بعد انهيار التحالف بينهما.. هل يستطيع فاتح أربكان تحدي الرئيس التركي أردوغان؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
نشر موقع "ميديا سكوب" التركي، مقالا للصحفي والكاتب روشان شاكر شدد فيه على أن الرئيس رجب طيب أردوغان تمكن على مدى سنين عمره السياسي من الإطاحة بكافة منافسيه، متسائلا حول قدرة فاتح أربكان زعيم حزب "الرفاه من جديد" على تحدي الرئيس التركي.
وجاء تساؤل الكاتب عقب إعلان فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان، الجمعة، انشقاقه عن "تحالف الجمهور" بقيادة أردوغان، في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 31 آذار / مارس المقبل، لأسباب عديدة من بينها "فشل الحكومة التركية في اتخاذ الخطوات اللازمة في ما يتعلق بنصرة غزة".
ومن المقرر إجراء الانتخابات المحلية في 31 آذار/ مارس القادم، حيث ستفتح صناديق الاقتراع في 81 ولاية وقضاء تركيًا أمام الناخبين من أجل انتخاب رؤساء البلدية الكبرى والفرعية وأعضاء المجالس المحلية.
وتحظى الانتخابات المحلية في تركيا باهتمام عال من الأحزاب السياسية، لكونها أولى درجات سلم الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما يرى مراقبون.
وقال شاكر في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إنه "عندما ننظر إلى الحياة السياسية لرجب طيب أردوغان، فإن غالبية الناس يعتقدون أن العتبة الأكثر أهمية بالنسبة له كانت انتخابه محافظا لبلدية إسطنبول في عام 1994، مشددا على أن "قطيعة أردوغان مع معلمه نجم الدين أربكان، هي التي كونت شخصية أردوغان الذي جعله أردوغان".
ولفت الكاتب إلى "قرار أردوغان الانشقاق عن معلمه أربكان ليؤسس مع أصدقائه حزب العدالة والتنمية في الرابع عشر من آب /أغسطس عام 2001".
وأضاف الكاتب أنه منذ ذلك الوقت وأردوغان يحكم البلاد سابقا كرئيس للوزراء ولاحقا بمفرده كرئيس للبلاد في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الرئيس التركي "دخل خلال هذه الفترة في صراعات سياسية مع العديد من الأشخاص والمؤسسات؛ لقد أقام صداقات مع أصدقائه وأعدائه، ولم يواجه أبدا منافسا جديا (ندا لأردوغان)".
وأشار الكاتب إلى كمال كليتشدار أوغلو، الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري المعارض، موضحا أن السياسي التركي اعتقد بعد فوزه في الانتخابات المحلية لعام 2019، بقدرته على منافسة أردوغان، إلا أنه تعرض للهزيمة بعد أربع سنوات في الانتخابات العامة، ما أظهر أنه غير قادر على منافسة أردوغان أيضا.
ووفقا للكاتب، فإنه "بسبب القصور الذي تعاني منه المعارضة، اتجهت كل الأنظار نحو حزب العدالة والتنمية ونظرت أولا إلى عبد الله غول. ولم يتمكن غول حتى من أن يصبح منافسا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، على الرغم من رغبته في القيام بذلك. ثم تحولت الأنظار إلى حزبي المستقبل (بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو)، وحزب الديمقراطية والتقدم (بقيادة وزير الاقتصاد الأسبق علي بابا جان) عن حزب العدالة والتنمية، ووقعت هناك هزيمة أخرى أيضا".
حظوظ نجل أربكان!
قال الكاتب: "خلال مشاهدتي للبيان الذي أدلى به أربكان في مقر حزب الرفاه من جديد الجمعة، تذكرت سنوات حزبي الرفاه والفضيلة (حزبان أسسهما نجم الدين أربكان سابقا) وتساءلت عما إذا كان سيفعل بأردوغان اليوم ما فعله أردوغان بوالده بالأمس؛ بتعبير أدق، فكرت أولاً فيما إذا كان لديه مثل هذا الطموح ثم ما إذا كان يمكنه تحقيق ذلك".
