الأسبوع:
2025-01-25@01:09:31 GMT

ارتفاع جديد في حصيلة ضحايا حرائق الغابات بتشيلي

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

ارتفاع جديد في حصيلة ضحايا حرائق الغابات بتشيلي

ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات في وسط تشيلي - وفقا لآخر تحديث لدائرة الطب الشرعي - إلى أكثر من 112 شخصا على مدار 3 أيام كافح خلالها رجال الإطفاء من أجل السيطرة عليها وإخمادها بينما مدد المسئولون قرارات حظر التجول في المدن الأكثر تضررا من الحرائق.

وأفادت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية اليوم الاثنين بأن النيران اشتعلت بأعلى كثافة في جميع أنحاء مدينة فينيا ديل مار، حيث دمرت النيران أمس الأحد حديقة نباتية شهيرة تأسست عام 1931، وتركت ما لا يقل عن 1600 شخص بدون منازل.

والتهمت النيران والدخان عدة أحياء على الطرف الشرقي من فينيا ديل مار، مما أدى إلى محاصرة بعض الأشخاص في منازلهم.

وقال المسئولون "إنه تم الإبلاغ عن فقدان 200 شخص في فينيا ديل مار والمنطقة المحيطة بها. وتعد المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة منتجعا شاطئيا شهيرا وتستضيف أيضا مهرجانا موسيقيا شهيرا خلال فصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي".

وزار الرئيس التشيلي جابرييل بوريتش أمس بلدة كويلبي، التي تضررت بشدة أيضا جراء الحرائق التي أودت بحياة 64 شخصا.. وقال بوريتش "إن عدد القتلى قد يرتفع مع قيام عمال الإنقاذ بالبحث في المنازل المنهارة، وكان بعض الذين وصلوا للمستشفيات في حالة حرجة".

من جانبه، قال رودريجو مونداكا حاكم منطقة فالبارايسو، التي تقع فينيا ديل مار بها والمدن المتضررة الأخرى، إنه يعتقد أن بعض الحرائق قد تكون ناجمة عن عمد، مرددا نظرية ذكرها بوريتش أمس الأول السبت.. وأضاف "أن هذه الحرائق بدأت في أربع نقاط اشتعلت فيها النيران في وقت واحد.. ونحن يتعين علينا كسلطات أن نعمل بصرامة للعثور على المسؤول".

وبدأت الحرائق حول فينيا ديل مار في مناطق الغابات الجبلية التي يصعب الوصول إليها، لكنها سرعان ما انتقلت لأحياء مكتظة بالسكان على أطراف المدينة على الرغم من الجهود التي بذلتها السلطات التشيلية لإبطاء النيران.

وقال بوريتش "إن درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي والرطوبة المنخفضة وسرعات الرياح العالية تجعل من الصعب السيطرة على حرائق الغابات في وسط تشيلي، والتي أتت بالفعل على 8000 هكتار (أي نحو 30 ميلا مربعا) من الغابات والمناطق الحضرية".

وحلق بوريتش فوق بعض المناطق التي احترقت، وزار مدرسة تحولت لملجأ للنازحين، وقال "إن منزل العطلات الرئاسي الواقع على شواطئ فينيا ديل مار والمحاط بحدائق كبيرة سيتم تحويله مؤقتا لمركز ترفيهي لأطفال الأسر المتضررة من الحرائق.. وأعلن الرئيس الحداد الوطني لمدة يومين.

وطلب المسئولون من الأشخاص في المناطق المتضررة من الحرائق إخلاء منازلهم في أسرع وقت ممكن، في حين طلب من الأشخاص البعيدين عن الحرائق البقاء في منازلهم لتسهيل عبور سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تشيلي حرائق الغابات

إقرأ أيضاً:

« التغير المناخي وعقوباته الوخيمة»

مع بداية هذا العام، اجتاحت حرائق مدمرة لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، مما خلف وراءه دمارا واسع النطاق. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن تغير المناخ أسهم بشكل كبير في زيادة مخاطر الحرائق، حيث ارتفع متوسط المساحات المحترقة سنويا في غرب أمريكا الشمالية بنسبة تتراوح بين 16% و62% مقارنة بعالم دون تغير مناخي بفعل الإنسان. وأكدت الدكتورة تشانتيل بيرتون من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تغير المناخ ساعد في خلق ظروف جوية شديدة الحرارة والجفاف، مما يجعل السيطرة على الحرائق أكثر صعوبة.

وتسهم التغيرات المناخية في زيادة وتيرة الحرائق من خلال عدة عوامل، منها ارتفاع درجات الحرارة التي تجعل التربة والنباتات أكثر عرضة للاشتعال، وانخفاض معدلات هطول الأمطار الذي يؤدي إلى فصول جفاف أطول وأشد، بالإضافة إلى الرياح القوية التي تسهم في انتشار الحرائق بسرعة.

