اختيار شريك الحياة المناسب هو أحد أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته، فهذا القرار سيؤثر على حياته بشكل كبير. لذلك، من المهم أن يأخذ الإنسان وقته الكافي في التفكير والاختيار، وأن يضع في اعتباره العديدَ من العوامل عند اتخاذ هذا القرار.
الأسبوع التقت بالاخصائية النفسية منى شطا خبيرة العلاقات الأسرية وتعديل السلوك لنتعرف منها على أهم العوامل التي تجب مراعاتها عند اختيار شريك الحياة المناسب، ونقدم دليلًا واضحًا وبسيطًا يمكن أن يرشدنا إلى الطريق الصحيح في مرحلة الاختيار.
تقول الاخصائية النفسية منى شطا: إن اختيار شريك الحياة المناسب هو قرار مهم جدًّا، يجب أن يأخذ الإنسان وقته الكافي للتفكير فيه، وأن يضع في اعتباره العديدَ من العوامل التي ينبغي عليه أن تكون أسس احتكامه إلى الاختيار والتدقيق، مدركًا في البداية مدى أهمية وخطورة فكرة الاختيار في حد ذاتها.
التوافق الفكري والثقافي
وتابعت شطا القول، بأن التوافق الفكري والثقافي من العوامل التي تأتي في المرتبة الأولى، حيث يجب أن يكون هناك توافق فكري وثقافي بين الزوجين، بحيث يشتركان في نفس القيم والأفكار، ويتفقان على نفس الرؤى للحياة، وهذا الأمر ما توافقت عليه الدراسات النفسية لتتفق بذلك مع جاءت به الشرائع المختلفة.
واستكملت شطا في عوامل أو أسس الاختيار قائلة: ويأتي التوافق الاجتماعي مكملًا لفكرة التوافق في الزواج، حيث يجب أن يكون هناك توافق اجتماعي بين الزوجين، بحيث يتفقان على نفس العادات والتقاليد، ويشعران بالراحة في التعامل مع بعضهما البعض في المجتمع، بشكل عام وفي محيطهما بشكل خاص، ونحن جميعنا يعلم أن أكثر من 50% من حالات الانفصال لها أسباب اجتماعية بحتة.
وأضافت: والتوافق النفسي أيضًا له نصيبه من عوامل الاختيار، ولا يمكن إغفاله أو إهماله، فيجب أن يكون هناك توافق نفسي بين الزوجين، بحيث يشعران بالحب والاحترام والتقدير لبعضهما البعض، ويشعران بالراحة في التعامل مع بعضهما البعض، فعدم التوافق النفسي لا يخلق حالة من الغضب الداخلي والقهر للزوجة فقط، ولكنه يُنتج أطفالًا غير أسوياء، وهي حالات كثيرة ومنتشرة في مجتمعنا الذي كان يصر على زواج البنت دون رغبتها، فتكتمل الزيجة وتعاني الزوجة والأطفال فيما بعد.
وعن آخر عوامل الاختيار أو الأسس الحاكمة للاختيار تقول الاخصائية النفسية: هذا العامل هو التوافق الجسدي الذي هو من الأهمية بمكان، ويجب أن يكون هناك توافق جسدي بين الزوجين، بحيث يشعران بالانجذاب الجسدي لبعضهما البعض، ويشعران بالراحة في العلاقة الحميمة.. وهو أمر أقره العلم والدين معًا.
عوامل أخرى
وقالتِ الاخصائية منى شطا: إضافة إلى هذه العوامل، يجب أن يضع الإنسان في اعتباره أيضًا بعضَ الأمور الشخصية، مثل: رغبته في إنجاب الأطفال، ورغبته في السفر، ورغبته في العمل، وهكذا، وإحداث حالة من التوافق بالاتفاق مع الشريك، ولكن شريطة استقامة العوامل الأولى التي تحدثنا عنها، لأن ما سبق مسائل ليس فيها خلاف، ولا ينبغي أن تنجح بنسبة الـ50%.
