تعمل الدول في إفريقيا على نظام جديد للدفع والتسوية فيما بينها وذلك في محاولة لتخفيف وطأة ضعف عملاتها وشح الدولار في هذا الدول .

ويستهدف نظامٌ جديدٌ للدفع والتسويةِ في إفريقيا تسهيلَ المدفوعاتِ عبر الحدودِ بالعملاتِ الوطنية لتخفيفِ الضغطِ على هذه الدول في توفيرِ الدولار في التجارةِ البينية، وانطلق في نوفمبر 2021 ويموله من البنكِ الإفريقي للاستيرادِ والتصدير.

مادة اعلانية

وبدأت المنصةُ عملياتِها التجاريةَ مع 9 دول ويتوقع انضمامِ ما بين 15و 20 دولةً بنهاية العام الجاري.

جرس الإغلاق اقتصاد مصر "أفريكسيم بنك": محادثات مع مصر لتفعيل انضمامها لنظام الدفع والتسوية الإفريقي

ويستخدم النظامُ أسعارَ صرفِ الدولار في الوقتِ الحالي، ولكن يتم العملُ مع البنوكِ المركزية لتطويرِ آليةِ سعرِ الصرفِ التي من شأنِها أن تسمحَ للعملاتِ الإفريقية البالغِ عددُها 42 عملةً أن تكونَ قابلةً للتحويلِ فيما بينها.

وقال رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة الدكتور يشري الشرقاوي إن "المنصة تحاول التغلب على صعوبات توفير الدولار داخل الدول الإفريقية ولكنها تحتاج لوقت لتؤتي ثمارها".

وتبحث إفريقيا عن طرقٍ لكسرِ اعتمادِها على العملةِ الأميركية ولكنّ الطريقَ لا تزال في بدايتِها خاصةً مع استمرارِ الدولارِ الأميركي كعملةِ التسوية في التبادلاتِ التجارية على المستوى الدوليّ والقاري.

وقالت كانايو أواني النائب التنفيذي الأول بالبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير "إن التبادلات منخفضة جدا حاليا بنسبة 15 إلى 17% اعتمادا على الإحصائيات لكن أحد أهم الأشياء التي نحاول القيام بها هو أن أي شخص يستخدم هذه المنصة يتعامل مع مشكلات عدم القدرة على الوصول إلى معلومات التجارة والأسواق لأن الكثير من الناس لا يعرفون من أين يمكنهم شراء السلع الخاصة بهم وأين يبيعون وما هي قواعد التجارة. هذه المنصة هي فرصة للحضور والتواصل مع المشترين والبائعين والمستثمرين".

ورغم صعوباتِ البنيةِ التحتية للقارةِ الإفريقية وضعفِ كثيرٍ من عملاتِها المتداولة فإن منصةَ الدفع ِ والتسوية في إفريقيا تمثل خطوةً طموحةً لزيادةِ التجارةِ البينية بين دولِ القارة والوصولِ إلى هدفِ كسرِ هيمنةِ الدولار فيما بينها.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الدولار شح الدولار التجارة في أفريقيا التسويات التجارية البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير

المصدر: العربية

كلمات دلالية: الدولار فی إفریقیا الدولار فی

إقرأ أيضاً:

مكاسب القارة الأفريقية في ظل نظام عالمي متعدد الأقطاب

مقدمة
شهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات جيوسياسية واقتصادية أدت إلى بروز نظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث لم تعد الولايات المتحدة القطب الوحيد الذي يتحكم في مسارات السياسة العالمية. فقد صعدت دول مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى لتلعب دورًا متزايد الأهمية على الساحة الدولية. هذا التحول يفتح للقارة الأفريقية فرصًا جديدة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، تساهم في تنمية قارة غنية بالموارد ومتنوعة في ثقافاتها.

أولاً: تنوع الخيارات السياسية والاقتصادية
في النظام العالمي الأحادي القطب، كانت معظم الدول الأفريقية مجبرة على التعامل وفقًا للشروط التي تمليها الدول الكبرى أو المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد والبنك الدولي، التي تهيمن عليها دول الغرب. أما الآن، ومع صعود دول جديدة، أصبح لدى أفريقيا خيارات أوسع للتعاون والشراكة، مثل التوجه نحو الصين وروسيا التي تقدم بدائل اقتصادية تتناسب مع متطلبات التنمية الأفريقية. كذلك، تسعى قوى ناشئة أخرى إلى إقامة شراكات أكثر عدالة، مما يمنح القادة الأفارقة خيارات أوسع للمفاوضات.

