فول الغلابة في خطر.. و90% حجم استيراد العدس
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
ألقت الظروف الاقتصادية الطاحنة بظلالها القاتمة على أسعار السلع الغذائية بشكل عام، والبقوليات بشكل خاص وذلك في أعقاب الأزمات الاقتصادية المريرة التي مر بها العالم في الآونة الأخيرة، وتبعاتها بداية من أزمة كورونا في عام 2020 ومرورًا بالحرب الروسية- الأوكرانية عام 2022، ثم العدوان الإسرائيلي في غزة، والذي بدأ بالسابع من أكتوبر 2023 والمتواصل حتى وقتنا هذا.
كل هذا ألقى بظلاله على البقوليات والتي ارتفعت أسعارها للضعف تقريبًا في بعض الأصناف، فيما شهد البعض الآخر زيادة ليست بالهينة على المواطن البسيط، ومحدودي الدخل، وذلك مقارنة بسعر السلع الغذائية من البقوليات خلال آخر ثلاثة أشهر.
وبالتزامن مع الزيادة الكبيرة في أسعار البقوليات مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك حيث يؤمن المواطن احتياجاته من السلع الغذائية ثارت حالة من القلق والخوف لدى المواطن المصري، وراود ذهنه عدة أسئلة، حول أسباب زيادة الأسعار.. وهل هي نتيجة غياب الرقابة التموينية؟ أم نقص المعروض؟ أم جشع التجار؟
تواصلت «الأسبوع» مع نقيب الفلاحين حسين صدام، بالإضافة إلى عدد من التجار، وأصحاب محلات البقالة، للوقوف على أسباب زيادة أسعار البقوليات، وإلى متى ستستمر؟ وما هي الحلول المقترحة؟
في البداية قال حسين صدام نقيب الفلاحين: إن «البقوليات تعتبر هي البديل الأول للبروتين الحيواني كبروتين نباتي، وبسبب ارتفاع أسعارها اتجه الكثير من الأشخاص إلى تبديل البروتين الحيواني بالنباتي كالفول والعدس، وهناك إقبال شديد عليهما مع قلة المعروض، لأن في مصر تتم زراعة 3000 فدان من العدس، و120 فدانًا فقط من الفول».
وأضاف «صدام»: أن «الـ3000 فدان من محصول العدس لا تغطي سوى 10% من احتياجاتنا في مصر، ونستورد 90% من احتياجاتنا من العدس» مشيرًا إلى أن الفول والعدس تحديدًا هما غذاء المواطن البسيط والغلبان ولا بد من وضع حلول جذرية لوقف غلائهما.
وتابع: أن الـ120 فدانًا من محصول الفول لا تغطي سوى 20% من احتياجات الشعب المصري، وبالتالي نستورد 80% من احتياجاتنا من الفول»، لافتاً أن أي ارتفاع في الدولار أو تردي في العملة المحلية يسهم في النهاية إلى ارتفاع الأسعار بالصورة التي وصلنا إليها.
وواصل نقيب الفلاحين: «هناك عوامل أخرى ساهمت في ارتفاع لأسعار ولعل أبرزها الحروب والأزمات الاقتصادية العالمية، وآخرها الصراع في غزة، والتي أدت إلى ارتفاع سعر تكلفة النقل والتأمين، وبالتالي كل السلع المستوردة تكون مرتفعة السعر بشكل مبالغ فيه».
وأردف: الدولة المصرية تستورد حوالي 70% من مستلزمات الإنتاج الزراعي وبالتالي نحن الآن في أزمة حقيقة نتيجة ارتفاع الأسعار إلى جانب اقتراب دخول شهر رمضان الكريم والذي يتجه فيه الكثيرون إلى تخزين كميات كبيرة من هذه البقوليات مثل «الفول والعدس والفاصوليا واللوبيا»، وغيرها من السلع البقولية، لأنها مطلوبة بكثرة في رمضان، وأسعارها في تزايد مستمر.
واقترح صدام مجموعة من الحلول لحل الأزمة الراهنة في أسعار البقوليات، ومنها:
- استيراد كميات كافية لسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك.
- الرقابة على الأسواق لمنع الاستغلال والحصار.
- وضع السلع الإستراتيجية تحت التنظيم لمنع استغلالها.
- على المواطنين تخفيض الاستهلاك بقدر الإمكان، لأننا في أزمة اقتصادية حقيقية.