وأضاف أنه "سيكون هناك من يعترض على هذه الفكرة بالقول إن أردوغان كان عضوا في حزبي الرفاه والفضيلة، لكن فاتح أربكان لديه حزبه الخاص الآن"،
وتابع ردا على الاعتراض المطروح: "صحيح، لكن هذا الحزب لم يتخذ قط موقفا معارضا، بل على العكس من ذلك، انتقد المعارضة ووقف إلى جانب أردوغان وحزب العدالة والتنمية في أصعب الأوقات".
ولفت الكاتب إلى انسحاب فاتح أربكان من ترشحه للرئاسة منتصف العام الماضي قبل الجولة الأولى، على الرغم من جمعه عددا كافياً من التوقيعات؛ لكنه انضم إلى "تحالف الجمهور" ودعم أردوغان متراجعا عن ترشحه.
وفي بداية حديثه أمام مقر حزبه الجمعة، انتقد فاتح أربكان بشدة سياسات الحكومة الاقتصادية وسياسات غزة، ثم أكد أنهم لن يدخلوا الانتخابات مع تحالف الجمهور وسرد الأسباب وراء قراره، لكن موقف أربكان في الانتخابات العامة تسبب في انتشار الرأي القائل بوجود "خدعة" ومحاولة لرفع يده مثل المرة السابقة، حسب الكاتب.
ومع عدم تقدم المحادثات بين الطرفين، انتشرت شائعات مفادها أن أردوغان سيجتمع مع فاتح أربكان ويحل المشكلة، إلا أن هذا اللقاء لم يتم. وبعد غضب زعيم الرفاه من جديد، من المحتمل أن يتم هذا اللقاء وقد يعلن فاتح أربكان دعمه لمرشحي حزب العدالة والتنمية مقابل بعض "التنازلات"، بحجة "التخلص من عقلية حزب الشعب الجمهوري"، وفقا للكاتب.
وقال الكاتب التركي، إن "مهمة فاتح أربكان أصعب بكثير من مهمة أردوغان قبل 23 عاما. لأن أردوغان تحدى زعيم حركة لا يستطيع الوصول إلى السلطة، ولا يستطيع البقاء في السلطة حتى لو وصل إليها"، مشيرا إلى أنه " عندما تتحدى حكومة تحكم البلاد منذ 23 عاما فسيكون لديك الكثير لتخسره".
ماذا لو خسر مرشحو أردوغان بسبب أربكان؟
أشار الكاتب إلى أنه في حال دخل حزب الرفاه من جديد الانتخابات المحلية بمرشحين أقوياء في إسطنبول وأنقرة وتسبب في منع مرشحي حزب العدالة والتنمية من الفوز عبر الأصوات التي سيحصل عليها، لا شك في أن هذا سيكون انتصارا لأربكان، لكن في حال فاز مرشحا "الشعب الجمهوري" في إسطنبول وأنقرة بسبب حزب "الرفاه من جديد"، فإن ذلك "سيثير بلا شك غضب أردوغان للغاية".
واختتم الكاتب مقاله بالقول، إنه شعر خلال مشاهدته خطاب أربكان أن الأخير غير مستعد لمثل هذا السيناريو، على الأقل في الوقت الحالي. ومع ذلك، إذا خدع مرة أخرى، فلن يتمكن من تكرار الجملة التي كان يتباهى بها: "حزب الرفاه من جديد هو النجم الساطع في السياسة التركية" لفترة من الوقت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية أردوغان تركيا تركيا أردوغان اسطنبول اربكان الانتخابات التركية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة الانتخابات المحلیة فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه!
#سوق_الوجوه!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 19 / 5 / 2019
كلما أردت أن أرى الأمور أكثر وضوحاً ذهبت إليه، وكلما اختلطت الأحداث الكبرى حولي تجوّلت فيه ، انه عرّافتي البشرية ،وفنجان قهوتي المقلوب..
