تراخيص المنشآت الطبية الخاصة والتعنت فى تجديدها.. أزمة جديدة تشهدها نقابة الأطباء هذه الأيام، وما زاد من هذه الأزمة تدخل شركات خاصة للوساطة بين الطبيب الذى يريد استخراج ترخيص لعيادته الخاصة وبين نقابة الأطباء.

الأزمة بدأت عندما تقدم الدكتور أحمد علي عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ومقرر لجنة المنشآت بطلب إلى هيئة مكتب النقابة للمطالبة بالاكتفاء ببيان التجهيزات وكروكي للمنشأة الطبية الخاصة موقّع عليه من الطبيب المتقدم لتسجيل المنشأة بالنقابة.

وتضمن طلب مقرر لجنة المنشآت، التزام النقابة بإصدار شهادة تسجيل المنشأة خلال عشرة أيام من تاريخ استيفاء أوراق المنشأة.

وأوضح، أن هيئة المكتب قررت في اجتماعها المنعقد الثلاثاء 9 يناير الجاري الموافقة والاكتفاء بمراجعة النقابة الفرعية لأوراق المنشأة دون معاينتها، إلا أن بعض أعضاء مجلس النقابة العامة للأطباء قاموا بتجميد هذا القرار وتعطيل تنفيذه رضوخاً لاعتراض النقابات الفرعية "حسب قوله".

وقال مقرر لجنة المنشآت: إن هيئة مكتب النقابة العامة للأطباء اجتمعت مرة أخرى مع النقابات الفرعية للأطباء، مؤكدا أن معظم النقابات الحاضرة وافقت على إلغاء معاينة النقابة الفرعية للمنشآت الطبية الخاصة قبل تسجيلها والاكتفاء بمعاينة مكتبية بمراجعة المستندات وإقرار الطبيب على صحتها.

لافتا إلى أن هذا القرار يسهل ويسرع من تسجيل المنشأة الطبية بالنقابة ليتبقى ترخيصها في العلاج الحر، مشيراً إلى أن النقابات الفرعية تعهدت بإرسال مستندات التسجيل مستوفاة إلى النقابة العامة التي تعهدت لجنة المنشآت بها بإصدار شهادة تسجيل المنشأة خلال ١٠ أيام من وصول الطلب مستوفى إليها.

وأشار إلى أنه قبل هذا القرار كان المعتاد أن تقوم النقابة الفرعية للأطباء بمعاينة واقعية للمنشآت الطبية المختلفة قبل إرسال الأوراق إلى النقابة العامة للأطباء لتسجيل المنشأة وهذا يستغرق وقتاً طويلاً ومشقة على الطبيب صاحب المنشأة وعلى العاملين بالنقابة الفرعية، مشيراً إلى أن هذه المعاينة ليست لازمة في قانون المنشآت الطبية الخاصة الذي اختص مديرية الصحة بالمحافظة بإجراء معاينة المنشأة والزامها بها كشرط للترخيص، مؤكدا أن هذه الإجراءات البيروقراطية واستغراق وقت طويل في تسجيل المنشأة بالنقابة ثم الترخيص بالعلاج الحر بمديرية الصحة، فتح مجالاً لخلق شركات الوساطة في الترخيص التي استغل البعض منها الأطباء وابتزازهم مالياً مما جعل من هذه الشركات مافيا مرعبة، مضيفاً أن التطوير الذي شهدته لجنة المنشآت بنقابة الأطباء والتسهيلات التي قدمتها وتقدمها للأطباء، جعلت مافيا شركات الوساطة تحارب النقابة لإفشال تطوير منظومة تسجيل المنشآت الطبية بنقابة الأطباء مما دعا هذه الشركات إلى توجيه إنذارات قضائية بمئات الملايين ضد نقابة الأطباء في محاولة منها للعودة الجمود والبيروقراطية في إجراءات تراخيص المنشآت الطبية الخاصة، مؤكداً استمرار نقابة الأطباء في تذليل عقبات التراخيص.

