أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً سلط خلاله الضوء على معدن الكوارتز، وأهم الصناعات التي يدخل فيها، والدول الفاعلة في تصديره واستيراده، بالإضافة إلى التطرق للتجارة الخارجية لمصر فيما يتعلق بمعدن الكوارتز، والجهود المبذولة لاستغلال هذا المعدن.

أشار التقرير إلى أن الكوارتز هو مركب كيميائي، يتكون من ثاني أكسيد السيليكون (SiO2)، وهو عبارة عن جزء واحد من السيليكون وجزءين من الأكسجين، ويُعد من أكثر المعادن وفرة على سطح الأرض، كما أن خصائصه الفريدة تجعله أحد أكثر الموارد الطبيعية فائدة، فضلًا عن كونه يتشكل في جميع درجات الحرارة، ويوجد بكثرة في الصخور النارية والمتحولة والرسوبية، كما يتميز بأنه مقاوم للعوامل المناخية الميكانيكية والكيميائية، لذا فهو يتوافر في العديد من المناطق، سواء على قمم الجبال أو رمال الشواطئ أو الأنهار أو الصحراء، وتنقسم أنواع الكوارتز إلى قسمين: خشنة التبلور وخفية التبلور.

وقد استعرض التقرير الصناعات التي يدخل الكوارتز في العديد منها؛ نظرًا لخصائصه الفريدة التي يتميز بها، وفيما يلي أهم هذه الصناعات:

- صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات: حيث تُستخدَم بلورات الكوارتز في الإلكترونيات؛ نظرًا لكونها تولد تيارًا على سطحها وذلك في حالة ثنيها أو ضغطها، كما يتم استخدام بلورات الكوارتز لإعطاء تردد دقيق لكل أجهزة الإرسال اللاسلكية، وأجهزة التلفاز والراديو، بالإضافة إلى أجهزة الحاسب الآلي، وأجهزة إرسال (GPS). وترجع هذه الدقة إلى عدم تأثر بلورة الكوارتز بمعظم المذيبات، حيث إنها تبقى متبلورة في ظل درجات الحرارة المرتفعة. كما أن هناك ما يُعرف بـ "البلورات الاصطناعية"، ويتم إنتاجها بشكل مصطنع من خلال إذابة ثنائي السيليكون الخام في محلول ماء قلوي عند درجة حرارة عالية. وتُستخدم هذه البلورات أيضًا في صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات وأيضًا الطاقة الشمسية، والأقراص الضوئية وأدوات الطباعة الحجرية، وغيرها.

- المجوهرات والأحجار الكريمة: يستخدم الكوارتز بشكل شائع للزينة، إذ يتميز بصلابته واللمعان الفائق والبلورة، ومن أمثلة المجوهرات والأحجار التي تستخدم الكوارتز: أحجار السترين، والجمشت، والكوارتز الوردي، والعقيق وغيرها.

- صناعة البترول: ويتم ذلك من خلال عملية تعرف باسم "التكسير الهيدروليكي"، حيث يتم دفع رمال الكوارتز مع الماء ومواد كيميائية أخرى تحت ضغط مرتفع أسفل آبار النفط والغاز، ويؤدي هذا الضغط إلى تكسر صخور الخزان، وإنشاء ممر لتدفق الغاز الطبيعي إلى فتحة البئر.

- صناعة الزجاج: حيث يتم تصنيع الزجاج من خلال مركب كيميائي يعرف باسم ثاني أكسيد السيليكا (SiO2)، ويجب أن يكون هذا المركب على درجة كبيرة من النقاء تصل إلى 99.9%، ويُترك حتى يبرد تمامًا، ويشكل بعد ذلك إلى أي شكل يفضله الصانع. كما تُستخدم بلورات الكوارتز الضوئية في صناعات أخرى مثل: صناعة الليزر، والتلسكوبات، والمجاهر، والأدوات العلمية، وأجهزة الاستشعار الإلكترونية.

- صناعة بوتقات المختبرات: وهي عبارة عن الحاويات التي تُستخدم لحمل المواد الكيميائية عند القيام بإجراء الاختبارات الكيميائية والحرارية، حيث يتمتع الكوارتز بقدرة انصهار عالية وهو خامل كيميائيًّا. هذا بالإضافة إلى مزايا أخرى، مثل: التمدد المنخفض، ومقاومة الصدمات الحرارية، واستقرار الأبعاد.

- صناعة الساعات: تمتاز بلورات الكوارتز بالقدرة على الاهتزاز بترددات دقيقة، مما يساهم في تنظيم حركة الساعة، ويجعلها دقيقة للغاية.

هذا بالإضافة إلى العديد من الصناعات الأخرى، مثل صناعة صب المعادن، وصناعة السيراميك، وأسطح المطابخ، وغيرها.

وأوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن القيمة السوقية لسوق الكوارتز تُقدر بنحو 7.02 مليارات دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 8.62 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2028، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.19٪ خلال الفترة (2023-2028).

وتجدر الإشارة إلى أن جائحة كوفيد-19 أثرت سلبًا على صناعة الكوارتز، حيث تم إيقاف العديد من سلاسل التوريد في العديد من الصناعات بمختلف دول العالم، وهو ما أثر بدوره على بعض الصناعات، مثل: الإلكترونيات وأشباه الموصلات والبناء والتشييد والسيارات، وهذه الصناعات تعتمد بدورها على الكوارتز، وبالتالي تراجع الطلب على الكوارتز أثناء الجائحة، وعلى الرغم من زيادة الطلب على الكوارتز في صناعات أخرى مثل الطاقة الشمسية، فإنه لم يعوض التراجع الذي حدث في الصناعات الأخرى التي يدخل الكوارتز في تصنيعها. ومع عودة النشاط الاقتصادي مرة أخرى تعافت سوق صناعة الكوارتز، وبالتالي الصناعات التي يدخل فيها.

وأكد التقرير أن الكوارتز يدخل في صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات، بسبب المرونة العالية التي يتمتع بها، والذبذبات الدقيقة التي تُستخدم لإعطاء تردد عالٍ لجميع أجهزة الإرسال، لذا فإنه من المتوقع أن يرتفع الطلب عليه نظرًا لزيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، هذا بالإضافة إلى استخدام بلورة الكوارتز كمذبذب في أجهزة الراديو والساعات ومقاييس الضغط. كما يستخدم كريستال الكوارتز في صنع مرشحات التردد وأدوات التحكم في التردد وأجهزة ضبط الوقت في الدوائر الإلكترونية لمختلف المنتجات.

وجدير بالذكر أنه من المتوقع أن تساهم التقنيات الرقمية، مثل إنترنت الأشياء، وتقنيات الاتصالات الحديثة، مثل الجيل الخامس، في تطوير المنتجات الإلكترونية، وقد ارتفعت إيرادات المنتجات الإلكترونية عالميًّا لتبلغ نحو 3.4 تريليونات دولار أمريكي عام 2022، مقارنة بنحو 3 تريليونات دولار أمريكي عام 2020، كما من المتوقع أن يبلغ نحو 3.5 تريليونات دولار عام 2023.

وأبرز التقرير حجم صادرات وواردات الكوارتز، وأهم الفاعلين الدوليين البارزين في هذا المجال، وذلك على النحو التالي:

- بلغت قيمة صادرات الكوارتز عالميًّا نحو 706 ملايين دولار عام 2022، بمعدل نمو بلغ 2.2% عن العام السابق له. وقد جاءت الصين في مقدمة الدول المصدرة للكوارتز بإجمالي قيمة تبلغ نحو 206.7 ملايين دولار، وهو ما يُمثل نحو 29.3% من إجمالي الصادرات العالمية عام 2022، تلتها الهند بنسبة 13.4%، ثم النرويج بنسبة 12%.

- في المقابل بلغت قيمة واردات الكوارتز عالميًّا نحو 970.8 مليون دولار عام 2022، بمعدل نمو سنوي بلغ 19.5%. وقد جاءت الصين أيضًا في المرتبة الأولى كأكبر الدول المستوردة للكوارتز بقيمة 284.2 مليون دولار، بما يُمثل نحو 29.3% من واردات الكوارتز عالميًّا عام 2022، تليها اليابان بنسبة 11.2%، ثم النرويج بنسبة 7.6%.

وأشار التقرير إلى أهم الجهود المبذولة لتنمية صناعة الكوارتز في مصر، حيث تُعد مصر من أكبر دول العالم التي تمتلك مخزونًا ضخمًا من الكوارتز، كما أنه يتميز بنسبة نقائه العالي التي تصل إلى 99.9%، مما يجعله يتمتع بمزايا تنافسية عالية على المستوى العالمي، وتتبنى مصر في الوقت الراهن استراتيجية توطين الصناعة المصرية، التي يتم من خلالها دعم الصناعة المحلية وتنميتها، وفي هذا الإطار حرصت القيادة السياسية على توطين صناعة الكوارتز في مصر، وذلك بدلًا من تصديره كمادة خام.

ففي البداية كانت مصر تقوم بتصدير الكوارتز في شكله الأولي كمادة خام دون إجراء أية عمليات تصنيع عليه، ثم استيراده بعد إعادة تصنيعه؛ نظرًا لدخوله في العديد من الصناعات، إلى أن تقرر في عام 2020 إنشاء أكبر مجمع صناعي في إفريقيا والشرق الأوسط لاستغلال هذا المخزون والاستفادة من القيمة المضافة من تصنيع الكوارتز، وفي مايو 2023، تم بالفعل افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة في محافظة السويس.

وذكر التقرير أن مجمع مصانع الكوارتز يتكون من 5 مصانع، مصنع التكسير الأولي لخام الكوارتز بمرسى علم، وذلك لتكسير خام الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات تصل من 3 سم إلى 5 سم، بالإضافة إلى أربعة مصانع أخرى بالعين السخنة، منها مصنع التكسير الرئيس لخام الكوارتز لتكسير الكوارتز إلى حبيبات أصغر، وذلك بعد إجراء عمليات الفصل الضوئي والغسيل، ومصنعين آخرين لطحن خام الكوارتز إلى حبيبات صغيرة للغاية وطبقًا للمواصفات المطلوبة لإدخالها في إنتاج ألواح الكوارتز، ويقوم هذا المشروع على استغلال خامات الكوارتز عالية الجودة من جبال البحر الأحمر، والتي تصل درجة نقائها إلى 99٪ في منجم في مرسى علم.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم الأخذ في الاعتبار عند إنشاء المجمع كل الإجراءات التي تضمن الحفاظ على البيئة والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة بالمجمع، حيث تم استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل جميع معدات وخطوط الإنتاج، فيما عدا الغلايات التي تم تشغيلها بالاعتماد على الغاز الطبيعي، فضلًا عن إنشاء محطة تحلية مياه ومحطات إعادة تدوير المياه لتقليل الهدر من المياه. كما تم تشجير المناطق المحيطة بالمجمع للحفاظ على البيئة.

وأشار التقرير إلى أن القيمة الاقتصادية لمجمع مصانع إنتاج الكوارتز تكمن في عدم تصدير الكوارتز بشكله الأولي، والاعتماد على تصنيعه محليًّا للاستفادة من القيمة المضافة، والتي سيترتب عليها العديد من الفوائد الاقتصادية لمصر، نذكر منها ما يلي:

- إيقاف استيراد الكوارتز نتيجة لإنشاء هذا المجمع، وفتح أسواق للتصدير للخارج مما سيعمل على توفير العملة الصعبة.

- تلبية احتياجات السوق المحلية من الكوارتز، والاعتماد عليه في كثير من الصناعات، وتعظيم العائد منه وتحقيق القيمة المضافة وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.

- توفير فرص عمل، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر في الصناعات التي يدخل الكوارتز في إنتاجها، وبالتالي خفض معدل البطالة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من المتوقع أن دولار أمریکی بالإضافة إلى فی العدید من من الصناعات ت ستخدم من خلال التی ت عام 2022

إقرأ أيضاً:

التخطيط: مصر تمتلك أسواق كربون طوعية ونوفي حفز استثمارات بـ 4 مليارات دولار

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ اجتماعًا -افتراضيًا- مع "مرسيدس فيلا مونسيرات"، الرئيس التنفيذي للمركز العالمي لتمويل المناخ، وذلك لبحث سبل التعاون المشترك.

وناقش الطرفان خلال الاجتماع؛ تطور الأعمال بالمركز العالمي لتمويل المناخ، الذي تم إطلاقه خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP28 بالإمارات العربية المتحدة، ويقع مقره في إمارة أبو ظبي، ويهدف إلى تسريع تمويل المناخ عالميًا وتعزيز الابتكار من خلال العمل المشترك بين مختلف الأطراف ذات الصلة، والتركيز على القطاع الخاص، وبناء القدرات.