كما وضع «صدام» خطة مقترحة لحل أزمة البقوليات في مصر، وقال: على المدى الطويل يمكن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الفول والعدس بصورة سهلة، ولكن تحتاج إلى خطة مستقبلية وتوعوية، وتكمن في توفير حوالي 350 ألف فدان فول فقط للاكتفاء ذاتيًّا.
واستطرد: أننا نحتاج زراعة تعاقدية مع المزارعين وتحفيزهم، علاوة على وضع أسعار مناسبة بحيث يتم زراعة الفول وتوفير التقاوي والمبيدات المناسبة، والعدس يحتاج خبرة وتوعية، لأن مزارعي العدس قليلون في مصر مع ضرورة توفير التقاوي.
واستكمل نقيب الفلاحين: لا بد من وجود توسع في الأرض الزراعية لأن العدس والفول محاصيل شتوية وتنافس القمح كأهم محصول إستراتيجي في مصر وبالتالي لا يجب أن نجور على الرقعة الزراعية الموجودة.
وأنهى حسين صدام نقيب الفلاحين حديثه قائلاً: بالنسبة لارتفاع أسعار الفاصوليا واللوبيا فهما أسهل من الفول والعدس لأن هناك الكثير من البدائل ولكن ارتفاع أسعارهما يرجع إلى الاستغلال والاحتكار فهي سهلة التخزين من قبل التجار، ويتم تصدير هذه المحاصيل إلى الدول المجاورة وخاصة الدول التي يوجد بها نزاعات، وزيادة مساحات زراعة اللوبيا والفاصوليا سهلة ولكن في النهاية نحتاج إلى التوعية والإرشاد والرقابة.
من جانبه قال أحمد العطار أحد أصحاب محال البقالة: «من الصعب تحديد أي سعر في الوقت الحالي، والسبب يعود إلى أن أسعار البقوليات في تغير مستمر وتختلف ما بين وقت والآخر»، مشيرًا إلى أن هناك حالة من التذبذب في الأسعار وتفاوت كبير وغير مسبوق.
وأضاف العطار: نحن كفئة تجار لا نحقق مكاسب، فرأس المال يتآكل نتيجة عدم استقرار الأسعار، ونعاني أشد المعاناة من عدم ثبات الأسعار، فنحن نتمنى حدوث ثبات في الأسعار بأقرب وقت.
ونوه صاحب محال البقالة بأن نتيجة زيادة أسعار البقوليات بشكل كبير، وغير مصدق لدى الكثيرين، وبالتالي تحدث مشادات بيننا وبين الناس نتيجة اعتقادهم أن التاجر هو من يزيد في الأسعار، فعدم ثبات الأسعار أضر بالجميع سواء «المواطن أو التاجر».
ويرى أحمد العطار أنه بنسبة تقريبية وليست دقيقة من الممكن القول إنه خلال الثلاثة أشهر تمت زيادة الأسعار بنسبة 40٪ أو أكثر فهناك عدم ثبات في كل الأسعار وكل يوم في زيادة جديدة خاصة
أسعار البقوليات في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أنها أصبحت في غاية الغرابة، والتي جاءت كالتالي:
الأرز المصري بـ36 جنيهًا للكيلو.
العدس الأصفر بـ80 جنيهًا للكيلو.
الذرة بـ60 جنيهًا للكيلو.
الفاصوليا بـ 110 جنيهات للكيلو.
اللوبيا بـ110 جنيهات.
وعن الحلول المقترحة لأزمة نقص البقوليات وزيادة الأسعار، أكد العطار أن الحل في اعتقادي هو الاتجاه للزراعة والتصنيع وهما من سيوفران الدولار أو الحصيلة الدولارية والتي بدورها ستسهم في زيادة الإنتاج من خلال توفير مستلزمات الزراعة.
وتحدث العطار عن الأزمات في باقي السلع بعيدًا عن البقوليات قائلاً: "حاليًا بخاف أبيع زجاجة الزيت، لأن لما ببيع زيت دلوقتي بكرة يشتريه بسعر أعلى منه بكتير وفي هذه الحالة أكون خسران بنسبة 20% تقريبًا"، موضحًا أن الزيت من السلع التي ترتفع بشكل يومي.
وأضاف أن سعر كرتونة البيض تخطت الـ160 جنيهًا، وأقل كيلو لبن بـ 30 جنيهًا، كما ارتفعت أسعار الجبن بشكل كبير.
وناشد أحمد العطار المسؤولين في الدولة، والجهات المعنية بضرورة ضبط أسعار جميع السلع الأساسية قائلاً: إحنا داخلين على شهر رمضان المبارك وهذه السلع تعتبر سلعًا أساسية، وليست رفاهيات.