وقد شهدت كالفورنيا مؤخرًا فصول جفاف أشد من السنوات السابقة، مما أدى إلى جفاف التربة والنباتات بشكل أكبر، كما أن عام 2024 كان من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، مما ساهم في تفاقم مشكلة الحرائق. بالإضافة إلى ذلك، ساعد تغير نمط الرياح، وزيادة الرياح القوية والجافة، في انتشار الحرائق بشكل أسرع وأوسع. ضعف إدارة الغابات أدى إلى تراكم الأشجار الميتة والشجيرات القابلة للاشتعال، ما جعل الوضع أكثر تعقيدا.

هل سنشهد حرائق مماثلة في المستقبل؟

من المتوقع أن تصبح حرائق الغابات أكثر تواترا وشدة في المستقبل، نتيجة لتغير المناخ وغياب التدخلات الفعّالة. هناك العديد من العوامل مثل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الجفاف، واستمرار إزالة الغابات ستزيد من مخاطر حدوث هذه الحرائق في مختلف أنحاء العالم.

هل سلطنة عمان معرضة لحوادث مشابهة؟

على الرغم من أن سلطنة عمان ليست عرضة لحرائق غابات كبيرة كالتي شهدناها في كاليفورنيا، إلا أن بعض المناطق الجافة عرضة لحرائق محلية محدودة خلال فترات الجفاف الطويلة. حيث إن وجود النباتات المحلية في المناطق الجبلية والوديان تعد بيئة قابلة للاشتعال، ولكن محليًا يتم العمل على تقليل هذه المخاطر من خلال إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام.

كيف للعالم أن يتصدى لهذه الظواهر؟

لتقليل مخاطر الحرائق المستقبلية، من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة مثل تعزيز الإدارة المستدامة للغابات عبر إزالة الأشجار الميتة وتقليل الكثافة النباتية. كما يجب التحول إلى الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية والمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. إضافة إلى ذلك، يجب زيادة التوعية المجتمعية حول أهمية تجنب السلوكيات غير المسؤولة التي قد تسهم في إشعال الحرائق. وأخيرا، يجب تعزيز التعاون الدولي من خلال تمويل المشاريع البيئية وتبادل الخبرات والتقنيات المتقدمة في إدارة الغابات.

كما لا يمكن إغفال دور الأنشطة البشرية في تفاقم مشكلة الحرائق. حيث إن قطع الأشجار والزحف العمراني يؤديان إلى تقليل رطوبة التربة وزيادة تعرضها للاشتعال، كما أن الإهمال مثل إشعال النيران في مناطق حساسة قد يزيد من مخاطر الحرائق.

عواقب بيئية واقتصادية للحرائق

أدت الحرائق إلى تدمير مساحات كبيرة من الغابات وفقدان التنوع البيولوجي وموائل الحيوانات البرية، كما أسهمت في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. هذه الحرائق تكبد الاقتصاد العالمي خسائر ضخمة نتيجة لتكاليف إخماد الحرائق وإعادة بناء البنية الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يزيد من مخاطر الأمراض التنفسية والقلبية، وكذلك تلوث المياه يزيد من تحديات الصحة العامة.

وتمثل حرائق الغابات في أمريكا إنذارا عالميا حول التداعيات الخطيرة لتغير المناخ. والتصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهودا مشتركة من الحكومات والمجتمعات والأفراد، مع التركيز على التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. حيث إنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية دون تدخل جاد، فإن الأضرار ستتجاوز حدود أمريكا لتصبح تهديدا عالميا.

مها البلوشية أخصائية شؤون مناخيه بهيئة البيئة

مقالات مشابهة

  • إندونيسيا: ارتفاع حصيلة ضحايا الانهيار الأرضي إلى 25 قتيلًا على الأقل والطقس يعطّل جهود الإنقاذ
  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد.. النيران تواصل التهام الغابات رغم سقوط الأمطار
  • "بلومبيرغ": حرائق الغابات المستمرة تستنزف ترسانة العالم لمكافحتها
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 47283 شهيدا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا حريق بمنتجع للتزلج شمال تركيا إلى 78 قتيلًا
  • إخلاء جماعي في شمال لوس أنجلوس.. أكثر من 50 ألف شخص يهربون من حرائق الغابات
  • خلال 2024.. ارتفاع كبير في المساحات الخضراء المُدمرة من الحرائق بالبرازيل
  • حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الانهيارات الأرضية في إندونيسيا
  • « التغير المناخي وعقوباته الوخيمة»