يدهشني #سوق_الجمعة لأنه عالم واضح تماماً ، مفتوح لمن يقرأه دون مكياج أو تلميع ، إنه خزعة من ظهر وطن، بالمناسبة كل الذين تراهم على شاشات التلفاز لهم نظراء في سوق الجمعة..ترى الذي يقسم أغلظ الأيمان في لحظة ثم يتراجع عنها عندما يدفع له سعراً جيداً، ترى اللصّ الذي يدّعي انه لا يقبل الا بلقمة حلال ويكتب على بسطته آية: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، ترى الشيخ الأزعر الذي يواري بلحيته أخلاقه الرديئة ولا يتوانى في استخدام الألفاظ البذيئة كل من خالفه أو ناقشه أو نافسه..
في سوق الجمعة ترى من يتقبّل الشتيمة القاسية بحق عرضه ومحارمه ويبتسم لها كي يبقى في مكانه الاستراتيجي ، وترى من يتبّرع من ذات نفسه للوشاية بزميله البريء عند دورية الشرطة حتى يصادروا بضاعته أو يفتحوا تحقيقاً بمصدرها ، وترى ماسح الأحذية الذي مهمّته الأساسية الا يتّسخ حذاء سيده او من يدفع له الأجرة الزهيدة لا يرفع رأسه الا ليرى الرضي بعد إتمام المهمّة ، بينما جلّ نظره في تفاصيل الحذاء ، في سوق الجمعة ترى المكافح الذي جاء إلى هذا المكان ليعيش،وترى الديك منتوف الريش..في هذا العالم المستقيم ، ترى من يسعى الى الكسب الحلال في ظل فوضى الحرام، هو لا يختلط بهم وان وضع بضاعته قرب بضاعتهم ، وترى النصّاب الذي يوهمك بأنه الأصدق والأنقى والذي يختلف عن غيره، وترى الصامت الذي لا يتكلّم حتى لو سُئل عن بسطة جاره..حتى الحيوانات والكائنات في سوق الجمعة لها حكاية …هناك ديوك عتيقة وكبيرة في السن ،تساقط ريشها وتكسّرت أظافرها وهرمت تماماً..فعرضها صاحبها بسعر زهيد ، أغضبني أنه يعاملها بقسوة وهي في أرذل العمر،يدلق باقي فنجان القهوة عليها..ويجبرها على التدخين من سيجارته ويركلها برجله ليضحك بعض زملائه، سألتهم..بم تستخدم هذه الديوك الهرمة؟..قالوا: تذبح ويفرم لحمها “همبرغر” مثلاً..بالقرب من ساحة الديوك ،ساحة للدجاج الملوّن.. هندي.. بلدي..مصري..سألته ما ميزّة الدجاج البلدي: قال يبيض كثيراً ويأكل قليلاً..”مثلنا يعني”..والهندي؟.. قال: عنقه أطول !…
كما لفت انتباهي في سوق الحرامية ، زاوية من الخشب و”التربلاي” مليئة بالأرانب المرتجفة ،صاحبها يتكىء على “بكم” أزرق وكل دقيقتين يقول الرجل لابنه أو للصبي الذي يعمل عنده..نفّس ع الأرانب يا ولد..فيركل الولد الكرتونة القريبة منه تجاه الأرانب وهو ملهياً بالتلفون فلا تحدث أمراً..الأرانب كانت تطأ بعضها بعضاً للوصول الى ثقب الهواء الأوحد في الجو الساخن ..فيصيح المالك من جديد..ولك نفّس شوي ع الأرانب يا ولد..فيركل الولد نفس الكرتونة لتعود الى مكانها السابق..وهكذا دون تغيير..لا المالك جاد، ولا الولد مهتم،ولا الأرانب تشكو..
في سوق الجمعة يمكنك أن تجد نفسك هناك..ومن بين كل الوجوه المعروضة ، قد تجد وجهك..تأمله جيداً..شاهد نفسك عن قرب..ثم احكم على ذاتك إن شئت!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#142يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي