وائل الدحدوح يودع فردا جديدا من عائلته في عام الحزن: ما أصعب أن تتكالب الهموم
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – نعى رئيس مكتب قناة "الجزيرة" في قطاع غزة، وائل الدحدوح، فردا جديدا من عائلته في العام الذي وصفه بـ"عام الحزن".
وكتب الدحدوح عبر صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي: "ما أصعب أن تتكالب الهموم والأوجاع والأحزان على قلب المرء وحياته دفعة واحدة وما أصعب أن يكون من بين ذلك أوجاع الفقد التي تتناوشنا من كل جانب في عام الحزن".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي غزة
إقرأ أيضاً:
وداعًا آية .. تسمم طالبة يخلق حالة من الحزن تخيم على العسيرات
في أحد الأيام الهادئة بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، تسللت المأساة بهدوء إلى منزل عائلة "عبد الله" الصغيرة، لم يكن صباح ذلك اليوم مختلفًا عن غيره؛ أصوات العصافير تملأ الأجواء، والأطفال يمرحون في الخارج، بينما كانت "آية"، الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا، تجهز نفسها ليوم جديد.
كانت "آية" كعادتها فتاة مليئة بالحياة، تحب الضحك والمزاح، وكانت تُعرف بين أصدقائها برقتها وحبها للدراسة، في تلك الليلة التي سبقت الحادثة، اجتمعت العائلة على العشاء، ودار الحديث عن أحلام "آية"، التي كانت تتمنى أن تصبح معلمة لتساهم في تعليم الأطفال من قريتها.
بعد تناول الطعام، لم تشعر "آية" بأي شيء غير طبيعي، الطعام كان معدًا مسبقًا، لكنه تُرك خارج الثلاجة بسبب انقطاع الكهرباء، ولم يخطر على بال أحد أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة لها بينهم.
مع بزوغ فجر اليوم التالي، بدأت "آية" تشكو من آلام شديدة في بطنها، حاولت والدتها، "نفيسة"، التخفيف عنها بطرق تقليدية، لكن الألم لم يهدأ.
شعرت العائلة بالقلق عندما بدأت حالتها تتدهور، فقرر والدها نقلها إلى مستشفى سوهاج الجامعي الجديد، حيث استُقبلت في حالة حرجة.
في المستشفى، كان الأطباء يحاولون إنقاذها، لكن التسمم كان قد انتشر في جسدها، كانت "آية" تتألم بينما تمسك بيد والدتها، تُخبرها أنها تخشى الموت ولم تكن مستعدة للرحيل.
ضمن "حياة كريمة".. 3204 مشروعات بتكلفة تجاوزت 50 مليار جنيه بالمنيابدء أعمال استكمال تطوير كورنيش كفر الزيات لتحويله لوجهة حضاريةتسمم طالبة في سوهاجحاولت "نفيسة" طمأنتها، لكن قلب الأم كان يعلم أن الأمر خطير، بكلماتها الأخيرة، نظرت "آية" لوالديها وقالت: "خلي بالكم من بعض.. أنا بحبكم" ثم أغمضت عينيها إلى الأبد.
داخل المنزل، ساد الصمت المطبق. لعبت الدموع دورها، حيث جلس الوالد "عبد الله" في ركن الغرفة، يحدق في صورة ابنته التي كانت تحمل أحلامها، أما "نفيسة"، فكانت ترتب سرير "آية"، وكأنها تنتظر عودتها من الخارج.
في تقرير مفتش الصحة، كُتب أن الوفاة كانت نتيجة "هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية" بسبب تناول طعام فاسد، لكن ذلك التقرير لم يستطع أن يصف حجم الألم الذي حلّ بالعائلة.
وفي جنازتها، اجتمع أهل القرية في مشهد مهيب، يحملون النعش وسط دموع الأصدقاء والجيران، حكت إحدى صديقاتها: "آية كانت بتحب الحياة، عمرها ما زعلت حد.. إزاي تسيبنا فجأة كده؟"
ترك رحيل "آية" أثرًا لا يُمحى في قلوب والديها وجميع من عرفوها. وباتت قصتها تحذيرًا لكل من يترك طعامًا دون حفظ، ولتذكير الجميع بأن الحياة قد تنقلب رأسًا على عقب في لحظة.