنوي غير منكور، وفي ذلك إلزام للنفس من غير طلب من طرف ثان، في الوقت الذي مطالب من الفرد أن يتخفف من الأعباء تجاه الآخرين؛ حتى يستطيع أن يعيش آمنا مستقرا في المساحة الزمنية المتاحة له، وإدخال مسألة التوقع للذكر الجميل من الآخرين مقابل «دق الصدر» ليست بتلك الأهمية مقابل العبء المادي والمعنوي المتوقع للقيام بالمهمة، فالناس مهما بالغت في قسوة نفسك لإرضائهم، فلن يحتفلوا معك في كل مشروعاتك هذه التي تُحَمِّلُ نفسك لأجل «خاطرهم»، فضربات الكف للتصفيق لك، لا تلبث أن تذروها الرياح مع أول محطة للفشل عندك، وقد تتجه بوصلة الاهتمام بآخرين- وينزلونهم المنزلة المباركة- كما كان الحال عندك، وبدلا من أن يستحضر هؤلاء الآخرون لـ«دقات صدرك» لأجلهم في زمن ما، يغتالون لحظات التصافي هذه، ويذهبون سريعا إلى حيث استنساخ أخطائك، وهفواتك، وحالات ضعفك التي كانت، مع أن ما كان يفترض؛ أن أطواه النسيان، وأصبح من الماضي، ويفترض كذلك ألا يحاسب الإنسان على ماضيه، فهو مولود ليومه.

والصورة هنا؛ لا تحتاج إلى طرح أسئلة محددة، فهذا نوع من الممارسة الفطرية، الموسوم بها البشر لكلا الطرفين (الذي يدق صدره/ والموعودون بالنتائج)، فالكائنات الأخرى لا تقدُمُ على هذا النوع من السلوك «تبني المبادرة» إلا في حالة الرغبة الجامحة لإرواء الغريزة، وبعد أن ينكفئ سعار الغريزة تهدأ، وتظل رابضة ما بين عرائنها؛ التي تحسبها آمنة، ولو في لحظة الاسترخاء تلك، صحيح أن للإنسان محفزات كثيرة، بخلاف الكائنات الأخرى، منها: الطموح؛ والرغبات؛ والأطماع؛ وتجدد الآمال؛ وتباينات المواقف، والمحاككة، والحسد؛ والمنافسة- خاصة غير الشريفة- والتحايل على ما هو متفق عليه وغيرها الكثير مما تجيش به الأنفس، وبالتالي فهذه المحفزات تدفع بالفرد لأن يجازف بالكثير مما يملكه: عمره، راحته، قناعاته، مواقفه، قيمه السامية (الصدق، الأمانة، الشجاعة، الإيثار) ويأتي ذلك كله لضعف يعانيه، ولقصور في الرؤية، وكما يقول أبو نواس: «قل لمن يدعي في العلم فلسفة.. حفظت شيئا وغابت عنك أشياء».

فـ«دق الصدر» مشكلة عدد غير قليل منا، نظهر للآخر أننا قادرون على تلبية ما يريد، وفي الوقت نفسه لا نملك مقومات أو مفاتيح، أو طرق ما نحن مقدمون على الالتزام به أمام الآخر، فنقع في فخ العاجز، المحرج، الذي لا يملك من الأمر شيئا سوى تلك «الفزعة» الآنية أمام الآخرين، والخوف عندما تتلبس النفس الشعور في تلك اللحظة لمجرد الثناء، والإشادة فقط، ولكي يقال: «والله فلان والنعم فيه» والخوف الأكبر عندما يعي «فلان» وعيا حاضرا أنه ليس بمقدوره أن يفعل أي شيء في الأمر ذاته المستنجد له للحصول عليه، أو إتمامه، والخوف هنا ليس فقط لأن الأمر لم يتم، وإنما مجموعة التداعيات السلبية المتوقعة على الشخص، واتهامه بالكثير من الصفات السيئة في حالة عجزه، مع أن عدم تبنيه للأمر ذاته وسكوته بيده، وبكامل قواه العقلية، فما الذي يجعله يقفز من حالته الحرة إلى مستنقع الإلزام؟ وكما يقال في القاعدة: «من ألزم نفسه شيئا ألزمناه إياه».

مقالات مشابهة

  • من فاتته الكثير من الصلوات وعجز عن ترتيب أكثرها.. كيف يرتبها في القضاء؟.. الشيخ “عبدالله المنيع” يوضح
  • سنة مهجورة كان يفعلها النبي بعد الانتهاء من الضيافة.. احرص عليها
  • دعاء التوبة من الذنب.. «اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة»
  • الانتصار لغزة عزة
  • مجاعة غزة وحصار شعب أبي طالب
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • تلبيس إبليس
  • «أزهري» يوضح 7 مبطلات للصلاة.. «احذر الوقوع فيها»
  • نساء في حديث خاص لـ (الأسرة): الولاية إكمال للدين وإتمام النعمة لأمة محمد وغلبة وفلاح للموالين
  • دق الصدر.. «توقعا للذكر الجميل»