ثانيًا: تعزيز الاستقلالية السياسية
التوجه نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب يمنح الدول الأفريقية مساحة أكبر لاتخاذ قراراتها السياسية بعيدًا عن الإملاءات الخارجية. حيث يمكن للدول الأفريقية الاستفادة من تنافس القوى الكبرى لتعزيز استقلالها السياسي ودعم مواقفها الدولية، كما يتيح لها القدرة على لعب دور الوسيط أو العضو المحايد، ما يمنحها ثقلاً دبلوماسيًا أكبر.

ثالثًا: فرص التعاون في مجالات التنمية والبنية التحتية
الصين، على سبيل المثال، تبنت مبادرات واسعة النطاق مثل "مبادرة الحزام والطريق"، التي توفر استثمارات ضخمة في البنية التحتية للنقل والطاقة والاتصالات. استفادت العديد من الدول الأفريقية من هذه الاستثمارات، التي أسهمت في تحسين شبكات النقل وزيادة كفاءة البنية التحتية، الأمر الذي يُعزز من تنافسية اقتصادات هذه الدول على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

رابعًا: الحد من التبعية الاقتصادية
بفضل التنوع في مصادر التمويل، باتت الدول الأفريقية أقل عرضة لضغوط الاقتصادات الغربية وشروطها الصارمة. وهذا يمنح القارة مساحة لتحسين اقتصادها بناءً على أولويات محلية، مثل دعم الزراعة والصناعة المحلية، والحد من الاعتماد على واردات قد تؤثر على ميزانها التجاري سلباً. هذا التحول يمكن أن يُسهم في بناء اقتصادات أكثر استدامة وتنوعاً.

خامسًا: تعزيز القوة التفاوضية في القضايا المناخية
القارة الأفريقية هي من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ، وتحتاج إلى دعم دولي لمواجهة التحديات البيئية. في ظل النظام المتعدد الأقطاب، تتزايد فرص القارة في أن تتفاوض للحصول على تعويضات ومساعدات من الدول الكبرى، والتي تُعد من أكبر المساهمين في الانبعاثات الكربونية. التعاون مع قوى متعددة يسمح للدول الأفريقية بتعزيز مواقفها والمطالبة بدعم عالمي أكبر في القضايا المناخية.

ختامًا
يُعد النظام العالمي المتعدد الأقطاب فرصة ذهبية للقارة الأفريقية لتعزيز استقلالها وتطوير اقتصاداتها وتخفيف تبعيتها للدول الكبرى. ومع ذلك، يبقى على الدول الأفريقية أن تتوخى الحذر وأن تحافظ على مصالحها الوطنية، وأن تستغل هذا التعدد لتحقيق نمو مستدام ينعكس إيجابياً على حياة شعوبها، بعيداً عن الانجراف في صراعات القوى الكبرى.

mohamedtorshin@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • «الغرفة التجارية»: مهرجان «دمياط حاجة تانية» يستهدف التسويق لإمكانيات المحافظة
  • وزير الاستثمار يؤكد حرص مصر التام لإزالة كافة القيود الجمركية وغير الجمركية
  • مصر تبحث تعزيز التعاون مع الكوميسا على هامش القمة الثالثة والعشرين ببوجامبورا
  • وزير الاستثمار يجتمع مع أمين عام الكوميسا لتعزيز العلاقات المشتركة
  • مصر تشارك في اجتماع منظمة الدول الإفريقية المنتجة للبترول بالكاميرون
  • وزير الاستثمار يجتمع مع تشيليشي كابويبوي أمين عام الكوميسا على هامش القمة الثالثة والعشرين
  • مكاسب القارة الأفريقية في ظل نظام عالمي متعدد الأقطاب
  • ترامب: الدولار يفقد مكانته كمعيار للدفع وهو يعادل خسارة الحرب بالنسبة للولايات المتحدة
  • وزير الطاقة لدى الاحتلال يحتفي بالعلاقة مع الإمارات.. قوية رغم الحرب
  • السجن يلاحق المقلدين في الأسواق.. مليون ريال غرامة تزوير العلامات التجارية