هكذا صنع عموتة تاريخا غير مسبوق للمنتخب الأردني..
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
صنع المدرّب المغربي الحسين عموتة نسيجا فنيا متوازنا يحمل جرأة هجومية، فوضع منتخب الأردن لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخه، في نصف نهائي كأس آسيا لكرة القدم، حيث سيواجه منتخب مواجهة كوريا الجنوبية في الدوحة، الثلاثاء 6 فبراير 2024.
في أربع مشاركات سابقة، لم يتخط العداد الهجومي لمنتخب "النشامى" حاجز الخمسة أهداف، لكن في نسخة قطر الحالية، هزّ شباك خصومه عشر مرات في خمس مباريات، محققا المشوار الأنصع في تاريخ مشاركاته القارية.
يتوقف الحارس التاريخي للأردن عامر شفيع عند الآراء الفنية التي ترى أن عموتة يوجّه المنتخب للعب بشكل أكثر جرأة في الجانب الهجومي، خلافا للمدربين السابقين المصري الراحل محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد، وقال: "لعب بنسيج فني متوازن في الشقين الدفاعي والهجومي دون غلبة لأحدهما على حساب الآخر".
يتابع شفيع (41 عاماً)، الذي حمل ألوان الأردن لعقدين من الزمن: "يتمثل العنوان الأبرز في أداء المنتخب بالتوازن. في بعض المباريات كان يتموضع بخمسة مدافعين وفي أخرى ثلاثة".
وخصّ شفيع المكنّى "الحوت" بالإشادة الحارس الحالي يزيد أبو ليلى "الذي يتصاعد أداؤه يوما بعد يوم كحال باقي اللاعبين"، معتبرا أن تواجد الأردن بين الأربعة الكبار "أشبه بالمعجزة" نظرا لتواضع مستوى الدوري الأردني والحالة المادية المتردية للأندية.
مرمى الانتقادات
استهلّ الأردن مشواره بفوز كبير على ماليزيا 4-0 بثنائيتين لنجم مونبلييه الفرنسي موسى التعمري ومحمود المرضي، ثم كان على بعد ثوان من الفوز على كوريا الجنوبية قبل أن تعادله الأخيرة 2-2.
في ختام دور المجموعات، "رفض" الأردن الفوز على البحرين (0-1) تفاديا لمواجهة اليابان في دور الـ16، وهو أمر نفاه عموتة بدبلوماسية.
بيد أن خطّة المدرب الذي لا يبتسم كثيرا كادت تنقلب عليه في ثمن النهائي أمام العراق، عندما احتاج لهدفين في الوقت البدل عن ضائع ليقلب تأخره إلى فوز صعب 3-2، اثر طرد العراقي أيمن حسين.
وفي ربع النهائي الثالث له في آسيا بعد 2004 و2011 مع الجوهري وحمد، تخطى الأردن عقبة طاجيكستان بهدف، ليتذوّق طعم دور الأربعة للمرة الأولى.
لكن هذه المرحلة المضيئة، سبقها بداية مخيبة لعموتة وضعته في مرمى الانتقادات، بعد استعدادات شهدت خسارة تلو الأخرى أكبرها أمام النروج 0-6 واليابان 1-6 عشية النهائيات.
تحوّلات سريعة
يبدي المدرب والمحاضر الآسيوي وليد فطافطة إعجابه الشديد بقيادة عموتة، وقال: "لم يكن مقنعا في تجاربه الودية، لكن ظهر أنه كان بحاجة إلى المزيد من الوقت للوصول إلى النسيج الفني المتين القادر على المقارعة في كأس آسيا".
وأوضح فطافطة أن عموتة على عكس من سبقوه الذين كانوا يرتجفون خوفاً من اللعب الهجومي، "بدا جريئا في طروحاته الفنية من خلال منح لاعبيه الثقة عبر التحوّلات السريعة من الدفاع إلى الهجوم والتي كنا نفتقدها فيما مضى".
وشرح: "منتخب النشامى استطاع أن يهاجم بعنفوان شديد، محرجا منتخبات لها باع طويل مع المنافسة، وأكبر دليل على ذلك تسجيله عشرة أهداف، وهو حصاد تهديفي كبير يعكس الأسلوب الهجومي الناضج للمنتخب".