من جانبه قال محمود الشناوي صاحب محال بقالة آخر: "نحن كتجار مظلومين زي المواطن بعد زيادة أسعار السلع البقولية.. فالسعر اللي ببيع بيه النهاردة بشتري بيه بكرة ولذلك بضطر أغلي عشان أنا كمان هاخد ربحي عشان أعيش وأوفر مستلزمات المحال".
وأضاف الشناوي: "هامش الربح اللي باخده بدفع منه تكاليف البضاعة الجديدة اللي هي بتبقى غليت أصلاً، وبدفع عمالة وفواتير كهرباء وإيجار المحل، فبيبقى الربح تآكل".
وعن أسعار السلع البقولية ذكر "أنه من الصعب تحديد أي سعر في كل السلع لأن مفيش استقرار في السوق والمواطن الغلبان بيعتبر الغلاء ده جشع مني بس ده مش صح، وجاءت أسعار السلع البقولية في الوقت الحالي"، كما يلي:
سعر كيلو العدس تراوح ما بين 80 إلى 100 جنيه للكيلو.
سعر كيلو الفاصوليا واللوبيا وصلا إلى سعر 110 جنيهات.
سعر كيلو الفول تباين ما بين 55 إلى 60 جنيهًا.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارات الرقابة التموينية بمحافظات الجمهورية، بالتنسيق مع مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك ومديريتي الصحة والطب البيطري، تواصل التكثيف من الحملات التفتيشية والرقابية المفاجئة على الأنشطة التجارية المختلفة، وذلك للتأكد من التزام أصحابها بالاشتراطات التموينية ومراجعة تراخيصها، إلى جانب التأكد من وصول الدعم لمستحقيه، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال غير الملتزمين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار البقوليات العدس الفول أسعار البقولیات نقیب الفلاحین أسعار السلع من الفول ما بین إلى أن فی مصر جنیه ا
إقرأ أيضاً:
أسعار الدواجن والبيض بمحافظة الوادي الجديد اليوم الأحد
تشهد أسواق محافظة الوادي الجديد اليوم الاحد، استقرارًا نسبيًا في أسعار الدواجن والبيض، مع توفر كميات مناسبة لتلبية احتياجات المواطنين بكافة الأسواق ومنافذ البيع.
فيما يلي قائمة بأبرز الأسعار المتداولة:
أسعار الدواجن:
الفراخ البيضاء: يتراوح سعر الكيلو بين 90 و95 جنيهًا.
الفراخ الحمراء (الساسو): يتراوح سعر الكيلو بين 97 و103 جنيهات.
الفراخ البلدي: يبلغ سعر الكيلو حوالي 125 جنيهًا.
البط: يبلغ سعر الكيلو حوالي 127 جنيهًا.
البانيه: يبلغ سعر الكيلو حوالي 235 جنيهًا.
الأوراك: يبلغ سعر الكيلو حوالي 124 جنيهًا.
أسعار البيض:
كرتونة البيض الأبيض: يتراوح سعرها بين 150 و153 جنيهًا.
كرتونة البيض الأحمر: يتراوح سعرها بين 153 و155 جنيهًا.
كرتونة البيض البلدي: يتراوح سعرها بين 140 و145 جنيهًا.
وتشهد أسعار الدواجن والبيض في محافظة الوادي الجديد، اليوم السبت، تغيرًا متأثرة بعدة عوامل، أبرزها تكاليف النقل من المحافظات المنتجة، خاصة أن الوادي الجديد يُعد من المناطق البعيدة عن مراكز الإنتاج الرئيسية في الدلتا والصعيد. ورغم الجهود المبذولة لدعم الإنتاج المحلي من خلال التوسع في مشروعات الدواجن داخل المحافظة، إلا أن الاعتماد الكبير على النقل يؤدي إلى ارتفاع التكاليف مقارنة بالمحافظات الأخرى. وكذلك تغيرات العرض والطلب الموسمية، والظروف الجوية. وتعمل الجهات المختصة على استقرار الأسعار عبر توفير بدائل ودعم الإنتاج المحلي.
كما تلعب التغيرات الموسمية دورًا في تحديد الأسعار، حيث يزداد الطلب على الدواجن والبيض خلال المواسم والمناسبات مثل شهر رمضان والأعياد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مؤقتًا. في المقابل، تعمل الجهات المعنية على تنظيم الأسواق وضبط الأسعار من خلال متابعة سلاسل التوريد وتوفير بدائل مناسبة عبر المنافذ الحكومية والمبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تخفيف العبء عن المواطنين.