دمشق-سانا

كتاب “قراءات مؤتلفة في قصائد مختلفة دراسات أسلوبية في شعر عادل ناصيف” للشاعر والناقد الدكتور وليد العرفي يسلط الضوء على تجارب الشاعر ناصيف التي لم يسبق لها من قبل أن تعرضت للدراسة والتحليل.

وأشار الدكتور العرفي في كتابه منذ البداية إلى أهمية العناوين التي اعتمدها الشاعر في نصوصه ومدى ارتباطها معنوياً ودلالياً في النص كأساس لانطلاق القصيدة وتنبيه المتلقي إلى معانيها.

ورأى العرفي أن الشاعر ناصيف منذ بدايته في القصيدة كان قادراً على توثيق العلاقة بين النص والمتلقي للقصيدة وتماسك المعاني فيها حول الحدث.

وأوضح الدكتور العرفي مسألة علاقة الشاعر بالزمن ويقظة الوجدان التي تبدو خلال تعامل المتلقي مع قصائده، مبيناً أن نصوصه تشكل عاملاً تحريضياً وخاصة في طرحها لقضايا المرأة.

والشاعر ناصيف حسب الدكتور العرفي تمكن من ظاهرة الالتفات والانتقال من صيغة لصيغة والإسقاط التاريخي على الحوادث في الواقع والالتفات إلى مستوى البلاغة والأسس الفنية للنصوص.

وبين العرفي أن الوطن في شعر ناصيف هو معادل موضوعي موجود في نصوصه وفي بوحه ووقوفه على كثير من المواضيع، إضافة إلى استخدام دلالات المكان الرمزية كإشارات جمالية يصل من خلالها إلى حب أرضه ووطنه.

وكان في نصوص الشاعر ناصيف رصد كبير للشهادة واستذكار كل ما يجري، كما جاء في قصيدة تدمر تستعيد صباها وقوله فيها:

كنخلة تدمر وقفوا صلابا

وما ارتجفت لهم هام وجيد

وخالد خالد ركب المنايا

سليل المجد جبار عنيد.

كما وقف الناقد الدكتور العرفي عند محطات أخرى في شعر ناصيف كالطفولة والإصرار على البقاء في الوطن وتفسير الدلالات المعنوية التي ذهب إليها.

وفي مقدمته لفت الناقد الدكتور جودت إبراهيم إلى أن الشاعر ناصيف وصل إلى مرحلة متقدمة في كتابة الشعر فلمع نجمه منذ نعومة أظفاره وجمع بين التربية والصحافة والشعر وعكس الواقع بأنواعه ليذهب إلى التاريخ موثقاً الحاضر بما فيه من تناقضات.

مدير دار جهات للنشر والتوزيع ناشر الكتاب الشاعر جهاد الأحمدي قال: إن عادل ناصيف من أهم الشعراء المعاصرين، لهذا ساهم في الكتابة عنه نقاد وأدباء على غاية من الأهمية، مثل الدكتور وليد العرفي والدكتور جودت ابراهيم فهو موهوب بالفطرة وأغنى موهبته بثقافات متنوعة ليقدم ما لديه بجدارة.

يذكر أن الدكتور العرفي شاعر وناقد ودكتور في الدراسات اللغوية بجامعة تشرين، من مؤلفاته في الشعر ديوان “ويورق الحرف ياسمينا ورأيت خلفي جثتي” وفي النقد “أطياف موشور الرؤيا ومرآة الشعر ستائر المعنى”، شارك في العديد من المهرجانات والأنشطة، وشغل عدداً من المناصب التربوية والأدبية.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: فی شعر

إقرأ أيضاً:

رحيل الرومي الشاعر الصوفي الشهير في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر (كانون الأول) عام 1273م توفي الشاعر والفقيه الصوفي جلال الدين الرومي، وهو من مواليد 1207 وتعود أصوله للفارسية، وقد عاش في تركيا، وعرف بالرومي لأنه قضى حياته في بلخ بالأناضول أيام سيطرة الروم السلاجقة.

وعقب وفاة الرومي أسس ابنه "الطريقة المولوية" الصوفية التي تعرف بدراويشها ورقصهم الروحاني الدواري على أنغام وأشعار كتبها جلال الدين الرومي، ومن أشهر كتبه المثنوي المعاني، الذي اشتمل على قصائد فارسية بحدود ألف بيت يعتبرها النقاد من أجمل ما كتب في "العشق الإلهي والصوفي".
تعلم جلال الدين الفقه والعلوم الدينية من والده، ثم تأثر بالشيوخ أثناء إقامته في دمشق والأناضول وبغداد، ومنهم الترمذي، ومحي الدين بن عربي، وغيرهم.
وعندما توفى والده تولى إعطاء الدروس والموعظة للناس، ثم رحل إلى الشام طلبا للعلم والفقه، ثم رجع إلى قونيا وواصل تقديم الموعظة والإرشاد لاتباعه وتلاميذه فلقبوه بأسد المعرفة، ومولانا، وإمام الدين والشريعة، وسلطان العارفين لنبوغه الفكري والفقهي.
ربطته صداقة قوية مع أستاذه الروحي الشاعر الفارسي شمس الدين التبريزي الذي عاش معه سنين عديدة في بيت واحد، فتأثر به كثيرا وتحول إلى التصوف الفلسفي بعد تجربته بالعلوم الفقهية والشرعية.
تحث فلسفته الصوفية على التسامح ونبذ الطائفية، لذا حمل نعشه أشخاص من عدة ملل (فرس وأتراك وعرب وسلاجقة روم) إلى القبر جوار والده، وسمى أتباعه هذه الليلة "العرس" وما زالوا يحتفلون بها إلى اليوم.
ترجمت أشعاره وأفكاره إلى العربية على يد العديد من المترجمين والأدباء منهم الأديب عيسى العاكوب وقبله الشيخ الصاوي الشعلان ومحمد كفافي وحسين مجيب المصري ومحمد إقبال وغيرهم.
وعند وفاته كُتب على قبره "يا من تبحث عن مرقدنا شد الرحال.. قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال".
اهتم به الأمريكيون، خاصة عام 2007، بمناسبة مرور 800 عام على ميلاده، وبتلك المناسبة وزعت منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم ميداليات باسم الرومي وأعلنت أن "أفكار وآمال الرومي تكون جزءا من أفكار وآمال اليونسكو".
ويتجسد مفهوم الدين بنظر الرومي أنه لا يكره الحياة ولا يخاف الفن ولا ينبذ الفرح، بل هو دين التضامن ضد دعوة الموت بكل أشكالها، دين ليس ضد الطبيعة البشرية بل يحتفي بالمسرة والمحبة ويهتم تطهير القلب من الحقد ويجعله مفتاحا لطهارة الإنسان، ويثق برحمة الخالق وبقدرته على مسامحة الخطائين.
وللرومي عدة أعمال منها: الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر
مثنويه المعاني: وهي قصائد باللغة الفارسية، والذي يسميه بعض المتصوفة بالكتاب المقدس الفارسي، ويعتبره كثيرون من أهم الكتب الصوفية الشعرية، ويذكر البعض أنه كتبه بالعربية.
الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي؛ كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر، ويشتمل على أكثر من 40 بيتا في الشعر و50 قصيدة نثرية.
الرباعيات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة إسطنبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعية، أي 3318 بيتاً.
كتاب فيه ما فيه: وهو كتاب يحتوي على 71 محاضرة ألقاها الرومي على صحبه في مناسبات مختلفة، وهو من تجميع مريديه وليس من كتابته هو.
المجالس السبعة: وهو تجميع لمواعظ ومحاضرات ألقاها، عن القرآن والحديث الشريف. وتتضمن أشعار فريد الدين عطار وأشعار الرومي نفسه.
الرسائل: وهي رسائل كتبها بالفارسية والعربية إلى مريديه ومعارفه ورجال الدولة وهي تدل على اهتمام الرومي وانشغاله بمعارف مريديه.
أثرت مؤلفات جلال الدين الرومي تأثيرا كبيرا في الأدب الفارسي والتركي والعربي والأردي، كما أثر في التصوف، وتمت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى اللغات العالمية المعاصرة ومن ضمنها اللغات الأوربية، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.
ومن تأثيره في الثقافة الحديثة والمعاصرة، أن واحدة من أبرز وأشهر الروايات الحديثة استمدت أحداثها من السيرة الذاتية للصوفي الشهير، وهي رواية (قواعد العشق الأربعون) للكاتبة التركية أليف شافاق، وتدور أحداث الرواية في خطين متوازيين أحدهما يدور حول علاقة الصداقة التي ربطت بين جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، كما تبرز الرواية جانباً من تعاليم وأفكار الرومي الصوفية، وقد صدرت الرواية في عام 2010م وحققت نجاحاً مدوياً حيث وصل عدد النسخ المبيعة منها في تركيا إلى أكثر من مليون نسخة، وفي الأعوام التالية تم ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات الحية، وتصدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في معظم دول العالم.

مقالات مشابهة

  • دراسات جديدة تكشف كيفية بناء الأهرامات.. لغز عمره 4 آلاف سنة
  • الاستسلام عار!
  • العرفي: حوار موسّع وتمكين الليبيين شرط لنجاح المبادرات الأممية
  • العرفي: خطاب الدبيبة يُعيق مبادرة ستيفاني خوري لإطلاق حوار سياسي موسع
  • العرفي: إعلان الدبيبة رفضه تسليم السلطة يعرقل جهود ستيفاني لإطلاق حوار سياسي
  • وليد جنبلاط إلى سوريا؟
  • رحيل الرومي الشاعر الصوفي الشهير في مثل هذا اليوم
  • خلال جولته بالغربية.. وزير التعليم يحضر حصة دراسات ويشيد برسم الخرائط بالكشاكيل
  • دانييلا رحمة تكشف تفاصيل خاصة عن زواجها من ناصيف زيتون
  • زراعة النواب تصدر توصيات بإعداد دراسات لملف الاستثمار الزراعي في الدول الإفريقية