وأخيرًا، أكدتِ الاخصائية منى شطا على أهمية الصدق والصراحة بين الزوجين، بحيث يتحدث كل منهما مع الآخر عن رغباته واحتياجاته، ويسعى إلى تحقيق التوافق بشكل أفضل يوازي تقلبات الحياة ومتغيراتها ومتطلباتها، فمثلًا الزوجة التي توافقت في البداية مع زوج كان له مال، ثم ضاع بعد الزواج، ستقبل أن تكمل حياتها معه لتعويض ما ضاع بينهما.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بین الزوجین
إقرأ أيضاً:
3 خصال نبوية تساهم في تحسين حياتك.. الداعية أحمد الطلحي
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترك لنا دروسًا هامة في حياته الطيبة، التي يمكننا من خلالها تحسين حياتنا اليومية وعيشها بشكل أفضل.
3 خصال نبوية تساهم في تحسين حياتكوأشار الطلحي إلى حديث سيدنا هند بن أبي هالة، الذي نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك لنفسه ثلاث خصال أساسية: "ترك نفسه من المراء، وترك نفسه من الإكثار أو الإكبار، وترك نفسه مما لا يعنيه".
وأضاف الطلحي، في حلقة من برنامج "مع الناس" على قناة "الناس"، أن هذه الصفات تعكس طبيعة النبي الذي كان يبتعد عن الجدال العقيم (المراء) الذي لا يقدم فائدة أو حقيقة واضحة. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجنب المبالغة في الكلام أو التفاخر على الناس، مؤكداً أنه لم يكن يتعالى على أحد، بل كان دائمًا لينًا وسهلًا في تعامله مع الآخرين.
وأكد الشيخ أحمد الطلحي أن النبي كان لا يكثر من الحديث إلا إذا كان فيه فائدة، ويبتعد عن الأمور التي لا تعنيه، مما يعكس أسلوبه الحكيم في الحياة، وتأتي هذه المبادئ من حرص النبي على نشر الحقائق بأسلوب رقيق ولين، مع التأكيد على احترام الآخرين وتجنب التعالي.
وأختتم الطلحي حديثه بأن هذه الخصال الثلاث هي جزء من جمال شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يجب أن نقتدي بها في حياتنا اليومية لنعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي والاحترام المتبادل.
حكم الصلاة على النبي بغير الوارد
قالت دار الغفتاء المصرية أن الأمر الإلهي بالصلاة على الجناب النبوي يتضمن الاعتناءَ بإظهار شرفه، وتعظيم شأنه، ورفعة مقامه وعلو مكانه، وذلك بذكر صفاته العطرة ونعوته النضرة، وأخلاقه العظيمة وشمائله الكريمة، والإشادة بكمال خُلُقه وجمال خَلْقه، ودماثة طبعه ورقة معشره، وأنه أفضل الخلق، وقد أكدت السنة ذلك: بالأمر بإحسان الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم؛ بما يتضمن الإذن باستحداث الصيغ اللائقة بالجناب النبوي فيها والصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم بها من غير تقييد، فالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم جائزان بكل صيغة واردة أو مستحدَثة؛ ما دامت لائقة بمقامه الشريف وكماله المنيف صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا التفات إلى ما يثيره النابتة من بدعية هذه الصيغ واتهام قائليها بالشرك؛ فإنما أُتِيَ هؤلاء من جهلهم باللغة، وضيق أفهامهم عن سعتها وبلاغتها ومَجَازَاتِهَا، وسوء ظنهم بالمسلمين عبر القرون، وعدم إدراكهم للعجز البشري عن الإحاطة بالقدر المحمدي والمقام المصطفوي، ولو أنصفوا لعلموا أن الله هو الذي وفق الأمة إلى إحسان الصلاة على نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي ألْهَمَ المسلمين هذه الصيغ المباركة في الصلوات النبوية على خير البرية؛ لعظيم مكانته عليه، وكريم منزلته لديه، وأن الناس لا يفهمون من قدره إلا بقدر ما تستطيعه أفهامهم وتبلغه عقولهم، وإلا فلا يَعْلَم قدَره، إلا الذي شرح صدره، ورَفَعَ ذكرَه، وأتم نصره سبحانه وتعالى.