“مصدر غذائي جديد” قد ينقذ البشرية حال نشوب حرب نووية
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
#سواليف
بدأ باحثون في دق ناقوس الخطر من جديد بشأن مخاطر #الشتاء_النووي: تخيلوا غياب #الشمس مع درجات #حرارة_شديدة_البرودة.
يمكن أن يؤدي سيناريو #الحرب_النووية الشاملة إلى تقليص المحاصيل في جميع أنحاء العالم، لكن فريقا دوليا من الباحثين وجد أنه يمكن لمزارع الأعشاب البحرية الشاسعة، أن تساعد في إنقاذ حياة ما يصل إلى 1.
ويقدر الفريق أنه يمكن زراعة 33.63 طنا من عشب البحر الجاف أو #الأعشاب_البحرية كل عام، على مساحة متواضعة من سطح المحيط وبميزانية معقولة.
مقالات ذات صلة واشنطن.. العثور على صاروخ من الحرب الباردة في مرآب منزل 2024/02/05وقال المعد الرئيسي للدراسة، عالم البيئة الدكتور فلوريان أولريش جين: “إذا كنت تستخدم المناطق الأكثر إنتاجية، فستحتاج إلى حوالي 416 ألف كيلومتر مربع من المحيط”.
وتعاون الدكتور جين، قائد علوم البيانات في التحالف الذي يتخذ من كولورادو مقرا له لتغذية الأرض في حالات الكوارث (ALLFED)، مع قسم علوم المحيطات والسواحل بجامعة ولاية لويزيانا، وعالم فيزياء فلكية ألماني، وعلماء من كل من تكساس والفلبين في مشروع البحث.
وقال جين إن التكلفة الاقتصادية لهذا البرنامج المكثف لتوفير الغذاء للمليارات خلال فصل الشتاء النووي القاسي، ستكون أقل من البرامج الأمريكية الناجحة السابقة.
واستفادت دراستهم، التي نُشرت في مجلة Earth’s Future، من النماذج المناخية المحيطية للتغيرات الدراماتيكية التي من المقرر أن تحدث وسط شتاء نووي حقيقي.
وقالت الدكتورة شيريل هاريسون، المعدة المشاركة في الدراسة: “عندما يبرد سطح المحيط، تصبح المياه أكثر كثافة، لذا تغوص، ما يؤدي إلى الدورة العمودية”.
وستكون النتيجة عبارة عن عملية تشبه الحمل الحراري من شأنها أن تدفع المياه الغنية بالمغذيات من أعماق المحيط إلى السطح، ما يؤدي إلى تسميد المناطق اللازمة لبرنامج الزراعة المائية الضخم هذا بشكل فعال.
وأوضحت هاريسون أن هذه العملية تم توثيقها جيدا خلال أشهر الشتاء عند خطوط العرض العالية، لكن الشتاء النووي من شأنه أن يجعل الدورة أقرب إلى خط الاستواء.
وقالت: “في الشتاء النووي، يظل الجو باردا لسنوات، لذلك يستمر في التحرك، ما يؤدي إلى إثارة المياه العميقة والمواد المغذية هناك. ونظرا لأن الجو مظلم وبارد، فإن هذه العناصر الغذائية لا تستهلكها العوالق النباتية بسرعة، وهي الطحالب التي تشكل قاعدة الشبكة الغذائية في المحيط”.
وتعمل المزيد من خضروات المحيط الصديقة للإنسان، مثل الأعشاب البحرية، بشكل جيد في هذه الظروف، ما يجعلها مصدرا غذائيا بديلا رائعا.
ويقدر الباحثون أن مزارع الأعشاب البحرية ستحل مكان 15% فقط من الغذاء الذي يتناوله البشر حاليا، ولكن سيتم إعادة توجيهها في الغالب إلى أعلاف الحيوانات وإنتاج الوقود الحيوي.
