صحيفة أثير:
2025-04-27@05:54:31 GMT

بَوْحٌ إلى عُمان من شاعر سوري

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

بَوْحٌ إلى عُمان من شاعر سوري

مسقط-أثير
إعداد: محمد حسن، شاعر سوري

إلى كل تلك الاحتمالات التي كان بمتناولي اختيار إحداها ولم أفعل، ولكل تلك الممكنات التي تطير عن شرفتي كما النوارس في فوضى لعبها بين البحر وتخيلاتي، إلى كل تلك الرحلات والصواعد والنوازل التي كان بمقدوري ارتيادها وقضيت ساعات في اختيار وجهة العطلة على الخريطة، المسافة، الصور، الصعوبة، ثم تصوري للمكان وشعوري به وقياس كل ذلك بالطريق والجهد والوحدة، كل هذا الإسراف في التفكير يجعلني أختار شرفة منزلي كمصير نهائي ليوم عطلتي، ألامس منها خطّ الأفق بين السماء والبحر وتلهو عيني كما النوارس بين شجرة خضراء وسطح أبيض، لكننا نفترق حيث تستقر النوارس على الأسطح العالية في حين تحبُّ عيني أن تستقر على غصن أخضر تهزه الريح، ولا يقطع هذه الرؤى إلا طائر كبير يفرد جناحيه ليستقر في مطار مسقط الدولي الذي لا يهدأ بزواره وعابريه.

تتضاءل النوارس أمام طائرنا الكبير حيث لا يمكنها مجاراته في علو طيرانه وسرعته فتنكفئ إلى شاطئ البحر أمّا أنا فأتبعه بعيني حتى يغيب وأتساءل أيُّ طائرة؟ لأي بلد ومن أي وجهةٍ أتت؟ ثم بمعرفتي بمطار مسقط مسبقًا أتخيّل الركاب وهم ينزلون من درج طائرتهم ويسيرون على الممشى الكهربائي ليختموا جوازاتهم ثم يستملوا حقائبهم، وفي البهو يكون الأصدقاء والمحبون بانتظارهم، عناقٌ ولهفة تبدد تعب السفر، أنتشي بكل هذه الهواجس، لا يخرجني منها إلا نورس يحلق أمامي مقتربا مني هو ورفاقه كأنما يهزأ بي وقد قرأ هواجسي واستهزائي بضعفه، فيجيب لكنني أطير ولدّي رفقة.
نعم لقد أجاد قراءة مكامن ضعفي فهو يعيش بجناحيه وأنا بخيالي، أنا بوحدتي وهو برفاقه، فكيف نستوي!
عُذرًا عُمان !
كيف لقلبٍ مسكون بكل هذا القلق أن يكسر أغلاله فيطير بين وديانك وجبالك ويستريح على شواطئك، وكيف لمقيمٍ لسنتين فقط أن يتمكن من فكّ شيفرة تاريخك وتراثك، وأنتِ ابنة الحضارة والأصالة والعلو وما زادتك الرفعة إلا رفقا ومحبة، كنتِ قديما وستبقين دائما.
فهنيئا للذي سار بين أفلاجك وسكن قلاعك ووقف مُعتزا كشجر لبانك في وجه الشمس،
وهنيئا للذي طار مع نوارسك على اتساع شواطئك الممتدة وأبحر مع سفنك التي صنعت مجدا وعُمقا حضاريا من إفريقيا حتى نيويورك!

 

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

غزل عراقي سوري.. زيارة "أمنية" إلى دمشق

وصل وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري، الجمعة، الى دمشق للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع ومسؤولين حكوميين، من أجل بحث التعاون في مجالات عدة بينها التجارة ومكافحة الإرهاب.

 

وجاءت الزيارة في وقت يندّد عدد من السياسيين العراقيين البارزين في المعسكر الموالي لإيران وأنصارهم، باحتمال زيارة الشرع العراق للمشاركة في القمة العربية في 17 مايو تلبية لدعوة رسمية من بغداد.

وقال مكتب محمّد شياع السوداني في بيان "وصل إلى العاصمة السورية دمشق، وفد رسمي حكومي عراقي، برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني السيد حميد الشطري للقاء، الشرع وعدد من المسؤولين الحكوميين".

وتتعامل حكومة بغداد بحذر مع دمشق منذ إطاحة بشار الأسد الذي كان حليفا وثيقا لها، غير أن السوداني أشار الأسبوع الماضي إلى توجيه دعوة رسمية للشرع للمشاركة في القمة العربية.

وتُعدّ هذه الزيارة الثانية لوفد عراقي إلى دمشق تُعلنها بغداد منذ إطاحة الأسد.

في منتصف مارس، زار وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني بغداد حيث أكّد أن حكومة دمشق تريد "تعزيز التبادل التجاري" مع العراق.

والتقى السوداني الذي جاءت به أحزاب شيعية موالية لطهران ضمن تحالف "الإطار التنسيقي"، الشرع في قطر الأسبوع الماضي، في اجتماع لم يكشف عنه الإعلام الرسمي في الدول الثلاث إلّا بعد أيام.

وقالت مصادر أمنية عراقية لفرانس برس إن هناك مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع في العراق وتعود إلى فترة كان فيها مقاتلا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأميركية وحلفائها وسُجن في العراق لسنوات إثر ذلك.

 

مقالات مشابهة

  • «صائد النوارس».. عندما يسرد البحار روحه
  • أمسية وفاء باتحاد كُتّاب مصر تحيي سيرة شاعر ومفكر السودان الكبير الراحل محمد المكي إبراهيم
  • غزل عراقي سوري.. زيارة "أمنية" إلى دمشق
  • سامح قاسم يكتب | ما لا تقوله القصيدة.. تقوله عبلة الرويني
  • أسعار الذهب تستقر وتتجه لتسجيل مكاسب للأسبوع الثالث تواليا
  • أسعار الذهب تستقر وسط آمال في اتفاق أميركي صيني بشأن التجارة
  • قصة جنية كتب عنها شاعر قصيدة أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادي.. فيديو
  • الداخلية تستضيف وفدًا سوريًا للاستفادة من الأجهزة الأمنية بالمملكة
  • في الشمال.. الأمن يوقف مطلوبَين سوريَّين
  • في ذكراه.. كارل شبيتلر شاعر التمرد الهادئ وفيلسوف الروح الأوروبية