وفى سياق متصل أشادت "حملة مصيرنا واحد" والتى تضم فى عضويتها عددا من أعضاء النقابات الطبية، بالإجراءات التي تتخذها النقابة العامة للأطباء في إطار تسهيل إجراءات تسجيل المنشآت الطبية الخاصة بنقابة الأطباء وهي الخطوة الأولى للحصول على ترخيص المنشآت الطبية من إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بقرار من محافظ الإقليم.

وأشارت إلى أن أحدث هذه التسهيلات هو إلغاء معاينة النقابة الفرعية للأطباء والاكتفاء بمراجعة مستندات التسجيل المقدمة من الطبيب وتحت مسئوليته.

وأكدت الحملة، أنه طبقاً للقانون رقم 51 لسنة 1981 وتعديلاته واللائحة التنفيذية له وتعديلاتها بالقرارين الوزاريين رقم 545 لسنة 1982 و284 لسنة 1985، فإن معاينة المنشآت الطبية الخاصة تكون من اختصاص مديرية الصحة بالمحافظة طبقاً للمادة 18 من اللائحة التنفيذية، ويكون ترخيص المنشآت الطبية من المحافظ المختص طبقاً للمادة 2 من القانون المشار إليه، وأن دور نقابة الأطباء الفرعية يقتصر على إرسال طلب التسجيل للمنشأة إلى النقابة العامة بعد التأكد من صحة البيانات المدونة بالطلب وأداء الرسوم المقررة بـ 100 جنيه للعيادة الخاصة و250 للعيادة المشتركة طبقاً للمواد 19 و20 و21 من اللائحة التنفيذية لقانون المنشآت الطبية الخاصة.

وطالبت الحملة النقابات الفرعية للأطباء عدم المغالاة في فرض رسوم مالية نظير إجراءات تسجيل المنشأة الطبية الخاصة، كما طالبت الأطباء بالتعامل المباشر مع نقابات الأطباء وعدم اللجوء إلى وسطاء لإنهاء إجراءات تراخيص المنشآت الطبية حتى لا يقعوا فريسة لابتزاز بعض الشركات الخاصة العاملة في هذا المجال.

ومن جانبه، أشار الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، إلى أن بعض النقابات الفرعية للأطباء مثل نقابتي أطباء الجيزة والقليوبية تفرض رسوماً مبالغاً فيها على الأطباء نظير إجراءات تسجيل المنشأة الطبية واستخراج المستندات النقابية، لافتا إلى أن تسجيل عيادة خاصة بمحافظة الجيزة يتكلف خمسة آلاف جنيه بينما رسوم التسجيل في القانون 100 جنيه.

وأكد أن هذه السياسات غير المسئولة لبعض مجالس النقابات الفرعية للأطباء وبعض أعضاء مجلس النقابة العامة للأطباء والتي تتبنى فرض رسوم طائلة على نظير خدماتها، ستؤدي إلى مزيد من اتساع الفجوة بين مجالس النقابات وأعضائها الأطباء، وستزيد من سطوة الشركات العاملة في تخليص تراخيص المنشآت الطبية الخاصة وابتزاز بعضها للأطباء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأطباء تسجيل المنشآت الطبية نقابة الأطباء النقابة العامة للأطباء تراخیص المنشآت الطبیة المنشآت الطبیة الخاصة النقابة الفرعیة بنقابة الأطباء تسجیل المنشأة نقابة الأطباء لجنة المنشآت إلى أن

إقرأ أيضاً:

هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم

مرَّ أكثر من 40 يوما على بدء الفصل الدراسي الثاني في الضفة الغربية. وفي حين تحاول وزارة التربية والتعليم في غزة إنقاذ العام الدراسي، يحرم طلاب مخيمات شمال الضفة المحتلة الوصول إلى مدارسهم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية "السور الحديدي" التي بدأت أواخر يناير/كانون ثاني الماضي بمخيم جنين، ومنه توسعت لتطال مخيمات طولكرم وطوباس.

وإلى بلدة برقين غرب مدينة جنين حيث منزل أقاربها، نزحت عائلة أشواق محمد الطالبة بالصف العاشر قادمة من مخيم جنين. وفي البلدة التي استقبلت منذ بدء "السور الحديدي" نحو 5 آلاف نازح من مخيم جنين، تمكَّنت أشواق من الالتحاق بمدرسة البلدة الحكومية، بعد قرار من مديرية التربية والتعليم في جنين، سمح للطلبة النازحين حضور الحصص المدرسية في الأماكن التي استقبلتهم.

وتقول أشواق إن حظها جيد لأنها استطاعت تجاوز الأسابيع الأولى للاقتحام وعدم دوامها بالمدرسة، وهو ما ساعدها في التعويض ومتابعة ما فاتها من المواد الدراسية كافة.

"السور الحديدي" الإسرائيلي دمر شوارع مخيم ومدينة جنين وعطل الحياة (الجزيرة) شلل تام

حال أشواق لا ينطبق على آلاف الطلبة المسجلين بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بالمخيم، والبالغ عددهم قرابة 1700 طالب، ممن أغلقت مدارسهم أبوابها منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد الأزمة بين أجهزة الأمن الفلسطينية والمقاومين داخل مخيم جنين.

وواجه الطلاب -الموزعون على 4 مدارس تابعة للأونروا داخل المخيم- صعوبة في انتظام الدراسة لنحو شهر، وأعلنت الأونروا حينها على لسان رولاند فريديتش مديرها بالضفة الغربية أن "التعليم بمخيم جنين أكثر القطاعات تضرراً بتلك الأحداث".
وأضاف فريديتش "يعيش مخيم جنين حلقة مفرغة من العنف، يجعله غير صالح للسكن أصلا، وقد أغلقت المدارس وتعطَّلت العملية التعليمية، مما يهدد مستقبل الطلبة بالمنطقة".

ومع دخول الفصل الدراسي الثاني، أجبرت إسرائيل الأهالي على النزوح من منازلهم بالمخيم، وعزَّزت وجودها العسكري بمدينة جنين ومختلف أحيائها، وفرضت حالة من عدم الاستقرار الأمني والخوف بين الناس، ودمَّرت البنية التحتية، وأعادت رسم خارطة المخيم الجغرافية، مما أصاب القطاعات الحيوية في المدينة ولا سيما التعليم بشلل شبه تام.

إعلان

ولم يفتتح الفصل الثاني بمدارس المدينة كافة، وخاصة مدارس المخيم الذي أخلي من ساكنيه وتحول إلى كتلة من الدمار والركام.

وفي "جمعية الكفيف" بمدينة جنين حيث نزحت المواطنة سلسبيل وعائلتها وعدد من أقاربها، تقول إن لديهم 5 أطفال ضمن المرحلة الأساسية قد حُرموا الدراسة منذ نزوحهم من المخيم في اليوم الثالث من الاقتحام الإسرائيلي.

وتضيف سلسبيل أن محاولات المدارس بالتعويض عبر حصص الكترونية "غير مجدية" لأن النازحين لا يملكون أجهزة حاسوب.

الاقتحام الإسرائيلي المستمر يحول دون مواصلة العملية التعليمية بمدينة جنين (الجزيرة) مخطط إسرائيلي

من جانيه، يقول محافظ جنين كمال أبو الرب إنه -ووفق آخر إحصائيات مديرية تربية جنين- فإن قرابة 15 ألف طالب وطالبة لا يستطيعون الوصول إلى مدارس المدينة والمخيم، ناهيك عن حوالي 6 آلاف من الطلبة الجامعيين من "فلسطين 48" الملتحقين بالجامعة العربية الأميركية في جنين، وذلك بسبب منع الاحتلال مرورهم عبر حاجز الجلمة إلى المدينة.

ويضيف أبو الرب للجزيرة نت أن التعليم أكثر القطاعات حساسية بمستقبل الفلسطينيين بشكل عام وجنين خاصة، وأن إسرائيل عبر عدوانها تسعى لضرب هذا القطاع وتقييده، وإيصال رسالة للمواطن أنه "محروم" من أبسط حقوقه المكفولة بكل المواثيق الدولية.

ويتابع المسؤول الفلسطيني "هذا مخطط إسرائيلي لشلِّ حياة المواطنين هنا، وإقناعهم أنه لا مستقبل لهم، ولا لأولادهم".

وذكر أنه وفي الاقتحامات السابقة أصر الاحتلال، وفي كثير من المرات، على اقتحام المدينة والمخيم أوقات دوام المدارس، وحاصر الطلاب داخل مدارسهم، ولساعات طويلة "وكنّا نحاول التنسيق لإخراج الطلبة من مدارسهم، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والارتباط الفلسطيني".

ولم يقتصر الأمر على الاحتجاز داخل المدارس -حسب المحافظ- بل أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع على كثير من المدارس، واقتحموها، كما حدث بمدرسة قباطية الأساسية جنوب جنين، وأطلقوا الرصاص الحي صوب مدارس أخرى أثناء وجود الطلبة فيها، وجرَّفوا الشوارع المؤدية لبعض المدارس، كما جرى في الحي الشرقي بجنين.

إعلان

وقد قتلت إسرائيل خلال عملية "السور الحديدي" المستمرة حتى الآن 3 طلاب في محافظة جنين وحدها، آخرهم إسماعيل أبو غالي (17 عاماً) الطالب بالمرحلة الثانوية، بعد محاصرة منزل في الحي الشرقي من المدينة.

آثار جرافات الاحتلال بشارع المدارس في الحي الشرقي (مواقع التواصل) محاولات العودة

وكان صادق الخضور، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم بفلسطين، قال في تصريح صحفي إن هناك تزايدا في نسبة "الفاقد التعليمي" بشكل مقلق في عدد من مدارس مدن شمال الضفة، وإن العملية التعليمية خسرت 15 يوما تعليميا في الفصل الدراسي الأول بفعل انتهاكات الاحتلال.

وأوضح الخضور أن نحو 90 مدرسة من مدارس طولكرم وجنين تحول الدوام فيها إلى النظام الإلكتروني (عن بُعد) لافتا الى أن الوزارة كانت تخطط لاستثمار عطلة بين الفصلين لصالح تعويض الطلبة "لكن عدوان الاحتلال عطَّل خطة التعويض".

ولا يقتصر "الفاقد التعليمي" -حسب الخضور- على ما يفوت الطلبة من حصص، بل هناك تداعيات نفسية تقع على الطلبة والمدرسين لا يمكن إهمالها، ومواد تعليمية يصعب إنجازها، وخاصة لدى طلبة الصفوف الأساسية، وأن التعطيل المتكرر للدوام يفقد الطلبة جزءا كبيرا من المادة التعلمية التي يجب إنجازها.

وأكد الخضور أن اللجوء للتعليم الالكتروني في بعض المدارس خلال الظروف الراهنة "غير مجد" لكنه "الخيار الوحيد المتاح حاليا ولا بديل عنه".

ووفق مصادر للجزيرة نت، توجد خلافات بالحكومة الفلسطينية حول عودة الدوام الوجاهي للطلبة بجنين، إذ تحاول وزارة التربية إصدار بيان لعودة الدراسة خلال الأسبوع القادم، وفق برنامج طوارئ وبواقع 3 أيام أسبوعيا في حين يعارض المحافظ خشية على سلامة الطلبة خاصة في ظل الاقتحامات المستمرة.

مقالات مشابهة

  • لقاء موسع لأعضاء اللجان الفرعية لحماية الطفل بالبحيرة لمواجهة العنف المدرسي
  • فاكهة شهيرة تحارب السرطان وتحمي قلبك.. لا تهملها
  • يوم الطبيب.. رسالة خاص لـدكاترة مصر من النقيب العام هذه فحواها
  • قرار مفاجئ لوزير الصحة يلزم شركات الحراسة داخل المستشفيات بأداء “السميك”
  • نقيب الأطباء: طالبنا بأن تقتصر عقوبة الحبس على الخطأ الطبي الجسيم الناتج عن الإهمال
  • أبو شقة يشدد على ضرورة حماية الملكية الخاصة وتيسير إجراءات تسجيل العقارات
  • مجلس الشيوخ يناقش حماية الملكية الخاصة وإجراءات تسجيل العقارات
  • وكيل الشيوخ يطالب بتشريعات تتضمن تحديثًا لنظام تسجيل العقارات
  • هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم
  • محافظ أسوان يطلق مبادرة عاجلة لحل أزمة نقص الأدوية في صيدليات التأمين الصحي