يُعدّ النجاح الذي سطّره عموتة (54 عاما) مع الأردن انجازا جديدا في سيرته الذاتية. إذ قاد المغرب إلى لقب كأس إفريقيا للاعبين المحليين (2020)، والوداد البيضاوي إلى دوري أبطال إفريقيا (2017)، وقبلها الفتح الرباطي إلى كأس الكونفدرالية (2010)، فضلاً عن عدّة ألقاب محلية مع السدّ القطري.
إبن مدينة الخميسات الذي حلّ بدلاً من حمد في يونيو الماضي، لا يترك فرصة للحديث عن الجانب الهجومي، إذ قال: "نأمل في أن تخدمنا الظروف للعمل على زيادة الفاعلية الهجومية، لخلق الفرص وترجمتها إلى أهداف في المباريات الحاسمة".
ويتمتع لاعب الوسط السابق بشخصية قوية أظهرها خلال مباراة العراق عندما اشتبك مع المهاجم البديل حمزة الدردور، الذي تهجم بعنف على جهازه الفني، فكان مصير الهداف التاريخي للمنتخب الاستبعاد عن البعثة.
وعلّق المدرب الذي سيفتقد خدمات المدافع سالم العجالين والمهاجم علي علوان بداعي الايقاف، على الانتقادات التي طالته قبل انطلاق البطولة "الانتقادات أمر عادي، والمدرب هو دائما الحلقة الأضعف، لكن بدأ عملي يعطي ثماره وأنا راض عما تحقق حتى الآن ولا نريد التوقف هنا".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات أحمد سليمان.. هل يحق للأندية منع لاعبيها من الانضمام للمنتخب؟
أثارت تصريحات أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، بشأن منع لاعبي فريقه من الانضمام إلى المنتخب المصري، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية.
جاءت هذه التصريحات على خلفية عدم مشاركة عدد من لاعبي الزمالك بشكل أساسي في مباريات المنتخب، وعلى رأسهم حارس المرمى محمد عواد.
أسباب غضب سليمان:
عدم مشاركة لاعبي الزمالك بشكل أساسي: يرى سليمان أن لاعبي الزمالك لا يحصلون على الفرصة الكافية للمشاركة مع المنتخب، رغم مستواهم المميز مع الفريق.مقارنة مع لاعبي الأندية الأخرى: يشعر سليمان بأن بعض اللاعبين من أندية أخرى يحصلون على فرص أكبر في المنتخب، رغم أن مستوى لاعبي الزمالك لا يقل عنهم.الحالة النفسية للاعبين: يخشى سليمان أن تؤثر عدم مشاركة اللاعبين في المنتخب على حالتهم النفسية وعلى أدائهم مع فريق الزمالك.واقعة مشابهة في ألمانيا:
تعيد واقعة لاعبي الزمالك للأذهان واقعة اللاعب مانويل نوير حارس بايرن ميونخ، والذي قرر مدرب المنتخب الألماني عام 2019 جعله كحارس ثاني الي جانب إعتماده علي حارس برشلونة تيرشتيجن، الأمر الذي أثار حفيظة النادي البافاري.
حيث أعلن رئيس نادي بايرن ميونخ وقتها عبر صحيفة بيلد الألمانية، أن فريقه لن يرسل أي لاعب بعد الآن للمنتخب الألماني، وكان رد المديرالتقني لمنتخب المانشافت أنه هناك لوائح وضعتها الفيفا تمنع أي نادي من اتخاذ إجراء مثل هذا.
ماذا تقول لوائح الفيفا؟
تؤكد لوائح الفيفا أن الأندية ملزمة بإرسال لاعبيها للانضمام إلى منتخبات بلدانهم، ولكنها تمنح الأندية الحق في عدم السماح للاعبين بالانضمام إلى المنتخبات خارج فترات التوقف الدولي المحددة.
كما يمكن للاتحاد الذي يمثله منتخب أي لاعب منع أي لاعب يطلب عدم الانضمام للمنتخب بداعي الإصابة من المشاركة في أي مباراة مع ناديه أثناء فترة الاستدعاء.
وذلك وفقا للملحق 1 من لوائح اللاعبين بالإتحاد الدولي، والذي ينص علي :" علي الأندية السماح للاعبيها المسجلين في المنتخب الوطني الذي يكون اللاعب مؤهل لـ اللعب له علي أساس جنسيته بالإنضمام، إذا استدعي من قبل المؤسسة المعنية ويحظر أي اتفاق بين اللاعب والنادي.