وقالت هاريسون إن المشروع يحتوي أيضا على استخدامات أقل خطورة وأسوأ السيناريوهات، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون أيضا بمثابة مساعدات إنسانية في أعقاب الاضطرابات المحتملة في سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الشتاء النووي الشمس الحرب النووية الأعشاب البحرية الأعشاب البحریة
إقرأ أيضاً:
الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ
تعد الحيتان أكبر الكائنات على الأرض، لكن دورها في النظم البيئية للمحيطات يتجاوز حجمها المهيب، إذ تُسهم بشكل كبير في تنظيم المناخ العالمي والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتؤدي الحيتان بأنواعها دورا حيويا في مكافحة تغير المناخ من خلال تحفيز دورة المغذيات، وتخصيب العوالق النباتية الممتصة للكربون، والعمل كمخازن للكربون عبر أجسامها. وتعزز حركتها العمودية بين طبقات المحيط صحة وإنتاجية النظام البيئي البحري، وتدعم استقرار المناخ العالمي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مستويات سطح البحار ارتفعت أكثر من المتوقع في 2024list 2 of 2غرينلاند توقف مشروعا لأسباب بيئية وتواجه تعويضات بأضعاف موازنتهاend of listتغوص الحيتان في أعماق المحيط لتتغذى على فرائس غنية بالمغذيات بكميات كبيرة، مثل الحبار والأسماك والكريل (نوع من المفصليات البحرية) وغيرها، وبعد تناولها الطعام، تعود إلى السطح للتنفس، وأحيانا للتكاثر وفي أثناء ذلك، تُطلق المغذيات التي ابتلعتها من فرائسها على شكل أعمدة برازية على سطح المحيط.
ويشكل ذلك طبقة غنية بالمغذيات الأساسية، مثل الحديد والفوسفور، التي تُخصّب العوالق النباتية، مما يُهيئ ظروفا مثالية لنموها السريع، ويؤدي إلى ما يُعرف بـ"ازدهار العوالق النباتية".
والعوالق النباتية (Phytoplankton) كائن ذاتي التغذية ضمن فصيلة النباتات الصغيرة المجهرية التي عادة ما تنجرف في الطبقات العليا من المحيط، وتستهلك العناصر الغذائية والطاقة الضوئية لإنتاج الكتلة الحيوية. وفي بيئة غنية بالمغذيات، قد تزهر العوالق النباتية وتمتد لتشكل مصدرا غذائيا رئيسيا لعديد من الأنواع البحرية الأساسية لكلّ من شبكات الغذاء المحيطية.
إعلانوتعد العوالق النباتية صغيرة الحجم لكنها قوية، وهي البطل المجهول لدورة الكربون على الأرض. وتمتص هذه الكائنات الضوئية الصغيرة حوالي 40% من الكربون الثابت سنويا على مستوى العالم، وتنتج ما يقرب من نصف الأكسجين في العالم، مما يجعلها أساسية لاحتجاز الكربون عالميا، وهي المسؤولة عن معظم عملية التمثيل الضوئي على الأرض، وتلعب دورا حيويا في تنظيم المناخ.
وحتى عندما تموت العوالق النباتية وتغرق في قاع المحيط، فإنها تحتجز الكربون في رواسب أعماق المحيط. وفي نهاية المطاف، تُعد العوالق النباتية أساسية لاحتجاز الكربون وتخزينه طويل الأمد، إذ إن لها دورا حاسما في تنظيم المناخ العالمي.
نظرا لتأثير الحيتان الإيجابي والأساسي على نمو العوالق النباتية، فإن الحفاظ عليها يرتبط ارتباطا مباشرا بالحفاظ على استقرار المناخ، ولا تساعد الحيتان في الحفاظ على إنتاجية المحيطات فحسب، بل إن كتلتها الحيوية الكبيرة وأجسامها الضخمة لها دور مهم في تخزين الكربون.
وتشير الدراسات الإحيائية إلى أن الحيتان تخزن على مدار حياتها ما معدله 33 طنا من الكربون، مقارنة بـ12 طنا تخزنها شجرة بلوط مثلا. ويرجع ذلك إلى حجمها الكبير وأعمارها الطويلة التي تتراوح بين 45 و90 عاما، بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الحوت "مقوس الرأس" يتجاوز عمره على الأرجح 200 سنة.
وباعتبارها من الحيوانات المفترسة الرئيسية، تخزن الحيتان الكربون عن طريق استهلاك الفرائس من المستويات الغذائية الدنيا الغنية بالكربون أيضا.
وحتى عندما تموت، تغرق أجسادها في قاع البحر، حيث يُخزن الكربون لقرون أو حتى آلاف السنين. وحتى مع تحلل جثة الحوت يندمج بعض الكربون في رواسب المحيط، مما يؤدي إلى عزله بشكل فعال.
إعلانوبالإضافة إلى ذلك، تتغذى كائنات أعماق البحار على الجثة، حيث تعيد تدوير جزء من الكربون من خلال النظام البيئي بدلا من إطلاقه مرة أخرى في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون.
ويقدر علماء الأحياء أن هناك ما يزيد قليلا على 1.3 مليون حوت في المحيطات، أي ربع عددها سابقا والذي كان يتراوح ما بين 4 إلى 5 ملايين، وهناك نحو 90 نوعا من الحيتان المختلفة الأحجام.
ويعد الحوت الأزرق أكبر حيوان على وجه الأرض. ويمكن أن يصل طوله إلى 30 مترا ويتراوح وزنه ما بين 100 و150 طنا، أي ما يعادل 340 فيلا بالغا، بينما قد يصل وزن قلبه إلى 600 كيلوغرام، أي وزن سيارة صغيرة.
وعلى الرغم من دورها الحيوي في الحد من آثار تغير المناخ وصحة النظام البيئي، تواجه الحيتان تحديات غير مسبوقة من أجل البقاء، وجراء الأنشطة البشرية غالبا تتعرّض أعداد الحيتان للخطر، بدءا من ابتلاع البلاستيك وصولًا إلى التلوث الضوضائي وتغير المناخ والصيد الجائر.
ويعد التلوث البلاستيكي نفسه عدوا للحيتان، فكثيرا ما تبتلع الحيتان قطع البلاستيك، مما يؤدي إلى انسداد هضمي، وتعرضها لمواد كيميائية سامة، ومشاكل صحية خطيرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، عندما تستهلك الكائنات البحرية الصغيرة البلاستيك، فتتراكم السموم في السلسلة الغذائية وتؤثر على الحيتان بكميات مركزة.
من جهة أخرى، تعتمد الحيتان على أنظمتها السمعية في الملاحة والتواصل والبحث عن الطعام والتكاثر. ولذلك، يُشكل التلوث الضوضائي الناتج عن أنشطة بشرية، مثل النقل البحري وأجهزة السونار والاختبارات الزلزالية، تهديدا كبيرا قد يؤدي إلى نفوق الحيتان. وقد ثبت أن التلوث الضوضائي يُعطّل تواصل الحيتان ويؤثر على أنماط هجرتها وسلوكيات تكاثرها.
إعلانكما يُسبب ذلك ضغوطا نفسية طويلة الأمد، وفي بعض الحالات، قد يُؤدي إلى نزيف في الدماغ، وقد ارتبط ذلك أيضا بجنوح الحيتان. ويُشكل تغير المناخ السريع تحديا إضافيا لبقاء هذه الحيتان من خلال تغيير مسارات هجرتها، وتدهور موائلها، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.
في عام 1986 حظرت "اللجنة الدولية لصيد الحيتان" صيد الحيتان لأغراض تجارية، لكن بعض الدول والشركات واصلت عمليات الصيد، إذ تشير التقارير إلى قتل أكثر من 40 ألف حوت، مما قوّض جهود التعافي.
ويلقي انخفاض أعداد الحيتان بتأثيراتٍ واسعة النطاق في جميع أنحاء النظم البيئية البحرية، ويُسرّع من تغيّر المناخ. فمع تناقص أعداد الحيتان، تتضاءل دورة المغذيات، مما يُؤدي إلى انخفاض نمو العوالق النباتية. لذلك، فإن حمايتها لا تتعلق فقط بالحفاظ على الأنواع، بل تعد خطوة حاسمة في مكافحة تغير المناخ واستعادة الاستقرار على الكوكب.