أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

يتساءل العديد من المتتبعين للحرب الإسرائيلية على غزة عن المقصود بما قاله الناطق الرسمي باسم حماس "أبو عبيدة"، في كلمة له يوم الأحد 14 يناير 2024، حيث أشار إلى أن البقرات الحمراء لدى إسرائيل قد أصبحت جاهزة، مما خلق موجة من الإستفهام و الحيرة.

فالبقرة الحمراء أو كما يقال لها بالعبرية “بارا أدومًا"، هي بقرة ينتظرها اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث، وهي بقرة حسب المتقد اليهودي ذات لون شعر أحمر بالكامل، لا يوجد فيها ولو شعرة من أي لون آخر، لم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل، كما يجب أن تكون ولادتها طبيعية وربيت على ما يقال إنه “أرض إسرائيل".

وعندما تبلغ هذه البقرة السنتين من عمرها يمكن استخدامها في عملية تطهير ينبغي أن تجري فوق جبل الزيتون في القدس مقابل المسجد الأقصى، حيث يتم ذبحها بطريقة وطقوس خاصة، ثم حرقها بشعائر مخصوصة، واستخدام رمادها في عملية تطهير الشعب اليهودي".

وكشف تحقيق صحفي إسرائيلي سابق أن عدة وزارات حكومية تخصص موارد مالية طائلة لتنفيذ مشروع يهدف لبناء معبد يهودي ثالث في المسجد الأقصى، ويزعم مروجوا المشروع، بمن فيهم الحاخام "يسرائيل اريئيل" المنتمي لحركة "كاخ" العنصرية أن هذا الإجراء سيسمح بـ "شرعنة" ما وصفها بالهجرة الجماعية للمستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى. 

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق خلال رسالة مسجلة أن "إسرائيل لن تصبح دولة شريعة"، حيث أكد "مالاخ زلبار شلغ" و"عومري مانيف" مراسلا  القناة 12 العبرية، في وقت سابق، أنه بينما تتناثر الوعود بأن إسرائيل لن تصبح دولة شريعة، فإن عمليات تجرى على السطح قد تغير الصورة بالكامل، ففي الآونة الأخيرة، وبالتعاون مع الوزارات الحكومية، تُبذَل العديد من الجهود لتنفيذ رؤية غيبية من وقت تدمير الهيكل الثاني تقول بأن حرق بقرة حمراء سيمكن من وصول ملايين اليهود إلى المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل الثالث على أنقاضه، ويعلق مؤيدو تحقيق هذه الرؤية الغيبية آمالهم على خمس بقرات حمراء تم إحضارها إلى إسرائيل بالطائرة من ولاية تكساس الأمريكية، وتم اختيارها بعناية".

وأضافا في تقرير مشترك أن من يقفون وراء البحث المحموم لتحديد مكان البقرة الحمراء هما منظمتان يمينيتان متطرفتان: "بونا" وهي منظمة إسرائيلية تتكون من مسيحيين إنجيليين وأشخاص يمينيين برئاسة تساحي ميمو، ومعهد "ميكداش" برئاسة الحاخام يسرائيل أريئيل، وهو الراعي الروحي للوزير إيتمار بن غفير، والرقم الثاني للحاخام مائير كهانا في حركة "سو" التي كانت محظورة". 

وتابعا بالقول إنه "يبدو أن المنظمات اليمينية اليهودية ليست الوحيدة التي تروج لهذه الخطوة، فقبل بضع سنوات، قدمت وزارة شؤون القدس اقتراحًا لبناء متنزه جبل الزيتون وزعم المشاركون في التخطيط أن مساره يهدف، من بين أمور أخرى، إلى الاحتفال بحرق الأبقار في المستقبل، فيما قدمت وزارة الزراعة تصاريح استثنائية لاستيراد الأبقار من الولايات المتحدة، ومنحت إعفاء من وضع العلامات عليها أثناء ثقب الأذن، كما يظهر أن وزارة الخدمات الدينية والاستيطان والتعليم منخرطة في هذا المخطط".