وأكدت "المشاط"، ضرورة أن يستهدف مركز تمويل المناخ، دعم المنصات الوطنية كمحور رئيسي من محاور تنشيط العمل المناخي في الدول الناشئة، لاسيما وأنها كانت واحدة من التوصيات التي أكدت عليها التقارير الصادرة خلال مؤتمر المناخ  COP28، وكذلك أكدت عليها مجموعة الـ20، مشيرة إلى أن مصر أطلقت المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، باعتبارها تطبيق فعلي للمنصات الوطنية الهادفة لتحفيز الاستثمارات المناخية، وتعزيز التزام الدول بتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيًا.

وناقش الطرفان إمكانية مساهمة واستفادة مصر من الخدمات التي يقدمها المركز، حيث أوضحت الدكتورة رانيا المشاط آخر تطورات برنامج «نُوَفِّي»، لافتة إلى تم تحفيز استثمارات القطاع الخاص بقيمة تقترب من 4 مليارات دولار، لافتة إلى أن مصر تكثف التعاون في هذا المجال مع الدول الإفريقية، مثل تنزانيا، التي يتم تقديم المساعدة الفنية لها في تطوير منصتها الوطنية. كما أشارت "المشاط" إلى أن مصر تمتلك حاليا أسواق كربون طوعية، ومن خلال الهيئة العامة للرقابة المالية، استطعنا تقديم نموذج يُحتذى به لإفريقيا.

من جانبها، استعرضت الرئيس التنفيذي للمركز العالمي لتمويل المناخ، آخر تطورات الأعمال بالمركز، لافتة إلى أنه يستهدف تنشيط التمويل المناخي في دول قارة أفريقيا وتعزيز جهود نشر أدوات خفض المخاطر، وتنشيط أسواق الكربون، موضحة أنه تم توفير تمويل المركز للسنة الأولى من قبل سوق أبو ظبي العالمي، كما تم الحصول على تمويل للسنوات الثلاث المقبلة.

ويضم مجلس الإدارة سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة، وسوق أبو ظبي العالمي، وبنك أبو ظبي الأول، ومصرف أبو ظبي الإسلامي، وبنك HSBC، وصندوق SIF. بالإضافة إلى ذلك، لدينا 15 شريكًا معرفيًا، بما في ذلك مورجان ستانلي، والبنك الدولي، وG Funds، الذين سيوفرون الدعم العيني من خلال الأبحاث والبيانات والخبرات الاستشارية.

كما أشارت إلى أنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة الخارجية الإماراتية على مبادرتين رئيسيتين، الأولى هي مبادرة الاستثمار الأخضر في إفريقيا، والتي خصصت 4.5 مليار دولار ليتم استثمارها بحلول عام2030 ، والمبادرة الثانية هي الإطار العالمي للتمويل المناخي، الذي وقعته 15  دولة، ونعمل الآن مع البرازيل على تنفيذه، هذا فضلا عن مبادرة "الابتكار في التكنولوجيا المناخية"، التي تركز على التقنيات الناشئة، خاصة الذكاء الاصطناعي، وكيفية دمجها في حلول المناخ.

وأوضحت أنه يتم حاليا التركيز على إشراك القطاع الخاص في العمل مع المركز، ودراسة الاتفاقيات التي أبرمتها الدول وتحديد الجهات الفاعلة في القطاع الخاص لمعرفة كيفية التعاون معهم لتنفيذ الالتزامات.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: مصر تمتلك تفاصيل عديدة حول خطة إعادة إعمار غزة
  • توجيهات رئاسية.. طرح أكبر عدد من الوحدات السكنية خلال أيام
  • أكبر جبل جليدي في العالم يتجنب تدمير جزيرة بيئية
  • ما الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من «المعادن النادرة» بالعالم؟
  • التخطيط: مصر تمتلك أسواق كربون طوعية ونوفي حفز استثمارات بـ 4 مليارات دولار
  • أي الدول تمتلك أكبر احتياطيات المعادن النادرة على مستوى العالم؟
  • توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة – 3 – شكل الصراع القادم
  • الغرف التجارية: تشغيل أكبر مصنع غزل ونسيج في العالم بالمحلة الكبرى يوفر آلاف فرص العمل
  • الوزراء: 251 مليون طفل وشاب حول العالم خارج المدرسة.. والتكنولوجيا أمل جديد لملايين الطلاب
  • أخبار العالم | إسرائيل توافق على مقترح أمريكي لهدنة مؤقتة في غزة وتطورات جديدة بشأن الحالة الصحية لبابا الفاتيكان