وبينما أعلن مدير عام وزارة القدس والتراث "ناثانيال يتسحاق"، أنه "لا يدعم فقط هذا المخطط، بل جاء بنفسه لاستقبال الأبقار في المطار، فقد زعم الباحث الديني تومار بيرسيكو أن" هذه خطوة يجب أن تؤدي لتغيير حقيقي في طبيعة دولة إسرائيل على الورق على الأقل، لأن الهيكل لا يتعلق بالكهنة والمصلين فقط، ولكن أيضا لتهيئة الأوضاع لقدوم المخَلص، وليس بالضرورة أن يتم ذلك بصورة ديمقراطية، كاشفا أنه "ليس اليهود فقط هم من يدفعون الأموال لإقامة الهيكل، بل إن هناك العديد من المسيحيين الإنجيليين الذين يصبون الكثير من الأموال في بناء هيكلنا"، وليس من المؤكد أنهم يرغبون في معرفة السبب".

وأضاف أن "كل هذه الطقوس تبدو تحضيرية لاندلاع حرب "يأجوج ومأجوج"، حيث يموت فيها ثلثا اليهود، ويعتنق ثلثهم الديانة المسيحية، وفي هذه الحالة سنكون أمام كارثة توراتية، فيما زعمت وزارة التراث أن وصول الأبقار الحمر إلى إسرائيل لم يتم تنفيذه أو تخصيصه في ميزانية الوزارة، وقد شارك مدير عام الوزارة في مراسم وصولهم بشكل خاص، وخلال ولاية الحكومة السابقة، أما مخطط الكورنيش على جبل الزيتون فهو مخصص للأغراض السياحية، وليس لفائدة حرق البقرة الحمراء".

أما وزارة الزراعة فقد أفادت "أنه يتم منح رخصة استيراد الأبقار طالما أن هذا النوع معتمد من الدولة، وقد تمت الموافقة على استيرادها من قبل الولايات المتحدة لمدة عام تقريبا، وتم استيراد البقرات المذكورة لأغراض التكاثر، واستيفاء جميع شروط الاستيراد التي تطلبها الوزارة".

وتتزامن هذه الضجة الإسرائيلية حول البقرات الخمس الحمر التي وصلت إلى مطار بن غوريون قادمة من الولايات المتحدة، مع شيوع اعتقادات يهودية مفادها أن ولادة بقرة حمراء بلا عيوب، يُنبئ بأنّ مجيء المسيح يقترب، وفي أعقابه يتم بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.

ومع أن هذه البقرات تبرّع بها مزارعو الماشية الإنجيليون المسيحيون من تكساس في الولايات المتحدة، فإنه بعد استقبالها، جرى نقلها تحت إشراف بيطري كي يتمكن مربوها من الحفاظ على السلالة، وتنميتها تمهيدًا لتحويل المزرعة إلى مركز حجّ للسياح الإنجيليين الذين سيأتون من جميع أنحاء العالم لمشاهدتها.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الولایات المتحدة المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

62 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ 7 أكتوبر 2023

القدس المحتلة - صفا

قالت محافظة القدس، يوم الأحد، إن أكثر من 62 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأضافت المحافظة، أن "62 ألفا و697 مستوطنا متطرفا اقتحموا باحات المسجد الأقصى وأدوا صلوات ورقصات تلمودية واستفزازية، وسط حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، من بينهم 198 مستوطنا اقتحموا المسجد اليوم".

وأكدت محافظة القدس، استشهاد 80 فلسطينيا وإصابة 279 بالرصاص الحي والمطاطي وتسجيل 1971 حالة اعتقال خلال الفترة نفسها.

وأشارت إلى أن محاكم الاحتلال "أصدرت 107 قرارات بالحبس المنزلي، فيما نفذت قواته 389 عملية هدم استهدفت منازل ومنشآت تجارية وزراعية".

وأوضحت المحافظة أن "سلطات الاحتلال أصدرت أوامر هدم لمنازل تعود إلى عائلة أبو شافع في حي البستان ببلدة سلوان خلال 14 يوما".



 

 

مقالات مشابهة

  • اعتقالات واسعة وهدم منشآت بالضفة.. واقتحام للمسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • 62 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ أكتوبر 2023
  • 62 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ أكتوبر 2023
  • 62 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ 7 أكتوبر 2023
  • 144 يهوديا يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • 144 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • 144 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى
  • 144 مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى